وهبي الحسيني
الحوار المتمدن-العدد: 8041 - 2024 / 7 / 17 - 18:06
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
ان ثورةًالأمام الحسين (ع) لم تكن ثورة سياسية فحسب قامت من أجل الوصول الى السلطة كما يحاول ان يصورها بعض المغرضين وإنما هي ثورة قامت من أجل قضية هدفها احقاق الحق ومقاومة الظلم والباطل، وقد شكلت تحدياً بارزاً ورئيساً للاستبداد والطغيان الذي كان يمثله الحكام وتمكنت من نزع القناع الديني الذي حاول هؤلاء الحكام التستر خلفه من أجل شرعنة حكمهم وتسلطهم على رقاب الناس، وكشفت زيف ادعاءاتهم والموالين لهم ونزعت مبرراتهم المزعومة سواء كانت دينية أم غير دينية، واسقطت فلسفة قطاع عريض من وعاظ السلاطين وفقهاء السلطة ، وقد تمكنت هذه الثورة الحسينية المباركة من زرع بذور الحركات الثورية المناهضة للباطل والظلم والطغيان، والمطالبة بالحق والعدل في مواجهة الحكام المستبدين خلال التاريخ .
وان معظم الثورات والحركات التي حصلت بعد ثورة الأمام الحسين (ع) كان قد تأثر زعمائها وقادتها البارزون بالنهضة الحسينية ومضامينها ودلالاتها، وقد اتخذوا من الأمام الحسين (ع) مثلاً أعلى لهم، إذ ان تلك الثورات المتلاحقة قد اقلقت مضاجع وهزت عروشهم حتى انتهت بسقوط دولتهم، لقد مهدت ثورة الامام الحسين (ع)الطريق لكل الأحرار من أجل مقاومة الظلم والاستبداد وبذلك صار الامام الحسين (ع) مناراً للحق والصدق والفضيلة ومثلاً أعلى لكل الثوار الأحرار المناهضين لصروح الظلم والطغيان والحكام المستبدين على امتداد التاريخ، وفي كل بقاع العالم.
ونحن اليوم وفي عصرنا الراهن حين تمر علينا ذكرى عاشوراء بحاجة ماسة الى أعادة استحضار سيرة أهل البيت (ع) واستلهام الدروس والعبر من تلك السيرة المباركة العطرة التي تمثل الإسلام الصحيح بكل معانيه الانسانية الراقية، والاقتداء بالأمام الحسين (ع) في أخلاقه وسيرته ونهجه، من أجل العمل على اصلاح مجتمعنا وفق المبادئ الإسلامية القيمة، ومحاربة الفكر الإرهابي المتطرف ومواجهة الغزو الثقافي الغربي الذي حرف تفكير شبابنا واثر على معتقداتهم وسلوكهم وتصرفاتهم من اجل تحقيق اهدافه في تفكيك المجتمع الذي كان مثالا يقتدى به لما تسوده كل معاني الانسانية من الرحمة والمحبة والايثار ونكران الذات والتضحية والعدالة .
#وهبي_الحسيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