ظروف مروّعة يتعرض لها آلاف الأسرى الفلسطينيين

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

الحوار المتمدن-العدد: 8042 - 2024 / 7 / 18 - 04:52
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

نهاد أبو غوش
يتباهى وزير الأمن الداخلي ايتامار بن جفير وفي عدة تصريحات أطلقها، بالوضع الصعب وغير الإنساني الذي يجري فيه احتجاز آلاف المعتقلين الفلسطينيين سواء في السجون النظامية المعروفة، أو في معسكرات الاعتقال التي خصصها الجيش كاماكن احتجاز مؤقتةن وتخلو من أبسط مقومات الحياة الإنسانية وشروط الرعاية الإنسانية، ويعلن بن جفير جهارا بأنه يتعمد حرمان الأسرى الفلسطينيين من كل المكتسبات التي تمتعوا بها عبر سنوات اعتقالهم السابقة، ومن ظروف الازدحام الشديد، والحرمان من الزيارات وحق توكيل محامين. سبق لبن جفير أن اعلن في تصريحات علنية حين أثير موضوع الازدحام في السجون الإسرائيلية أن قدم اقتراحا "من خارج الصندوق"، وهو إعدام هؤلاء الأسرى برصاصة واحدة تريح الدولة من عبء التعامل مع هؤلاء.
إسرائيل ترفض من حيث المبدا التعامل مع الأسرى الفلسطينيين كاسرى حرب كما يطالبون وفي نفس الوقت ترفض تطبيق قانون السجون الإسرائيلي على الأسرى الذين يتراوح عددهم حاليا بين خمسة آلاف وخمسة عشر ألف معتقل واسير، والتفاوت الكبير في الأرقام التقديرية يعود للوضع المجهول كليا الذي يلف مصر آلاف المعتقلين الذي أسرهم الاحتلال خلال اقتحام وإعادة احتلال مدن القطاع، ويشمل ذلك مئات الأسرى من الأطباء والطواقم الطبية والمرضى الذين اختطفوا من المستشفيات. والمعلومات عن هؤلاء الأسرى وظروف احتجازهم ومعاملتهم تتسرب بشكل متقطع ومجزوء من خلال شهادات بعض الجنود والسجانين الإسرائيليين أو بعض الفرق الطبية الإسرائيلية التي اتيح لها الاطلاع على الأوضاع، وكذلك من المعلومات المتناثرة التي تجمعها الهيئات الفلسطينية المعنية بالأسرى من الأعداد القليلة التي جرى الإفراج عنها وأتيح لها اللقاء مع معتقلي السابع من أوكتوبر (طوفان الأقصى).
سبق لإسرائيل أن سنت قانون خاصا للتعامل مع السرى الفلسطينيين بحيث صنفتهم بأنهم "مقاتلون غير شرعيين" وهي صفة تحرم من ينطبق عليه التعريف من اية حقوق إنسانيةكالتي يحصل عليها باقي السجناء، وفي ظل ظروف الحرب التي نشأت بعد السابع من أوكتوبرن سرت قوانين وتعليمات ترتبط بظروف الحرب فزادت من صعوبة الظروف القاسية جدا التي يرزح تحتها المعتلقون الفلسطينيون وتشمل الحرمان من الطعام والماء والاستحمام والعلاج والزيارات ومقابلة المحامين والحرمان من الفراش والأغطية، وتكبيل الأيدي والأرجل 24 ساعة خلال اليوم، وتعصيب الأعين والضرب المبرح بدون اي سبب. كما منعت سلطات الاحتلال اي زيارات للصليب الأحمر الدولي والهيئات الحقوقية والإنسانية، بذريعة أن الأسرى الإسرائيليين في غزة لا يحظون بمثل هذه الزيارات.
يتجنب المجتمع الإسرائيلي ومنابره المتاحة اي نقاش جدي حول ظروف الأسرى باستثناء كتابات قليلة لكتاب متنورين ومعارضين بشكل جذري للاحتلال مثل عميرة هس وجدعون ساعر، أما معظم المنابر الأخرى فتردد مقولات المؤسسات الرسمية السياسية والأمنية والتي تؤيد التنكيل بالمعتقلين الفلسطينيين لأنهم جزء من "الوحوش البشرية" التي تحدث عنها وزير الدفاع غالانت. يناقش يوآف ليمور في صحيفة "يسرائيل هيوم" قضية الإفراج عن الطبيب الفلسطيني محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء، كما معظم المحللين والمراقبين الإسرائيليين من منطلق أن الإفراج بحد ذاته خطأ لا يغتفر، بادعاء أن فظائع ارتكبت في المستشفى الذي كان تحت إدارته، وأن الضجة التي ثارت في إسرائيل وتقاذف الاتهامات والمسؤوليات ترتبط بضيق أماكن الاعتقال الإسرائيلية عن استيعاب مزيد من الأسرى الفلسطينيين، وبالتالي فإن حملات اعتقال مطلوبين في الضفة تلغى، ويتم الإفراج عن "إرهابيين" من غزة، بسبب عدم وجود أماكن لحبسهم. ويؤكد كذب كل محاولات التنصل من المسؤولية مشيرا إلى عدد من التقارير الحكومية التي تحدثت قبل أيام من الإفراج عن نية إخلاء سبيل 120 معتقلا من "سديه تايمان". ويستعرض ليمور عددا من القرارات والمراسلات الحكومية التي أكدت على ضرورة تخصيص ميزانيات، وبناء مزيد من أماكن الاعتقال لاستيعاب الأعداد الكبيرة ممن يجري اعتقالهم في الضفة وغزة، ولكن شيئا جديا لم يُفعل.
ويورد الكاتب تغريدة للسياسي المعارض جدعون ساعر رئيس حزب أمل جديد في شهر نيسان قال فيها أن تحرير سجناء أمنيين بسبب الضائقة في أماكن الحبس هو "دليل معيب على فشل الحكومة في القيام بواجباتها، ولا يوجد لذلك اي مبرر". يضيف الكاتب " حتى لو لم تكن تهم ضد هؤلاء المعتقلين، فقد كانت الأجهزة الأمنية معنية ببقائهم في السجون، لكن ذلك لم يكن ممكنا بسبب ضيق الأماكن". ووسط هذا الجدل يجري التعامل مع جهاز (الشابك) مثل كيس ملاكمة تلقى عليه المسؤوليات، والبعض يتهم محكمة العدل العليا بسبب إجرائها مداولات حول شروط الاعتتقال، لكن الحقيقة أن الإفراج عن المعتقلين يجري من قبل مسؤولي الحكومة – وليس المحكمة العليا- لكي يدافعوا عن إسرائيل من إجراءات المحاكم الدولية ومن نقد العالم، ونتنياهو يعرف ذلك جيدا لأنه هو الذي وقع على قرار الإفراج، وأمر بإخلاء سديه تايمان واتهم الشاباك والمحكمة العليا.

#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات