الفيلسوفة آسيا 👩‍🎓 - رحمك الله يا أمي 😟 …

مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 8045 - 2024 / 7 / 21 - 20:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

/ هذه 👈 السطور كانت ومازالت وستبقى مستقله لا 🙅‍♂ تتردد في فتح ملفات ساخنة أو محظورات يتجنبها كل مستفيداً أو تابعاً أو فاسداً من الإقتراب منها ، ولأن ببساطة 🤷‍♂ منذ الصغر تعرفنا على الحق ⚖ فكان كفيل في تحريرنا من قيود العبودية ، ولأن أيضاً ، يغلب على ذاكرة المرء عادةً الجانب الوضاء للشخص الذي يحب 🥰، لكن ايضاً لا يصح استذكاره دون استحضار حصيلة التفاهم الصامت 🤫 حتى لو كان عالي النبرة 🗣 ، بل في مثل هذه الحوارات نادراً لأي واحد ☝🫤 منهم بأن يتحول إلى حواراً نموذجياً على إمتداد الحياة الشخصية ، وربما شخصياً أعتبره بواحد من الإبداعات الإنسانية إن لم يكن الأثقل على الإطلاق ، إذنً ، هو حوار دار بين الأم والأبن ، وبصراحة 😶 🙆‍♀ هو واحد من جملة حوارات طويلة قد لا تكون قيمتها في وقتها غير معروفة تماماً 🤝كما يتوجب للمرء إدراكها حق الإدراك ، لكن مع مرور الوقت يكتشف المرء بأنها عميقة 🧐 الدلالات والخلاصات سواء بسواء ، ولأن أمي اكتسبت فلسفة الحياة من والدها الزعيم ابو عرب وهو زعيم مدينة طربا ونفوذه وصل إلى لبنان 🇱🇧 وجدها حاكم مدينة حيفا وقضائها وواحد من الذين انضمّوا إلى ثورة الشريف الحسين وجدتها يسرى محمديه الحيفوية ، كانت الملكة دينا تقول لآسيا جدتك يسرى بنت عمي ، أما خالها فهو خريج الكلية العسكرية الأردنية 🇯🇴 وبعد ذلك قائد منطقة الطائف وأول وأصغر مدير لمطار في المملكة العربية السعودية 🇸🇦 ومن ثم مبعوثاً للأمم المتحدة 🇺🇳 لعدة دول وأخيراً مستشاراً للشيخ زايد 🇦🇪 ، وايضاً ابن عمتها الدكتور حسام الخطيب العضو المؤسس للثورة وعضو اللجنة التنفيذية ولاحقاً مستشار الأسد وعميد كلية الأداب وأستاذ جامعة كامبريدج 🇬🇧 في الستينيات من القرن الماضي وأستاذ الأدب المقارن الأوروبيّ 🇪🇺 وليس فقط الإنجليزي ، فالرجل كما كانت تصفه آسيا ، لم تنجب العرب كما أنجب رحم عمتي حسام ، فالذكاء كان يتقاطر منه بضبط كما السماء تتقاطر المطر 🌧 ، بالفعل 🤔 من شدة ذكائه أمتلك تسعة لغات صعبة وبطلاقة لدرجة كان اللغوي الأشهر ، وهو ما أتاح له الاشتغال بارتياح بترجمة المواد العلمية والروايات العالمية وايضاً تمكن من توريث إبنته ديمة الخطيب كل هذه المعرفة واللغات والقدرة على إدارة أي فريقاً بمهارةً فرديةً لا مثيل لها في الوطن العربي ، فديمة علمياً تُعتبر إضافة نادرة لأي مؤسسة تشتغل فيها وليس العكس كما هم الآخرين ، وكعادتها آسيا كانت تقول " يا أبني مشكلتك هي بأن الذين متسلطيين عليك مجموعة من عدميين الأخلاق والفاشلون " ، يقول الأبن ، الأولى يا أماه مفهومة ، أما الواو لماذا 🤬 ، لأن يا أبني هناك 👉 فارقاً بين من هو عديماً للأخلاق وناجحاً وآخر فاشلاً 😞، الأبن ، ما هو الفارق إذا كانا الأثنان بلا أخلاق ، نعم 👏 لقد سألتني عن الفارق وهو حقاً 😦 فارقاً كبيراً ، فالناجح حتى لو كان عديم الأخلاق تبقى معاداته للآخر محدودة ، لأن حدودها يحكمها إلتفاته لنجاحه ، أما الفاشل لا 🙅‍♂حدود لمعاداة الآخر ، ولأن ببساطة 🤫🥱 الشيء الوحيد الذي يجيده هو تدمير كل ناجحاً ، وبالفعل 🥴 ، لم تكن آسيا تعتبر المساهمة في العمل الوطني -الثوري يستحق التفرغ الكامل تماماً 👌كما هو راسخ رسوخ الجبال ⛰ لدي الأغلبية الساحقة ، بل في كل معركة وحرب كانت ببساطة 