أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة _وانهارت السردية الصهيونية اللاأخلاقية














المزيد.....

الحرب على غزة _وانهارت السردية الصهيونية اللاأخلاقية


بديعة النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 8042 - 2024 / 7 / 18 - 18:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


_
تعتبر الحركة الصهيونية حركة علمانية في أساسها. غير أن حاجتها إلى النبوءات والخرافات لتحقيق أهدافها في الاستيلاء على أرض فلسطين دفعها إلى الكتب الدينية اليهودية. وأبرز هذه النبوءات، نبوءة العودة إلى الأرض المقدسة التي تم ذكرها في أسفار التوراة المحرفة التي تمت كتابتها على أيدي حاخاماتهم.
وبغض النظر عن الغرابة من قيام الحركة الصهيونية في القرون الحديثة على أساس الكتب الدينية التي ترجع إلى عصور قديمة جدا، إلا انها اضطرت كما ذكرنا إلى استخدامها لتسويغ وتثبيت سردياتها اللاأخلاقية التي تدعي أحقية اليهود "شعب الله المختار" بأرض فلسطين. هذه الأرض "أرض الميعاد" الله التي وهبها لهم إلههم المزعوم "يهوه" بوعد غيبي.
وقد ادعت السردية الصهيونية أن أرض فلسطين هي "أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض" زورا وبهتانا. وأعطيت لهم بوعد أرضي تمثل بوعد "بلفور".
ومن الطبيعي أن دولة قامت بفضل سرديات كاذبة أن تستمر في استحداث سرديات جديدة كاذبة أيضا كلما احتاجت لذلك.
وما أكثر ذلك النوع من السرديات الذي لجأت له دولة الاحتلال. وأبرزها ما أشاعته وروجت له بعد قيامها عام ١٩٤٨ حين اتهمت الفلسطينيين ببيع أراضيهم إلى الجمعيات اليهودية والبريطانية وأن من يبيع أرضه لا يحق له المطالبة بها.
كما روجت لسردية هروب الفلسطينيين وترك بيوتهم وأراضيهم لمجرد سماعهم إطلاق الأعيرة النارية، وأنكروا وقوع مئات المجازر التي وصلت حد الإبادة الجماعية وعمليات الاغتصاب والقتل الوحشي التي روعت سكان باقي القرى وليس أدل على ذلك ما حصل في قرية دير ياسين من مجازر وفظائع. وقد كذبت سرديتهم التي كشفتها مخططات آباء الصهيونية الأوائل الذين خططوا قبل إقامة دولتهم بسنوات بمخططاتهم الصهيونية التي لا تنحصر على فلسطين بل ستشمل أراض عربية أخرى تحت مسمى "إسرائيل الكبرى". وبهذا الشأن يقول "ثيودور هيرتزل" مؤسس الحركة الصهيونية في مذكراته "بضرورة الامتداد في قناة السويس ورفع شعار فلسطين داوود وسليمان" وحدد مساحتها بأنها تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات.
ولإثبات السردية التي تقول بأحقية اليهود بارض فلسطين سعت أدبيات علم الآثار في دولة الاحتلال إلى إثبات العلاقة المتينة بين القصة التوراتية والمعطيات الأثرية المحفوظة لأن إنجاح هذا الإثبات ينسجم مع مشروع أيديولوجي هو سياسي من الدرجة الأولى وبالتالي إثبات أن هناك مملكة هي "مملكة إسرائيل" كانت قد أقيمت على أرض فلسطين بعد الخروج من مصر.
وتدرك دولة الاحتلال أهمية السرد بالنسبة للجماهير التي تخضع بطرق مباشرة أو غير مباشرة لما ترويه ،حيث يعطي هذا معنى وهوية ومضمونا لمحتوى السرد. وكل هذا يتم من خلال عمليات مدروسة.
وتستخدم هذه الدولة السردية كسلاح ضد الآخر. حيث أنه من المعروف بأن من الوظائف التي تؤديها السرديات، كتابة الصراعات بين الشعوب. وأن صاحب السردية الأقوى هو المنتصر.
واليوم في حربها على غزة كانت دولة الاحتلال قد دخلت الحرب من سردية طالما استغلت الترويج لها لتحقيق مصالحها ألا وهي سردية "الدفاع عن النفس" وتجنيب الدولة "هولوكست" جديد.
وقد استخدمت دولة الاحتلال هاتين السرديتين مرات كثيرة. ففي حرب ١٩٦٧ قامت بتنفيذ ضربة استباقية لمصر والأردن وسوريا متذرعة بأن هذه الدول تنوي القضاء عليها. مع العلم أن الحقيقة تقول غير هذا الكلام. لأن هذه الدولة كان قادتها بخططون من قبل سنوات افتعال مثل هذه الحرب بهدف التوسع واحتلال أراض عربية أخرى استكمالا لمشروعها الصهيوني الذي خطط له آباء الصهيونية وإقامة "إسرائيل الكبرى".
وقد صنعت منذ ٧/أكتوبر سرديات ملفقة بهدف تغيير واقعها المرير في ميدان القتال.
ومنها ما ادعته بأن المقاومة الفلسطينية يوم ٧/أكتوبر ارتكبت مجزرة عندما اقتحمت مستوطنات الغلاف وقتلت أكثر من ١٢٠٠ مستوطن، كما قطعت رؤوس الأطفال واغتصبت النساء. وقد روجت لهذه السردية الكاذبة بهدف تأليب العالم على المقاومة وشيطنتها وفي المقابل كسب الراي العام العالمي. وقد كذبت هذا الخبر فيما بعد صحف عبرية حين صرحت بأن "الجيش الإسرائيلي" هو من قام بقصف مواطنيه ظنا منه أنهم عناصر من المقاومة. كما اتضح بأن قصة الأطفال مقطوعي الرؤوس مفبركة عبر الذكاء الاصطناعي.
وارتكبت محرقة رفح بتاريخ ٥/٢٦/٢٠٢٤ حيث ارتقى عشرات الشهداء على إثرها وقد روجت لسردية باتت مفضوحة وهي أن خيام النازحين تحوي عناصر من المقاومة.
هذا هو الجيش الصهيوني اللأخلاقي الذي ارتكب ولا زال الفظائع والجرائم بحق الشعب الفلسطيني واليوم يرتكب الإبادة الجماعية بحق أهلنا في قطاع غزة في محاولة لتهجيره قسرا وتحقيق مصالح توسعية ومخططات شيطانية جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة الأمريكية بجنودها وعتادها مرتزقة العالم.
غير أن غزة أنهت السردية الصهيونية اللاأخلاقية وانكشف وجهها القبيح أمام شعوب العالم الغربي.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة_أطلقوا الرصاص على رؤوسهم
- الحرب على غزة_غزة الشمس ونحن الظلام
- الحرب على غزة_المواصي ومخيم الشاطئ وذريعة محمد الضيف
- الحرب على غزة_لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها
- الحرب على غزة_نحن لا نستسلم،ننتصر أو نموت
- الحرب على غزة_العين السرية للشاباك
- الحرب على غزة_الفاشية تغرق في وحل غزة
- الحرب على غزة_ستصلبون فتأكل الطير من رؤوسكم
- الحرب على غزة_سردية الانتصارات ووهم التفكيك
- الحرب على غزة_لن تسلّم غزة
- الحرب على غزة_سلاح عقيم؟
- الحرب على غزة_أيهما سيحسم نتيجة الحرب؟
- الحرب على غزة_وانقرض الديناصور
- الحرب على غزة_اليوم لا سلام ولا استسلام
- الحرب على غزة_أمريكا وأذنابها إلى الجحيم
- الحرب على غزة_قطار آخر المحطات
- الحرب على غزة_أوهن من بيت عنكبوت
- الحرب على غزة_الليل في غزة مختلف
- الحرب على غزة_النابلسي ورفح درس لا ينسى
- الحرب على غزة_-مجموعة السبع- ومفاوضات -جو بايدن-


المزيد.....




- بحضور ترامب.. شاهد ما قالته حفيدته عنه في مؤتمر الحزب الجمهو ...
- عودة ترامب المحتملة.. ماذا تعني لمحمد بن سلمان والسيسي وإسرا ...
- -ماما ميركل- بعيدا عن صخب السياسة.. كيف تعيش حياتها الخاصة؟ ...
- 5 ميزات جديدة في -أكبر تحديث- ينتظره عشاق آبل
- إدانات لقرار رفض الاعتراف بدولة فلسطين
- بوتين وابن سلمان يبحثان تعزيز العلاقات
- مؤسستان تتهمان دمشق بالتعدي على حق الملكية للمواطنين
- جي دي فانس.. مرشح ترامب لنائب الرئيس
- الأمن في البحر الأحمر.. النفوذ والتنافس بأكثر مناطق العالم أ ...
- كيف تبتلع إسرائيل الأراضي الفلسطينية؟


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة _وانهارت السردية الصهيونية اللاأخلاقية