أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - وين نروح..؟!// قصّة قصيرة














المزيد.....


وين نروح..؟!// قصّة قصيرة


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 8042 - 2024 / 7 / 18 - 14:47
المحور: الادب والفن
    


بعدَ عودتِها منَ الحضانة، أحضرتْ شمس دفترَ الرَّسم والألوان ونثرتْها فوقَ السُّجادة، فقلتُ لها:
-صغيرتي، لا ترسمي هنا. اليوم قمتُ بتنظيفِ السُّجادة. إذهبي إلى غرفتِكِ وارسمي هناك.
لم ترغبْ شمس أن تفارقني فهي لم ترَني منذُ ساعاتِ الصَّباحِ حينَ أوصلتُها للحضانة وعدتُ للمنزل بسبب عطلة في الشّركة التي أعمل فيها. أعرفُ أنّها تريدُ أن تقضيَ الوقتَ معي لكنّني مشغولةٌ عنها باعدادِ مائدةِ الغِذَاء، فبعدَ دقائقٍ يصل والدها وأخوها.
قامتْ بإعادة دفتر الرّسمِ والألوانِ لغرفتها. ثمّ، رجعتْ إلى غرفةالمعيشَة وبدأتْ تقفزُ بفرحٍ فوقَ الأَريكة.
امتعضتُ وبادرتُها:
- شمس! انزلي عنِ الأريكة! اليوم قمتُ بتنظيفها.
نزلتْ شمس عن الأريكة واتّجهتْ ثانيةً إلى غرفتِها وأحضرتِ الدّراجَةَ. ثمّ، بدأتْ تقودُها بشغفٍ في كلِّ اتّجاهٍ في المنزل.
انطفأَ قنديلُ صَبْري فصرختُ بها:
-لا تقودي الدّراجة في المنزل. اليوم قمتُ بمسحِ الأَرْضِ.
فجأةً، اغتاظتْ شمس فوقفتْ كالسّنديانة وقالتْ بعتابٍ حادّ:
- السُّجادة ممنوعة..الأريكة ممنوعة...الدَّراجة ممنوعة..!
وين أروح؟! أَتسلَّق الحِيطان، يعني؟!

*

في المساءِ، فتحتُ التّلفاز لأُشاهدَ نشرةَ الأخبار، فإذا بمُسِنَّةٍ من غ.زَّ.ة تتقيأُ وجعَ المَرحلة:
-"وين نروح!!
أَينما نذهبُ، الطّلقةُ في انتظارنا، كأَنّنا طيورٌ في قفص!"
*
دوّتْ صرختُها في رأسي:
-وين نروح!
تناسلَ الصّوتُ وارتفعَ الصَّدى:
-وين نروح...!!!!
فجأةً، تذّكرتُ شمس وهي تدافعُ عن حقّها في أن تحيا بحريّة في هذا المنزل؛ منزلها:
((وين أروح؟! أَتسلَّق الحيطان، يعني؟!))
وبحرقةٍ بكيتُ.

ريتا عودة

17.7.2024

__________________________________________________

القصة تتبنى منظور شمس الصغيرة ليعكس قلقها وتساؤلاتها في عالم يبدو محصورًا ومقيدًا،تجد نفسها متواجهة مع قيود وحدود لا تفهمها تمامًا، ولكنها تحاول بكل قوة تحدي هذه الحدود والقيود، رد فعلها الاستفزازي على القواعد والتحديات التي تواجهها يعكس رغبتها القوية في تحرير نفسها والاستمتاع بحرية حقيقية .
تقدم قصة "وين نروح" للأديبة ريتا نقدًا حادًا للحياة الاجتماعية والقيم المجتمعية التي تضيق الخناق على الأفراد وتحد من حريتهم، تبدأ القصة بتصرفات الأبوين تجاه طفلتهما شمس وكيف يحاولون فرض الانضباط والقواعد عليها دون أن يهتموا بمشاعرها وحقوقها كطفلة، تجد شمس نفسها محاصرة بالقواعد والمنع وتبدأ بالتساؤل: وين نروح؟ !
تتظاهر الطفلة بالفرح والحب ولكن الحقيقة أنها تعاني من قيود قاسية وتحاول بكل الطرق التي تتيحها لها الظروف البقاء على قيد الحياة والتعبير عن مشاعرها ورغباتها، تعكس الحركات العصبية والاستفزازية التي تقوم بها عدم رضاها عن الظروف التي يضعها فيها والديها.
تتصاعد الأحداث حينما تشاهد أم شمس على التّلفاز امرأة مسنة من غزة تعاني من الحرب والمعاناة وتسأل بحزن وفاجعة: "وين نروح؟!" وكأنها تعبّر عن حالة اليأس والاستسلام التي يعيشها الكثيرون في العالم العربي .
تنتقد القصة بشكل حاد اكتفاء الأفراد بالحياة اليوميّة وعدم البحث عن حلول للمشاكل التي تواجههم، كما تنتقد القيم المجتمعيّة التي تضع حواجز وقيود على الأشخاص دون تقدير لحقوقهم الأساسيّة.
بشكل عام، تعتبر قصة "وين نروح" حالة أدبيّة تعكس الواقع الإجتماعي بشكل صادق ومؤلم، وتدفع القارئ للتّفكير في معنى الحريّة والقيود وكيفيّة تحقيق التَّوازن بينهما.



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلمُ السَّروِ والسَّروة/ ق.ق.ج.
- أَكونُ لكَ سنونوَة/ومضات
- رفعت زيتون: قراءة في ديوان -سأحاولكِ مرّة أخرى-
- على مهلٍ
- الطّريقُ إليكِ
- لكَ جنوني / ومضات عشقيَّة
- أنا قُبْلَتُكَ الأخيرة وأنتَ قِبْلَتي.
- بعدَ القصف
- -أنا جنونك- قراءة للشاعر وهيب نديم وهبة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
- لا أَحلمُ...
- مِنَ نُطْفَةِ حِبْرٍ وُلدتُ
- أَيّتها الحربُ...التَفِتي!!
- إلى متى...؟!
- بعدَ القصف..!!
- حياةٌ ليستْ لنا
- آهٍ ثمَّ آه...!!!
- لَم يصمتِ الشُّعراءُ..!!
- من خيمة إلى غيمة


المزيد.....




- روى النضال الفلسطيني في -أزواد-.. أحمد أبو سليم: أدب المقاوم ...
- كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا ...
- مركز -بريماكوف- يشدد على ضرورة توسيع علاقات روسيا الثقافية م ...
- “نزلها حالا بدون تشويش” تحديث تردد قناة ماجد للأطفال 2025 Ma ...
- مسلسل ليلى الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- فنانة مصرية تصدم الجمهور بعد عمليات تجميل غيرت ملامحها
- شاهد.. جولة في منزل شارلي شابلن في ذكرى وفاة عبقري السينما ا ...
- منعها الاحتلال من السفر لليبيا.. فلسطينية تتوّج بجائزة صحفية ...
- ليلة رأس السنة.. التلفزيون الروسي يعرض نسخة مرممة للفيلم الك ...
- حكاية امرأة عصفت بها الحياة


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - وين نروح..؟!// قصّة قصيرة