أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-3















المزيد.....

نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-3


أمين بن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 8046 - 2024 / 7 / 22 - 01:15
المحور: كتابات ساخرة
    


عند الباب وقفت إيمان تنظر إلى ملاك، وهي تُغلق، لم تتكلم لكنها كانت مبتسمة، ابتسامة قالت الكثير، قالت كل شيء...
- ماذا؟
- لا شيء... أنظر إليك...
- لم أتغير، لا أزال مثلما عرفتني دائما.
- نظرتي إليك تغيرتْ، وغيّرتكِ...
- تتغزلين بي؟
- ولم لا أفعل؟
- لم أمنعكِ...
- لا تستطيعين حتى لو أردتِ...
- لا أريد، لكن لو أردتُ أستطيع.
- لن تستطيعي منعي من النظر إليكِ، يكفيني ذلك لأكون سعيدة...
- لن أفعل...
- لن أسمح لكِ حتى لو أردتِ وفعلتِ...
- تريد قول شيء إذن... فقولي...
- أنتِ من قررتِ أن نبتعد عن بعض الأشهر الماضية...
- لا، كنا معا ولم يكن قراري وحدي.
- لا، بل كان قرارك وأنا وافقتكِ...
- لا يهم إذن من كانت وراء الفكرة، المهم أن الموافقة حصلت منا معا، وبذلك يكون قراركِ مثلما كان قراري...
- لن أسمح لك أن تبعديني عنكِ مرة أخرى... مهما كانت الأسباب، لن أوافقك في أي قرار يبعدنا عن بعض...
- إيمان... ما بك؟ هل حصل شيء لا أعرفه؟
- نعم حصل، وتعرفينه...
- ...
- لن تكلميه، وستطلبين مني ألا أكلمه حتى يعتذر، لا أوافق على ذلك!
- لم أفرض عليك أي شيء، وأنتِ أيضا لا تفرضي عليّ ما لا أريد.
- إذن ما خمنته صحيح...
- نعرف بعضنا جيدا، ولا نحتاج السؤال لنعرف مواقفنا...
- وإذا لم يعتذر؟
- لنغير الموضوع... ولنغادر قبل كل شيء... تأخرنا.
- لا! أجيبي...
- وهل أنت في حاجة لسماعي لتعرفي ما تعرفينه مسبقا؟
- لا أحب هذا فيكِ...
- أنا أيضا... تعالي، لنخرج...
منتصف النهار، كنت بصدد الخروج بسرعة من الكلية، لكن ناداني محمد من ورائي، وقال لي أن جامبو بحاجة لي وأرشدني إلى مكانها. عندما التحقت بها وجدتها تبكي، فجلست بجانبها دون أن أكلمها... بقيت كذلك وقتا، حتى سكتت ثم نظرت لي وقالت "لا تشغل بالك، لا شيء يستحق"، لكني أصررت فعلمت أن أحدهم سخر منها وقال كلاما عنها...
كان من طلبة السنة الخامسة، ولم أهتم لذلك... في العشية، أخذت معي محمد وبعض من أعرف دون أن أعلمهم لكيلا يرفضوا، وبحثت عنه فوجدته. ظن من معي أني أعرفه، لكن ما إن فهموا أني عازم على ضربه منعوني وسيطروا عليّ... لكني لم أسكت وواصلت الصراخ مطالبا إياه بالاعتذار منها... وعندما فهم محمد أنه أساء لجامبو، تركني وطلب من الآخرين إما البقاء ومناصرتنا وإما المغادرة... انسحب واحد وبقي اثنان فكنا أربعة، وعدنا إليه ومن معه... فتعاركنا وغلبناهم ثم غلبنا أعوان الأمن وأخذونا كلنا إلى مركزهم... وقبل تحرير المحضر، اتصل رئيسهم ليعلم الكاتب العام الذي بدوره أعلم العميد فحضرا... تكلم العميد قرابة العشر دقائق... لم يتكلم في الحقيقة، لكنه صرخ ولم يسمح لأحد أن يفتح فمه، لام أكثر الآخرين لأنهم الأكبر واقتربوا من التخرج عكس من لا زال في سنته الأولى، ثم أمر الفريقين أن يعتذر كل من الآخر، وهددنا بأشد العقوبات لو عدنا... كانت تلك أول مرة وقع فيها ما وقع، لأن المعروف عن الكلية أنها شبيهة بثكنة عسكرية لا يستطيع أحد التكلم فيها، في أي كلية أخرى كانت تحدث أشياء إلا في كليتنا، حتى العراك لم يحدث قط، لأنه ببساطة ربما لم يعجب ذلك أحد الأساتذة وتذكر اسم الطالب أو وجهه فيمضي أعواما في سنته تلك... لم يلمني محمد عن الذي وقع، لكنه نهرني بشدة عندما صارحته أني أفكر في ضرب ذلك الذي أهان جامبو خارج الكلية... "في الأولى كنت معك، أما في هذه فلا! ثم جامبو صديقة وليست حبيبة، والذي قمنا به كاف!"
