أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - اشكالية أدباء العراق في الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد















المزيد.....


اشكالية أدباء العراق في الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8041 - 2024 / 7 / 17 - 00:14
المحور: الادب والفن
    


اشكاليةأدباء العراق في
الشاعرعبد الرزاق عبد الواحد

د. قاسم حسين صالح


توطئة

انشغل الشعراء وغيرهم (بقضية!) لخصها الشاعر والأعلامي علي العلاق ( بلقاء اجراه علي صادق مع الشاعر عمر السراي وردت فيه جزئية قالها السراي بأن عبد الرزاق ليس شاعرا كبيرا او عظيما، نعم انه شاعر وشاعر جميل ولديه قصائد جميلة، و لم يقل انه كبير وعظيم. ويضيف بأن المضحك في الأمر ان هناك اشخاصا لا تربطهم بالادب والشعر اي رابطة، ولم يسمعوا لرزاق ولا يعرفونه، اعطوا اراءهم للنيل من عمر).
*
وعن عبد الرزاق نقول:

ان القاريء للعلاقة بين السلطة والشاعر من بدء الدولة الأموية الى الآن يجد انها تتمحور في موقفين:اما ان تغدق على الشاعر ليكون مداحّها واذاعتها واعلامها الجماهيري،واما ان تضطهده اقتصاديا ونفسيا،وان تطلّب الأمر..قطعت رأسه الذي فيه لسانه.

قليل من الخلفاء والسلاطين والأمراء في امتنا تصرفوا مع الشعراء والفنانين تصرفا حكيما وانسانيا و(براغماتيا) كما تصرف الملك (فيليب)مع الفنان (فيلاسكس).فقد كان هذا الفنان مشتركا في مؤامرة ضد الملك الاسباني فيليب،فاعدم المتآمرين جميعهم الا فيلاسكس فقد جعله فنان البلاط.كان قتله سهلا كالآخرين،غير ان الملك فكّر بذكاء بأن الموهبة تكون في العادة نادرة،وأنه يمكن ان يستثمرها..وكان له ما اراد .فلقد انتج فيلاسكس لوحات فنية رائعة خلدت الملك فيليب،والأهم انها شكلّت انعطافة جديدة في تطور الفن الاسباني،على العكس تماما من موقف سلطة فرانكو التي اعدمت شاعر اسبانيا العظيم الشاب (لوركا)..فخسرت اسبانيا والانسانية موهبة وعبقرية لا تعوّض.

اما في تاريخنا العربي والاسلامي فالحال ادهى وأمّر..اترك استحضار مآسيه لذاكرتكم.لكن اللافت ان سيكولوجيا العلاقة هذه بين الشاعر (والفنان والعالم والمفكر) وبين السلطة لم تتغير.ففي سبيل المثال ،لنأخذ الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد،فما الذي فعله اكثر من مدحه لصدام حسين.والواقع ان مدحه له كان لقاء ثمن يحتاجه مزاج الشاعر:بيت قيل عنه أنه فاخر.وكان (السلطان)ينفّذ له رغباته،حتى انه طلب منه ذات يوم ان تكون في البيت (مسنايه)..فكانت!.

وعبد الرزاق لم يفعل اكثر مما فعله شاغل الدنيا الهائل العظيم (المتنبي)الذي مدح حاكما وضيعا مغتصبا للسلطة ليوليه على امارة ولو بسعة مدينة حلب.ولما لم يستجب كافور لطلبه هجاه المتنبي بافضع ما في قاموس لسان العرب من مفردات بذيئة!.ولم يفعل اكثر مما فعل شاعرنا الخالد (الجواهري) الذي كان سكرتيرا للملك فيصل الأول ومدحه بقصائد كثيرة..ومدح ملك المغرب وملك الاردن(يبن الملوك وللملوك رسالة..من حقها بالحق كان رسولا)..ونوري السعيد ايضا :(أبا صباح وأنت العسكري..)..وحتى احمد حسن البكر وصدام حسين:(نعمتم صباحا قادة البعث واسلموا...) ثم هجاهم شرّهجاء بعد انقلاب 14رمضان 1963:

(أمين لا تغضب وان اغرقت..عصابة بالدم شهر الصيام،
وان غدا العيد وافراحه..مأتما في كل بيت يقام).
ويبقى هو الجواهري، صاحب الروائع الخالدات (أخي جعفرا،قف بالمعرّة،دجلة الخير..)،الذي يمتلك كارزما ما امتلكها شاعر مثله ،والساكن في قلوب العراقيين..والتاريخ.

ثم ،ألم يكن (عبد الرزاق) افضل من شعراء (كبار) يتنفسون الآن هواء الوطن الذي حرموه منه؟.ومن من هؤلاء الشعراء نظم قصائد وجدانية غاية في الرقة والمشاعر الانسانية الراقية كالتي نظمها عبد الرزاق؟.ومن من شعراء الاسلام ،والشيعة تحديدا،نظم قصائد في (الحسين) كالتي تدفقت بها عبقريته،وهو الصابئي اصلا وفصلا؟!. ثم من (الأخطر)،ان كان في الأمر خطورة سياسية او اخلاقية:الشاعر العبقري والفنان الموهوب والعالم المبدع،أم بعثيون كانوا كبارا في الجيش والمخابرات احتلوا مراكز مهمة في حكومة ما بعد 2006؟،أم الآف الفاسدين الذين نهبوا ملايين الدولارات ولم يحاسبوا؟أم سياسيون في النهار وقادة ميلشيات وارهاب في الليل؟

انا شخصيا( وبيننا لقاءات وجلسات سمر) اكره في عبد الرزاق عبد الواحد سلوكه،وأدين مدحه للطغاة والطغيان،واساءاته لعدد من المثقفين..غير اننا لا نختلف بشأن عبقريته،بل نكاد نضع موهبته فوق منارة لا تقل علّوا عن منارات المتنبي والمعري والجواهري.نعم..منحه الطاغية لقب (شاعر القادسية)..ولكن، منح ايضا وسام بوشكين بمهرجان الشعر العالمي في بطرسبرج،ودرع جامعة كامبردج وشهادة الاستحقاق في مهرجان ستروكا بيوغسلافيا وجوائز وتقديرات اخرى..فلماذا ضحينا بعبقرية شاعر في عصر صار فيه ميلاد شاعر معجزة..عصر الكومبيوتر الذي لا يجود لنا زمانه بشعراء وفنانين ومبدعين كما جادت به الأزمنة القديمة؟.ولماذا لا نتفق من الآن على ان يكون هؤلاء،اعني الشاعر العبقري والفنان الموهوب والعالم المبدع والمفكر الأصيل ..خارج الممنوع من الصرف..السياسي؟

ومع ان هذا الموقف يحمّل الشاعر مسؤولية جرائم الطاغية،الا انه مشروع، شرط ان يكون مبدء" ينطبق على جميع الشعراء الذين امتدحوا الطاغية ونظامه.فالواقع يشير الى ان عددا من الشعراء الذين امتدحوا صدام بقصائد وصفوها ب(العصماء)وكانوا يتباهون بها امام طلبتهم..تولوا الآن مسؤوليات ثقافية وعلمية!، يحتفى بهم في اتحاد الأدباء وتخصص لهم أمسيات..ما يعني ان عبد الرزاق افضل منهم لأنه لم يتلوث برذيلة النفاق.

كان موقفا خاطئا اننا تركنا شاعرا عبقريا يموت في الغربة،والخطأ الآخر،الذي كان بالأمكان تداركه وما تداركناه، ان نحرمه من رغبته في ان يدفن في وطن احبه بصدق وشفافية:
( ياعراق هنيئا لمن لا يخونك،هنيئا لمن اذ تكون طعينا يكونك،
،هنيئا لمن يلفظ آخر انفاسه تتلاقى عليه جفونك).

*
توثيق
هذا النص نشر في كتابنا (في سيكولوجيا الشعر والشاعر) الصادر عن اتحاد الأدباء ،وبموافقة امينه العام الشاعر عمر السراي..الذي لم يقترح رفع المقالة من الكتاب،لأنه يحترم الرأي الآخر.
وتبقى حقيقة سيكولوجية هي:
ان متابعتي للعملية السياسية في العراق اوصلتني الى ابتكار مصطلح جديد في علم النفس هو (الحول العقلي)..تبين لي الآن ان المصابين به ليسوا سياسيين فقط،بل وادباء وشعراء ايضا!
16 تموز 2024
***



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي الوردي..في ذكرى رحيله
- عبد الكريم قاسم - قدوة الأخلاق والنزاهة الذي نفتقده
- لماذا يقتل الانسان أخاه الأنسان؟
- سيكولوجيا الأعياد..في الديانات
- لهذه الأسباب ألغى البرلمان الاحتفاء بيوم 14 تموز عيداً وطنيا ...
- ثقافة الاستبداد و ثقافة الاحتجاج
- حين لا يكون الكاتب موضوعيا. الدكتور طه جزاع مثالا
- الفنانات..وسيكولوجيا التوبة!
- الشاعر حين لا يكون منافقا- عبد الرزاق عبد الواحد مثالا
- الأنتحاري الأرهابي والشخصية الداعشية - تحليل من منظور علم ال ...
- قانون الجنسية المثلية.. اعادة النظر فيه واجب ديني وانساني
- جيل الهشاشة النفسية في عصر نظم التفاهة
- التسامح في العيد ..ما اجمله!
- لمناسبة استشهاده.مواصفات الحاكم من منظور الأمام علي ومنظور ا ...
- الفضائح الأخلاقية نتائج..والأسباب باقية
- فضيحة عميد في البصرة..نتيجة والسبب باق!
- نوروز..ماذا يعني سيكولوجيا وسياسيا
- اسرار نوروز..مدهشة للعربي والكوردي
- معالجة مشكلات الشباب..شرط لتحقيقي الأمن المجتمعي
- المرأة العراقية في يوم عيدها العالمي- سيدتي..أنت استثناء


المزيد.....




- الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
- فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف ...
- تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - اشكالية أدباء العراق في الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد