أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رانية عبيد احمد - قراءه في كتاب فلاديمير لينين الدولة والثورة















المزيد.....

قراءه في كتاب فلاديمير لينين الدولة والثورة


رانية عبيد احمد
كاتب وباحث

(Rania Obead Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 8041 - 2024 / 7 / 17 - 18:05
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مفهوم الدولة وعلاقاتها المتشابكة مع الجماهير من أعقد المفاهيم وقد جذبت العديد من المنظرين ولكن الكيفية التي ينظر بها الاشتراكيين للدولة في ظل النظام الرأسمالي رؤية مختلفة. مناقشه كتاب فلاديمير لينين الذي كتب قبل اكثر من 100 عام يلقي بعض الضوء على مفهوم الدولة وعلاقتها بالتغيير والتغيير الثوري على وجه الخصوص. في عصرنا الحالي اصبحت الدولة مفهوم معقد من حيث تشابك المصالح والارتباطات في خلال تطور النظام الرأسمالي تطور مفهوم الدولة واصبحت اكثر تعقيد وتشمل العديد من الجوانب ولكن تبقى نظريه ان الدولة في النظام الرأسمالي هي اداه للرأسمالية للسيطرة على الطبقات العاملة. وهذه السيطرة تتم بالعديد من الطرق منها طرق السلمية كاستخدام الاعلام ومنها الطرق العنفيه كاستخدام العنف البدني والجسدي. منذ نشوء مفهوم الدولة بشكلها البسيط بعد ان كانت المجتمعات الإنسانية تعيش وتدير حياتها من غير في الحوجه لمفهوم الدولة بدا المفهوم بسيط بعدد محدود من المسؤوليات التي تخدم حوجات معينه ولكن مع تعقد المجتمعات الإنسانية واحتياجاتها اصبح جهاز الدولة جهاز ضخم ويعمل فيه عدد كبير من الموظفين في قطاعات مختلفة ومتشابكه المهام ولكن هذا التعقيد يجب ان لا يصرف نظرنا على الطريقة الهيكلية التي تعمل بها الدولة وهذا ما سيشرحه الكتاب بتفصيل اكبر.
كتب فلاديمير لينين الكتاب بين اغسطس وسبتمبر 1917 من سته اجزاء كان المفترض كتابه جزء سابع كما وضح لينين ولكن افترض ان الجزء الاخير الذي يتحدث عن ثوره 1905 الى 1917 يمكن ان يكون فصل كبير ومن الافضل فصله في كتاب منفصل ويقول في مقدمه الكتاب ان الحديث حول مفهوم الدولة حاليا ذو اهميه كبيره في المجال السياسي النظري و العملي مع تطور النظام الرأسمالي وحدته تحول النظام من احتكار راس المال الى احتكار دوله راس المال. حاليا تقوم الدولة باضطهاد الطبقات العاملة ويزداد الاحتكار كل ما زادت قوه الدولة الى ان يصبح عنف عظيم. ومن الملاحظ انه في الدول المتقدمة اصبحت هذه الدول عباره عن سجن عسكري كبير لكل الطبقة العاملة. الدولة في النظام الرأسمالي تستغل وتنتهك حقوق الطبقة العاملة في دولتها ولكن هذا الاستغلال والانتهاك يتمدد الى المستعمرات في الدولة الرأسمالية حيث تستغل عمال المستعمرات لمراكمه راس المال. لذلك لا يمكن نجاح اي ثوره الا اذا كانت ثوره ضد النظام الرأسمالي وايضا ضد الدولة المبنية على هذا النظام.
في الفصل الاول من الكتاب يقتبس لينين من كتاب اصل العائلة والملكية الخاصة والدولة لفريدريك انجلز حيث يقول ان الدولة ليست قوه مفروضة على المجتمع من خارجه بل هي نتاج للمجتمع عند درجه معينه من تطوره الذي يصل لمرحله من التناقض مع ذاته التي لا يمكن حلها، والتناقض ناتج عن الصراع بين المصالح الطبقية المتنافرة فتحتاج المجتمعات للدولة التي تنبثق من المجتمع وتضع نفسها فوقه وتنفصل عنه شيء فشيء. فانقسام المجتمع الى طبقات يؤدي الى صراع بين هذه الطبقات وعندما يصل الصراع الى مرحله لا يمكن حسمها ظهر مفهوم الدولة. حيث ان المجتمعات القديمة التي كانت تعيش في شكل عشائر لم تكن بحاجه لمفهوم الدولة الذي نعرفه اليوم. ان الدولة في مجتمعاتنا الحالية تقوم بوظيفه اساسيه وهي محاوله التوفيق في الصراع الطبقي وهذا ما يظهر ولكن في الواقع ان الدولة تقوم بالانحياز الواضح لصالح الطبقة المسيطرة وتساعدها في التحكم والسيطرة على الطبقة المستغلة. فالدولة في ظل النظام الطبقي تنحاز لصالح الطبقة المسيطرة اقتصاديا فتصبح مسيطرة سياسيا أيضا. وتكتسب هذه الطبقة وسائل وطرق لقمع الطبقة المستغلة عن طريق الدولة. ولكي تقوم الدولة بهذا الدور فإنها بحاجه لعدد من المؤسسات التي تمكنها من اداء هذه الوظيفة وهي الجيوش البوليس النظام القضائي والمحاكم والسجون. كما يستطرد لينين مقتبسا من كتابات انجلز ان الدولة قد وجدت عند لحظه تطور الاقتصاد وانقسام المجتمع الى طبقات لذلك اصبح وجود الدولة ضرورة ولكن مع تطور الانتاج ستصبح الدولة عائق وستزول الطبقات ومع زوال الطبقات ستزول الحوجه للدولة ويصبح المجتمع قادر على تنظيم الانتاج تنظيما ذاتيا على اساس اتحاد المنتجين ولا تعد هنالك حوجه للدولة. عندما يتم التغيير الثوري الاشتراكي فان القوى الثورية ستقضي على الدولة البرجوازية ولكن هذا لا يعني الغاء الدوله بين عشيه وضحاها كما يفترض الإناركيين بل ان الدولة البرجوازية التي تقضي عليها الثورة تنتهي الى دوله بشكل مختلف في ظل عدم وجود الطبقات وعدم وجود الصراع. فتنتفي اولا الحوجه لوجود ادوات للقمع التي يحتاج اليها المجتمع الطبقي ففي ظل المجتمع اللاطبقي ليس هنالك استغلال وليس هنالك حوجه للقمع. فبعد نجاح الثورة الاشتراكية يستبدل شكل الدولة بدوله اشتراكيه، ولكن هذه الدولة ستؤول الى الاضمحلال التدريجي وذلك لان السلطة التي كانت في يد الدولة ستنتقل الى المجتمع بشكل تدريجي الى ان تكتمل وعند اكتمال ذلك ينتهي مفهوم الدولة.
في الفصل الثاني بعنوان الدولة والثورة خبره سنوات 1848 - 1851 يذكر لينين ان ماركس كتب قائلا ان الطبقة العاملة ستحل محل المجتمع البرجوازي القديم، حيث تنهي الثورة وجود الطبقات وبالتالي تنعدم كل سلطه سياسيه لان السلطة السياسية هي الشكل الحقيقي والتعبير عن تناقض الطبقات في قلب المجتمع الطبقي. كما يذكر ان الطبقة العاملة هي الطبقة التي بيدها اسقاط ديكتاتوريه الرأسمالية وذلك لان ظروفها ووجودها الاقتصادي يعطيها الإمكانية والتنظيم والقوه اللازمة. ففي حين ان المجتمع الرأسمالي يقوم بتجزئة وبعثره باقي الطبقات فان الطبقة العاملة هي الطبقة الوحيدة المنظمة والقادرة اقتصاديا على هزيمه النظام الرأسمالي. كما يؤكد التحليل الماركسي على ان القضاء على النظام الرأسمالي لا يتم الا عن طريق ثوره تقتلع النظام بأكمله وتستبدله بنظام تحكم فيه الجماهير عبر سيطرتها على وسائل الانتاج المختلفة بالتالي سيطرتها على الاقتصاد ومن ثم سيطرتها السياسية، وهذا بالضرورة يخالف نظره الاصلاحيين التي تؤمن بالتغيير عن طريق الاصلاح الديمقراطي السلمي الذي يفترض انه بالإمكان القضاء على الرأسمالية عن طريق النظام الديمقراطي وهذا شيء يعارض الماركسية بشكل كامل. كما يقوم ماركس بتحليل الثورات البرجوازية التي قامت في اوروبا ومنها ثوره 1848 – 1851 حيث يؤكد على ان هذه الثورات لم تكمل عملها الاساسي بان تحطم شكل الدولة البرجوازية، بل عملت على تقويه وتعزيز هذه الدولة لذلك لا يمكن لهذه الثورات ان تحدث اي شكل من اشكال التغيير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
في الفصل الثالث بعنوان الدولة والثورة خبره كميونه باريس سنه 1871 تحليل ماركس، يكتب لينين ان ماركس قد حذر العمال الباريسيين من محاوله اسقاط السلطة، ولكن بعد ان فرض العمال حركتهم 1871 قابلها ماركس بكل حماس. ويقول ماركس ان هذه الثورة هي ثوره جماهيرية رغم انها لم تبلغ هدفها، ولكن تقدم خبره مهمه جدا وبها تخطو الثورة الاشتراكية خطوه مهمه للأمام لذلك قام ماركس بتحليل هذه الثورة ودراستها واستخلاص الدروس منها. ومن هذه الدروس ما اضافه ماركس وانجلز الى كتابهما في الطبعة الجديدة من البيان الشيوعي حيث ذكرا ان من دروس كميونه باريس ان الطبقة العاملة لا تستطيع ان تكتفي بالاستيلاء على اله الدولة جاهزة وان تحركها لأهدافها الخاصة. كما يؤكد ماركس على ان الطبقة العاملة لابد ان تحطم اله الدولة البرجوازية وتكسيرها، ولا يمكن لها ان تستلم الاله البيروقراطية العسكرية وتحولها من يد الطبقة البرجوازية الى يد الطبقة العاملة كما حدث في الثورة الفرنسية. كما يصف هذا الفصل بشكل دقيق كيفيه عمل كميونه باريس التي تشكلت من اعضاء المجالس البلدية الذين اختيروا بالانتخاب من مختلف الدوائر في باريس. وكانوا مسؤولين ولكن يمكن القاء التفويض الممنوح لهم في اي وقت واغلبهم كانوا من العمال او ممثلين للطبقة العاملة. اما الشرطه فقد تغيرت وظيفتها بشكل كامل في ظل كميونه باريس حيث الغيت جميع وظائفها السياسية وتحولت لهيئة تابعه للكميونه يمكن تغييرها في اي وقت. اما بالنسبة لبقيه موظفي الخدمة العامة فقد استبدلوا وقد كانوا يتلقون اجر مساوي لأجر العامل واختفت جميع الامتيازات والعلاوات التي كانت تمنح لهم. كما ازالت كميونه باريس الجيش النظامي والشرطة بشكل كامل. هذا النموذج الديمقراطي الشعبي الذي تقدمه كميونه باريس يوضح الفرق الكبير ما بين الديمقراطية البرجوازية والديمقراطية الشعبية. حيث في وضع الكميونه تستطيع الجماهير اختيار كل موظفي الخدمة المدنية ويمكن الاستغناء عنهم في اي وقت كما تسحب منهم كل الامتيازات والاجور العالية حيث يأخذوا اجر العامل العادي. اما في نموذج الديمقراطية البرجوازية فيتم انتخاب اعضاء البرلمان كل عدد من السنوات ولا يمكن تغييرهم خلال هذه الفترة كما لا يمكن مراقبتهم ومحاسبتهم الشيء الذي يدحض في ان هذه الديمقراطية حقيقيه.
اما في الفصل الرابع بعنوان تتمه شروح اضافيه لانجلز يوضح الكاتب ببعض من التفصيل ماذا يعني مفهوم الغاء الدوله في ظل السلطة الاشتراكية ، وكيف ان هذا المفهوم يتعارض تماما مما يطرحه الفوضويين. اذ يقول ماركس انه يتفق معهم مع مفهوم الغاء الدوله ولكن عند بداية السلطة الاشتراكية لابد ان يكون هنالك شكل من اشكال السلطة التي تكون قائمه لفتره محدده ولكن بكل تأكيد يتم الغاء الدوله بشكل كامل عندما يتم الغاء وجود الطبقات. ويتفق ماركس في ان لابد من وجود شكل من اشكال السلطة حتى في ظل النظام الاشتراكي حيث ان اغلب المؤسسات في ظل هذا الحكم تحتاج لشكل من اشكال الإدارة التي قد تعني شكل من اشكال السلطة. كما لم يرفض انجلز تماما فكره الجمهورية او الدولة الموحدة ولكن يصر على ان لكل محافظه او مقاطعه الحق الكامل في اداره منطقتها عبر موظفين يتم انتخابهم مباشره. كما يؤكد على ان لكل منطقه خصوصياتها الخاصة التي بناء عليها يمكن بناء الدولة الاشتراكية القادمة وهي نقطه مهمه وجوهريه في نظريه دوله ما بعد النظام الاشتراكي. كما يشرح لينين مفهوم الديمقراطيه في ظل الدولة الاشتراكية ولاهميه هذا الجزء سأنقله كما هو " الديموقراطية وخضوع الأقلية للأكثرية ليسا بالشيء ذاته. الديموقراطية هي دولة نعترف بخضوع الأقلية للأكثرية، أي منظمة لممارسة العنف بصورة دائمة حيال طبقة من قبل طبقة أخرى، أو حيال قسم من السكان من قبل قسم آخر. إن هدفنا النهائي هو القضاء على الدولة، أي على كل عنف منظم دائم، كل عنف حيال الناس بوجه عام. نحن لا نتوقع حلول نظام اجتماعي لا يراعى فيه مبدأ خضوع الأقلية للأكثرية. ولكننا نطمح إلى الاشتراكية، ونحن مقتنعون من أنها ستصير إلى شيوعية فتزول نظرا لذلك كل ضرورة إلى استخدام العنف حيال الناس بوجه عام، إلى خضوع إنسان لإنسان، قسم من السكان لآخر، لأن الناس سيعتادون مراعاة الشروط الأولية للحياة في المجتمع بدون عنف وبدون خضوع".
الفصل الخامس من الكتاب وبعنوان الاسس الاقتصادية لاضمحلال الدولة يذكر ماركس ان الدولة الحالية تختلف حسب واقع كل بلد من البلدان، ولكن هنالك بعض الخصائص العامة لشكل هذه الدولة ومن اهمها ان هذه الدولة تقوم على المجتمع الطبقي والمجتمع البرجوازي. لذلك يطرح سؤال مهم وهو كيف سيكون شكل الدولة في المجتمع الاشتراكي والشيوعي اي ما هي الوظائف الاجتماعية للدولة التي تكون قائمه في شكل هذا المجتمع. ولكي يتم انتقال المجتمع من المجتمع الرأسمالي الى المجتمع الشيوعي لابد ان تكون هنالك مرحله انتقاليه وهذه المرحلة الانتقالية هي مرحله الديكتاتورية الثورية للبروليتاريا، ولكن ماذا تعني هذه