أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قاسم أسعد - التوافق مع الذات / العلاقة بين الأقانيم (2)














المزيد.....

التوافق مع الذات / العلاقة بين الأقانيم (2)


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 8039 - 2024 / 7 / 15 - 22:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ولأن الوجدانيات صفة طبيعية أوجدها الخالق في الذات لذلك فهي لا تنحصر حول موضوع معين أو موقف معين ، بل تمتد لتشمل كافة أقانيم الذات على الرغم من وجود صراع خفي بين الأقانيم إلا أنها تشكل مع باقي الأقانيم الوحدة المتكاملة للذات الانسانية ، ومن هنا على الذات المتكاملة أن تتوافق مع أقانيمها لإيجاد حالة من الوحدة بينهم ، ولعل الأقنوم الأقرب للمنظومة الوجدانية هو أقنوم الجسد الذي يخضع للكثير من الحاجات والمثيرات والغرائز والتي قد تنشأ من داخل الذات أو تؤثر عليها من خارجها .
الجوع مثلا مثير داخلي يختص باقنوم الجسد الذي يحول هذا المثير لأقنوم العقل الذي يثير غريزة الجسد بدفعه إلى الاستجابة للبحث عن الطعام ليعود أقنوم الجسد كما كان عند إشباع حاجة الجوع ، وهكذا قياسا على باقي الحاجات أو الغرائز التي تتعلق بالجسد لإشباع حاجاته الفسيولوجية .
هنا تكون العملية ما بين الجسد والعقل . الجسد الذي يثار بحاجاته وغرائزه الأساسية والعقل الذي يرسل إشارات الاستجابة للجسد لإشباع الرغبات والحاجات والغرائز لأن كل منهما يؤثر ويتأثر بالأخر ، ولكل اقنوم المصلحة في استفرار باقي الأقانيم ، إذ لو أن الجسد في حالة جوع وغير قادر على تلبية هذه الحاجة فهل يستطيع العقل أن يستمر بوظائفه بالشكل الطبيعي !، سيواجه العقل نوعا من الصعوبات تزداد كلما ازدادت حالة الجوع وسرعان ما تبدأ إضرابات العقل بالتزايد وتظهر أعراض مثل عدم التركيز وعدم القدرة على التحكم وقلة الإدراك والاستيعاب ناهيك عن الآثار التي تلامس باقي الأقانيم وخاصة بما يتعلق بمنظومة الوجدانيات التي سرعان ما تظهر عليها المشاعر السلبية والتوتر والعصبية والغضب والانفعالات الوجدانية السلبية ،وعلى الذات أن تدرك أنها جزء من ذوات أخرى تؤثر وتتأثر بها ، وتتعرض الذات للكثير من المثيرات في كل الأمكنة التي تتواجد فيها ، وهذه المثيرات هي نتاج لمثيرات أخرى سابقة أو سبب لمثيرات أخري قادمة ، وعلى الذات أن تدرك أنها تتعامل مع الكل وليس الجزء وعليها أيضا أن تتأمل كل المثيرات التي تمر بها من خلال منظور الزمان والمكان ( الزمكان ) وأن تتفاعل ايجابا مع هذه المثيرات من خلال تضيق المساحة التأملية وتصغيرها الى مساحة تركيز لتحديد نوع المثير الذي يمس الذات مباشرة ، ومن خلال هذا التركيز يسهل على الذات أن تتوافق مع نفسها وأن تبدأ بتجزئة المثير إلى أجزاءه وبذلك يسهل عليها أن تتقبله بشروطها وتأثيرها عليه ، وبهذا ستكون لديها القدرة على أن تتأثر إيجابا بهذا المثير أو ذاك وتتفاعل معه ايجابا بما ينعكس على الذات بشكل إيجابي ولإضافة خبرات جديدة ايجابية تكون مفتاحا لمثير أخر . وهكذا . ...
مثال : في السوق هناك الكثير من المثيرات الخارجية ، بعضها سلبي وبعضها إيجابي ، مثيرات سمعية ، بصرية ، نفسية ، سلوكية . ... الخ ، بضاعة مكدسة ، أصوات الباعة ، موسيقى وأغاني ، مساحات ضيقة ، ضوضاء ، أزمة سير ، كتل بشرية في مساحات صغيرة ،... الخ كل هذه المثيرات وفي معظمها مثيرات سلبية تؤدي إلى استجابات وهو الامر الطبيعي .
في الحالة الأولى : يمكن أن تكون استجابة الذات بأن تغادر المكان وتترك أثر المثيرات خلفها وبالتالي الاستجابة الوحيدة لكل هذه المثيرات تكون استجابة واحدة ( المغادرة ) الهروب إلى الأمام
الحالة الثانية : أن تتوجه الذات إلى هدفها لشراء سلعة ما وان تتعامل مع المثيرات التي تتعلق بالسلعة وفي هذه الحالة سيكون التفاعل من خلال استجابة واحدة لكل المثيرات التي تتعلق بالسلعة
الحالة الثالثة : أن تسير الذات بخطى ثابتة وتتوافق مع كل هذه المثيرات بسلبياتها وإيجابياتها من خلال التوافق في اقانيم الذات إذ يصبح لدى الذات القدرة على إجراء عملية التأمل ( الزمكاني ) وتوزيع المثيرات كل مثير إلى أقنومه الخاص به وأن تبدأ الذات بالتركيز نحو المثيرات التي يجب أن تتعامل معها وإجرء عمليات عزل المثيرات الهامشية التي لا يجب أن تتعامل معها مما يتطلب تهميشها تماما وبهذا تحقق الذات الاستجابة الايجابية التي لا تسبب لها أي نوع من السلبية وأعراضها من توتر وقلق وتعب .
مثال أخر : في لقاء ما مع الأصدقاء في مقهى ، الكثير من المثيرات والذات بين مجموعة من الذوات ، يتبادل الجميع أطراف الحديث ، الذات في حالة الوعي ( الزمكاني ) تتوافق مع اللحظة الحاضرة . فجأة تعزل الذات نفسها من خلال كل أقانيمها باستثناء أقنوم الجسد وتعيش حالة اللاوعي ( الزمكاني ) من خلال العقل الباطن الذي يسيطر على باقي الأقانيم ويقوم بعملية سحب الحواس إلى الداخل لتنطلق الى ( زمكان ) الاوعي ، وعلى الرغم من كل المثيرات التي تحيط في ( الزمكان ) الحاضر من ضوضاء وأصوات وموسيقى . ... إلا أن الذات بحالة اللاوعي استطاعت تهميش وعزل كل المثيرات لأنها خرجت من دائرة ( الزمكان ) الحاضر المقيد لتضع باقي الأقانيم في ( زمكان ) اللاوعي الذي لا يحده ( زمكان ) ، وبهذا أصبحت لدى الذات القدرة على العزل والخروج من مواجهة المثيرات السلبية أو الايجابية ، وبعد بعض الوقت ستعود الذات لواقع ( الزمكان ) بشكل طبيعي أو من خلال مثير أقوى موجه للذات مباشرة لإرجاع الذات إلى واقعها ( الزمكاني ) الحاضر .
ومن هنا نلاحظ أنه كلما كانت لدى الذات القدرة على فهم العلاقة بين الأقانيم كلما كانت لديها القدرة على توحيد الذات بشكلها المتكامل لمواجهة أي نوع من المثيرات التي تهدد وجودها كذات متكاملة



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفس في الذات الانسانية / العلاقة بين الأقانيم (1)
- النفس في الذات الانسانية / الذات والاستجابة للمثيرات (2)
- النفس في الذات الانسانية / الذات والاستجابة للمثيرات (1)
- النفس في الذات الانسانية / التوافق في العلاقات الانسانية وال ...
- النفس في الذات الانسانية / التوافق في العلاقات الانسانية وال ...
- النفس في الذات الانسانية / التوافق مع الواقع (2)
- التوافق مع الواقع (1)
- خلونا نتحزب (ج2)
- خلونا نتحزب
- يا سلملم يا سلام عا وسائل الإعلام
- هنا غزة يا سادة
- لا سمح الله
- أبو رغال الصهيوني
- ملاحظات للكتاب اليافعين
- ممنوع من جهة أمنية (1)
- وزارة المظالم
- شركات التأمين المفلسة
- النفس في الذات الانسانية / البحث عن الذات (2)
- النفس في الذات الانسانية / البحث عن الذات (1)
- النفس في الذات الانسانية / التوافق مع الذات (3)


المزيد.....




- بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائي ...
- الجيش الأمريكي يكمل انسحابه من النيجر بعد حوالي سنة من انسحا ...
- لحظة واحدة أنقذت ترامب.. فوهة البندقية كشفت ريان ويسلي روث
- الجيش الأميركي يعلن اكتمال انسحابه من النيجر
- البيت الأبيض يعلق على منشور إيلون ماسك المحذوف عن بايدن وهار ...
- -ديلي ميل-: بريطانيا غير جاهزة على الإطلاق لتصعيد الصراع مع ...
- إصابات في حادث انقلاب حافلة سياحية عائدة من موقع -ماتشو بيتش ...
- الكابينيت الإسرائيلي يعتمد إعادة سكان الشمال لمناطقهم أحد أه ...
- هل عادت خطة تخفيف الأحمال في الكهرباء بمصر؟ -الإدارة المحلية ...
- بايدن يجري محادثة هاتفية مع ترامب بعد محاولة الاغتيال


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قاسم أسعد - التوافق مع الذات / العلاقة بين الأقانيم (2)