أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - انفجار فقاعة الحريديم.. وهشاشة الكيان الصهيوني














المزيد.....

انفجار فقاعة الحريديم.. وهشاشة الكيان الصهيوني


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8043 - 2024 / 7 / 19 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدأ جيش الاحتلال الأحد21 يوليو إرسال أوامر استدعاء للحريديم ممن تنطبق عليهم شروط الخدمة العسكرية الإلزامية، لكن هذا الأمر الذي يبدو بديهيا لدى أي مجتمع طبيعي على قاعدة التساوي في الحقوق والواجبات، هو ليس كذلك في تجمع المستجلبين اليهود إلى فلسطين، لأن شريحة ما يسمى
بالحريديم أي المتشددين اليهود الذين يوصفون بالانغلاق والانعزال، ترفض مبدأ التحاق شبابهم بالجيش
ذلك أن قادة المتدينين اليهود يختبئون خلف ذريعة أن مهمة «الحريديم» بجب أن تقتصر على دراسة التوراة، فيما يمتنع الشبان دائماً عن التجنيد بدعوى انشغالهم بدراسة تعاليم اليهودية والشرائع التوراتية، وأن التفرغ لدراستها لا يقل أهمية عن الخدمة العسكرية.
كما أنهم يتحججون بصعوبة الحفاظ على التدين والتعاليم اليهودية بسبب الاختلاط في الجيش، خصوصاً أنهم يلتزمون بنصوص توراتية تخص الفصل بين الجنسين وتمنع الاختلاط والعلاقات بين الرجال والنساء، ويلتزمون بيوم السبت اليهودي؛ حيث لا يعملون فيه ويخصصونه لزيارة الكنس وقراءة التوراة فقط.
بل إن “الحريديم” اليهود المتشددين يعتبرون أن دراسة التوراة هي الضمان للحفاظ على بقاء كيانهم، فهو كما يزعمون سلاح روحاني لحماية ما يسمى “شعب إسرائيل
وكان مؤسسو الكيان من الصهاينة العلمانيين قد أعفوا 400 من المتشددين اليهود من واجب الالتحاق بالجيش بسبب قلة عددهم آنذاك، ثم أنهم كانوا في حاجة لكسب اليهود المتشددين المشاركة في كيانهم الناشئ، لكن مع الوقت وزيادة عدد الحريديم الذين يتهربون من الخدمة العسكرية، في حين بلغ عدد من أعفوا من الخدمة العسكرية العام الماضي66 ألفا ، في وقت تشكل نسبة الحريديم داخل فلسطين المحتلة 13% وهي نسبة مرشحة للزيادة لارتفاع نسبة الولادات في بيئتهم، لكن هذا الامتياز أثار حفيظة ومعارضة مبدئية من قوى صهيونية أخرى ترى أن على الحريديم أن يشاركوا فيما يعتبرونه "غرما" وهو الخدمة العسكرية.
ويساهم في تسعير التناقض الداخلي ان الحريديم لايؤمنون بالديمقراطية. ولا بالدولة العلمانية وقوانينها، كون ولاءهم فقط هو لدولة الشريعة "الهالاخاه" التي تقوم على التوراة. وغير قائمة حاليا. لكن لا پأس من موقع انتهازي مصلحي أن يستفيدوا من الكيان القائم مع أنهم متناقضون مع جوهره الفكري والسياسي.
وفي سياق ما يعتبره المعارضون وضع حد لإعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية قررت المحكمة العليا في 25 يونيو الماضي إلزام الحريديم بالتجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.
ومن الواضح على ضوء قرار الجيش استدعاء الحريديم للخدمة العسكرية أن نتنياهو فشل في الالتفاف على قرار المحكمة للحفاظ على ائتلافه الحكومي من الحريديم والصهيونية الدينية الفاشية واليمين القومي الصهيوني، وهي وصفة إضافية لتسعير التناقضات الداخلية في الكيان التي هي أحد تجليات أزمته البنيوية الملازمة له منذ نشأته، كونه كيانا كولنياليا عنصريا مكون من تجميع مستجلبين من 99 إثنية، يشكلون خليطا بشريا غير متجانس ملئ بالثقوب فشلوا خلال 76 عاما في صهره.
وربما يكشف تهديد كبير الحاخامات السفارديم، يتسحاق يوسف، من أنَّ اليهود الأرثوذكس المتشددين سيغادرون "إسرائيل" بشكل جماعي إذا ألغت الحكومة إعفاءهم من التجنيد الإلزامي. هشاشة المشروع الصهيوني الذي تأسس على مجموعة من الأكاذيب دحضها علميا مؤرخون وعلماء آثار يهود من داخل الكيان.
