أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - لماذا يستعاد المنظور الاستعماري الميت؟(1/2)















المزيد.....

لماذا يستعاد المنظور الاستعماري الميت؟(1/2)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8042 - 2024 / 7 / 18 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العراق حيث التصادمية "الذاتيه التاريخيه غير الناطقة" اعنف بما لايقاس مماهي عليه في العالم الشرق متوسطي العربي وعلى مستوى المعمورة، تكتسب اليات الاصطراع مع البرانيه الاستعمارية بصيغتها الحداثية وما حايثها من فبركة كيانيه، بعدا من التواصلية الاصطراعيه، محتدم، متعدد المحطات، ومتصاعد حتى بعد انتهاء وموت الطور الاستعماري الاول "صانع الامم"، وحلول الطور الامريكي العولمي المفقس خارج رحم التاريخ، والمرتكز لمبدا واسترتيجيا "تفتيت الامم"، الامر المقرون عند الحاجة باتباع التدميرية الكيانيه الشاملة، وهو ماقد فعلته الولايات المتحدة الامريكيه مع العراق حكما واضطرارا وجوديا من عام 1990 والى اليوم، مكررة من زاوية اخرى في الجوهر،ذات الايقاعية الاضطرارية، كما اعتمدها البريطانيون بعد عام 1917 وتحديدا بعد ثورة 1920 اللاارضوية غير الناطقة الاولى، بفبركتهم عام 1921"الكيانيه البرانيه" وسيلة لامهرب منها للابقاء على شيء من النفوذ البريطاني، مقابل خيار الانسحاب الذي جرت التهيئة له عمليا على اثر ثورة حزيران 1920.
ويلعب دورا اساسيا في تحفيز اشكال الاصطراعية وصولا منها الى الاصطراع المنظوري، استمراروحدانية النطقية بظل غياب التعرف على "الذاتيه التاريخيه" كما وجدت ابتداء، وكما استمرت الى اليوم على مدى سبعة الاف عام، دالة على استمرار القصورية العقلية البشرية ووقوفها دون القدرة على كشف النقاب عن المضمر في العملية المجتمعية كما وجدت في الصيغة الاولى البدئية في ارض سومر، هذا ماقد دخل على المشهد الازدواجي المجتمعي العراقي راهنا كعامل مستجد، به ختمت الدورة الثانيه التاريخيه الرافدينيه العباسية القرمطية الانتظارية، بعد الاولى السومرية البابلية الابراهيمه، مع حلول الطور "البراني" متخذا من عاصمة الامبراطورية العباسية المنهارة، مركزا رمزيا وشكليا ايهاميا بدا مع احتلال هولاكو لبغداد، واستمر دويلات واشباه امبراطوريات متعاقبة حتى نهاية المرحلة العثمانية، وبدء الاخيرة من الطور الجديد مع تحول البرانيه المحتلة الى "آلية" بدل الشرقوية اليدوية، مع مايقابلها جنوبا اي عراقيا من انبعاث جديد ثالث، بدا في ذات ارض سومر التاريخيه مع " اتحاد قبائل المنتفك" منذ القرن السادس عشر، ماقد ولد من حينه عراقين، براني اعلى مرتبط بغيره، وعراقي اسفل تعاقبت عليه فترتان، قبلبة اولى وانتظارية نجفية ثانيه.
لاوجود لل"العراق" المتعارف عليه ككيانيه احادية، ولم يوجد مطلقا بحكم الكينونه والطبيعة لاسباب متعدية للكيانيه الارضوية الشائعة، المتعارف عليها، والتي هي نكوص عن المنطوى المجتمعي وغرضيته الكبرى على مستوى المعمورة ومسار التاريخ والوجود، فهو عراق لاارضوي يظل ممنوعا من التحقق بحكم غلبة المنظور والحضور الارضوي النازل عليه من الاعلى حيث : "عراق الجزيرة"، نحو ارض الخصب "ارض السواد"، موضع المجتمعية المتعدية للمفهوم والمنظور الشائع قصورا، باسم الدول والكيانات.
ومن البداهة بالطبع ان ياخذ المحكومون بالمفهوم الارضوي الجسدوي الحاجاتي لماهو متداول وشائع، فيرون في "العراق" ماليس فيه وليس منه كينونة، معتبرين ذلك من قبيل الاتفاق مع " الحقيقة العامة"، فاذا جاء المستعمر الاجنبي اليوم وقال بان العراق هو الكيانيه المتشكله حديثا على وقع غلبة الراسمالية العالمية، وجد هؤلاء من متبقيات السير في ركاب البرانيه التاريخية المستمرة انحطاطا منذ هولاكو حتى نهايات عهد العثمانيين، ضالتهم ومايحقق اغراضهم ومصالحهم بالضد من العراق المتحقق تشكلا اليوم، ماابتداء من القرن السادس عشر انتفاضات وتصادمات عسكرية لاتهدا، ولا تتوقف تاكيدا للكيانيه الناشئة بدون اعلان ولاكيانيه، كما هي تاريخيا بحكم الطبيعة والمنطوى، الا كتعبيرية كونية نبوية ابراهيمة اولى، وامبراطورية اكدية لحاكم زوايا الدنيا الاربع، سرجون الاكدي، اول امبراطور في التاريخ بالصيغة الازدواجية الاصطراعية الموحدة.
لاعراق ككيانيه الا من جنوب مابين النهرين، وهو لايقوم ولايمكن له ذلك الا وفق دينامياته العائدة لطبيعته، كيانيه لاارضوية سومرية، تنشا شمالها اشكال سلطات ارضوية تضطر بعد تاكدها من استحالة بسطها لارادتها على الكيانيه اللاارضوية، للتعذر بنيويا، الى التشكل في مدينه امبراطورية مسورة اعلى اشكال التسوير الممكن كمجتمعية بذاتها معزوله عما اسفلها،( بابل وبغداد) تمارس حلب الريع ان امكن لها بالغزو الداخلي المكلف، الى ان تجد نفسها مضطرة حكما للانكفاء بحثا عما يعوض قصورية سلطتها، ومايترتب عليها، فتتجه الى الوراء شمالا وغربا، ماخوذه بقوة الديناميات الاصطراعية الازدواجية غير القابلة للاطفاء.
سومر اولا، وارض السواد والكوفة ثانيا، وسومر الحديثة ثالثا، هي دورات تشكل الكيانيه الازدواجية انطلاقا من اللاارضوية الكونية التحقق، المتعدية والمتجاوزة للكيانيه الدنيا الارضوية عبر ثلاث دورات، يفصل بينها انقطاعان كقانون مجتمعي تاريخي يمكن ان يطلق عليه اسم " قانون الدورات والانقطاعات"، المقابل لمااعتبره ماركس قانونا، مراحل تاريخيه طبقية، هو بالاحرى صيغة تاريخيه خاصة بموضع بعينه من المعمورة، يتوقف وينتهي مع بدء التحقق الاخير النهائي المشروط بلزوم الانتقال من الانتاجية اليدوية الى الالية المحكومه بنية وتشكلا هي الاخرى بطورين، اول توهمي خاضع لقوة حضور المنظور اليدوي الارضوي / اوربي، واخر لاحق، به فقط تكتمل عملية الانتقال من اليدوية الى الآلية يوم تكتسب صفتها الفعليه، باعتبارها تحولا من الجسدية الحاجاتيه الملازمة للانتاجوية اليدوية، الى العقلية.
ومع ان الفرصة تتوفر للغرب الالي الحديث، وبريطانيا بالذات كممثل متقدم لها كي تتجاوز قصوريتها مع وصول حملتها عام 1914 الى الفاو اقصى جنوب ارض مابين النهرين، حيث المبتدا المغاير المنطوي على الحقيقة الكونيه اللاارضوية، الا ان مايحصل وقتها يتحول الى فرصة كبرى ضائعه، وفي حين كان على الغرب ساعتها ان يبادر الى اكتشاف الحقيقة المجتمعية التاريخيه، نوعها واشكال تجليها الموافقه لمنطواها الكوني اللاارضوي، تفشل بريطانيا منكسرة دون المطلوب الفاصل والحاسم، فاذا بالمستعمر البراني الجديد يواصل نفس سيرة البرانيه اليدوية السابقة عليه من ايام هولاكو 1258، مع الاخذ بالاعتبار ماقد صار اليوم متاحا له من وسائل الاخضاع التي تتحول في حالة ارض مابين النهرين الى افناء كينونه تاريخيه، فاذا بالعراق صنيعة نظرية الضابط الانكليزي الملحق ب"الحملة البريطانيه " فليب ويرلند، وسرديته التي تجعل العراق الحديث تشكلا يبدا مع الاحتلال التركي الثالثة عام 1831 من ولايات تركية ثلاث هي بغداد والموصل والبصرة، ماحيا من الوجود تاريخ التشكل الحالي المستمر من القرن السادس عشر، بكل حضوره واحتداميته المعتادة.
فاذا فشل الانكليز وقتها وهم بموقع الغلبة المفهومية والنموذجيه، فما الذي نتوقعه، او يمكن ان ننتظره من متبقات وحثالة التاريخ البراني المحلي ، والطامحين من بين صفوفها لاقتناص الفرصة السانحه بظل "السيد" الجديد؟



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الطوفان-وبداية الثورة الفلسطينيه المؤجله(2/2)
- -الطوفان- وبداية الثورة الفلسطينيه المؤجله(1/2)
- لزوم طي صفحة-الحداثوية الزائفة-/5
- لزوم طي صفحة -الحداثوية الزائفة-/4
- لزوم طي صفحة -الحداثوية الزائفه-/3
- لزوم طي صفحة- الحداثوية الزائفة-/2
- لزوم طي صفحة -النهضوية الزائفة-/1
- على القوى الايديلوجيه ان تعلن هزيمتها/2
- لماذا لاتعلن القوى الايديلوجية هزيمتها؟
- برج بابل وبرج زايد.. امتان؟/*2
- برج بابل وبرج زايد.. امتان؟/1
- اللاعراق واللاعالم/ ملحق 2
- اللاعراق واللاعالم / ملحق1
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-اولاعراق/6
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/5
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/4
- تولد-الحركةالوطنيه العراقية-اولاعراق/3
- تولد-الحركةالوطنيه العراقية-اولاعراق/2
- تولد-الحركة الوطنية العراقية-اولاعراق؟/1
- امة اللاامة، اللادولة، اللانخبه/5


المزيد.....




- كعكات مزينة بصورة ترامب تثير انقسامًا بين زبائن هذا المخبز.. ...
- الإمارات.. رجل الأعمال خلف الحبتور يثير تفاعلا بحديث عن محتو ...
- -رخيص وآمن-.. اكتشاف ترياق لسم الكوبرا القاتل
- بيان مصري بشأن رفض الكنيست إقامة دولة فلسطينية واقتحام باحات ...
- الهجرة وأوكرانيا وشبح ترامب على رأس ملفات القمة الأوروبية ف ...
- مقالة خاصة: شي جين بينغ.. رائد الإصلاح
- دحض 3 أساطير رئيسية عن الشوكولاتة
- اكتشاف أدلة يمكن أن تشير إلى وجود حياة على الكوكب الأكثر عدا ...
- شركة روسية خاصة تطور قمرا صناعيا لدراسة الطقس الفضائي
- مصادر: عناصر الأمن اشتبهوا بمطلق النار على ترامب قبل ساعة من ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - لماذا يستعاد المنظور الاستعماري الميت؟(1/2)