أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - لماذا يستعاد الخطاب الاستعماري الميت؟(2/2)















المزيد.....

لماذا يستعاد الخطاب الاستعماري الميت؟(2/2)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8045 - 2024 / 7 / 21 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مالذي كان بيد الانكليز ان يفعلوه بازاء الثورة الكبرى العشرينيه التي لم يسبق ان واجهوا مايشبهها نوعا وحضورا، لاشيء ممكن منطقيا غير الانسحاب ، والا فحكومة من "اهل البلاد" اي خونة البلاد، يلحقون بالمشروع الاحتلالي كواجهه ايهاميه، ويكونون قاعدة لاستمرار النفوذ البريطاني، وهذا ماقد بحثه البريطانيون وحكومتهم في لندن وقتها وقرروه(1)، فلا دولة بمعنى / الدولة العراقية/ قامت في العراق وقتها، لان مثل هذه الدولة كان المفترض ان تتصل بمحركات اخرى مناقضة كليا، اي "دولة ثورة العشرين" التي لم يبحث لامن قريب ولا من بعيد، حتى مجرد في ايجاد ممثلين مزورين عنها، يضافون لمجموعة حركة الشريف حسين المتحالف مع البريطانيين ضد الاتراك ومناصريه العاملين معه من العراقيين، اولئك الذين يطلق عليهم حنا بطاطو اسم "الشريفيين"، وملكهم الذي سيتم استقدامه كي يتوج لالاسباب او مبررات وعوامل مادية تاريخية عراقية من اي نوع، فما اقيم في 1921 باسم "العراق" هو عمل وتركيب براني صرف، بلا اي مبرر غير ارادة المحتل يضاف له عامل موضوعي اساس هو عدم اكتمال تشكل العراق وطنيا ذاتياحتى تظهر وتتاسس "دولته" دلالة النضج التاريخي واكتمال النصاب المجتمعي، علما بان الحاصل اليوم بالاحرى اخطر مما سبقه من سلسله حكومات "هولاكوية" برانيه متعاقبه، مع تلبس الحالية لباس التشبة ب( الحداثة والدستور والعلم ومجلس الامه) التوهمي الذي لم يترك بلا تعيين وتسمية فعلية لنوعه على يد "الرصافي"(2).
وفي التفاصيل فان من تشكلت الصيغة الاستعمارية البريطانيه للدولة المسخ البرانيه في العراق وقتها منهم، هم جمع من الاميين لايعرفون حرفا واحدا من مفهوم "الدولة" التي نصبوا برانيا باسمها، وتحت عباءتها بلا مفهوم ولا آليات، كما مفتر ض اذا جرى القياس بحسب ما واقع كما هو الحال في البلد الذي جاء محتلا، فضلا عن انهم لايدركون حرفا واحدا من كينونة العراق التاريخيه الاساس، او الراهنه، ومع ذهابهم نحو خيار "سرقة اسم العراق لمصلحة البرانيه بالقوة والاسقاط التعسفي للنموذجية الغربية" بقوة حضور المحتل، فانهم ماكانوا، لاهم ولامن اوجدهم يستطيعون سحق حضور "العراق العراقي" في دورته الثالثة الراهنه، بعد مايزيد على 150 انتفاضة وتمرد عسكري، وبعد ثورة عام 1787 الثلاثية التي حررت العراق من بغداد الى الفاو، وطالبت لاول مرة بكرسي الولايه في بغداد في مضبطة حررها الثائرون واهالي البصرة، ورد فيها ان "ثويني العبدالله هو الاسد الذي يحميها من العجم ويؤمن الطرق"(3) والمقصود هنا هو شيخ مشايخ المنتفك وقائد الثورة، هذا مع العلم ان المنتفك حررت البصرة من قبل فطردت الصفويين منها، وسحقت جيشهم وقائده في معركة فاصلة، وصارت بعد الثورة الثلاثية فاعله في حكم بغداد بدون ان تحكم، مستعمله ممثلا لها كما قال داود باشا في رسالة له الى الباب العالي، وهو لاجيء عند ال بابان في الشمال: "ان سعيدا حكم العرب اهل الظلم والغشامه"(4) ويوم حاصر داود باشا ومن معه بغداد، كان الف مقاتل منتفكي يدافعون عنها في شروط مملوكية، بهيمنه عثمانيه، بعد القرن الثامن عشر، حين انتقل الصراع بين العراقين البراني والعراقي، نحو عتبة متقدمه كانت بدات تنذر باحتمالية الاستقلال، اما على يد المماليك كما كان قد لاح مع حكم داود باشا بفعل الضغط من اسفل( صدام حسين غير الريعي) اخرهم ـ باعتبارهم موكلين بالحكم من قبل العثمانيين ـ او على يد المنتفك، ماقد دفع اخيرا بالعثمانيين للعودة واحتلال بغداد للمرة الثالثة في حملة علي رضا التي ازالت داود باشا من الحكم عام 1831 .
يتشكل العراق الحديث الحالي في القرن السادس عشر بحسب قاعدة ثابته تخص كينونته ووجوده التاريخي من الاسفل، من ذات ارض البدئية التاريخيه المجتمعية/ سومر/، ضمن شروط انقطاعية انحطاطية اعقبت انهيار الدورة الثانيه، ووقوع عاصمة الدورة الثانيه الامبراطورية بغداد تحت طائلة البرانيه التناوبة، فما كان دخول هولاكو بغداد مجرد اسقاط دورة وقمة حضارية عالمية وحسب، بقدر ماهو طور ومرحله يفترض ان يطلق عليها اسم "الهولاكوية" ظلت مستمرة حتى الانقلاب الالي والاحتلال الاوربي البريطاني، ليتولد ضمن اشتراطاتها العالمية صنف جديد من البرانيه الهولاكوية الالية، فاذا حل هذا النوع الجديد من البرانيه فان آليات واشكال تجلي التشكلية العراقية، تاخذ هي الاخرى صيغا مناسبة للحالة، ومقابله لهامن نوعها في الجوهر، وقد غدت متجاوزه لاحكامها، فلا القبلية، ولا الانتظارية النجفية، المتناسبه مع شروط اليدوية الانتاجية، صارت اليوم قابله للاستمرار او الغلبه الحضورية الفعالة.
ومقابل الدولة والكيانيه المفبركة الافنائية للنوع برانيا بمواصفات "حديثة"، كان من البديهي ان يحصل التحور الذاتي المناسب للتحدي الناشيء في العراق العراقي جنوبا، ماقد اطلق تحورات مضادة مقابله متناسبة مع اشتراطات الاصطراع مابعد "اليدوي"، الامر الذي استغرق قبل ان تتضح ملامحه وتتبلور، اكثر من عقد من الزمن قبل ان تقوم "دولة المنتفك الايديلوجية" مع تاسيس الحزب الشيوعي المنتفجي اللاارضوي في الناصرية عاصمة المنتفك ومعه حزب البعث الذي من صنفه، بعد فترة جرت خلالها اعتباطا محاوللات تاسيس الحزبين في العاصمة البرانيه بغداد على يد حسين الرحال كماركسي، وبعض العرب العاملين الموجودين في بغداد من القوميين، بدون اي جدوى ولا نجاح يمكن ان يذكر.
ولم يكن ظهور الشيوعيه الكوراجينيه القرمطية ماركسيا او لينينا، بل هي ظاهرة تعود لصيغة من الاستبدالية عرفتها هذه المنطقة، ذهبت ضمن شروط آنيه لاستعمال لنين وماركس وحضور الثورة الروسية، والاستقطاب المواكب لها، وتحويرهما بما يتطابق واشتراطات العراق العراقي اللاارضوي بنيه وكينونه، فكان ماقد حدث لهذه الجهه عملية تحوير مضاد للحاصل من اعلى بوسائله، ونقيضا نافيا له يعيد انتاج الاصطراعية البرانيه العراقية منتقلا بها بعد حقبتي القبلية والانتظارية النجفية الى الطور الثالث المتناسب مع اشتراطات الهيمنه الالية الغربية، وتحويراتها المستجده من اعلى.
وهو الامر الطبيعي بظل حالة الفراغ والفبركة البرانيه باسم "الدولة " كما اقيمت زورا عام 1921 ليلصق بها تعسفا اسم "الدولة "، واحيانا بجهالة مطبقة "النظام" علما بانها لاتنتمي الى اي كمال تشكلي تاريخي، فهل يمكن اطلاق تسميات كهذه على ترتيب وجوده مرهون كليا بالاحتلال الاجنبي، فاذا غاب اختفى ماقد اقامه وظل يرعى وجوده، بينما هو اي المحتل نفسه من جهته، لاشيء يجعله موجودا للحظة اذا ماغاب صنيعه كما حدث يوم 14 تموز عام 1958، مايخرج هذه الظاهرة من نطاق الدول والنظم ليضعها في حيز العارض المؤقت المزور والمفتعل في غير اوانه، مثله مثل حال "الخروف الابيض" و "الخروف الاسود"، محطات عارضة ضمن سياق تطوري تشكلي تاريخي طويل سائر الى غاية ومنتهى موصول بالواقع وحركة التاريخ.
ـ يتبع ـ ملحق عن دولة التشكل "الحديث"اللامجسدة.
مع الهوامش



