|
هيلة يارمانه
طلال حسن عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 8039 - 2024 / 7 / 15 - 14:39
المحور:
الادب والفن
البداية ـــــــــــــ ظلام ، أصوات أطفال يغنون كما في الحلم
صوت فتاة : هيلا يا رمانة اصوات فتيات : هيلا يمة صوت فتاة : من هي الزعلانة اصوات فتيات : هيلا يمة صوت فتاة : سميرة زعلانة اصوات فتيات : هيلا يمة صوت فتاة : منهو اليراضيها اصوات فتيات : هيلا يمة صوت فتاة : أبوها يراضيها اصوات فتيات : هيلا يمة صوت فتاة : صايغ تراجيها اصوات فتيات : هيلا يمة
تتلاشى أصوات الأطفال تضاء غرفة جلال جلال : " يكتب متمتما " حتى أنت يا عشتار ، ليمت تموز " يرفع نظارته عن عينيه "لا ادري أين قرأت هذه العبارة ، إن ذاكرتي بدأت تشيخ " يضرب جبهته " تذكرت ، إنها مسرحية " يوليوس فيصر " شكسبير ، حتى أنت يا بروتس ، ليمت قيصر إذن ، تلك العبارة قالها يوليوس قيصر لربيبه بروتس ، حين طعنه الأخير مع من تآمروا عليه من شيوخ روما "يتكئ متأملا " أريد عملا حيا ، فيه نبض من حياتنا ، " يرمي القلم على المنضدة " كفى ، آلهة وملوكا وفرساناً .
تتناهى أصوات من بعيد كأنها الحلم الأصوات
: كاز .. كاز .. كاز .. هيلا يا رمانة ، .. هيلا يمة ، عتيق للبيع .. عتيق للبيع ، فرارات .. فرارات .. فرارات ، كشك وعدس ما احبوا .. يويا ، من مال الله .. عندي ايتام ، نامليت .. نامليت بارد .. يخلي العجوز تطارد ، زلابية وبقلاوة وشعر بنات .. وين اولي وين ابات ، دقومي وادحرجي .. من دوشك العاليا ، والتلبسوا مالا .. والتشلحوا مالا .. وابوها تاجر حلب .. جياب الحمالا .
تتلاشى الأصوات ، جلال يضع نظارته متحمسا جلال : فعلا هذا ما أريده ، نعم هذا ما أريده انه ما زال ينبض في أعماقي ، كأنه قلب فتي ، مفعم بالحياة .. (يمسك القلم) .. هيا أيتها البداية . تعالي ، وسينثال كل شيء ، كما لو انه يجري الآن ، تعالي (يشرق وجهه فرحا) يا الله …
تتناهى أصوات أطفال يغنون كما في الحلم صوت فتاة : هيلا يا رمانة أصوات فتيات : هيلا يمة صوت فتاة : من هي الزعلانة أصوات فتيات : هيلا يمة صوت فتاة : بدور زعلانة أصوات فتيات : هيلا يمة صوت امرأة : لا تزعلي يا بدور صوت فتاة : " تضحك " أم فاطمة صوت المرأة : البدور لا تزعل " تضحك مبتعدة " غنين لها ، يا بنات ، حتى ترضى ، وتضحك فرحا . صوت بدور : " تضحك " ها ها ها صوت فتاة : هيلا يا رمانة أصوات فتيات : هيلا يمة صوت فتاة : من هي الزعلانة
تدخل الزوجة وتقف مقطبة عند الباب الزوجة : جلال جلال : " لا ينتبه إليها ".... الزوجة : " بصوت أعلى " جلال . جلال : "ينتبه فتتلاشى أصوات الأطفال " ليلى .. الزوجة : حمدا لله ، فأنت ما زلت تذكر اسمي . جلال : " يرفع نظارته متضايقا " … الزوجة : اعتبرني واحدة من مخلوقاتك المسرحية ، وتحدث إلي ، انك لا تكاد تخاطبني اليوم بطوله .. جلال : ليلى الزوجة : عفوا ، لأكن منصفة ، فأنت تقول لي ، بين حين وآخر ، ليلى أريد فنجان قهوة ، ليلى أريد قدح شاي ، ليلى … " بمرارة " لقد مللت … جلال : لا عليك ، سأنتهي بعد قليل .. الزوجة : أنت تكتب منذ المساء ، كفى ، إن الليل يوشك أن ينتصف . جلال : اذهبي وسألحق بك بعد دقائق . الزوجة : اعرف دقائقك ، إنها ليست المرة الأولى ، ولن تكون الأخيرة ، سأشبع نوما قبل أن تلحق بي . جلال : " يضع نظارته متضايقا " . الزوجة : لا تتضايق ، سأذهب ، ما شأني ؟ " وهي تخرج منفعلة " عن أن تبقى مع أبطال مسرحيتك حتى الصباح .
تتناهى أصوات الأطفال ثانية ، وهم يغنون صوت فتاة : هيلا يا رمانة أصوات فتيات : هيلا يمة صوت فتاة : من هي الزعلانة . أصوات فتيات : هيلا يمة صوت فتاة : بدور الزعلانة . أصوات فتيات : هيلا يمة جلال : " يرفع نظارته عن عينيه " بدور الزعلانة .. " ينهض والأغنية مستمرة " بدور .. بدور .. إنني لم انس بدور هذه ، مع أن عمرها ، في ذلك الوقت ، كان لا يزيد عن ثلاثة عشر عاما (يقف عند النافذة ويزيح الستار مترنما يصوت خافت) .. هيلا يا رمانة .. هيلا يمة .. من هي الزعلانة " ينظر عبر النافذة " لقد تغير كل شيء ، حتى الأطفال ، انني لا اسمع هذه الأيام ، طفلا يغني إلا في الراديو ، أو التلفزيون " يصمت والأغنية مستمرة " منذ المساء ، وهذه الأغنية تتردد في داخلي ، بدو .. ، لقد كبرت وابيض فؤادي وبدو ما زالت طفلة تدور مع صديقاتها .. تغني وتضحك …" يبتسم " يا للزعلانة الضاحكة " يترنم بصوت خافت " هيلا يا رمانة .. هيلا يمة ، من هي الزعلانة .. هيلا يمة ، بدو الزعلانة " يتمتم " " بدو .. بدو .. بدو .. "
تخفت الأضواء بالتدريج وتتلاشى أصوات الأطفال إظلام
المشهد الأول ـــــــــــــــــــــ فناء بيت شرقي الأم تحمل طبقا الأم : (تنادي) جلال جلال : (يطل من غرفته وفي يده كتاب) نعم ، ماما . الأم : تعال ، يا بني . جلال : (يقترب من أمه) نعم . الأم : (تحدق فيه) مرة أخرى ؟ قلت لك مرارا ، لا تنزع نظارتك ، إن هذا يضر بعينيك جلال : نزعتها لأغسل وجهي الأم : هات النظارة وضعها على عينيك . جلال : (يمد يده ويخرج النظارة من جيبه) الأم : (حانقة) النظارة لا تحشر في الجيب ، فقد تنكسر أو يتخدش زجاجها . جلال : (يضع النظارة على عينيه صامتا) الأم : حسن . (تدفع الطبق إليه) خذ هذا الطبق واذهب به إلى خديجة جلال : ماما عندي امتحان غداً . الأم : امتحان ؟ لا ، الامتحان أهم ، اذهب إلى غرفتك وادرس. جلال : (يتجه نحو غرفته) نعم ماما ، (يبطئ ويتكأ عند الباب) . الأم : ادخل غرفتك ما دمت تريد أن تدرس جلال : لحظة واحدة أريد أن احدث بابا . الأم : انه يبدل ثيابه ، انتظر قليلا جلال : نعم ماما . الأم : (تنادي) خيرية .. خيرية : (لا ترد) الأم : (متذمرة) يا الهي سالم : (من داخل الغرفة) ناديها بصوت أعلى ، إن سمعها ثقيل كما تعرفين . الأم : (تصيح) خيرية .. خيرية : (تقبل مسرعة من المطبخ والملعقة في يدها) نعم ، أم جلال . الأم : إنني أناديك منذ ساعة . خيرية : عفوا ، لم أسمعك ، تفضلي . الأم : خذي طبق القيمر هذا (تدفع الطبق إليها) واذهبي به إلى خديجة خيرية : لا استطيع الآن ، اللحم على النار . الأم : دعيه سأراقبه بنفسي (تدفع الطبق إليها ثانية) خذي الطبق و… خيرية : لحظة (تمضي مسرعة إلى المطبخ) سأعيد الملعقة ثم اذهب . سالم : (يطل من الغرفة وهو يزرر قميصه) هذا القيمر كثير على خديجة ، ليتك ترسلين بعضه إلى العم احمد . الزوجة : اطمئن ستعطيه خديجة أكثر من نصفه . سالم : (يضحك) قيس وليلى القرن العشرين . الزوجة : (مشيرة إلى جلال) سالم سالم : أنت محقة ، روميو وجوليت الأم : بل يفهمها ، فهو ينبش دائما في كتبك ومجلاتك وصحفك . سالم : لا تقولي ينبش ، قولي يقرا ، ويتثقف (وهو يدخل الغرفة) أنت معلمة . جلال : (ينظر خلسة إلى أمه) الأم : (متحاشية النظر إليه) خيرية خيرية : (تقبل من المطبخ مسرعة) جئت ، يا أم جلال ، جئت ، جئت . الأم : ماذا دهاك ، لقد تأخرت كثيرا . خيرية : اللحم يغلي ، فرفعت الرغوة من القدر . الأم : حسن (تدفع الطبق إليها مرة أخرى) خذي الطبق ، و… خيرية : سأرتدي عباءتي (تسرع نحو غرفتها) لحظة واحدة . الأم : (تتأفف متضايقة) صبرك ، يا رب . سالم : (يهز رأسه مازحاً) يا للبلوى . الأم : (تغالب ابتسامتها) نعم ، بلوى . سالم : (يشير إلى نفسه) أنا .. أم ..؟ (يشير إلى غرفة خيرية . الأم : كلاكما . سالم : سأذهب ما دمت بلوى . الأم : هذا ما تريده سالم : حيرتني الأم : ليتك تبقى يوم الجمعة مرة واحدة في البيت ، ولا تذهب إلى أصدقائك في المقهى . سالم : لن اذهب اليوم إلى المقهى (ينظر لجلال) بل سأذهب إلى شارع النجفي . الأم : (متنهدة) كتب .. كتب .. البيت يغص بالكتب والمجلات والصحف . سالم : لعل مجلة الهلال قد جاءت ، إنهم يأتون بها من القاهرة بالطائرة . جلال : (يقترب من أبيه) بابا … سالم : اعرف . جلال : القصة الجديدة لكامل الكيلاني . سالم : ستصلك اليوم (يبتسم) بيني وبينك ، أنا أيضا أقرا قصصه .
