|
قراءة الأستاذ حسن بوسلام في نص فاطمة شاوتي -ضجيجُ الطّباشيرِ-
فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8041 - 2024 / 7 / 17 - 18:07
المحور:
الادب والفن
قراءة الأستاذ حسن بوسلام، في نص فاطمة شاوتي : "ضجيج الطباشير" :
نص فاطمة شاوتي دائما يستفز مساحة الجمال ،،يترك خيوط التماس بعيدة عن الإمساك من شرود القراءة، قريبة من قلقها،، لا يترك لك فرصة التخلي عن صدى المعاني، بل يجاور الأفق الذي لا ينتظر الفكرة كي يمنحك قسطا من الخيال، يعبث بلغتك ويجعلك في حيرة من أمر الفهم الغائب الحاضر في النص. لا أريد ،،، كما أقول دائما عندما تستوقفني نصوص شاوتي ،،أن أخترق حرمة هذا النص كي لا أفسد على القارئ متعة قلق المتابعة ،بل أحاول هنا أن أهمس في آذان هذا البناء الذي يبين جانبا من الصنعة في الكتابة الشعرية ،وزاوية من الرؤية الشعرية الحقيقية التي تستبطن الموقف الشعري، الذي تشتغل عليه الشاعرة دائما. من العنوان تطل علينا الباروديا المنظمة والتي تابعتها في النص،، هو شكل من أشكال العبث المقنن،، ضجيج الطباشير ،أيعقل أن يحدث الطباشير ضجيجا،علما أن الضجيج هو أصوات تؤذي السمع ولا تحمل المعنى؟ إذن ما المقصود بهاته الطباشير ولماذا يكون مصدره الطباشير لأن الضجيج مضاف إليها، ،،؟ الطباشير إحالة إلى القسم ،إلى وسيلة لنقل المعرفة، إلى شهادة على الكتابة ،، إلى مأسسة اللغة،،،،،، لكن عندما تتحول هاته الأشياء إلى ضجيج ينتفي المعنى المألوف؛ ليحضر المعنى الغائب؛ الذي يعتبر هاجس الشاعرة في الكتابة. إذا دخلنا إلى النص نجد أن المكان له وظيفة أساسية ويعتبر محركا للنص : مثلا في المقطع الأول عندما وقفت أمام السبورة،، لحظة زمن (عندما ،) مع موقف مكاني (السبورة) هنا الوضع يتطلب فعلا أو وصفا لحالة هذا المشهد،، إنه عندما كانت في ذاكرة الأستاذ تلك الطالبة التي تجتهد لحل تلك المعادلة، المقطع الثاني عندما وقفت أمام الباب،، هنا تغير المكان بتغير الحالة النفسية وبناء جديد لرؤية شعرية مخالفة *كان المدرسون يغتابون الطباشير *كانت تكد في مقلمة لتصنع من الأقلام أَخْيِلة الطباشير نلاحظ وصفات للمشهد المكاني الثاني (لا أريد أن أفسره أكثر،، هي إشارات أمنحها للقارئ كي يعيد ترميم هاته القصيدة. المقطع الثالث عندما وقفت أمام الحافلة الذي يقع بعد هذا الفعل، أشياء كثيرة، لأن الشاعرة خرجت من المكان الضيق إلى المكان المفتوح على كل الاحتمالات / أفعال كثيرة صادرة منها *شقت صف الإنتظار *أمسكت تذكرة *هربت من النافذة لاحظوا عندها تذكرة ولكن تهرب من النافذة، يأتي المقطع الأخير الذي يبين أن الشاعرة تبني نصها بناء محكما،كيف ذلك؟ تقول في السطر الأول أطفأ الضجيج عيون الإنارة هنا نرجع إلى العنوان ضجيج الطباشير ونحاول ربط الإيحاءات مع بعضها ذاك الضجيج أطفأ عيون الإنارة،، هنا تكون الظلمة، لكن الغريب الجميل في النص أن الشاعرة ترجعنا مرة أخرى إلى القسم لتصف مشاهد أخرى مثل : داخل قسم معبإ بأعقاب الدخان حيث كان الدرس حول موضوع السيجارة ولم يطفئ سحابها صراخ أستاذ النتيجة أن الطباشير ذبح الأستاذ وأغلق السبورة على صمت عام إذ سيتوقف الضجيج، تتوقف الحركة ويعم الصمت، العدم. لم أرد الخوض مطولا في مداخل هذا النص الرائع... أنا كتبت هذا التعليق وأنا أعتبره تعليقا لأني كتبته مباشرة ،بل أقول إن النص هو الذي كتبني؛ وجعلني أبعد الشاعرة عن بصماتها كي أسرق منها هذا الجمال المستفز. شاعرة تكتب بلغة العقل وترسم مشاهدها بأخيلة واسعة ،وترسم القصيدة بألوان الواقع المتحرك،، هنيئا لنا بشاعرة من طينة الشواعر والشعراء الذين يساهمون في بناء قصيدة النثر التي لها قواعدها الفنية.
تعليق Hassan bousslam
رد فاطمة شاوتي على قراءة الأستاذ : Bousslam Hassan للطباشير ذاكرة كتابة وذاكرة من استعملوه للكتابة والفهم وبناء شخصية المتعلم ذاك، بكل أشْكَلَتِه هو مفهوم الطباشيرِ عتبة نص يضج بأهمية مادة، هي أداة أيضا وموضوع، تشابه بين ذرات بيضاء تمسخ الغبار من الدماغ، وذرات دخان السجائر التي تحرق الجسد المباشر: الأستاذ والغير مباشر :الدماغ حين يتحول من الضوء إلى الظلام إشارة إلى تحول سياقات تاريخية، تجسد تعاطيا مختلفا مع النسق والمنظومة، بكل آلياتها وأدواتها التنظيمية والتنفيذية والسلطوية، ليغدو رمز العقل هو رمز اللاعقل؛ كتعبير عن موقفنا من الفكر بكل برامجه وأدواته وجداوله... الطباشيرِ الحاضر الغائب ثنائية التعامل مع عالم، ثقافي تربوي بيداغوجي إجتماعي إنساني... الباراديغم هنا هو النسق ككل وما يحيط به من عناصر فاعلة متفاعلة، بين ضجيج الطباشير وضجيج الرأي العام، سلطة اللغة تحول الكائن اللغوي ؛ كائنا يبحث عن دور ما في المتلقي ؛ دور معرفي ونفسي ودور حياتي؛ هل لضجيج الطباشيرِ علاقة بضجيج الشارع... ؟ هل انتقل من حالة الفوران إلى حالة الكمون... ؟ المكان هو الطباشير أيضا لأنه رمز للدماغ، رمز للحركة، من الأستاذ إلى التلميذ والعكس... الطباشير مكان مركزي حوله تدور أسئلة التفكير في شأن عام... هل مازال الطباشير قوة المبادرة أم صار قوة التراجع... ؟ الكتابة حول المادة البيضاء كتابة هادفة إلى خلخلة الدور التاريخي، من قوة دفع إلى نكوص... فهل فقدنا البوصلة لأننا سحقنا مادة كانت تشعل شرارة الحياة، وتجرد البياض خيالا خصبا يبني عوالم ويصنع عقولا.... ؟ الخروج من المكان الأول إلى المكان الثاني من مكان خاص محدد بجدولة زمنية، وبحرية فكرية، نسمع ضجيج الطباشيرِ، كإعلان على صوت التفكير من خلال عملية احتكاك مادي بين مادة الطباشيرِ ومادة السبورة، والأصابع التي تتبادل الحوار من خلال صوت الطباشير.. فهل مازال للطباشير دور تنويري أم تحول إلى مسدس... ؟ هل الزمن الأبيض حوّل الناس إلى قتلة وإرهابيين فصارت جامعاتنا تنتج الظلام، بعد أن كان الأبيض ينتج عقولا متميزة في شتى الميادين... ؟ هل فشلت المادة البيضاء في التغيير... ؟ هل فشلت الطبشورة في تبييض الدماغ، فساهمت في هجرة الأدمغة... ؟ تلك رهانات النص حول إشكالات زمن الردة والتشوهات ياصديقي عظيم امتناني بهذا الفيض النوراني الذي أعطى النص قيمة ثقافية، بمداخلة الأستاذ الناقد حسن بوسلام بوأته بياضا أكثر فصار نقده نصا مقابل نص شكراااااا كبيرة لاتنتهي في المكان ولايكتبها إلا طباشير الوعي بإحداثيات واقع متغير سادته كورونا وأوهام اللبس. ..
الثلاثاء 20 / 10 /2020
ضَجِيجُ الطَّبَاشِيرِ...
عندما وقفتُ أمام السبُّورةِ لِأَفُكَّ مُعادلةَ المنطقِ... كنتُ في ذاكرةِ الأستاذِ تِلكَ الطالبةَ التي تجتهدُ في الغيابِ...! وأنا أرسمُ المعادلةَ تعثَّرتُ في الدَُّرَْجِ... محوْتُ من ذاكرتي أسبابَ النزولِ من الأعْلىَ... وقطفتُ من شجرةِ الأنّسابِ إسْماً... يبدأُ خارجَ الأبْجَدِيَّةِ بِفكِّ منطقِ اللقاءِ.... لمْ أبحثْ عن إسمٍ سِوَى إسمِي....
عندما وقفتُ أمامَ البابِ كان المُدرِّسُونَ يَغْتَابُونَ الطَّباشيرَ... وهُم يَلْحَسُونَ البيَاضَ من أدْمِغَةِ الطلابِ... كنتُ أَكِدُّ في مِقْلَمَةٍ لِأَصْنَعَ بالأقلامِ أَخْيِلَةَ الطباشيرِ...
عندما وقفتُ أمامَ الحافلةِ اِنتظرتُ ساعةَ الإنطلاقِ... الشوارعُ مزدحمةٌ بالرَّنِينِ الوقتُ نفسُهُ قَلِقٌ من الإزدحامِْ...
شَقَقْتُ صَفَّ الإنتظارِ... أمسكتُ تذكرةَ أحدِ الركابِ وهربتُ من الشباكِْ... عندها أسرعَ السائقُ والقابضُ إلى محفظةٍ... اِقْتَطَعَ منها إسماً هارباً من كُونْطْرُولِ الشوارعِ...
أطْفأَ الضجيجُ عيونَ الإنارةِ... اِكتفَى بِعَيْنَيْهِ مُعَلَّقَةً في الشارعِ العامِّْ... وجسدِهِ واقفاً على الطاولةِْ داخلَ قسمٍ مُعَبَّإٍ بِأَعْقَابِ الدخانِْ... كانَ الدرسُ حولَ سيجارةٍ لَمْ يُطْفِئْ سَحابَهَا صراخُ أستاذٍ... ذبحَهُ الطباشيرُ.... وأغلقَ السبورةَ على صمتٍ عامٍّْ...
فاطمة شاوتي /المغرب
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة نقدية..
-
قَلَقُ الْوَقْتِ...
-
رَقْصَةُ السَّلَمُونِ...
-
نُكْتَةُ الْقَرْنِ...
-
سَاعَةُ الْقَلْبِ...
-
أَسْرَارُ السَّمَاءِ...
-
لَحَظَاتُ الْعَبَثِ...
-
الْمَوْتُ مَسَاحَةٌ شِعْرِيَّةٌ...
-
لَيْسَ عَوْرَةً صَوْتُكِ...
-
الْمَكَانُ وَالشِّعْرُ...
-
مَمْنُوعٌ السُّؤَالُ...
-
تَرْتِيلَةٌ مُجَنَّحَةٌ...
-
لَيْلٌ بِأَلْوَانِ الطَّيْفِ...
-
سُلُوكٌ غَرِيبٌ...
-
سَفَرٌ غَرِيبٌ...
-
فِنْجَانُ عِشْقٍ...
-
وَتَمُوتُ الْعَصَافِيرُ تِبَاعاً...
-
تَحَدِّيَاتُ امْرَأَةٍ...
-
خَارِجَ الْقَفَصِ...
-
صَوْتُ الْأَعْمَاقِ...
المزيد.....
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|