بعلي جمال
الحوار المتمدن-العدد: 8043 - 2024 / 7 / 19 - 14:21
المحور:
الادب والفن
"هوّارية إنعام بيوض"
مامدى حرية الإبداع في التعبير عن الراهن المنهزم؟
قال مرة الروائي رشيد بوجدرة: أنا لست مصلحا إجتماعيا ، أنا كاتب أنقل الواقع كما هو .
على خلفية الصراع الإشهار ي المعلن على هامش رواية إنعام بيوض "الهوارية" ، الفائزة بجائزة آسيا جبار للرواية العربية 2024. أكيد هناك تيارات مختلفة في نقد المتن الإبداعي و هناك أيضا نسقا ثقافيا يتم من خلاله قراءة النص وفحصه برؤية أخلاقية من زاوية "رسالة الفن"...من حيث بروز اللهجة الدارجة حسب ما يدعو( السياقي ) النقدي لنماذج بشرية و قدرتها في التعبير عن هواجزها . لكن يظل السؤال الذي يظهر ليس فقط ممن يسمىون بأعداء( الحرية والإبداع ) لكن من المؤمنين برسالية الإبداع والكتابة ... من الذي يلزم الروائي أن ينقل الشخصية البذيئة و القبيحة بنفس الواقعية الآتي نراها في المجتمع ...( ليس هناك إبداع في نقل الواقع كما هو ) قد تنقل الصورة الواقع بأكثر دقة.
يبقى سؤالا آخر : هل الضجة لأن رواية نالت جائزة آسيا جبار ونفتح قوس( حول آسيا جبار) أم أن الجدل الذي يبارك الآن هو لأن الروائية هي إنعام بيوض؟
أين تقف حرية المبدع في تحرير الإنسان من الجهل و الدينية؟ هل نقل الشخصية بصورة فوتوغرافية هو من جمالية النص؟
هل نقل الكلام البذيئ على أنه قوة في تشخيص الحالة دون مراعات الذوق العام والبنية الأخلاقية في ثقافة مجتمع محافظ هو إبداع؟
نرجع إلى إستهلاك الحياة نفسها ،بعد الإنسان القيمي و منظومة الثقافة المحلية بعد إنسحابنا المخجل من معركة الحياة و الحضارة...في الحقيقة فهم الحرية على أنها التحرر من ظوابط الإلتزام و القيم المؤسسة لمجتمع ما هو دعوة كما سميت في حينها "تغريب المجتمعات" ولنكن واقعيين ،لا يمكن إستهلاك ظاهرة إجتماعية أو ثقافية جاهزة و زرعها بكل ما يترتب عنها في مجتمع آخر ، ولقد تحدث ابن خلدون عن هذا في رؤية أكثر واقعية . إن إستهلاك الحياة من الغالب هو فرضا لأسلوب عيش وليس حياة.أليس تخريب الثقافة و الوعي والفكر من أخطر المعارك التي تدار تحت فخ "الحريات الإبداعية"؟
#بعلي_جمال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