تتناهى من الزقاق أصوات أطفال يغنون صوت فتاة : هيلا يا رمانة . أصوات فتيات : هيلا يمة .. صوت فتاة : من هي الزعلانة .. أصوات فتيات : هيلا يمة .. صوت فتاة : بدور الزعلانة جلال : (يرفع رأسه منصتاً) … صوت فتاة : منهو اليراضيها . أصوات فتيات : أبوها يراضيها سالم : (لزوجته) اسمعي .. اسمعي الأم : يا للهذر ، لكن الذنب ليس ذنبهن ، بل ذنب أمهاتهن الجاهلات ، اللواتي يتركن بناتهن يعبثن هكذا في الأزقة سالم : لا ، لا ، هذا تزمت ، إنهن فتيات صغيرات يلعبن ببراءة مع بعضهن . الأم : الفتيات ، مهما كان عمرهن ، ليس للزقاق ، بل للمدرسة أو البيت ، أما … جلال : (يقترب من أمه) ماما … خيرية : (تخرج وقد غيرت ثوبها ، وارتدت عباءتها) أم جلال ، هاتي الطبق . جلال : يخطف الطبق من يد أمه) هاتيه ، يا ماما (يتجه إلى الخارج) سأذهب أنا به إلى العمة خديجة . الأم : (تتابعه بنظرها مذهولة) خيرية : (تبتسم) دعيه ، يا أم جلال … الأم :( تصيح به) جلال جلال : (يتوقف) لن أتأخر ، سأذهب وأعود بسرعة ، الأم : عجبا ، قلت منذ قليل ، إن عندك امتحان يوم غد . جلال : لقد راجعت الدرس مرارا ، وسأراجعه بعد الظهر . خيرية : اسمحي له بالذهاب هذه المرة ، فقد يحب أن يلعب مع الأولاد . الأم : الأولاد ! لا .. (لجلال) تعال . جلال : (يتقدم منها قليلا) الأم : إياك أن تقف أو تلعب مع هؤلاء .. الأولاد . جلال : (ينظر مستنجدا بابيه) … الأم : إنهم حفاة .. وجهلة .. وقذرون .. و .. خيرية : (تهم بالكلام) الأم : (تصيح بها) أسكتي أنتِ . خيرية : (تلوذ بالصمت) الأم : (لجلال) اذهب ولا تتأخر .. جلال : (يسرع إلى الخارج) خيرية : (معاتبة وناصحة) يا ابنتي … الأم : (تقاطعها) انه ابني ، وأريد أن أربيه تربية عالية . خيرية : هذا حقك ، ولكن سالم : خيرية (بنبرة مزاح) زوجتي معلمة حازمة في المدرسة ، ومعلمة أكثر حزما في البيت .. الأم : (تنظر إليه متوقعة مزاحه) سالم : حتى إنها تنسى أحيانا إنها .. امرأة . الأم : (تغالب ابتسامتها) .. سالم خيرية : (تضحك) أم جلال امرأة ونصف . سالم : (مازحا) وأنا ؟ خيرية : أنت سيد الرجال سالم : (لزوجته) رأيت ؟ (يضحك) .. ها ها ها الأم : (تدفعه نحو الغرفة) تعال ، سأعطيك قائمة بما أريد أن تشتريه لي من السوق . سالم : لا داعي للقائمة ، قولي ما تريدين ، وسأشتريه لك . الأم : (تدفعه ثانية) لا ، اعرف ذاكرتك ، تعال . سالم : (يسير نحو الغرفة) سمعا وطاعة ، يا ست أم جلال .
يدخل سالم وزوجته الغرفة ، تتعالى الأغنية صوت فتاة : هيلا يا رمانة أصوات فتيات : هيلا يمة صوت فتاة : من هي الزعلانة أصوات فتيات : هيلا يمة صوت فتاة : بدو زعلانة أصوات فتيات : هيلا يمة خيرية : (تنصت مبتسمة) بدو صوت فتاة : منهو اليراضيها .. أصوات فتيات هيلا يمة صوت فتاة : ابوها يراضيها خيرية : قمر هذه البدو .. قمر اربعة عشر . أصوات فتيات : هيلا يمة صوت فتاة : صايغ تراجيها أصوات فتيات : هيلا يمة خيرية : (مبتسمة بتأثر) الله ، هذه الأغنية كنا نغنيها أيضا ونحن صغار . الأم : (من الداخل) خيرية خيرية : (تفز) نعم ، أم جلال . الأم : نسيت اللحم على النار ، وانشغلت بهيلا يا رمانة خيرية : لا ، لم انسه (تسرع نحو المطبخ) .. سأذهب وأقشر البطاطا .
خيرية تخرج مسرعة أصوات الأطفال يغنون إظلام
المشهد الثاني ـــــــــــــــــــــــ
الزقاق ، الفتيات يدرن خولة خارج الدائرة خولة : هيلا يا رمانة الفتيات : هيلا يمة خولة : من هي الزعلانة الفتيات : هيلا يمة خولة : فاطمة زعلانة فاطمة : (تحول وجهها عن الفتيات متظاهرة بالزعل) الفتيات : هيلا يمة خولة : منهو اليراضيها الفتيات : هيلا يمة خولة : ابوها يراضيها الفتيات : هيلا يمة خولة : صايغ تراجيها صوت بائع : (من الخارج) عتيق للبيع .. عتيق للبيع . الفتيات : هيلا يمة
يدخل يهودي عجوز ملتحٍ، يحمل كيسا اليهودي : عتيق للبيع ، عتيق للبيع (يتوقف) عتيق للبيع .. سامية : (تفلت من بين البنات) جاء أبو العتيق . بدور : (تناديها محذرة) سامية . سامية : سأعود حالا . بدور : دعيه وشانه ، انه رجل عجوز . سامية : سأدله على بيت ينتفع منه . فاطمة : (تضحك) لا بد أنها ستدله على بيت العمة خديجة . بدور : هذه الملعونة لا تدع المزاح ، ليته يصفعها فقد تترك هذه العادة . (تدور حاثة الفتيات) هيا ، هيا نلعب .