العبارة. لفهمها بشكل جلي اولا نتحدث عن الديمقراطية في ظل المجتمع الرأسمالي التي هي ديمقراطية الأقلية والطبقة الحاكمة وحريه هذه الطبقة فقط، في حين ان باقي المجتمع هم عباره عن تابعين وليس فاعلين في هذا النظام ولذلك نرى ان الأكثرية من السكان لا يبالوا ولا يشتركوا في الحياة السياسية والاجتماعية في ظل المجتمع الرأسمالي. هذه الديمقراطية البرجوازية التي تبعد اغلبيه جماهير الشعب والفقراء والبروليتاريا عن صنع القرار تختلف تماما عن دكتاتوريه البروليتاريا التي هي توسيع هائل للديمقراطية ديمقراطية تصبح ديمقراطية الفقراء ديمقراطية الجماهير لا ديمقراطية الاغنياء والطبقة الحاكمة ديمقراطية ليست فيها اي قيود على الحرية لمجموع الشعب. وعندما يتم القضاء بشكل كامل على الطبقات عندما يتم القضاء بشكل كامل على النظام الرأسمالي ويصبح المجتمع مجتمع شيوعي لا تكون هنالك اي حوجه للقصر او القهر بالتالي سيذوب شكل الدولة التي هي جهاز معد للعنف والقهر واخضاع المجتمع. كما يوضح ماركس ان الحوجه لهذه المرحلة ضرورة ملحه وذلك لان المجتمع الخارج من النظام الرأسمالي ما زال يحمل في طياته المفاهيم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للنظام القديم التي يحتاج التخلص منها لفتره انتقاليه لابد منها. كما يوضح ايضا انه في خلال هذه الفترة يكون المجتمع مجتمع اشتراكي حيث يقوم العمال بأداء وظائفهم المختلفة ويتم توزيع العائد على حسب عمل كل منهم رغم الاختلافات الواضحة بين الافراد وذلك لان هذه المرحلة من الاقتصاد تهتم اولا بإلغاء الاستغلال وذلك بان تكون وسائل الانتاج مملوكه للعمال بدلا ان تكون مملوكه للراس مال اما المساواة المطلقة وهي من كل حسب عمله ولكل حسب حوجته لا يمكن الوصول اليها الا في المرحلة الاعلى من النظام الاشتراكي وهي مرحله الشيوعية. ويشرح ماركس بالتفصيل ماذا يعني بالمجتمع الشيوعي وسنقتبس هذا الجزء كاملا " في الطور الأعلى من المجتمع الشيوعي، بعد أن يزول إخضاع الأفراد المذل لتقسيم العمل ويزول معه التضاد بين العمل الفكري والعمل الجسدي؛ وحين لا يبقى العمل مجرد وسيلة للعيش، بل يغدو الحاجة الأولى في الحياة؛ وحين تتنامى القوة المنتجة مع تطور الأفراد من جميع النواحي، وحين تتدفق جميع ينابيع الثورة الجماعية بفيض وغزارة، -حينذاك فقط، يصبح بالإمكان تجاوز الأفق الضيق للحق البرجوازي تجاوزا تاما، ويصبح بإمكان المجتمع أن يسجل على رايته: «من كل حسب كفاءاته، ولكل حسب حاجاته" . وبالتأكيد في ظل هذا المجتمع الذي يصفه ماركس لا تكون هنالك اي حوجه للدولة وعند هذه النقطة بالذات تختفي الدولة تماما.
الفصل السادس من الكتاب تحت عنوان ابتذال الانتهازيين للماركسية يرصد لينين عدد من الافكار المنحرفة عن الماركسية منها مثلا القول بان الطبقة العاملة عندما تستولي على جهاز الدولة فهي ملزمه بالإبقاء عليه. ويشرح ان ذلك مخالف تماما لما توصل له ماركس من ان الطبقة العاملة عندما تستولي على السلطة تكون اول مهامها هي القضاء تماما على شكل الدولة الموروث من النظام الرأسمالي واقامه دوله مختلفة بشكل كامل تعتمد بالأساس على سيطرة الطبقة العاملة على مقاليد الامور الاقتصادية والسياسية. ويؤكد ماركس على ان من اهم الدروس المستقاه من كميونه باريس انه يمكن عند الاستيلاء على السلطة وفي غضون اسابيع عديده البدء في تحطيم شكل الدولة القديم وبناء مؤسسات الدولة الحديثة فان التغيير الثوري هو تغيير عميق وسريع وحاسم. كما يشرح لينين ان هنالك بعض الاصلاحيين الاشتراكيين الذين يدعون لتغيير النظام الرأسمالي عن طريق كسب اغلبيه برلمانيه للقوى العاملة، وعن طريق ذلك تستطيع تحقيق مصالح هذه الطبقة. يوضح لينين ان هذا الطريق يخالف تماما النظرة الماركسية للتغيير الثوري التغيير الذي يقوم على هدم جهاز الدولة وليس إصلاحه. التغيير الذي يخلق نظام مختلف تماما على النظام الحالي نظام يحقق سلطه وسياده الجماهير بدلا من سلطه وسياده الأقلية الحاكمة.



#رانية_عبيد_احمد (هاشتاغ)       Rania_Obead_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين عنف الدولة وعنف المجموعات ……. هل يمكن بناء سلام مستدام
- مسابقات الجمال بين تشيئ وتسليع النساء وتسويق صناعه التجميل
- المرأة وقضايا اعادة الإنتاج الاجتماعي ..... اما ان لهذا القي ...
- قراءه في كتاب الاشتراكية او الفناء معنى الثورة في زمن الكارث ...
- ديمقراطية اشتراكية ام ديمقراطية ليبرالية
- قراءة في كتاب روزا لوكسمبرج إصلاح اجتماعي أم ثورة


المزيد.....




- بريطانيا: الملك تشارلز يقدم برنامج أول حكومة من حزب العمال م ...
- حكومة -بلا صلاحيات- في فرنسا وتحذير من -غرق سفينة- اليسار
- تبرعات معفاة من الضرائب.. أميركا وإسرائيل تغدق على اليمين ال ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 564
- ماذا حصل في الدورة الأخيرة من انتخابات فرنسا؟
- تطورات الحراك الشعبي بفكيك للائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنس ...
- فرنسا: الخلافات داخل أحزاب اليسار تعقد مهمة اختيار رئيس الوز ...
- حماس: تلقينا دعوة للقاء وطني شامل يضم الفصائل الفلسطينية بال ...
- -وحده عبد الناصر كان يعلم-.. هل كان إسقاط الملكية في العراق ...
- -وحده عبد الناصر كان يعلم-.. هل كان إسقاط الملكية في العراق ...


المزيد.....

- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ
- لماذا يجب أن تكون شيوعيا / روب سيويل
- كراسات شيوعية (الانفجار الاجتماعي مايو-يونيو 1968) دائرة ليو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل ... / شادي الشماوي
- ليون تروتسكى فى المسألة اليهودية والوطن القومى / سعيد العليمى
- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رانية عبيد احمد - قراءه في كتاب فلاديمير لينين الدولة والثورة