أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة التطاول .














المزيد.....

مقامة التطاول .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8039 - 2024 / 7 / 15 - 14:40
المحور: الادب والفن
    


مقامة التطاول :
يغلي دمَ العراقيين إذا تعرَّضت رموزُهم الثقافيةُ للمساس , أولئك لآلئُ لا يجودُ الزمانُ بمثلها كل يوم , نحبُّها وننقل حبَّها لأبنائنا ونحفظها في أعلى مراتبِ الذاكرة , والمبدع كتلةُ نوازع , وتاريخُ البلد والمنطقةُ مرجل يفور بالتناقضات منذ مائةِ عام , ومع خرابِ السّياسة في العراق وكارثةِ المحاصصةِ الطائفية لم يعد أمامَنا سوى المراهنةِ على الثقافة , تجمعُنا القصيدةُ واللوحةُ والمنحوتةُ والأغنيةُ وشواهدُ حضاراتِنا العريقة.

غرباء حلوا في بلد غريب جاءوا في سياحة استثمارية , أحد ذيولهم تطاول على عبد الرزاق عبد الواحد وقال عنه أنه مجرد شاعر من مدرسة التكسب , وكأن المتنبي لم يقال عنه (( السامق شعرا , والوضيع تكسبا )) , فما عدا مما بدا ؟ ثم أردف : ((أن عبد الواحد لعب على العاطفة, وصوّر الحرب قطعة حلوى )) , وأستشهد بأعز اهزوجة وطنية على قلوب العراقيين (( توكع زلم فوك الزلم لمن يشيب الراس)) , وأعتبرها كلمات مرفوضة , و أن تسويق الحرب بوصفها قطعة حلوى تغري الآخرين هي جريمة , وأنه إنسانيا يقف ضد كل قصيدة تروج للحرب والموت أو أن تكون قصيدة تعبوية فقط , مما يجعلنا نعتقد ان مفهوم الوطنية لدى هؤلاء هو الخضوع والذلة وتبويس لحى الغرباء.

حديث كنعان مكية مع جريدة الشرق الأوسط: ((غلطتي الكبيرة كانت أنني أسأت تقدير المعارضة العراقية التي اشتغلت معها ودعمتها بعد حرب 1991, لم أكن أتخيّل على سبيل المثال أنه لا يوجد واحد من أحزاب وشخصيات المعارضة المختلفة الذين تعرفت عليهم جميعاً , لا يوجد بينهم أحد لديه نفس عراقي أو حس وطني , لو تلاحظ أن كل الجماعات التي صارت جزءاً من مجلس الحكم مع (بول) بريمر لم يكن حتى اسم العراق موجوداً في أسمائها , عدا المؤتمر الوطني العراقي , غلطتي كانت أنني لم أقيّم هذه القوى في حينه ولم أحس بضعف وحتى غياب حسّهم الوطني العراقي)) , تشخيص موثق من كبيرهم الذي علمهم ودعمهم ثم عض أصابعه ندما , وأعتذر.

ولكن هذا المتطاول على الأعلام الوطني لم يكن من المعارضين , فهو من مواليد 1980 فكيف تخمرت لديه الفكرة , وأخذ العبرة ,ليصل الى هذه المواصيل ؟ ان حالة الانفصام التي يعيشها غالبيّة مكوّنات المجتمع العراقيّ جراء سريان ثقافة التجهيل التي ارساها الغازي المحتل وذيوله , لا يمكن أن تكون نهاياتها آمنة , ولهذا ينبغي العمل لتدارك ومعالجة الظواهر الغريبة عن الإنسان والمجتمع بسرعة وحكمة, ونحن الذين كنا قد أعددنا للوطن كل مابوسعنا , ان نكون نبراسا يضيء درب مستقبلنا الآتي , لم يكن يضيرنا أن نشتعل.
((وَطَنٌ عَشِقْنَاهُ فـكانَ دليلَنا للعالمينَ، بـأَنَّنا شُجعانُ
فالعشقُ أَوَّلُ ما يكونُ شَجاعةٌ.. ما خاضَ شوطَ العاشقينَ جبانُ)) .

وجد المتنورون في عبد الرزاق عبد الواحد وثقافته وشجاعته نموذج المواطن حامل الأمل, رجل يمتلك حريته , التي وشحها برجاحة عقله لا بأحجبة مصطنعة , عراقي سليل رجال ونساء قاوموا في الأرياف وفي المدن على امتداد القرن الماضي لبناء عراق حضاريّ مستقل , قوي ثريّ مضيء في منطقته , يلهم الوطن العربي بمواهب أبنائه الرواد من الشعراء والنحاتين والرسامين والمعماريين والمسرحيين والمطربين وصانعي الجمال.

وطالما إن الوطن هو الذاكرة , لنذكر هذا المتطاول بأننا من جيل فتح أعينه أواسط القرن الماضي على جيش من المتعلمين من الجنسين , يشمّرون عن سواعد مباركة في التربية والاقتصاد والهندسة والطب والصناعة والزراعة ومختلف الحرف والمهارات , وكان هناك سلاح منضبط شامخ يحمي كل ذلك , نغني له في مدارسنا: الجيش سور للوطن , ذهب الملايين من أبناء وبنات الأميين والأميات إلى المدارس ودخلوا الجامعات وسافروا في بعثات. كان الوطن يكبر بهم ويتوهج ويشق مكانه في عالم واسع سريع التطور.

يعترض الظلاميون على شاعر قال :
((ويحلمونَ ببغدادٍ.. برامكةً..بمجدِ هارونَ في بغدادَ ينهدِمُ..
ويخسأونَ فبغدادَ التي عرِفوا.. تبقى تُعَلِمُ كسرى كيفَ ينهَزِمُ..
نهزُّ فيهم نخيلَ الروحِ عَلَّ بهِم.. بقيةٌ من تُقى سلمان.. لا سَلِموا)) .

عندما كنا صغار كان لكل شيء رائحة كانت توجد رائحة الدخول المدرسي , رائحة نهاية الأسبوع , رائحة القيلولة و بعد العصر , رائحة الصباح الباكر , هل كبرنا و ضعفت حواسنا ؟ او ان الروائح لم يصبح لها وجود بعد انطلاق الرائحة الفاسدة لكارهي الوطن .

والصبر لو كان في محض الأذى كرم
لكن على الذل صبراً..كيف يا جـملُ ؟!
وأنتَ تنظـرُ , والأبصارُ شاخصةٌ
إليكَ .. والغـدُ , والتاريخُ , والمـُثـُلُ
ماذا ستفعل ؟.. هل صبراً كسابقِهِ ؟
إذن فمـوتكَ أجـدى أيـهـا الجمـلُ !



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة قلم الكتابة الأحمر.
- مقامة ألأجازة .
- مقامة البلاغة .
- مقامة ألأيام التي لن تعود .
- مقامة الفجر الرصاصي .
- مقامة العطش ونقد النقد .
- مقامة الحسجة .
- مقامة الأمل و السعادة .
- مقامة ألأستشراق .
- مقامة الجواهري.
- مقامة كنكلي . الى الأستاذ محمد علي السعدي.
- مقامة الظل والضوء
- مقامة نيرون .
- مقامة الزماط .
- مقامة ألأساطير الصوفية .
- مقامة الأحفاد .
- مقامة جزيرة غوام .
- مقامة الباندورا .
- المقامة الكلازية .
- مقامة نصف العلم لا أدري .


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة التطاول .