لينين والنظرية الماركسية وأهمية وحدة الحزب وقوته

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 8045 - 2024 / 7 / 21 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن أي فكر إذا كان مسطراً في بطون الكتب يعتبر من الطوبويات إذا لم يطبق على أرض الواقع ... النظرية الماركسية وضعت أفكاراً ... إلا أن ماركس قال بعد إنجازه النظرية (لقد انشغل الفلاسفة في تفسير العالم، أما الآن فالمهم تغييره) فكان القائد الفذ فلاديمير لينين حمل النظرية الماركسية من سماء العلوم الطبيعية والمعرفة العلمية المجردة والافتراضات الفلسفية الصرفة إلى أرض الواقع فأصبحت المعركة معركة الجماهير الكادحة والمضطهدة والمحرومة مع المستغلين والمستعبدين ليس عراكاً فلسفياً وإنما تحولت الأفكار والقوانين من مجال الفكر والفلسفة إلى صراع طبقي من خلال المجتمع والظواهر والتطورات الاجتماعية وقاد أعظم ثورة في التاريخ الحديث (ثورة أكتوبر العظمى عام / 1917) واستطاعت أن تفتح آفاقاً واسعة وأمل ورجاء لدى جميع الشعوب المقهورة والمظلومة نحو طريق التحرر والانعتاق ومجتمع تسوده الأخوة الإنسانية والعدالة الاجتماعية ... لابد من القول لولا لينين لبقيت النظرية الماركسية مجرد كلام مسطر في بطون الكتب.
لقد درس وتعلم لينين من أساتذته ماركس وأنجلز واستطاع أن يؤلف أربعة وخمسين مجلداً عنها وقد أسس أول دولة للعمال والفلاحين ويؤسس الحزب الشيوعي الروسي في مؤتمر عقده في آذار عام / 1918 والذي كان اسمه (الحزب الاجتماعي الديمقراطي) وأصبحت جميع الأحزاب الشيوعية في العالم تسترشد بالنظرية الماركسية وقد انصهرت أفكار لينين مع النظرية الماركسية فأصبحت (النظرية الماركسية اللينينية) وقد حدد لينين النظرية الماركسية بالنقاط التالية :-
1) إن الأشياء وجدت مستقلة عن الإنسان وعن شعوره ووجدانه.
2) لا فرق بين الأشياء وما ينتج عنها.
3) الاختلاف مرهون بما عرف عن الحقائق وما لم يصل الإنسان إلى معرفتها.
4) لا عصمة في المعرفة إن الجهل بالشيء لا ينفي وجوده ولا صحته.
5) المعرفة بنت الجدل وهي كغيرها من العلوم ليست محددة ولا مطلقة بل نسبية وقابلة للبحث والاستكشاف.
بهذه الأفكار إن النظرية الماركسية – اللينينية وجدت لكل زمان ومكان وتمتاز النظرية الماركسية – اللينينية بما يلي :-
1) إن النظرية الماركسية بالرغم من عالميتها فإنها تمتاز بخصوصية وطنية لأنه تولد من رحم المجتمع وتقاليده وعاداته وثقافته وجماهيره وهذا يعني أن تصلح في كل زمان ومكان تطبق حسب خصوصية البلد.
2) إن النظرية الماركسية – اللينينية تمتاز بطابع مسيرتها الحلزونية حيث تسلك طرقاً ومسيرات متعددة وملتوية على شرط أن لا تخرج في النهاية عن خطها ومسيرتها الرئيسية التي تسلكها في الوصول إلى الهدف الرئيسي (الاشتراكي).
3) إن أية أفكار غريبة واجتهادات خارج الفكر الماركسي هو تشويه وتحريف للفكر الماركسي.
4) لقد قال كاوتسكي الذي عاش في زمن ماركس أن للرأسمالية امتداد وتفرعات تختلف عن زماننا الآن ولكن ماركس عالج نضال وصراع أفكار (النظرية الماركسية) في جميع تطورات النظرية الرأسمالية.
5) إن الماركسية تعني جدل الفكر المنسجم مع قوانين حركة المجتمع.
6) إن الماركسية تعني الجدل المادي : التناقض والتراكم الكمي الذي يؤدي إلى تغير نوعي ونفي النفي.
7) إن النظرية الماركسية تعتبر منهجية / طريقة وتعني الطريقة في التفكير الذي يعني وعي الواقع وتغييره اعتماداً على الجدل المادي.
8) إن النظرية الماركسية تعتبر الصراع المحرك الأصلي للتاريخ البشري
أن العولمة الليبرالية والثورة المعلوماتية والتطور التكنولوجي ظواهر تعالج حسب الأفكار الماركسية وليس بأفكار غريبة وجديدة عن الأفكار الماركسية.
إن البعض من تأثر بالأفكار الغربية الذين يدعون بأن الزمن الذي ألف فيه ماركس النظرية يختلف عن الزمن الحالي وأصبحت الأفكار الماركسية قديمة وعتيقة لا تصلح مع الأفكار الحديثة وتركوا لينين والتنظيم اللينيني وجعلوا التنظيم ما يشبه اجتماع الصالونات.
إن الزمن الحالي يختلف عن الفكر الماركسي من حيث الثورة والبروليتارية لاستلام سلطة الحكم والاعتماد الآن على الديمقراطية والصعود السلمي للسلطة وهذا يعتمد على جماهير الشعب وإذا نظرنا إلى التنظيم اللينيني فإنه يؤكد على العلاقة مع جماهير الشعب والانصهار معهم والنضال من أجل حرية الوطن وسعادة الشعب والشيوعيون منذ تأسيس الحزب الشيوعي العراقي عام / 1934 ولحد المؤتمر الثامن الذي أزاح التنظيم اللينيني وعوض عنه بـ (الديمقراطية والتجديد) بأسلوب أدى بالديمقراطية إلى التسيب والتجديد إلى الانفلات وأبعد الرفاق القدامى من الحزب وجمدهم واعتمد على الشباب الذين يجهلون الثقافة والوعي الفكري الماركسي ولحد الآن يعاني الحزب الشيوعي من عدم الضبط والالتزام وغيرها.
إن الديمقراطية ركن أساسي في النظرية الماركسية (النقد والنقد الذاتي والمركزية الديمقراطية والحوار والنقاش في اجتماعات الحزب في القديم بينما الآن انتفت لدى الشيوعيين الحاليين تلك الصفات النضالية كالضبط والالتزام والنقد والنقد الذاتي والتثقيف والتثقيف الذاتي والعلاقة الحميمية مع جماهير الشعب .. وأصبحت اجتماعاتهم سياسية عن الأوضاع في البلد الآن لقد أدى ذلك إلى انشقاقات في الحزب الشيوعي العراقي وخلقت أحزاب جديدة الحزب الشيوعي اليساري وحزب العمال الشيوعي وحزب اليسار العراقي مما أضعف الحزب الشيوعي وتشتتت جماهيره بين الأحزاب وأدى ذلك إلى فشله في الحصول حتى على كرسي واحد في انتخابات مجالس المحافظات.
المطلوب من جميع الشيوعيين في هذه الأحزاب توحيد أحزابهم في حزب واحد (الحزب الشيوعي العراقي) لأن تشتت الأحزاب أضعف جميعها وأبعد الجماهير عنها وشتتهم والنضال من أجل توحيد الحزب وقوته وفق النهج الماركسي – اللينيني والمحافظة على التنظيم اللينيني الذي أثبتت تجارب الحزب هو القوة الحقيقية للحزب ومتانته وجماهيريته.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات