أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - أقرأ باسم أمي سورة الأرض














المزيد.....

أقرأ باسم أمي سورة الأرض


آدم دانيال هومه

الحوار المتمدن-العدد: 8041 - 2024 / 7 / 17 - 18:07
المحور: الادب والفن
    


بقلم: آدم دانيال هومه.
هذا الشاعر المسحور ببروق الآلهة
ينضح الشعر من رؤوس أنامله
ويسيل على أرصفة النيران
والأمطار.

يقول كلمته مزهواً كقدّيس
ويمضي في طريق الملكوت
ليكتشف أسرار الآلهة.

يتجلّى حب الوطن في ثنايا شعره
أشد سطوعاً من شلالات الضوء
المنهمرة من مرايا الشمس
بين صليل المنافي.

كلما تذكرت وطني
احدّق في السماء
فأراها محقونة بالدماء
فيغلي دمي كالبركان
ثم يتبخر ويتطاير شعاعاً
لينزل علي الوحي
فأقرأ باسم أمي التي كانت تتفتح مثل الورد
ولكن باغتها الموت
وهي تسير في جنازة ابنها الذي
لم يولد بعد.

أبحث بين أطلال بابل
عن صورة جدي المضاءة في ركام النسيان
الذي كانت قامته تطاول عنان السماء
وهو يتباهى بردائه المطرّز بنقوش التاريخ
ويتهادى في شارع الموكب
وكل فتيات آشور يرمقنه بحسرة.

لم تزل آثار قبلات المؤمنين الأتقياء
تتلألأ على الصلبان المهجورة
في تلك الكنائس التي نجّسها
ودكّها الناطقون باسم الله
وتناثرت أوراق النسيان
من ذاكرة ذلك النهر الحزين
وتوارت أسراب الطيور
خلف تخوم الليل.

تستحم العصافير عارية في نهر الجليد
ثم تستدفئ بلظى أشواقها
وتتدثر بألق النجوم
تغلق نافذة الريح
وتتقيل في أرجوحة الضوء.

ولدي.... فوق كتفي
يحلّق في فضاء المستقبل.

أحيقار الحكيم
هو أول إنسان على الأرض
بنى قصراً في السماء.

مجازر الشعب الآشوري
مكتوبة بمداد الدم
في ذاكرة الآلهة.

ترصّدت نكبات وفواجع شعبي
وأنا في رحم أمي.

الأزياء الآشورية
تحمل أريج تراب الرافدين.

كل من يموت على صليب جلجلة الوطن
لا بد سيبعث حيّا.

هذا الطفل المغمور بأنوار الغيب
اغتاله الذين انبثقوا من أرض الخرافة
مدججين بالأوهام النبوية.

مسكوناً بحنين العصافير المهجّرة
ألمح عن بعد... وطني الحبيب
صحارى من الرماد
تنعق فيه الغربان.

أنوء بأوزار حزني
منهوكاً ألمح قبر أبي من وراء السراب
تومض بين خرائب أهلي.

أمي...
أراها يحاصرها الموج في البيداء
فتغوص رويداً رويدا في الكثيب
فأغمض عينيّ
قبل أن تلتمع عيناها
لتضيء سماء العراق الغارق في الظلمات
وتنثر في أرضها غبار الطلع.

أمي...
يا امرأة تتسلل من كوة الروح
لتستحم في نهر النجوم
حينما أنظر في عينيك
أرى الله وجهاً لوجه
وأحلق في السموات العلى.

أمي....
كنتُ أبصرها وهي تمخر عباب الغمام
في يدها يتلألأ مصباح الحضارة
لتنير الطريق إلى الشمس.

تتوهج الحكمة البابلية في مرايا التاريخ
كالقصيدة النازفة من قلب الشاعر المتسكع
فوق أرصفة السموات.

عندما شدّ أهلي الرحال
حاملين في أكفهم نعوشهم
وأمنياتهم
رأيت رفوف الطيور تهاجر أعشاشها
تتبعها أسراب الملائكة
وهي تمسح دموعها بدخان الحرائق.

تركوا قراهم خلفهم
وارتحلوا في غياهب الظلمات
إلى حيث تتفتح الأبواب على مصاريعها
نحو سديم المتاهات
ليمضغوا قات الأزمنة
وينسلخوا عن ماضيهم الجميل
ويستمتعوا بالسير في دهالز التيه والضياع.

غداً... سيبعثون
ويعودون
وفي أيديهم أنجم ورايات خفّاقة
وأمنيات
يصعدوا إلى الجلجلة مهرولين
ليعبروا برزخ المنافي
إلى بيتهم العتيق
بيت إيل.

الدين الحق
هو الدين الذي تؤجج في قلوب أتباعه
مصابيح المحبة لكل البشر
كصهيل الأمطار.

[email protected]










#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آشور يوقد جذوة الشمس
- دراسة موجزة عن ديوان (قصائد في قصيدة واحدة)
- بصيصضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديث
- أتمرغ في ضفائر أمي
- الثالث والعشرون من شباط
- مزامير أوروك
- قؤاءة متأنية في شعر نينيوس نيراري
- القامشلي تتطيب برحيق الشمس
- سليلة الحضارات
- زنبقة الفجر
- أمي تتوهج في مرآة التاريخ
- تقاسيم على أوتار الريح
- الطفل اليانع
- کلکامش يمخر عباب النار الأزلية
- قنديل الليل
- أتلهى بذفائر الشمس
- صهيل التراب
- في قريتي تراءى وجه الله
- اللغة الآشورية
- بين خمائل الآلهة


المزيد.....




- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - أقرأ باسم أمي سورة الأرض