🫣 تبادر في الإتصال بالملكة دينا 🫅🇯🇴 وتقول يا أم عليا هل لديك الرغبة بالمشاركة في إعداد الطعام 🍱 للمقاتليين الذين موجودون في الجبهات الأمامية ، وفي غضون النصف الساعة تجتمع نساء وبنات من الجمهوريين اللبناني 🇱🇧 والفلسطيني 🇵🇸 في مدرسة المقاصد 🏫 والتى تمتلك مطبخاً كبيراً في مدينة صيدا ، كان الحريري الأب قد أعاد ترميم وتوسيع المدرسة وأدخل إليها تحسينات متطورة ، وهذا المطبخ 👨‍🍳 بجهد هؤلاء النسويات كان يقدم فعلياً وجبتين ساخنتين للمقاتلين وفي أغلب الأوقات ، كانت الملكة دينا على الأغلب ورغم الظروف القتالية الشرسة تقوم بنفسها بإيصال الوجبات للجبهات المشتعلة 🔥 ، ولقد تكرر الأمر مرات ومرات وفي كل مرة تكون اسيا المرأة التى تبادر في حشد النساء والبنات إلى مطبخ المقاصد ، والذي لاحقاً دفع أعضاء اتحاد المرأة إلى زيارتها في البيت 🏠 والعرض عليها بالانضمام للاتحاد ، ولقد بررت عدم رغبتها بالتفرغ لأنها متفرغة لتربية عائلتها الصغيرة ، لكن هذا لا يمنع أبداً بأن تكون حاضرة في أوقات الحروب ، وهو الأمر الذي دفع واحدة من الأعضاء بأن تقول بصراحة 😶عدم الانتساب سيمنع حصولك على راتب شهري ، وهنا 👈 كانت المفاجأة تحديداً عندما كانت المرحلة تتسم بالنقاء والأخلاص والوفاء ، ثم تساءلت ، هل أنتم تتقاضون رواتب عن انضمامكم إلى اتحاد المرأة أو الاتحادات الشعبية وأزواجكم ايضاً يحصلون على الرواتب ، فقالوا بالتأكيد 🧐 ويصرف لنا ايضاً أجرة منزل ومساعدات سنوية مثل أقساط المدراس والجامعات 🏫 وعندما نكلف بمهمات خارجية يدفع لنا بالدولار 💵 ، لكن آسيا مع استماعها لكل ذلك أصيبت بالصدمة والحزن 😞🫢⚡ومن ثم قالت هذا ، هل نحن في ثورة أم في دول الخليج النفطية ، وهل تعلمون بأن أغلب المقاتليين الذين ينتمون إلى حركة فتح والذين يندفعون إلى جبهات القتال ومنهم أبناء 😡 أخواتي لا يتقاضون أي راتباً ، بل أثناء الحروب والمعارك آسيا والملكة دينا كانتا تصولان وتجولان عرض وطول محافظة الجنوب لكي يأمنون من التجار الفلسطينين واللبنانيون المواد الغذائية 🥘 للمقاتليين ، لأن موازنة الحركة لا تكفي للإنفاق على القهوة ☕ ، في المقابل أموال الثورة تنفق على الرواتب والمقرات والنفقات التى فعلياً لا 🙅‍♂ تخدم الثورة وأهدافها ، وهو ما جعلها أن تتساءل ، فإذا كان الهدف 🎯 من الأخوات الانضمام إلى الثورة من أجل تحسين ظروفهم الاجتماعية ، فالأولى إليهم التوجه إلى الدول الخليج أو أمريكا الشمالية 🇺🇸 أو حتى أوروبا 🇪🇺، لأن ليس معقولاً 😱 المقاتل الذي يقدم دمه🩸وروحه فداءً لفلسطين 🇵🇸 وفي الأيام العادية يعود إلى عمله لكي يؤمن قوّت أولاده أو حياته الشخصية لا يجد تموين يسند صموده ومواجهته للعدو ، وأنتم في المقابل وغيركم تحصلون على الأموال 💰 بلا مقابل حقيقي 😳 😱 ، بل فعلياً كان أكثر الناس التزاماً هو المقاتل ، لأن عندما تشتعل 🔥 المعارك يقوم بترك كل ما هو بين يديه🤚 ويسابق الآخرين على الصفوف الأولى بالجبهات ، في وقت كانت أموال الثورة التى تخصصها الجهات العربية أو حتى التى تقتطع من العامليين من الفلسطينيين في الخارج ، يتم للأسف إنفاقها على طبقة معينة أمعنت وأدمنت العيش على دماء الشهداء 🩸والذي خلق الطبقية بين الثوار ، وأنا ، والكلام لآسيا ، ولأنني في كثير من الأوقات إضطررت نقل جثث الشهداء من المقاتليين في زهرة العمر 🌹 إلى ذويهم ، والذين كانوا كل همهم هو تأمين تكاليف الدفن وشراء القبر 🪦لأولادهم ، لا يمكن 🤔 لي أن أشارك بهذه الجريمة .

نعم 👍 لقد عاشت الفيلسوفة آسيا تماماً👌 كما الآخرين عاشوا تقريباً العمر نفسه ، جلست في بيتها دون أن تمد يدها 🤚 على أي فلساً من أموال الثورة أو أن تستخدم مكانة واسم زوجها في الحصول على امتيازات كما يفعلون الآخرين ، بل تعالت بصمت 🤫 على كثير من الإجراءات الكيدية والمخجلة بحقها ، وعلى الرغم من أنها عاشت معه حياة غلب عليها الموت اليومي والمخاطر ، بل فقدت أختها وبنات أختها وابن أختها وزوج أختها مرة واحدة في اجتياح لبنان 🇱🇧 بسبب أولادها المقاتليين في الثورة والذين أمضوا حياتهم في ساحات القتال دون أن يحصلوا على شيء ، في المقابل الآخرين جلسوا في بيوتهم دون أن يقدموا لفلسطين أي شيء فعلي باستثناء الخرابشات والخراريف الفارغة ، يتقاضون وأزواجهم الرواتب الشهرية ويلعبون دور المتسول باصطفافهم على الأبواب 🙌 من أجل الحصول على المساعدات المتنوعة كالتعليم والسفر والامتيازات الشخصية وغيرهم من المساعدات والمواقع والوظائف التى لم ينزل فرعون بها منزلاً ، وعلى الأغلب الجميع رحلوا إلى بيت الحق 🪦 باستثناء القليل ، وهو المكان الذي يكرم به المرء أو يهان ، ولأن ببساطة 🥴 هناك 👉 من ينتظر الجميع ، فالشهداء بالفعل 🤫🫤 ينتظرونهم ، وهؤلاء سيكونون شهداء على كل من تركوه بعدهم ، سينظرون إذا كانوا أمناء على الأمانة التى تركوها خلفهم أو خانوها ، وهي مكاشفات بالتأكيد 🧐🫣 ستكون صادمة وصدمة كبرى ⚡ للذين قضوا نحبهم في سبيل فلسطين 🇵🇸 عندما يعروفون ما آلت إليه الأمور ، ولأن آسيا ونحن كعائلة أمضينا عمرنا في الثورة ، لكن جميعنا لا نعرف طريق ماليتها أو موقعها الجغرافي ، لهذا تم تحميلنا مليون جميلة على تغطية علاجها ، عندما أحتاجت دخول المشفى ليوم واحد☝قبل وفاتها ومرة قبلها لمدة أسبوع ، وهو استحقاق وليس بالاستثناء ، لأنها مشمولة بتأمين زوجها ، ولأن الشيء بالشيء يذكر ، يوماً ما كنت في مصر 🇪🇬 وتعرفت على راقصة 💃 في إحدى الفنادق ، وباختصار بعد سؤالي عن أحوالها ، أبلغتني بأن أمها في المستشفى تتلقى العلاج وتشعر بالإجهاد والتعب لعدم قدرتها التوفيق بين عملها ورعاية أمها ، ولأن المستشفى كما هو معروفاً لا 🙅‍♂ يتجرأ دخوله إلا أهل الخليج ، تساءلت كيف تستطيعين تغطية تكاليف علاجها ، فقالت لي لقد وفر لي أحد رواد المطعم ، وهو بالمناسبة فلسطيني وقام بتأمين لها تغطية دائمة للعلاج وبسقف مفتوح ، بل طلب منها حتى التوسل بعدم نقلها إلى البيت 🏠وإبقاءها في المستشفى لكي لا تتكلف جهد رعايتها ، رحمك الله يا أمي الفيلسوفة ، لقد زرعتي في داخلي مبكراً حب التفكير والتأمل ، فعرفت الناس بصمت 🤫وعرفت بأن سر 🤐 سعادتهم في سرقة سعادة 😎 الآخرين ، فطمأننت ، لدرجة زرعت في الآخرين الطمأنينة وكادوا يعتقدون🤔 بأنني أجهل حقيقتهم وتاريخهم وأصلولهم . والسلام 🙋 ✍

#مروان_صباح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات