محمد احمد الغريب عبدربه
الحوار المتمدن-العدد: 8040 - 2024 / 7 / 16 - 22:16
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الذات ايديولوجية، متفردة في ذاتها، تفكر فهي موجودة وفقا لديكارت، باحثة عن الحكمة مثل فعل طالبس، تنشأ العلم والحضارات، في هذا الليل، الجميع الباقون من النوم والسائرون في الطرقات كانوا الافضل في التفكير، وذواتهم تضئ منارة العالم، مثل الفلسفة والفكر الإسلامي والعربي الذي حمل شعلة التقدم والفكر من الحضارة اليونانية الي الحضارة الأوروبية المعاصرة, فلا توجد ذات لا تفكر ولا تجتهد ولا تسهر الليل.
لدي الفيلسوف المصري احمد عبد الحليم عطية، سردية تاريخية مهمة للغاية، حول الفكر العربي والمصري والافريقي أيضا، بل الدعوة نحو فتح التراث والماضي القريب والبعيد للتعريف له علي أقل تقدير، فقد عودناد. عطية أن نبدأ بالخطوات الأولي أو البديهيات، فأهل التخصص في كل المجالات لا يعرفون حتي اشياء بسيطة أو تعريفات بتاريخ تخصصهم الذي من أنتج من أجدادهم الأحدث، أو القدماء، ولعل د. عطية دعا ليس لمزيد من فحص التراث أو التجديد والتنافش معه في المقام الأول، ولكن فهم بداياته والتعريف به اولا، ثم تأتي خطوات النقاش واستحضاره في الراهن، ورغم وجاهة كثير من مشروعات الفكر العربي ، ولكنها انطلقت بالنقد واستحضاره دون التمهيد له.
فكان بالأهمية أن نعرف تاريخ مثلا الفلسفة المصرية، وسماتها، وأهدافها، قبل أن نقول انها قديمة، وأنها أثرت في الفلسفة اليونانية، فهذا حديث دارج، وكانت أسئلة عطية علمية، هل هناك فلسفة مصرية قديما عند اخناتون مثلا او المصري القديم، وما هي، وما سماتها، وهي اسئلة انطولوجية ديناميكية قبلية نقدية للتعريف، وهي اصول بداهة العقل، ووسيلة جيدا للفهم، وذلك قبل الالتحام بهذا الفكر، وهي خطوة استحضار تنويري راهني أو ثقافة أو توجه شعبي للماضي.
سردية عطية في التاريخ هي كانطية في المقام الأول لاتباع مهارات العقل في الفهم والبداهة في التعامل مع التاريخ، وهي ايضا لحظة ديكارتية حول انطولوجيا التاريخ والانا، اين انا، والاعتراف بالاحقية بالوجود بغض النظر عن مدي اهميتي، وهي صيرورة هيجلية بالوصول الي راهنية الواقع وجدلية التاريخ بالحاضر، وسردية ثقافية للتعريف بالمشروعات الفكرية وفتح الذات والهوية للحوار مع نفسها ومع تاريخها ومع الاخر.
دائما ما نجد في بعض الكتب، حول بعض التخصصات في الغرب عدم ذكر ابتكارات الشرق، أو حتي محاولاته في العلم والفلسفة، فتاريخ العلم والفلسفة المعاصر والحديث من كتبه، وغالبا الدارسين أو الباحثين أو المهتمين بالفكر والثقافة والعلوم الطبيعية ينتبهون دائما في التحصيل الي بوابة الغرب وفلسفات اليونان، والحديثة الاوربية، والنقد البنيوي والمعاصر ونسويات اوربا، وعلماء الغرب واخر الاكتشافات العلمية هناك و لعل مهم أن تحصل هذا التقدم الفكري والفلسفي والغلمي، ولكن عليك أيضا أن تعرف ذاتك القريبة والبعيدة ثم الراهنة، خاصة أن العرب في لحظة أزمة تاريخية متعلقة بالسعي نحو التقدم والخروج من الراهن المأزوم والمتأخر.
#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