لكن التهديد بالسفر، وعودة الحريديم إلى بلدانهم السابقة هو اعتراف بأن وجودهم في فلسطين كان وجود مصلحة، وانهم لا ينتمون لهذه الجغرافيا التي تشكل إقليم فلسطين.
وهذا يكشف بجلاء طبيعة المشروع الذي قامت به الحركة الصهيونية الذي بشرت به ورعته المسيحية الصهيونية و الغرب الاستعماري من بريطانيا إلى الولايات المتحدة وما بينهما.
وفي مواجهة إلغاء هذا الامتياز حرض الحاخام يتسحاق يوسف الحريديم على عصيان أوامر الجيش وقال لهم: "لا تذهبوا"
ودعا إدارات المدارس الدينية للطلاب اليهود الأرثوذوكس "الحريديم" بتجنب الحضور إلى مكاتب التجنيد، "وقطع جميع العلاقات مع الجيش الإسرائيلي" في دعوة مباشرة منها لعصيان أوامر وزير الحرب الصهيوني التي تقضي بتجنيد 3 آلاف طالب من الحريديم فيما تكشف عبارة على لافتة رفعها الحريديم تقول "نفضل الموت كيهود على أن نعيش كصهاينة". أبعاد حالة الكراهية بين مكونات هذا التجمع، في غياب القيم المشتركة أو الشعور بالانتماء لدولة اسمها “ إسرائيل”، وأن9 هناك عقدا اجتماعيا يربط هؤلاء المتشددين بغيرهم من اليهود وبالكيان، وهذا يعكس مدى هشاشة هذا التكوين وصفته المؤقتة.
إن انفجار فقاعة الحريديم التي رافقت الكيان منذ البداية، إلى جانب فقاعات أخرى تؤكد أن طبيعة هذا التجمع المستجلب تفتقر إلى التجانس، فيما يعيش الكيان حالة شك فردي وجمعي في استمراره على ضوء أزمته البنيوية في تجلياتها المختلفة، التي تمظهرت في جانب منها في أزمة تجنيد الحريديم، فيما التحدي الوجودي يمثله الفلسطينيون أصحاب الأرض الذين يعززون في كل يوم في ذهن الصهاينة مقولة خراب الهيكل الثالث كحقيقة موضوعية سيأتي وقتها ولن يكون بعيدا.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس وشبح ترامب ونهاية فترة استثمار الوقت
- نتنياهو.. مجازر.. تجويع.. مرواغة بانتظار ترامب
- المصالحة التركية السورية..بين إرادتي الطرفين وألغام المتضرري ...
- درس اليسار الفرنسي.. ودور اليسار الفلسطيني
- توافق حمساوي- إسرائيلي على إطار الصفقة.. ولكن!
- الضفة.. كانت وما زالت هي المستهدفة
- انفجار فقاعة الحريديم لن تكون آخر متاعب نتنياهو
- اليوم التالي.. وفخ الوصايةالأجنبية
- طوفان حماس.. مقاربات مفصولة عن الواقغ
- طوفان الأقصى.. قراءة مشاكسة
- لتطويق تقرير نافي بيلاي.. حتى لا يوصم النضال الفلسطيني بالإر ...
- ضحايا محرقة عزة.. كثمن لوقف الحرب وليس التحرير!
- الاجتماع العسكري العربي الصهيوني في المنامة.. أي دور؟
- طوفان الأقصى.. بين كونه - تابو- ، وحق النقد
- الطوفان بين حرب التحرير.. ووقف إطلاق النار
- إدارة غزة.. بين شرعية السلطة وبندقية حماس..!
- معبر رفح.. الغياب الفلسطيني
- اليوم التالي للحرب.. مشروع وصاية أمريكي على غزة
- الجنائية الدولية..الكيان الصهيوني في قفص الاتهام
- عيد أطفال غزة .. مختلف *


المزيد.....




- هل لقرار الكنيست أثر على مستقبل قيام دولة فلسطينية مستقلة؟
- قتلى ومصابون جراء خروج قطار عن مساره في الهند
- فوتشيتش يؤكد لزيلينسكي على أهمية الحوار لتحقيق السلام
- الداخلية الفرنسية تمنع ضباط الشرطة من مضغ العلكة خلال الأولم ...
- الخارجية الأردنية تستدعي السفير الهولندي وتوجه رسالة شديدة ا ...
- رجل يطعن شرطيا بسكين في باريس
- الطوارئ الروسية: هبوط طائرة -بوينغ- في كراسنويارسك وعلى متنه ...
- الصحة الفلسطينية تنذر من خطر كارثة صحية جديدة في القطاع
- إسرائيل.. رفض مقترح الانسحاب من معبر رفح
- إعلان نتائج الانتخابات التشريعية السورية


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - انفجار فقاعة الحريديم.. وهشاشة الكيان الصهيوني