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يستعاد المنظور الاستعماري الميت؟(1/2)
- -الطوفان-وبداية الثورة الفلسطينيه المؤجله(2/2)
- -الطوفان- وبداية الثورة الفلسطينيه المؤجله(1/2)
- لزوم طي صفحة-الحداثوية الزائفة-/5
- لزوم طي صفحة -الحداثوية الزائفة-/4
- لزوم طي صفحة -الحداثوية الزائفه-/3
- لزوم طي صفحة- الحداثوية الزائفة-/2
- لزوم طي صفحة -النهضوية الزائفة-/1
- على القوى الايديلوجيه ان تعلن هزيمتها/2
- لماذا لاتعلن القوى الايديلوجية هزيمتها؟
- برج بابل وبرج زايد.. امتان؟/*2
- برج بابل وبرج زايد.. امتان؟/1
- اللاعراق واللاعالم/ ملحق 2
- اللاعراق واللاعالم / ملحق1
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-اولاعراق/6
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/5
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/4
- تولد-الحركةالوطنيه العراقية-اولاعراق/3
- تولد-الحركةالوطنيه العراقية-اولاعراق/2
- تولد-الحركة الوطنية العراقية-اولاعراق؟/1


المزيد.....




- -لا علاقة لنا باستهداف الحديدة اليمنية-.. السعودية تدعو جميع ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع ...
- مصر.. مصرع لص صعقا بالكهرباء حاول سرقة محوّلة عامة
- سلسلة زلازل تضرب العالم عبر 3 قارات
- نصائح ذهبية لاختيار الملابس المناسبة لك ولعائلتك في الصيف
- كيف قتل الجيش البيشي قائد الدعم السريع في سنار؟ وماذا يعني غ ...
- كراود سترايك.. شركة أمن سيبراني أوقفت العالم ساعات
- وليد العمري: استهداف الحديدة قد يقود لتصعيد كبير بعد عودة نت ...
- ديمتري برامكي.. أبرز علماء الآثار في فلسطين
- اعترف على إكس.. حقيقة المتسبب في الفوضى التي عطلت مطارات الع ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - لماذا يستعاد الخطاب الاستعماري الميت؟(2/2)