|
الفصّوع بصورته المعاصرة
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8043 - 2024 / 7 / 19 - 09:02
المحور:
كتابات ساخرة
للفصّوح تصنيفات كثيرة ومتشعبة في المعاجم العربية وفي المجالس الشعبية. يقولون: فَصَّعَ الرجلُ يُفَصِّعُ تَفْصِيعاً: أي بَدَتْ منه رِيحُ سَوْءٍ، فهو: فَصّوع. ويقول اهلنا في الأرياف: (لا تركب الخيل يا فصوع تعديها خل يركب الخيل راعيها). . ويقولون: (فصوع يربط وجربوع يحل). أو: (طكّوع يكفل فصّوع). أو: (يجتفني فصوع ويهدني فصيعان). وهي أمثال شعبية، تضرب في اثنين من السفلة أحدهما أنذل من الآخر. . وبالتالي فان الفَصّوع: هو المعتوه المتهور الذي يتعمد الاساءة لمن حوله. لكن (فَصّوع) هذه الايام يختلف عن فصُوع العقود الماضية: فهو خبيث لئيم لا مروءة له. يسعى دائما لإيذاء الناس كي يشعر بالكمال. إذا غضب منك أنكر فضلك، وأفشى سرك، وجحد عشرتك، وقال عنك ما ليس فيك. . لدينا فئات من الفصاصيع لا يمكنك التعرف عليهم بسهولة، قد يرافقونك في العمل الوظيفي لسنوات طويلة من دون ان تكتشف امرهم، ثم تدرك خستهم ووقاحتهم بعد عمر طويل، وربما يخدعك مظهرهم ثم تنفجر تحت أقدامك ألغام الدهشة فتراهم في صورة الضباع والخنازير، وقد تجد في المقربين اليك الكثير منهم، فيدهشك نفاقهم وخذلانهم ونكرانهم للجميل. . وقد ظهرت علينا قبل مدة فئة من الفصاصيع الذين يميلون لتغييب العقل وتقديم النقل. ينبذون الحياة ويقدسون الموت. يفضلون البكاء على الضحك. يعظمون الماضي ويحتقرون المستقبل. يحاربون العلم ويبجلون الخرافة. . كنت أتواصل مع احدهم قبل مدة، وكانت تربطني به علاقة نقابية قديمة. ثم كشّر عن انيابه فجأة دونما سبب، وصار يتفنن بتسديد الوخزات والطعنات، ولم ادرك انه من فصيلة الفصاصيع إلا بعدما سمعته يتلفظ بعبارات الشماتة بأهلنا في غزة، ويصب جام غضبه على المقاومة في كل مكان، ويصفق لجيوش القطعان. هذا وهو يعرف انهم تجاوزوا مرحلة الحيونة وعدم الاهتمام بحياة الإنسان، فقتلوا الأبرياء من النساء والأطفال بشتى أنواع الأسلحة المحرمة دوليا. . كلمة اخيرة: لكي تكتشف تعداد الفصاصيع بنفسك يكفي ان نقول لك ان 1 % من البشر فقط يحكمون العالم، و 4 % يتم تحريكم كالدمى، و 90% غافلون، ونحو 5 % يعرفون الحقيقة، والصراعات التي تدور حولنا تعزى كلها الى محاولة الـ 4 % في منع الـ 5 % من إيقاظ الـ 90 %، ونترك لك حرية البحث عن الفصاصيع بين الـ 90 %. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يحمي العرب من العرب ؟
-
ما الذي يجري يا اخي المصري ؟
-
هجوم مدبّر على المكامن السومرية
-
من عجائب الأمة المتآمرة على نفسها
-
المرأة التي حذرت من زوال بلداننا
-
مجوهرات للأغنام والبعارين والأبقار
-
ماذا لو كان توماس عربيا ؟
-
العراق تحت المجهر الطائفي
-
ازمات متفاقمة بين الفاتيكان والكيان
-
استدعاء بنكهة الاستخضاع
-
الحجاج الثقفي يقصف غزة بالمنجنيق
-
المتغطي باللحاف الأمريكي عريان
-
شعار هيرتسيليا: هلا بالخميس
-
ابو مازن وأسماك الجيفليت
-
نحن الذين هزمنا أنفسنا
-
تاريخ ضائع لأمة فقدت بوصلتها
-
ماذا وراء أسطول الظل الروسي
-
فوبيا المثلث الاحمر المقلوب
-
متى ننتج الطاقة على الطريقة الصينية ؟
-
انت المنتج والمخرج والبطل
المزيد.....
-
-فلسطين.. شعب لا يريد الموت-.. كتاب جديد لآلان غريش
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 177 مترجمة للعربية معارك نارية وال
...
-
الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية و
...
-
جمال سليمان من دمشق: المصلحة الوطنية السورية فوق كل اعتبار (
...
-
جمال سليمان يوجه رسالة بعد عودته لدمشق عن جعل سوريا بلدا عظي
...
-
إبراهيم اليازجي.. الشخصية التي مثّلت اللغة في شكلها الإبداعي
...
-
-ملحمة المطاريد- .. ثلاثية روائية عن خمسمائة عام من ريف مصر
-
تشيلي تروي قصة أكبر تجمع لفلسطينيي الشتات خارج العالم العربي
...
-
حرائق كاليفورنيا تلتهم منازل أعضاء لجنة الأوسكار وتتسبب في ت
...
-
بعد غياب 13 عاما.. وصول جمال سليمان إلى سوريا (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|