أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليمان أبو موسى - محرقة غزة ... إلى متى ؟ وإلى أين ؟














المزيد.....

محرقة غزة ... إلى متى ؟ وإلى أين ؟


سليمان أبو موسى

الحوار المتمدن-العدد: 8043 - 2024 / 7 / 19 - 02:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد عشرة أشهر من الحرب النازية التي تتعرض لها تلك البقعة الصغيرة من الأرض التي تسمى غزة .
هي مدة لا تقاس بالشهور ولا بالأيام ولا حتى بالساعات
ففي كل دقيقة من هذه الشهور جرح جديد وقصة من الأسى سطرت بأحرف من الدم والنار ، لتبقى خالدة في ذاكرة من عاشها أبد الدهر .
ليكون شاهداً على أفضع المجازر التي عرفها تاريخ البشرية.
وفي خضم تلك المجازر يزداد الوضع الإنساني سوءاً وتعقيداً على سكان غزة النازحين قصراً مرة أو مرتين أو يزيد.
فالكارثة تزداد وتتفاقم في كل يوم عن سابقه .
نعم كارثة لم يعيشها شعبنا منذ النكبة الأولى رغم المعاناة التي يعيشها طيلة السنوات الماضية ولكنه صمد أمامها كصمود الجبال الشامخة وتعايش مع جميع الظروف.
فقد كانت غزة من أكثر مدن العالم تمسك في العلم فترى شبابها رغم قلة فرص العمل من حملة الشهادات الجامعية والعليا والمثقفين والأكاديميين وحفظة القرآن الكريم.
وتراهم في نفس الوقت يعملون في أي فرصة عمل متاحة مهما كانت ، لتجد الدكتور يعمل كعامل في مخبز ،وتجد المهندس يعمل كسائق أجرة ،وتجد حامل شهادة اللغة الإنجليزية يعمل في وظيفة مؤقت لوكالة الغوث كعامل نظافة بالشارع ، وفي الشارع المجاور ترى حامل شهادة إدارة الأعمال يدير عربته التي يعمل عليها في بيع المشروبات الساخنة.
ليثبتوا أنهم يحبون الحياة ما استطاعوا إليها سبيلا ، ويتأقلمون معها مهما كانت الظروف المحيطة بهم تحمل المصاعب .
ولكن لم يخطر ببالهم ولا ببال كل سكان غزة وحتى أصحاب الشركات والمؤسسات والمصانع في غزة أنه سيأتي عليهم يوم يفترشون فيه الأرض ويلتحفوا السماء سواسية ، أمام ألة القتل التي تفتك بهم بغطاء دولي وصمت عربي مقيت.
ولكن بعد هذا الدمار الذي حل بالأرض والحجر والشجر والبشر في غزة .
إلى أين يتجه 2 ونصف مليون غزي بعد تدمير شبه كامل للمنظومة الصحية والتعليمية والاجتماعية والثقافية و الاقتصادية في غزة؟...
تدمير لم يسبق له مثيل وربما حتى في الحروب العالمية .
ما هو مصير نصف مليون غزي يصارعون الموت جوعاً ومرضاً وقتلاً في شمال غزة في كل دقيقة بعد أن وصلوا لحد تناول علف الحيوانات في صراع البقاء وما عادوا يجدونه ؟...
ما هو مصير أطفال غزة الذين حرموا من حقهم في التعليم والعيش عيشة كريمة كباقي البشر على هذا الكوكب الظالم الذي يسود فيه شريعة الغاب ؟...
ما هو مصير شباب غزة الذين ترعرعوا في ظل حصار محكم يعاني منه قطاع غزة منذ ثمانية عشر عام ،ورغم الحصار فكانت رغبتهم في العيش أقوى من كل التحديات ؟...
ما هو مصير ثكالى وأرامل وأيتام غزة الذين فقدوا كل شيء في هذه الحرب والأن يصارعون الموت جوعاً ومرضاً و قهراً ؟...
وما هو مصير مئات الآلاف من العائلات التي فقدت بيوتها ومصدر دخلها ويقطنون في خيام على الطرقات تحت حرارة الشمس الحارقة ؟...
وهل سيكتفي بعض العرب ومن يسمون أنفسهم بأنصار حقوق الإنسان ببعض المساعدات الإنسانية التي لا تسمن ولا تغني من جوع لإرضاء ضمائرهم الشبه ميتة؟...
ماذا بعد هذه المعاناة ؟...
إنه المصير المجهول الذي ينتظر كل تلك الفئات التي عانت وما زالت تعاني في خضم استمرار هذه الحرب وإقتراب دخول عام على الحرب دون وجود أي بوادر لحلول في الأفق القريب.
نعم مستقبل مجهول وكأنه أشبه بالسير في نفق مظلم يطوي من خلفه حقبة وردية مقارنة في ما بعدها لتبقى تلك الحقبة محفورة في الذاكرة بكل تفاصيلها ليختبئ العقل بين ثنايا الذكريات كي لا يضيع من هول الصدمة، وتبقى أيضاً تلك العقول الحائرة تنتظر كل يوم صبح جديد عله يحمل بين طياته فرج قريب.
هي آمال وطموحات شعب لم يكن يوماً يعرف المستحيل.



#سليمان_أبو_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور حسن الرضيع أيقونة الفقراء الجدد والبسطاء
- وكلاء الإحتلال -تجار الحروب والدم- إلى متى؟...
- إلى متى يا غثاء السيل
- المرأة الفلسطينية (جبل المحامل)


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليمان أبو موسى - محرقة غزة ... إلى متى ؟ وإلى أين ؟