يسمون الكليات والجامعات حرما جامعيا، والحرم لا يدنس بمراكز الشرطة. لكن الجميع رضوا وقالوا أن تلك المراكز موجودة فقط لمنع التجاوزات وحفظ الأمن، وبذلك يكون وجودها شرعيا، والدليل على ذلك لولا وجودها لسالت الدماء بيني وجماعتي وبين الفريق الآخر... لا يهم... المركز يقع مباشرة أمام الساحة الكبرى أين يجتمع الطلبة، ليراقب هل هناك من أخل بالأمن أو لا... عند خروجنا من المركز، كان الجميع ينظرون إلينا، والنظرات كانت عدائية لنا، نحن الصغار، والتقاليد في ذلك المكان تقول أن الصغير يجب أن يحترم الكبير، وغير معقول أن يعنف من دخل للتو المكان من قارب على مغادرته... لكني لم أهتم لكل تلك العيون، إلا لست منها... جامبو، إيمان وملاك... وكن ثلاثتهن تقفن معا... كنت أمشي مع محمد الذي أخذ السير نحوهن، واستغرب عند تركي له وسيري نحو الباب الرئيسي للخروج... لكن جامبو التحقت بي وأوقفتني...
- ما الذي فعلته يا أحمق؟
- الذي لم تفعليه أنتِ...
- ماذا؟
- بكيتِ من شبه رجل كذاك، لو صفعته لأسقطته وما احتجتُ لما حصل...
- إنه في الخامسة، والسنة القادمة ربما درّسنا في أحد المواد!
- بلهاء! لا يدرّس إنما يعين، هذا إن قام بذلك أصلا، حتى وإن فعل... ثم ماذا!
- يعرف الأساتذة!
- ونحن أيضا سنعرف! وأكثر منه!
- أنت حقا مجنون! ثم من طلب منك فعل ما فعلت؟
- لا أحد... لم يكن الأمر بحاجة إلى طلب...
- قلي، لو يحدث شيء مشابه مع إيمان، ماذا ستفعل؟ تقتله؟
- إيمان عندها ملاك... ليست في حاجة لي...
- أحسن، نضمن إذا ألا يموت أحد...
- ...
- إلى أين كنت ذاهبا؟
- ليس عندي وجهة محددة... أغادر ثم أرى...
- ولماذا لم تكلم إيمان؟ سألت عنك قبل...
- ...
- لا تريد أن تجيب... مثلما تريد... لكن أردت أن أقول...
- ماذا؟
- منذ صغري تعودت على الهمز واللمز، الضحك والسخرية، كنت دائما الأطول والأضخم...
- والأذكى، والمتفوقة عليهم جميعا وذلك هو الأهم.
- زاد ذلك على سخريتهم، النقمة والحسد، لأن الفيلة لم يكن عندها مخ نملة...
- أنت من بقايا الديناصورات التي لم تنقرض حسبما قلتِ وليس الفيلة...
- نعم... لكن أردتكَ أن تعلم أنكَ أول من فعل ذلك...
- فعل ماذا؟
- دافع عني...
- أغبياء لا يعرفون قيمتكِ...
- لكن ذلك لا يمنع أنك كنت غبيا! ولم يطلب منك أحد أن تقوم بعمل الصعاليك الذي قمت به!
- جرحتِ فؤادي... إذا سقطت لا تتركيني هنا... ادفنيني عند تلك الكنيسة أو الولي الصالح...
- سيكون المكان نتن الرائحة...
- نتن؟ لماذا؟
- أحدهم فعل أشياء قبيحة عندهما، وصار قدوة لغيره من اللؤماء...
- نعم... أكيد صاحب الفكرة الأول لئيم... غريب كيف يتبع البشر اللؤماء حتى اليوم...
- عندي اقتراح برغم أنك لا تستحقه...
- أنت حقا شريرة وتصرين على جرح فؤادي...
- وصلتني امدادات... تقول لي لماذا لم تكلم إيمان، أدعوك... لا تقل لا أدعك...
- عندي اقتراح وسط...
- هناك اختصاصات لم تسمع بها ولم ترها حتى في التلفزيون... لكن مثلما تريد... اقترح...
- اليوم يومك، وأريد أن أعتذر منك عن شيء حدث أول يوم...
- ...
- حصل الكثير أول يوم لي هنا، في الحقيقة كل شيء حصل ذلك اليوم...
- تشويق...
- كنت مع محمد، وتكلمت عنك بطريقة أكيد أفظع من صاحبنا... نعم أخطأت في الأخذ بالمظاهر...
- ماذا قلت؟
- لا يهم ماذا قلت، الأهم ما أقول الآن...
- أريد أن أعرف
- الآن أقول أني تعلمت منكِ الكثير، وأني لا أرى كل الأعوام القادمة دونكِ...
- هربت من الجواب
- بالعكس، وأنا هنا أحاول إيقاظ بقايا الرحمة في غياهب آخر الديناصورات...
- سأدعو محمد أحسن، ثم أنت لا تستحق، ألم تعترف أنك قلت عني أشياء غير لطيفة؟
- الجهل عذر، ثم كيف لي أن أعرف وقتها أنكِ آخر من تبقى من سلالتكِ؟
- نعم... عندك حق... نعذرك بجهلك... لكن ما عندي يستحق أكثر من مجرد اعتذار! قلت لك... أشياء نادرة لا يعرفها أحد!
- إذن... أتزوجك! لكن أحذرك منذ البدء... لا أضمن لك أن تتواصل سلالة الديناصورات!
- اقتراحك غير مغر إذن! فابحث لك عن غيره... وووو... وإيمان قادمة... لا تحاول الفرار لأنها تقريبا وصلت وتمشي بسرعة... لا أمل لك في الفرار، ولن أساعدك...

- هل قطعت شيئا ما؟

- لسوء حظكِ نعم... كنت أستمع لكلام جميل عن شقراء ابنة رجل شرير...
- جامبو!!
- ماذا؟ هل كذبت عليكَ؟ ألم تقل لي أنك نادم عن كل خطأ أخطأته معها وأنك تحبها مثلما لم تحب أحدا من قبل؟
- لماذا تفعلين هذا؟
- لأنك غبي! لا أعرف ما الذي يجري بينكما، لكن ما أنا متأكدة منه أنك غبي! ... وأنتِ، رأيتِ ماذا فعل من أجلي، فاح‍ذري ردة فعلي... ربما أتعشاكِ بعد أن أصوم يوما كاملا للغرض... سأذهب الآن... ولا أحد منكما يتحرك من مكانه!

- جامبو صديقة رائعة وتستحق كل خير...
- الذي قالته كله كذب عليّ ولم أقله!
- ليس كله كذب... فيه حق كثير...
- ...
- مثل كونك تحبني، وكونك غبي... والجديد الذي اكتشفته أنك عنيف...
- لست عنيفا...
- أكيد... حاشاك... وحتى محمد الوديع استدرجته معك!
- ماذا تريدين الآن؟
- هل كنت تعرف أنهم من طلبة الخامسة؟
- نعم...
- أنت مجنون إذن! كيف أتتك الجرأة؟
- ثم ماذا؟ غدا سأكون في الخامسة والسادسة وإن لزم العاشرة...
- إذا بقيت هنا ولم تُطرد، نعم...
- جيد، غبي ومجنون وسأطرد، هل عندكِ المزيد؟
- نعم عندي سؤالين فقط أسألهما وأنتظر جوابك بنعم أو لا ودون تفكير...
- ولّى زمن هذه النبرة التي تتكلمين بها...
- الأول: هل الذي حصل بيننا بعد أن دفعتكَ جامبو داخل القاعة وأغلقت الباب... هل كل ذلك تراني فيه ممثلة؟
- نعم
- والثاني: هل حقا تعتقد أني وملاك مثليتان، وكل ما حدث بيننا كان مجرد سخرية منكَ؟
- نعم
- ملاك كانت على حق إذن...
- ماذا تقصدين؟
- قالت أنك غبي! وأنها لن تكلمكَ حتى تعت‍‍ذر!
- لتقل ما تشاء...
- أعرفها جيدا، لن تكلمكَ حتى تعتذر، ومثلها سأفعل! ... كنتَ أول بشر مسّ جسدي! ولا تزال تقول أني كنت أمثّل!! حقا أنتَ...! نعم... ملاك عندها حق!!



#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-2
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-1
- ترامب وصورة القرن: ارحموا عقولكم وعقولنا يا قوم!
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 12
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 11
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 10
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 9
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 8
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 7
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 6
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 5
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 4
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 3
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 2
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 1
- نحن نقص عليك أحسن القصص...6: الله وأمين وأمينة
- !Enough is enough ألمانيا مستعمرة إسرائيلة!
- القضية الفلسطينية: الموقف بإيجاز
- تحولت إلى امرأة مثلية يهودية بقضيب
- نحن نقص عليك أحسن القصص...5: كنزة (البقية)


المزيد.....




- “هٌـــنا” مؤشرات تنسيق الدبلومات الفنية 2024 – 2025 لنظام ال ...
- موسم أصيلة الثقافي يستعيد أوضاع الفن والفنانين في سياق -الرب ...
- “شوف هتدخل كلية إيه!” مؤشرات تنسيق الدبلومات الفنية 2024 الم ...
- كان نجما وعمره 9 سنوات.. وفاة الممثل المصري أحمد فرحات
- جورج وسوف يعلم حفيدته العزف في صورة.. وماذا بعد -ليلة السلطا ...
- اتحاد الأدباء والكتاب العرب يدين الغارات الإسرائيلية على مين ...
- بفيديو من المستشفى.. الفنان المصري محمد رحيم يطمئن جمهوره عل ...
- المؤرخ كايل أندرسون يوثق القصة المنسية لاختطاف نصف مليون فلا ...
- لولو والشرطي!.. استقبل تردد قناة وناسة الجديد والمميز 2024 ل ...
- استعلام نتائج التاسع سوريا 2024 العلمي والأدبي والشرعية بالد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-3