محمد العرجوني
كاتب
(Mohammed El Arjouni)
الحوار المتمدن-العدد: 8040 - 2024 / 7 / 16 - 17:14
المحور:
الادب والفن
ان تتحدث عن الجنس والنكاح، وعن مغيب الحشفة، وإطلاق الريح إلخ... ويكفي ان تبدأ أو تختم حديثك هذا، بالجملة النافية المعروفة : "لا حياء في الدين"، فلن تكون أبدا هدفا لسهام المنتقدين الذين يدعون النقاء والعفة، وهذا هو عين العقل... فلماذا هؤلاء المتعففون، لا يتصرفون بنفس المنطق، حينما يتعلق الأمر بالإبداع الأدبي، الذي يثير، عرضيا، نفس الموضوع، فيقولون : لا حياء في الإبداع الأدبي؟
فإذا جاء الدين ليعلمنا مكارم الأخلاق، ولو في مواضيع الحياء، لأنها تهم الحياة َ، فالإبداع، ما سمي كذلك إلا لأنه يتمم هذا النداء الذي مع الأسف لم يجد آذانا صاغية، رغم دور الفقهاء والخطباء في المساجد، فمازالت شوارعنا وكل الأماكن العمومية مسارح حيث تخنق الأخلاق يوميا، بكل انواع الكلام البذيء والتصرفات الخادشة للحياء/للحياة، من فساد وسب ورشوة، أمام صمت من يدعون ويشهرون العفة حينما يتعلق الأمر بالإبداع الأدبي. أمام كل هذا العفن، يتجرأ المبدع ليفضح هذا الخبث، وينقل الواقع في رواية مثلا، بشخصياتها متعددة المستوى الاجتماعي والثقافي والمعرفي، وفي إطار مكونات الرواية، يكون مرغما على نقل الواقع في حديثهم حسب مستوى كل شخصية، هدفه هو تسليط الضوء على هذه المستويات والفوارق الاجتماعية والثقافية والمعرفية، عسى المسؤولون ينتبهون ليتمموا مكارم الأخلاق التي يدعو إليها الدين عن طريق الفقهاء الواعين، وهو واع بأن الجهلة، من قراء ومتعلمين، ومن أولئك الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، والذين يؤمنون بأن الغربال يغطي أشعة الشمس، سوف ينهشون جرأته هذه، تماما كما تفعل مجموعة الضباع أو الكلاب البرية في البراري حينما ينفردون بالهبرزي الذي يعاني من غياب جمهرته ومع ذلك يمتلك الشجاعة ويُقدِم في كل شيء، خلافا لمن تخونه الشجاعة، فيفضل النباح وسط حميّته...
#محمد_العرجوني (هاشتاغ)
Mohammed_El_Arjouni#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