أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علم الدين - -حزب الله-: -ملكي أكثر من الملكيين-















المزيد.....

-حزب الله-: -ملكي أكثر من الملكيين-


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1768 - 2006 / 12 / 18 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تدقُ ساعةُ الحقيقَةِ على سورية الشقيقَةِ، وتُشرقُ شمسُ الخلاصِ البهيةِ لتُجَفِّفَ بأشِعتِها الفوقِ البنفسجيةِ مستنقعاتِ الفسادِ العميقةِ، وتطهِّرُ طبقاتِ العفنِ المخابراتي المتراكم منذ عقود، عندها ستظْهَرُ للعيانِ وأمام الرأي العام منكرات النظام وستخرجُ روائحُهُ الكريهة إلى ما وراء الحدود، وبالأخص باتجاه فلسطين المثخنةِ بالمآسي والحروب، والعراق المنكوب بالجثثِ الممزقةِ على الطرقات والدروب، ولبنان المدمَّى بتداعيات التمديد القسري للحود، و"بحزب الله" صنيعُ ملالي إيران وأداة النظام السوري المخلصُ لهما على حساب لبنان، والمطيعُ لأوامرهما التقي النقي الطاهر الودود.
في حديث لصحيفة "لاريبوبليكا" الايطالية، اكد الرئيس السوري بشار الاسد رداً على سؤال عن النفوذ السوري على "حزب الله"، بالتالي: "يخطئ من يظن ان حزب الله العوبة في يد سوريا او ايران، فلحزب الله مصالحه الخاصة ورؤيته الخاصة".
وهل حقاً ل"حزب الله" مصالح غير خدمة المصالح السورية الإيرانية ؟ وكأنه أصبح ممثلا إمبريالياً بامتياز لشركة تجارية إيرانية تتاجر بثقافة الموت في لبنان! حتى أن ثقافة "حزب الله" هي ثقافة إيرانية مستوردة، ليس لها جذور في لبنان ضمن الطائفة الشيعية وتحاول فرض نفسها عبر كل وسائل الإغراء بالعواطف المذهبية والدولار الطاهر، وبالقضية العربية والاستقواء بالسلاح المقدس على كافة الطوائف اللبنانية.
ولا عجب أن يسبب كرما لعينيها الحروب على حساب الشعب اللبناني.
وهو اليوم يرعى مصالحهما في لبنان أفضل من رعايتهما هما لها حتى أننا نستطيع القول حسب المثل الإنكليزي أنه "ملكي أكثر من الملكيين" أي إيراني أكثر من الإيرانيين وسوري أكثر من السوريين.
إنه وبحق جسم غريب غير منسجم مزروع بقوة العاطفة والسلاح والدولار في الجسد اللبناني الذي سينبذه حتما.
فكل ما يقوم به "حزب الله" ومنذ الانسحاب السوري ربيع 2005 هو في تناقض صارخ لطموحات وآمال وتطلعات الشعب اللبناني ولمستقبل تطوره الديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي وفي كل مناحي الحياة وأهمها: كشف الحقيقة في الاغتيالات البشعة، إنشاء المحكمة الدولية لمعاقبة المجرمين، احترام الديمقراطية وقرار الأكثرية المنتخبة، تطبيق قرارات الشرعية الدولية لتحقيق السيادة والاستقلال وإعلاء شأن الدولة القوية القادرة العادلة.
لقد أثبت الحزب دون أدنى شك للشعب اللبناني وللقادة العرب وللعالم أجمع: بأنه ينفذ سياسة فارسية توسعية في المنطقة على حساب لبنان، وأن عملية خطف الجنديين الإسرائيليين في 12 يوليو حصلت بأمر عمليات إيراني - تماما كالفوضى المخربة التي تحدث الآن في موسم الأعياد المجيدة في قلب بيروت- وجاءت حسب الخطة الإيرانية السورية مكمِّلةً لخطف الجندي الإسرائيلي في غزة، وأن "حزب الله" آخر ما يفكر به هو مصلحة لبنان ومعاناة شعبه، خاصة عندما يعرض البلد بمغامراته الحربية للتدمير من قبل إسرائيل، وبمظاهراته الفاشلة وأبواقه التخوينية الوقحة للتدهور الوطني والتشنج المذهبي والتعطيل.
أثبت "حزب الله": بأن عقله في طهران مع المتطرف أحمدي نجاد الذي يريد إزالة إسرائيل فكادت إسرائيل أن تزيل الضاحية الجنوبية، وقلبه في قم مع مرشده الأكبر خامنئي الذي يريد محاربة أمريكا في لبنان مع أن الجيش الأمريكي مرابط على حدوده، وشريانه معلق في دمشق عند المتهم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بشار الأسد الذي ما قال كلمة بحق اللبنانيين إلا وقام "حزب الله" بترديدها أو تنفيذها عن طيب خاطر. وعندما اتهم الأسد أحرار 14 آذار بأنهم "منتج إسرائيلي" ردد حزب الله عبر كل أبواقه نفس الاتهام، مع أنه كان يُحيِّ تضامنهم معه خلال الحرب.
ما هذا النفاق ؟ وبليلة وضحاها يصبحون عملاء ! خلال الحرب كانوا وطنيين وزملاء وبعد انتهاء الحرب صاروا بعد خطاب الأسد أمريكيين وأعداء.

في خطاب النصر الذي ألقاه الأسد طالب فيه "حزب الله" بتحقيق النصر السياسي بعد أن حقق النصر العسكري. هذا ما نراه اليوم من محاولة الحزب وشركاه المستميتة في الانتصار على حكومة السنيورة الشرعية، خاصة عندما أقرت إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي.
ولهذا فالسبب الحقيقي لانقلاب حزب الله على الحكومة هو وبالقلم العريض المحكمة. ولماذا ؟
لأن المحكمة ستكشف طبيعة الجرائم وسيظهر العفن المتراكم منذ عقود!
ومن هنا يأتي خوف هؤلاء جميعا وارتعادهم من كلمة "محكمة" واستماتتهم:
- في عرقلة مهمتها على طريقة حزب الله وشركاه، في اعتكاف الوزراء ومن ثم استقالتهم عند مناقشة مسودة المحكمة، إلى حرب تموز التي تسبب بإشعالها وأدت إلى تدمير لبنان بهدف تدمير المحكمة في المهد.
- أو تفريغها من محتواها على طريقة ملاحظات لحود، التي تدين تورطه وجنرالاته في الجريمة، وخروجه عن كل اللياقات، خاصة بانتقاداته السخيفة لمواقف الرئيس الفرنسي جاك شيراك المشرفة من أجل لبنان والقضايا العربية، وإرساله الرسائل المتتالية إلى الأمم المتحدة دون صدى لفقدانه الشرعية.
- أو محاولة تعطيلها بشتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة وحتى الإجرامية على طريقة النظام السوري وأذنابه: كعمليات الاغتيال المستمرة للزعماء وقادة الفكر المطالبين بالمحكمة، مثل عملية اغتيال الشهيد الوزير بيار الجميل الذي كان من أشد المطالبين بالمحكمة وكشف الحقيقة، إلى محاولات التخريب عليها من قبل المخابراتي هسام وغيره، إلى الهجوم الغير مبرر على المحقق الألماني السابق ميليس، مع أن براميرتس تابع نفس الطريق وأكد حتى الآن على صحة ما توصل إليه ميليس.
ويأتي اليوم انقلاب "حزب الله" وشركاه التصعيدي على النظام الديمقراطي والحكومة الشرعية ومطالبته بالثلث المعطل لتعطيل وإيقاف المحكمة نهائيا تتويجا لكل ما أسلفنا، حتى ولو أدى ذلك إلى إدخال لبنان في شلل اقتصادي، وبطالة وهجرة وهو ما حدث، وفوضى حرب أهلية سيدفع ثمنها أولا، ويحترق بنيرانها قبل غيره أولا، من يتآمر على إشعالها. البادئ أظلم! وعلى الظالم ستدور الدوائر!
عندما تدقُ ساعةُ الحقيقَةِ سنكتشفُ عندها الكثير وأكثر مما نعرف الآن، من خفايا النظام السوري الحاكم "ببلطجية" قيادته، وهمجية عصاباته، وممارسات مخابراته الدموية التخريبيةِ بحق اللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين والسورين والعرب الآخرين.
وإذا فشلت كل محاولات وقف المحكمة ونعتقد بفشلها، فلربما سيكون شن حرب على إسرائيل واردا عند البطل الضرورة بشار الأسد! خاصة إذا وصل إلى تطبيق شعار "علىَّ وعلى أصدقائي وأعدائي يا رب"! . 06.12.17



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حزب الله- يكمل ما عجز عنه النظام السوري
- بث حي من ساحة الانتصار الإلهي
- نصر إلهي، كيف ؟
- وماذا يعني الحصار يا أهل الانتصار؟
- حزب الله يضع لبنان على كف عفريت. ومن جديد!
- لبنان في رعاية الأسرة الدولية وسيبقى
- حكومة السنيورة الراقية باقية، يا أهل الرابية
- الذي يلعب مع القط عليه بتحمل خراميشه
- فرسان الشرق الأوسط الثلاثة
- نصر أم دمار -استراتيجي- ياشيخ نصر الله؟
- السنيورة يبكي ونصرالله يُمَنِّنْ
- لبنان ليس سوريا ولا إسرائيليا يا سيد حسن نصر الله
- خمسمئة يوم مرت، والجريمة لن تمر دون عقاب
- لا تَحْزَنَّ أيها الكويتيات!
- ضرورية العلمانية بالنسبة للدولة الحديثة
- العلمانية والديمقراطية وجهان لميدالية ذهبية واحدة
- الأوطانُ تُنْهِضُها الهامات وليس التهديد والعنتريات أيها الع ...
- الصوت أمانة شراؤه وبيعه خيانة
- أيها اللبنانيون البسوا ما يفصل لكم حزب الله وأنتم الناجون!
- إلى أين يريد حزب الله أخذ لبنان ؟


المزيد.....




- المغرب - رسو سفينة حربية إسرائيلية في ميناء طنجة: بين غضب شع ...
- سيدة محجبة تحرق علما فرنسيا. ما حقيقة هذه الصورة؟
- سياسي فرنسي: رد روسيا على حظر RT وغيرها في الاتحاد الأوروبي ...
- مسؤول سابق في CIA يشير إلى -نوعية الصفقة- التي عقدت مع أسانج ...
- وقف توسع -بريكس-.. ماذا يعني؟
- الجيش الأردني: مقتل مهرب وإصابة آخرين خلال محاولتهم تهريب مخ ...
- ألمانيا تعتزم تشديد الفحوص الأمنية للموظفين بالمواقع الحساسة ...
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا-
- -واللا-: الجيش الإسرائيلي يستحدث وحدة جديدة للمهام الخاصة بع ...
- -الوطن التركي-: هدف واشنطن إضعاف وتفكيك تركيا وإبعادها عن ال ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علم الدين - -حزب الله-: -ملكي أكثر من الملكيين-