نوال الوزاني
الحوار المتمدن-العدد: 8044 - 2024 / 7 / 20 - 01:59
المحور:
الادب والفن
(إنني أمضي لكي أبرهن على روحي)
روبرت براوننغ
سوى التحيات، سوى المراعي
إذا مررتَ بشيءٍ جميل،
تَمهّلْ الخطى ولا تستعجلْ
تأملْ،
فالأشياء الجميلة كالعمرِ تذهبُ، كالليل وكالنهار.
تتأمّل الجمال، وتنشر الروحَ ضياءً.
سافر بعيداً في فضاءات السرور
هكذا،
تسمعُ الفجرَ في لحنِ العصافير
يشدو القلب في الأنفاس والجواهر.
الجمالُ مركباً للصمت مركباً للعشب.
إذا مررت بشيء ، أرفعْه عالياً
تمهّل،
الحصى عالياً
تمهّلْ
الأصدقاء، همُ الأوقات، همُ السيل والأسباب.
الجمال، شجرة النور، ونور الشجرة
المياه أملاً ، سلاماً،
ووجداناً.
تأمّلْ:
في وجدانِك أيهّا السور، وفي الولع أيتها الجدران.
يحملُ السفحُ إلى الجبلِ جناحاً
يحمله مشياً.
الجمال، صمت في حضرةِ السماءِ ووقت للمساء
حيث النجوم، جواهر في أيدينا،
النجوم أعناقنا.
تحتنا، يجري البحرُ، والأمواجُ جيئة وذهاباً.
تأمّلْ
اللحظةُ فكرةٌ، والساعاتُ جيلٌ من الأطفال.
هو،
لحنٌ عذبُ ما نمرُّ به،
جمالٌ هو، ذلك الذي يستوعبُ البحرَ والقواربَ والمياه
بسمةٌ ترسمُ الدربَ والقنوات.
هي الشروق، يشرقُ في الأنامل
وهو الغروب، لا يودّع النهار.
أخضر هو النهار، خضراء هي النوافذ والنظرات.
الأفق،
هل ترى فيه البهاء ؟ هل ترى التضاريس والخلق؟
نورٌ، يرتحلُ في العِظام، ويجعلها مصباحاً.
إذا مررت بي،
تمهلْ، أيّها الحصى، أيّها الجبل السائر، أيتها المروج
أيتها المراعي
لا يدوم سوى الدائمِ في السؤال، سوى التحيات،
سواك أيّها الجمال ، يا أيّها الشروع في التوازن.
#نوال_الوزاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