أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - أدب الرسائل ‘الى (.....) الرسالة الثالثة والأخيرة 17 تموز














المزيد.....


أدب الرسائل ‘الى (.....) الرسالة الثالثة والأخيرة 17 تموز


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8042 - 2024 / 7 / 18 - 00:19
المحور: الادب والفن
    


الرسالة هذه هي الثالثة والأخيرة التي اكتبها لك، وأنا في حالة احباط، ويأس مطبق؛ أقول الأخيرة لأنكِ أنت من فصم عُري التواصل، وتحججت بأوهام ليس لها وجود خارجي، إلّا داخل منظومة ذهنك، رغم كوني قد بذلت قصارى جهدي في عودة التواصل، لكن اصرارك على القطيعة النهائية، كان شديدا، كأنّه كان مدروسًا ومحاكة خيوطه عن سابق عهد؛ هكذا أرى وقد اكون ظالما لك في تعبيري هذا، والظلم ليس من شيمتي. إذن فلنقل سوء تفاهم، وفي بعض ردّك في رسالتك النصية التي ارسلتها لي، شيء من التهكم، والاسفاف في الكلام غير المنطقي، كونك تفوهتِ بكلمات جارحة تصفيني بها (يمكنك مراجعتها) مع ذلك تجاوزتها أنا، درءًا لسد فجوة الزعل والخصام، وبالتالي فشلت أنا أيضًا بلم أطراف المشكلة، إن كان ثمة مشكلة. واستمرت المحاولات من جانبي، تلو المحاولات، لكن اصرارك على التباعد واتساع الفجوة كان عجيبا، حتى يئست واصابني الاحباط، وداهمني السأم في عقر همتي، فتيقنت بأنك مصرّة على قطع العلاقة الإنسانية التواصلية، تلك العلاقة التي كانت بريئة، ومبنية على أطر أخلاقية عالية، وانتهت أيضا بريئة، إذ لم نرتكب فيها فجيعة، تسبب في توتر أمور قد لا تكون بالحسبان، وفي ذات الوقت لا يحمد عقباها، وأنت لاحظتي ذلك ولمتني حينها، لكنني كنت أكثر عقلانية ومنطقا، حيث تصرفت بحكمة، والحمد للعقل.
كان اعتقادي أن يستمر التواصل، وبه تستمر الرسائل المتبادلة، وكان هذا بمثابة مشروع يكون من أدب الرسائل، وأنت حينها شجعتني على هذا المشروع، وقلت بالحرف الواحد، إنه سيكون على شاكلة رسائل جبران خليل جبران ومي زيادة. رحبت أنت بالرسالتين الأولى والثانية، حتى أنك طلبتي مني استبدال بعض من العبارات التي وردت في الرسالة الثانية. وعليه سأستمر بكتابة هذه الرسائل، لكن لن ارسلها لك، ثم بإمكانك دخول صفحتي على مواقع التواصل الاجتماعي إذا ترغبين بقراءتها، واعنوّن رسائلي بالقول "الى امرأة مجهولة"، ولا اعنيك فيها قطعا، من قريب ولا من بعيد، ثم أحب أن اعطيك فرصة من الاستجمام الفكري، ومن التأمل الذهني، بمراجعة نفسك، لعلك تطرقين باب التواصل تارة أخرى، حينها إذ تسجينه مواربا وغير موصد، لكي اظهر لك حسن نيتي، ولم أكن طامعا بشيء، قد يتراءى لك، غير التواصل، وانسجام القلوب بعيدا عن الضغينة والانانية، والاطماع التي لن تثمر عن شيء.
في مرات عديدة، وصفتني أنت بها بأنني طيّب القلب، مؤدب ومثقف، وأنا أؤكد لك ذلك، بأنني أمجّ الضغينة، واكره الأحقاد، واسعى لطلب الخير لكل الناس، ذلك بحكم ثقافتي واطلاعي، ومعرفتي التي اقتبسها من بطون الكتب، ثم بحكم عمري، لأنني اقضم بعقدي الستيني رويدا رويدا، ولا أعتقد أنني سأتجاوز هذا العقد، إلّا بشهور ربما هي قليلة، ثم أغادر الحياة بصمت، الحياة التي لا معنى لها ولا طعم لها، وأنا هانئ البال، مطمئن الفؤاد، لطيف الروح، ليتذكرني من يتذكر، فيترحم عليّ، وهو مشكورا، أو ليشتمني آخر من أراد أن يشتم، وينال مني وأنا مُسّجّى في رمسي، وبدوري سأسامحه ايضًا ولا احقد عليه. لكن رجائي له أن لا يفعل ذلك، ليتركني مع الديدان وهي تلتهم جسدي، التهام الفرائس، أو الاسود الجائعة، لأنني - وهو تشتمني - ساعتها لن استطيع الدفاع عن نفسي، بتعبير الفيلسوف الأماني الكبير فردريك نيتشة. ثم أن شتم الأموات ليس من شيّم الانسانيين، بل الترحم هو الأقرب للأحرار، المتسمين بالنقاء وصفاء السّجية.
سيدتي، وقبل أن أودعك أقول لك: اهتمي بنفسك، ودعي الآخرين في شؤونهم، لا تشعري بالإحباط، لا تندمي على شيء فعلته أنت بمحض أرادتك، كي لا يقتلك الندم، اتركِ الأمور تجري في أعنتها، وكوني مع الأقدار، إذ لكل إنسان قدر يسير على ضوئه، فالأقدار تفعل بنا ما تشاء، ونحن لن نستطيع أن نغيّر أقدارنا. بل هي مشيئة الرب، ونحن جميعا مع الرب.
وداعا
المخلص داود



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحيد شلال شاعر الجمال والحماسة والوطنية
- في نصّها (منافي الرماد) عطاياالله ترسم جدارية للبوح
- لها فحسب
- المتعة أو الزواج المنقطع
- اللاهوتيون وعلي والوردي
- العمامة والغناء
- نتانة التاريخ وصناعة الأقزام
- (قصائد عارية) وموقف الجواهري
- الأسباب النفسية والروحية لصناعة المبدع نص (نبوءة الجداول)– أ ...
- قصة (الحمار) فضح لحقيقة الإنسان الفاشل
- مكسيم جوركي والأسئلة الكبرى الوجودية
- عمامة الجواهري وشيوعية السياب
- فيصل الياسري شبع من: المال والجاه والنساء
- صدمة التهكم في نص (مذكرات على أوراق محترقة) للشاعر مازن جميل ...
- علي داخل.. والأداء المميّز
- التساؤلات المحضة عند الشاعر عادل قاسم
- التموسق في نصوص (عمى مؤقت) للشاعرة فلونا عبد الوهاب
- ممانعة التفاصيل في نص (ولن أخبرني) للشاعر صادق باقر
- مديات البوح في (أضرحة الورد)
- إرهاصات البوح عند علي حسن الفواز


المزيد.....




- -دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
- وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي ...
- الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته ...
- شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
- آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
- هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر ...
- شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
- لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
- وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض ...
- الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - أدب الرسائل ‘الى (.....) الرسالة الثالثة والأخيرة 17 تموز