دينا سليم حنحن
الحوار المتمدن-العدد: 8040 - 2024 / 7 / 16 - 08:51
المحور:
الادب والفن
لنحط معًا على جناح حكاية رشيقة حصلت في مرحلة الطفولة.
مررتُ بفلّاحة مُسّنة انهمكت بزرع الأشواك في حقلها، سألتها: (لماذا)؟ التفتت نحوي ومن بين زحام العرق المصبوب من صدغيها حتى شفتيها فذقنها قالت: (اقتربي حتى تري بوضوح ما أنتجته الأرض الخصبة التي اعتنيت بها طوال حياتي)!
نظرتُ إلى الأرض بوصفها قديسة تطرح لنا البركة، شاهدتُ أشواكا زُرعت بين شتلات الفول الأخضر.
قالت لي الفلاحة: بداية، مللتُ، وكللتُ من نزع الأعشاب الطفيلية، إن لم أفعل بنفسي، ستنبز فستغدو أشواكا تخنق الزرع ومعها روحي، لنزرع ما هو غير محبب إذا.
عملتُ وحدي، وتعبتُ وحدي، وحزنتُ وحدي، كبرت بي السنون وأنا وحدي، واستنفد العمر سنواته، وعندما وقعتُ على خطأ الحقيقة قرّرتُ زراعتها من جديد!
- عن أي حقيقة تتحدثين؟ سألتها.
ابتسمت ابتسامة ساخرة، فظهر سنّها المطلّي ذهبا، وقالت:
- حقيقة هذه الأشواك!
- لماذا تزرعين أشواكا!؟ سألتها مستغربة.
- ما تزالين يافعة، ولن تفهمي ما أفعله الآن، إلا إن دفعتك الظروف يوما ما إلى ما ترينه من حالي! أجابت بثقة وغادرت.
#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