أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة_على طريق الشيخ عز الدين القسام (٢)














المزيد.....


الحرب على غزة_على طريق الشيخ عز الدين القسام (٢)


بديعة النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 8045 - 2024 / 7 / 21 - 19:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




خرج الشيخ عز الدين القسام من حيفا مع مجموعة من المجاهدين وكانت خطته تقضي تجميع الرجال وتسليحهم، ثم استكمال الاستعدادات لمهاجمة مدينة حيفا والسيطرة عليها. وأن تكون بداية المعركة منها وذلك لاحتوائها على أكبر ميناء فلسطيني. كما أنها تعتبر منطقة صناعات بترولية، وذلك بهدف إحراز مكسب عسكري كبير يكون حافزا للجماهير العربية للالتحاق بالثورة. وبالتالي إرهاب سلطات الانتداب منذ الضربة الأولى وإشعار الحركة الصهيونية بقوة الثورة.
وتذكر المصادر أن القسام توجه مع مجموعته إلى منطقة جنين حيث ينتظرهم هناك الشيخ فرحان السعدي في قرية نورس. وهناك انكشف المجاهدين بسبب العملاء وتمت ملاحقتهم من قبل البريطانيين إلى أن وصل القسام وجماعته إلى خربة الشيخ زيد بتاريخ ٢٩/تشرين الثاني/١٩٣٥ ونزلوا فيها حتى صبيحة ٢٠ من نفس الشهر.
وكانت وقتها قد وصلت إخبارية لدائرة البوليس البريطاني في مدينة نابلس تفيد بأن القسام وجماعته يتواجدون في أحراش يعبد.
ولأن أخوف ما تخاف منه دولة مثل بريطانيا وحركة لعينة مثل الصهيونية هو العودة إلى عقيدة الجهاد فقد قامت بحشد قوات كثيفة من حيفا ونابلس والناصرة وبيسان وطولكرم، وصلت إلى المنطقة العربية من يعبد. وطوقت قرية الشيخ وفتشتها، غير أن القسام والمجاهدين كانوا قد انتقلوا بعد صلاة الفجر إلى الأحراش.
وهناك حصل تبادل لإطلاق النار بينهم وبين الشرطة البريطانية التي حاصرت مكان المجاهدين بعد تحديده عن طريق طائرة أعطت المكان بدقة للشرطة.
ويذكر انه كان مقابل كل مجاهد ما يزيد على ٤٠ جندي بريطاني بدأ رصاصهم ينهال على المجاهدين، لكن ذلك لم يكسرهم بل إنهم قاوموا بضراوة بالرغم من عتادهم المتواضع.
وقد كان وقتها أمام المجاهدين فرصة للنجاة حين نادى الضابط البريطاني:
استسلموا تنجوا....

فزأر القسام زئير الأسود رافضا الاستلام:
لن نستسلم، هذا جهاد في سبيل الله...ثم التفت إلى أصحابه وهتف بهم: موتوا في سبيل الله...

فردد المجاهدون: لبيك يا فلسطين، جئناك مستشهدين..الله أكبر..الله أكبر..
فقاتلوا قتال الابطال حتى ارتقى القسام شهيدا ولسانه يلهج:
في الجبن عار وفي الإقبال مكرمة
             والمرء بالجبن لا ينجو من القدر

واستشهد من المجاهدين من استشهد وجرح آخرون وتم أسرهم.

والقسام حين أعلن ثورته وذهب مع إخوانه من المجاهدين إلى. أحراش يعبد بعدد قليل من المجاهدين ومقدار قليل من السلاح كان يدرك الفرق بين القوة التي بين يديه والقوة التي يمتلكها عدوه إلا أنه آثر الاستشهاد عن عقيدة ويقين ليحيي هذه الروح إحياء عمليا لا خطابيا وحتى يبرهن على أن الإيمان ينبع من القلب ويستمد من العقيدة لا من الاحتجاجات والمظاهرات. ففلسطين تستحق أن تُقتحم الحدود من أجلها وتقديم الأنفس والأرواح رخيصة لترابها الطاهر.
هذا هو القسام الذي كان ولا يزال المثل للجهاد الإسلامي والذي استطاع أن ينقل عقيدته من تلميذ إلى تلميذ ومن مجاهد إلى مجاهد. وكانت حركته صفحة جديدة في تاريخ الجهاد في فلسطين.
واليوم القساميون يسيرون على نهج قائدهم الأول وثائرهم الذي وقف ضد الاستعمار والصهيونية الخبيثة. يتبعون أثره ويعلمون أن الثورة والجهاد تعبئة وتنظيم وتدريب وإعداد معنوي ومادي يجمع بين قوة السلاح وقوة الإيمان.
قساميوا اليوم عرفوا من قائدهم أن الشهداء لا يموتون لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، لذلك نجدهم لا يأبهون في ساحات المعارك من الموت فلا يتراجع الواحد منهم بل على العكس يسارع إلى حياة أجمل يعلم أنها تنتظره هناك في الجنة.
القسامي الذي أرهب بريطانيا ويهود الماضي هو نفسه الذي يرهب صهاينة اليوم ومن يقف خلفهم..هو نفسه الذي زلزل عروش المطبعين وعشاق الدنيا.
وهو نفسه الذي لن يساوم ولو عرضت عليه الدنيا بما فيها.

فسلام وألف على القسام ماضيا وحاضرا ومستقبلا، ولتسقط دولة الشتات وراس الشيطان وأذنابه.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة_على طريق الشيخ عز الدين القسام (١)
- الحرب على غزة_بالوراثة، من كاهانا إلى سموتريتش
- الحرب على غزة _وانهارت السردية الصهيونية اللاأخلاقية
- الحرب على غزة_أطلقوا الرصاص على رؤوسهم
- الحرب على غزة_غزة الشمس ونحن الظلام
- الحرب على غزة_المواصي ومخيم الشاطئ وذريعة محمد الضيف
- الحرب على غزة_لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها
- الحرب على غزة_نحن لا نستسلم،ننتصر أو نموت
- الحرب على غزة_العين السرية للشاباك
- الحرب على غزة_الفاشية تغرق في وحل غزة
- الحرب على غزة_ستصلبون فتأكل الطير من رؤوسكم
- الحرب على غزة_سردية الانتصارات ووهم التفكيك
- الحرب على غزة_لن تسلّم غزة
- الحرب على غزة_سلاح عقيم؟
- الحرب على غزة_أيهما سيحسم نتيجة الحرب؟
- الحرب على غزة_وانقرض الديناصور
- الحرب على غزة_اليوم لا سلام ولا استسلام
- الحرب على غزة_أمريكا وأذنابها إلى الجحيم
- الحرب على غزة_قطار آخر المحطات
- الحرب على غزة_أوهن من بيت عنكبوت


المزيد.....




- سوريا تطالب بانسحاب إسرائيل من مناطق سيطرت عليها بعد سقوط بش ...
- الخارجية السلوفاكية تستدعي السفير الأوكراني وتسلمه -احتجاجا ...
- لقاء مرتقب بين مبعوث ترامب ونتنياهو والجيش الإسرائيلي يسقط م ...
- بسبب اكتظاظ السجون.. السويد تدرس ترحيل المدانين لقضاء عقوبات ...
- السيسي ردا على ترامب: -لا يمكن أن نشارك- في تهجير الفلسطينيي ...
- السويد تدرس إمكانية استئجار -سجون- في دول أخرى!
- كانت في طريقها من دبي لموسكو.. طائرة -بوبيدا- الروسية ترسل إ ...
- تقرير عبري يثير تساؤلات حول غياب سلاح الجو خلال الساعات الأو ...
- أنباء عن مقتل ثمانية من أبرز قادة الدعم السريع في السودان
- نائب روسي: الضغط على موسكو بخصوص أوكرانيا أسطورة من تأليف زي ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة_على طريق الشيخ عز الدين القسام (٢)