الفتيات يدرن ويغنين سامية قرب اليهودي سامية : عمي ، عمي اليهودي : ها ابنتي سامية : (تشير إلى باب قريب) اطرق باب هذا البيت ، صاحبته عنها عتيق للبيع . اليهودي : صحيح سامية : طبعا صحيح ، اطرق وسترى . اليهودي : لأحاول ، لن اخسر شيئا (يطرق الباب) عتيق للبيع ، عتيق للبيع .. سامية : (تعود إلى الفتيات ضاحكة) عتيق للبيع .. عتيق للبيع بدور : خطية ، رجل عجوز . سامية : (تحاكي اليهودي) عتيق للبيع . خديجة : (تفتح الباب) خيراً . اليهودي : خير إن شاء الله ، قالوا أن عندك عتيق للبيع . خديجة : صدقوا ، ولم يصدقوا. اليهودي : أفداك ، هذا لغز لا يحله دماغي العجوز . خديجة : صدقوا لان كل ما عندي عتيق . اليهودي : آمنت بالله . خديجة : ولم يصدقوا لان عتيقي ليس للبيع . اليهودي : أنت مخطئة ، بيعيه واشتري جديدا ، الجديد جميل ، ومريح … خديجة : حسن ، سأعطيه لك مجانا . اليهودي : (يتطلع إليها مستبشرا) …… خديجة : بعد أن أفوز بجائزة اليانصيب . اليهودي : (محبطا) موت يا … خديجة : (تضربه مازحة) انفجعت … اليهودي : لا فائدة فلأذهب (يحمل الكيس ويمضي) عتيق للبيع .. عتيق للبيع (يخرج وهو يصيح) عتيق للبيع ، عتيق للبيع. خديجة : (تتطلع إلى الباب المقابل) لم أره اليوم حتى الآن (تهم بالتوجه إلى الباب) فلأطرق بابه و .. (تتوقف) الجو بارد ، أخاف أن يصاب ببرد ويمرض (وهي تدخل وتغلق بابها) سأراه عند الظهر . العم احمد : (يفتح بابه ويطل منه) خيل إلي منذ لحظات ، إني سمعت صوت خديجة ، لا بد أني واهم ، يا الهي ، أكاد لا اسمع شيئا (ينظر إلى الفتيات وهن يدرن ويغنين) هؤلاء الفتيات لا يملن اللعب ، ترى ماذا يغنين ؟ يا الهي ، سأصاب بالصمم (وهو يغلق الباب) الله الستار.
يدخل جلال حاملا الطبق ، صوت بائع البائع : (من الخارج) زلابيا وبقلاوة وشعر بنات . سامية : (تتوقف) جاء بائع الزلابيا .. بدور : (تتوقف هي الأخرى) سامية .. سامية : أموت في الحلوى بدور : دعك منه انه مخبول . خولة : بالعكس ، انه شيطان ، سأضربه إذا تحرش بنا . البائع : (من الخارج) زلابيا يا بنات .. زلابيا يا أولاد .. زلابيا وبقلاوة وشعر بنات . رافدة : (خائفة) يا ويلي ، شكله مخيف . ابتهاج : إنني خائفة (تهم بالهرب) سأذهب إلى البيت . خولة : ابقي (تمسكها) لا تكوني جبانة . ابتهاج : ليت خالدا هنا . رافدة : (تشير إلى جلال) ذلك جلال ، فلنناده . ابتهاج : دعك منه ، إن بائع الزلابيا لا يخاف سوى خالد . فاطمة : انتن تهولن الأمر ، لنستمر في اللعب ، لا شان لنا ببائع الزلابيا. بدور : أنت محقة ، هيا يا بنات
يدخل البائع ، حاملا صينية ، يرقص ضاحكا البائع : زلابيا ويقلاوة وشعر بنات (يندفع داخل الدائرة متراقصا ) زلابيا وبقلاوة وشعر بنات . خولة : (ترفعه) ولي البائع : وين أولي وين أبات ؟ خولة : أينما تريد أن تبات .. بت البائع : أبات بالدربونة ؟ سامية : (تحاكيه ساخرة) دربونة البائع : (يرد عليها ساخرا) عوجي سامية : (تهم بضربه) انتظر . البائع : (يبتعد راقصا) وتزعل علي البزونة . فاطمة : كفى اذهب . البائع : أبات بالمحطة . فاطمة : (تقترب منه مهددة) قلت لك اذهب . البائع : (يشير إلى بدانتها) تجي علي البطة . فاطمة ( تتوقف) سأنادي أخي .. البائع : خالد ؟ لا ، لا تناديه ، سأذهب ، (يتجه إلى الخارج راقصا) زلابيا وبقلاوة وشعر بنات . رافدة :يبدو إننا لن نلعب اليوم . بدور : لا ، لنلعب ، تماسكن يا بنات .
الفتيات يتماسكن بالأيدي ويدرن ويغنين ضاحكات فاطمة : هيلا يا رمانة الفتيات : هيلا يمة فاطمة : من هي الزعلانة . الفتيات : هيلا يمة بدور : (بصوت مرتفع) خوخو الزعلانة . الفتيات : (ضاحكات) هيلا يمة . خولة : (تقف مغالبة ضحكتها) أنا خوخو ؟ (تطارد بدور) مهلا ، سأريك من هي خوخو (تمسك ببدور) . الفتيات : اضربيها .. اضربيها . خولة (تترك بدور) لن اضربها ، ما دمتن تردن ذلك . (تعود إلى مكانها) فاطمة : هيا ، يا بدور ، عودي إلى مكانك . بدور : (تعود إلى مكانها) غني ، يا فطومة . فاطمة : هيلا يا رمانة . الفتيات : هيلا يمة أم فاطمة : (تدخل مرتدية عباءتها) اه منكن . فاطمة : من هي الزعلانة . الفتيات : هيلا يمة خولة : (بصوت مرتفع) بدو الزعلانة . الفتيات : هيلا يمة . ام فاطمة : لا تزعلي ، يا بدو بدور : (متظاهرة بالزعل) أم فاطمة . أم فاطمة : البدور لا تزعل (تضحك مبتعدة) غنين لها ، يا بنات (وهي تدخل بينها) غنين حتى ترضى ، وتضحك فرحا . بدور : (تضحك) ها ها ها … جلال : (ينظر إلى بدور) … بدور : (تكف عن الضحك حين تراه ينظر إليها) فاطمة : (مشيرة إلى جلال) انظرن . خولة : أبو نظارة ثانية . فاطمة : انه هنا منذ ساعة ينظر إلينا . سامية : لينظر إننا نلعب . فاطمة : (لجلال) اذهب والعب مع الأولاد . جلال : (يتململ محرجا) عفوا إنني … بدور : (تنظر إليه صامتة) …
يدخل خالد مبتهجا يسود صمت متوتر خولة : جاء عنترة فاطمة : (تضربها مغالبة ضحكها) .. لا ترفعي صوتك ، فسمعه سمع الفئران . خولة : لا بد انه جاء يبحث عن عبلة . بدور : (مبتسمة) عبلة . سامية : أنت عبلة . بدور : (تضحك) وأنت زبيبة . خالد : (يقترب محدقا في جلال) ما الأمر ، يا فاطمة ؟ اخبريني . فاطمة : لا شيء (تدفعه) أنت تبحث عن حجة للعراك خالد : أراه هنا .. فاطمة : (تدفعه ثانية) أنت أيضا هنا . جلال : هذا الطبق (يتجه نحو بيت خديجة) سآخذه إلى العمة خديجة . خالد : (يتابع جلال بنظرة غاضبة) … جلال : (يدق الباب) … خديجة : (تفتح الباب) جلال ، يا عيني … جلال : (يقدم لها الطبق) أمي تسلم عليك . خديجة : (تأخذ الطبق) ليسلمها الله (تبتسم) لو تعرف كم يحب القيمر . جلال :( ينظر إليها) … خديجة : (محرجة) اعني … (تهم بالدخول) لحظة ، سأعطيك الطبق . جلال : أبقيه عندك الآن (يعود أدراجه) إنني مستعجل خديجة : (تتابعه قليلا ثم تدخل وتغلق الباب) … جلال : (يمر بخالد والفتيات دون أن يلتفت) خالد : (يحدجه بنظرة متوعدة) … خولة : إياك أن تتعرض له ، أمه معلمتنا . خالد : ليكن ، هذا لا يهمني . خولة : لكن يهمنا نحن ، ثم انه ولد مؤدب . خالد : سأضربه إذا اقترب من .. فاطمة : هيا ، يا عنترة (تدفعه) وإلا شكوتك لزبيبة . سامية : (تضربها مازحة) اشكيه لأبيك . فاطمة : إذا تعرض لجلال ثانية ، سأشكوه لأبي ، (لسامية) ارتحت .؟ خولة : الوقت يمر ، لنعد إلى اللعب . بدور : فاطمة .. فاطمة : سأذهب إلى البيت (تدفع أخاها) هيا .. خولة : دعننا من فاطمة ، لنلعب هيا (تدور مغني) هيلا يا رمانة . الفتيات : هيلا يمة خولة من هي الزعلانة الفتيات : هيلا يمة . فاطمة : (وهي تدفع أخاها) زبيبة الزعلانة . الفتيات : (ضاحكات) هيلا يمة . سامية : تنفلت من الدائرة) أنا زبيبة ؟ انتظري . سامية تطارد فاطمة خالد يسير مبتسما
إظلام
المشهد الثالث ـــــــــــــــــــــــ
صوت بائع الفرارات يضاء الزقاق بالتدريج البائع : (من الخارج) فرارات .. فرارات .. فرارات (يدخل حاملا فراراته) فر ، فر ، فرارة .. بديعة وحلوة ودوارة ، وردة نيسان والله . أشكال وألوان يا الله . فر ، فر ، فرارة (يتوقف متلفتا) عجباً ، لا أرى أحدا من أولاد الحي ، إنهم ليسوا في المدرسة ، فاليوم جمعة ، والجمعة عطلة ، عطلة عن الدوام ، وليس عن شراء الفرارات ، لعل الوقت ما زال مبكرا (يتجه إلى الخارج) فلأذهب إلى الحي المجاور ، وأعود بعد قليل ، (وهو يخرج) فرارات .. فرارات .. فرارات . يدخل جلال ، وفي يده تفاحة كبيرة جلال : (يترنم بصوت خافت) هيلا يارمانة .. هيلا يمة ، من هي الزعلانة .. هيلا يمة ، بدو الزعلانة (يرفع التفاحة ويتاملها) بدو . الطفل : (يدخل راكضا) أبو الفرارات .. أبو الفرارات .. (يتوقف قرب جلال) أين أبو الفرارات ؟ جلال : (ينتبه إليه) ماذا ؟ الطفل : أبو الفرارت ، ألا تسمع ؟ جلال : (يبتسم) اسمع (يشير إلى الخارج) ذهب من هنا . البائع : (من الخارج) فرارة يا ولد .. فرارة يا ولد . جلال (يشير إلى الخارج محاكيا صوت الطفل) أصغ ، ألا تسمع ؟ الطفل : اسمع جلال : الحق به إذن ، قبل أن يذهب . الطفل : (يركض صوب مصدر الصوت) أبو الفرارات .. أبو الفرارات (وهو يخرج) أبو الفرارات . جلال : (يتأمل التفاحة مترنما) هيلا يا رمانة .. هيلا يمة ، من هي الزعلانة .. هيلا يمة .
عم احمد ، يفتح الباب ، ويتلفت حوله العم احمد : (ينظر إلى جلال) يا ولد . جلال : (يترنم متاملا التفاحة) بدو الزعلانة .. هيلا يمة . العم احمد : جمال . جلال : (يتلفت حوله) .... العم احمد : (يشير إليه) أنت . جلال : جمال ! العم احمد : تعال . جلال : (يمضي إليه) نعم عم احمد . العم احمد : ناديتك طويلا يا ولدي . جلال : ناديت جمال ، وأنا اسمي جلال . العم احمد : آه ، يا لذاكرتي ، لا ادري لماذا أنسى اسمك . جلال : لا عليك ، يا عم ، تفضل . العم احمد : سمعت بائع الكاز يصيح جلال : لا ، يا عم ، انه بائع الفرارات . العم احمد : بائع الـ … ! (يضحك) أرجوك ، يا ولدي ، إذا جاء بائع الكاز ، نادني . جلال : أعطني الغالون ، وسأملؤه لك من عندنا . العم احمد : أشكرك يا ولدي ، أريد بائع الكاز . جلال : كما تشاء يا عم . العم احمد : الجو بارد ، (يتأهب للدخول) لا تنس يا ولدي ، نادني إذا جاء بائع الكاز .
يدخل العم احمد ، جلال يسير مترنما جلال : هيلا يا رمانة .. هيلا يمة . بدور : (تدخل حاملة طبق الطعام) .... جلال : من هي الزعلانة .. هيلا يمة بدور : (تتوقف مستغربة) … جلال : بدو الزعلانة .. هيلا يمة (يلمح بدور فيصمت محرجا) بدور : (تسير مارة بجلال) .. جلال : (مترددا) بدور .. بدور (تتوقف) إنني مستعجلة ، سأذهب إلى بيت العم خديجة جلال : (يقترب محدقا فيها) … بدور : أمي أرسلت لها هذه الكبة . جلال : بدور بدور : مغالبة ابتسامتها) سمعتك تغني جلال : إنني أحب هذه الأغنية وارددها .. دائما بدور : (تضحك) ولكنها أغنية بنات . جلال : (محرجا) نعم ، أغنية بنات ، لكني أحبها .. (يريها التفاحة ) انظري . بدور : (مبهورة) يا الله ، خد احمر وخد اصفر . جلال : إنها من تفاح لبنان بدور : لا بد أنها لذيذة ، ما دامت بهذا الجمال . جلال : لذيذة جدا (يقدم لها التفاحة) خذيها بدور : لي ! جلال : نعم ، فلا احد يستحقها غيرك بدور : (تمد يدها مترددة) … جلال : خذيها ، لا تخافي بدور :لا (تتراجع) لا ، لا جلال :بدور . بدور : (تتوقف) لا استطيع . جلال : حسن ، خذيها للعمة خديجة بدور : خذها لها أنت . جلال : قولي لها أنها مني (يضع التفاحة فوق الكبة) أرجوك بدور : (تلتفت) خالد جلال : (يتراجع بصورة لا إرادية) بدور :سأعطي التفاحة للعمة خديجة (تسير مسرعة) اذهب أنت جلال :( متراجعا) أشكرك جلال يخرج ، يدخل خالد ، ويتابعه بنظره خالد : بدور بدور : (تطرق باب بيت خديجة) … خالد : (يقترب منها) ماذا أراد .؟ بدور : من .؟ خالد : جلو بدور : (وهي تطرق الباب) لم يرد شيئا . خالد : رايته يتحدث إليك بدور : أعطاني هذه التفاحة . خالد : (غاضبا) تفاحة ! بدور : ليس لي ، بل للعمة خديجة خديجة : (تفتح الباب) بدور ! أهلا بنيتي ، أهلاً ، أهلاً . بدور : أمي تسلم عليك ، وأرسلت إليك هذه الكبة . خديجة : يسلمها الله (ترى التفاحة) كبة وتفاحة ؟ (تبتسم) يا أم بدور . بدور : لا ، التفاحة ليست من أمي ، بل من جلال . خديجة : جلال ، ابن أكابر (تتأمل التفاحة) يا لها من تفاحة (تبتسم فرحة) لو تعرفين يا بدو ، كم يحب العم احمد .. التفاح . بدور : سأذهب (تمضي مسرعة) اسلم عليك خديجة : مع السلامة ، يا بنيتي ، مع السلامة (وهي تدخل وتغلق الباب) سيفرح احمد اليوم خالد : (يتلفت حوله ثم يخرج) …
صوت بائع الفرارات يرتفع من الخارج البائع : فرارات يا ولد .. فرارات .. فرارات .. (يدخل حاملا فراراته ) لا احد أيضاً ، يبدو أن اليوم ليس يوم فرارات (يرتجف) انه يوم منقل مليء بالجمر ، وعليه قوري الشاي ، وحولي .. (يهز رأسه) والأولاد .. (يتجه إلى الخارج) فرارات .. فرارات .. فرارات . العم احمد : (يطل من بابه) بائع الكاز البائع : (يتوقف ويلتفت) .... العم احمد : تعال يا بائع الكاز . البائع : فرارات . العم احمد : أريد غالون كاز البائع : يا للمصيبة ، انه يكاد لا يرى ولا يسمع . العم احمد : لقد نفد كازي ، تعال . البائع : (يخرج وهو يصيح بأعلى صوته) فرارات .. فرارات .. فرارات .. العم احمد : يا للزمن .. كان بائع الكاز على أيامي ، اهو بائع كاز .؟ (يهز رأسه) من يدري ، ما ابرد الجو ، فلأدخل والذ بفراشي .
يخرج بائع الفرارات صوت بائع الكاز البائع : (من الخارج) كاز .. كاز .. كاز .. (يدخل ساحبا عربته) كاز .. كاز .. خديجة : (تطل من الباب) بائع الكاز البائع : ( يتوقف) عيوني .. خديجة : أريد غالون كاز البائع :( يقترب بعربته من الباب) من عيني ، هاتي صفيحتك خديجة : (تدخل) انتظر لحظة . البائع : (يشعل لفافة) استعجلي خديجة : ( من الداخل) جئت (تخرج حاملة الصفيحة) غالون واحد . البائع : (يشعل سيكارة) ستقتلني هذه السكائر خديجة : اتركها ودعها تولي البائع : لن اتركها حتى أتزوج . خديجة : وزوجتك ، نورية ؟ البائع : الشرع يقول أربع ، وأنا عندي واحدة . خديجة : (تضربه مازحة) زوجتك ليست واحدة (تشير إلى بدانتها المفرطة) إنها .. إنها .. نورية . البائع : (يضحك) مع ذلك فهي واحدة ، والعياذ بالله . خديجة :كلْ لي ، ودعني ادخل الجو بارد . البائع : (يفتح حنفية الكاز) بسم الله . خديجة : (مترنمة) كيل حق الله يا أبو الكاز . البائع :( يشير إلى الغالون) حق الله . خديجة : خاف من الله يا أبو الكاز . البائع : وأخاف من نورية أيضا . خديجة : لمن تجيك العجوز .. تتمايل بيدا العكوز البائع : لست عجوزا . خديجة :( تضربه مازحة) كيل حق الله . البائع : وأكثر . خديجة : ولمن تجيك العروس البائع : عيوني ، أبيعا من غير فلوس خديجة : واتقول أشقد حلوي البائع : الله جميل يحب الجمال . خديجة : كيل حق الله . البائع : (يسد الحنفية) حق الله . خديجة : حفظك الله . البائع : (يفرغ الكاز في الصفيحة) أشكرك . خديجة : ( تقدم له الثمن) تفضل . البائع : هذه المرة من غير فلوس . خديجة : لست عروسا (تضع المبلغ في يده) خذ ، هذا حقك . البائع : أشكرك (يتأمل بيت خديجة ويهز رأسه) بيتك صار قديما جدا ، يا أختي . خديجة : ماذا افعل ، يا أخي ؟ البيت مهما كان ، ستر للإنسان . البائع : كلما أمر من هنا وانظر إلى بيتك ، أقول في نفسي ، لن يبقى واقفا هذا العام . خديجة : لا عليك سيقف بعون الله . البائع : إن شاء الله (يسحب عربته ويمضي) كاز .. كاز .. كاز .. خديجة : (تحمل الصفيحة) يا الله (تنظر إلى بيت عم احمد) يا ويلي ، نسيت احمد ، لا بد انه لم يتغد لحد الآن (وهي تدخل البيت) لأسرع واتيه بالطعام .
يفتح عم احمد الباب ، ويتلفت حوله العم احمد : يخيل إليّ أني سمعت صوت بائع الكاز (يصمت) لعلي واهم ، لا احد في الزقاق (يهم بغلق الباب) ربما كان بائع .. خديجة : (تفتح بابها حاملة طبقا) احمد . العم احمد : (يبتسم فرحا) خديجة . خديجة : (تقترب منه) صباح الخير . العم احم : صباح النور (يتنحى قليلا) تفضلي . خديجة : (تتلفت) لا يا احمد ، لا ، لا . العم احمد : الجو بارد . خديجة : لا باس لست عجوزا . العم احمد : طبعا طبعا . خديجة : أم بدرية (تريه الطبق) أرسلت لي كبة برغل كبيرة . العم احمد : أم بدرية ، امرأة طيبة خديجة : أكلت نصفها .. العم احمد : بالعافية . خديجة : واتيتك بالنصف الآخر ، اعرف انك تحب كبة البرغل العم احمد : (متمنعا) خديجة . خديجة : إنها كبيرة جدا ، وقد أكلت حتى شبعت العم احمد : (يبتسم ممتنا) أشكرك (يأخذ الطبق ويرى نصف التفاحة) هذه تفاحة . خديجة : (تضحك) جاءتني بها بدور ، وقالت إنها من جلال العم احمد : جلال ؟ خديجة : ابن المعلمة . العم احمد : آه جلال (يشير إلى عينيه) نظارة خديجة : هو نفسه ، كم هو طيب (تفرك يديها) البرد يزداد ، قد يسقط الثلج اليوم ، ادخل وتدفأ . العم احمد : لقد ثقل سمعي بالمرة ، تصوري سمعت بائع الفرارات يصيح ، فخرجت إليه ، وكل ظني انه بائع الكاز . أم فاطمة : (تدخل ملتفة بعباءتها) … خديجة : بائع الكاز كان هنا منذ دقائق ، وقد اشتريت منه غالون كاز . العم احمد : يا لي من اخرق ، لقد انتظرته طويلا ، إن كاز مدفاتي يكاد ينفد . خديجة : مهلاً ، إنني لا احتاج الغالون كله (تتجه مسرعة إلى بيتها ) سآتيك بنصفه . العم احمد : لا ، لا ، خديجة .
أم فاطمة ، تقترب من عم احمد أم فاطمة : عم احمد .. العم احمد : من .؟ (يحدق فيها) أم فاطمة ، اهلا ابنتي ، اهلاً ، اهلاً. أم فاطمة : (مازحة) حذار ، يا عم احمد من خديجة هذه ، إن عينها عليك ، وتريد صيدك . العم احمد : (محرجا) لا ، خطية ، مسكينة . أم فاطمة : آه ، ماء من تحت تبن ، يبدو إن عينك أنت أيضاً عليها ، وتريد .. العم احمد : (يضحك محرجا) اتقي الله ، يا أم فاطمة ، إنني رجل مسن . خديجة : (تخرج من بيتها حاملة الصفيحة) .... أم فاطمة : ها هي قادمة ، لا تقل إنني لم أحذرك (تمشي باتجاه بيتها) استودعك الله . العم احمد : مع السلامة خديجة : (تقترب من عم احمد) تلك أم فاطمة ، إنني اعرف مشيتها . العم احمد : (يهز رأسه) نعم ، إنها هي . خديجة : (مبتسمة) لا بد أنها كانت تتحدث عني كالعادة . العم احمد : أنت تعرفين ، إنها تمزح . خديجة : اعرف ، اعرف (تقدم له الصفيحة) خذ الكاز ، وادخل بسرعة ، الجو يزداد برودة . العم احمد : (يأخذ الصفيحة) أشكرك . خديجة : (تتجه إلى بيتها) استودعك الله . العم احمد : خديجة . خديجة : (تتوقف) نعم . العم احمد : سمعت إن جزءا من سطح بينك قد سقط ليلة البارحة خديجة : (تتضاحك) جزء من السطح ! لا اطمئن ، إنها حجرة صغيرة ، سقطت من ستارة السطح إلى الحوش . العم احمد : لن اطمئن ، وأنت هناك ، تعالي عندي ، لدي غرفة فارغة لا احتاجها . خديجة : (تتلفت محرجة) لا ، لا ، لا استطيع (تسرع إلى بيتها) سأبقى في بيتي ، البيت ستر (وهي تدخل الدار) .. غرفة فارغة يا احمد ، ماذا يقول الناس .؟ يدخل عم احمد ، يغلق باب بيته إظلام
المشهد الرابع ـــــــــــــــــــــ يوم مشمس ، الزقاق تدخل خولة مترنمة خولة : طلعت الشميسة على وجه عيشة عيشة بنت الباشا تلعب بالخرخاشه صاح الديك بالبستان الله ينصر السلطان (تتوقف ملتفتة ) لم تأتِ واحدة منهن بعد ، أم أنهن جئن ، وعدن ثانية إلى بيوتهن ؟ كلا ، لا اعتقد ، الوقت مبكر ، فلأنتظر . بائع النامليت : (من الخارج) نامليت .. نامليت .. نامليت .. خولة : يا له من بائع أحمق ، من يشرب النامليت في هذا الجو البارد ؟ (تجلس في زاوية مشمسة) فلأجلس هنا ، آه ما أطيب الشمس . بائع النامليت : (يتوقف حاجبا الشمس عن خولة) نامليت .. نامليت .. نامليت خولة : (تترنم) الواقف بشمسي .. لا يعيش ولا يمشي بائع النامليت : سامشي .. مادمت لن تشتري خولة : امشِ . بائع النامليت : (دافعا عربته) نامليت بارد .. نامليت .. نامليت
بائع النامليت يخرج خولة تتلفت حولها خولة : لقد تأخرن ، هؤلاء الحمقاوات (تبتسم) يبدو إنهن تهن (تنهض) سأنادي وسأرى (تدور صائحة) يا سامعين الصوت صلوا على النبي .. تعالين بسرعة ، نلعب طلعت الشميسة .. فاطمة : (تخرج من بيتها مسرعة) اسكتي يا خولة . خولة : (تبتعد عنها) يا سامعين الصوت صلوا على النبي . فاطمة : (تطاردها محاولة الإمساك بها) قلت لك ، اسكتي خولة : (تنفلت منها ضاحكة) يا سماعين الصوت .. تعالين بسرعة . فاطمة : (تتوقف لاهثة) سيخرج أبوك ، ويضربك خولة : (تتوقف) خرج أبي ، وذهب إلى المقهى (تدور مرة أخرى وتصيح) يا سامعين الصوت .. صلوا على النبي فاطمة : كفى يا خولة ، ها هي الفتيات قادمات خولة : أرأيت ؟ (تتوقف) لو لم اصح لما قدمت واحدة منهن.
تدخل الفتيات من مختلف جهات الزقاق ابتهاج : هذه خولة ، عرفت أنها هي منذ البداية . فائزة : طبعا ، من غيرها يمكن أن يفعل هذا . ابتهاج : ظننت أن العمة خديجة ، أضاعت دجاجتها العجوز ، فراحت تصيح . خولة : (محذرة) ابتهاج . ابتهاج : (تحاكي صوت خولة) يا سامعين الصوت .. صلوا على النبي .. من وجد دجاجة .. ولم يعدها لي .. كسرت ساقه و .. خولة : كسرت ساقك (تضربها على كتفها) إن كنت أصيح هكذا فاطمة : (تغالب ضحكتها) كفى يا خولة . خولة : حسن (تتوقف) لنختر لعبة ما دامت الشمس مشرقة . فائزة : البارحة لعبنا جولة ، لنلعب اليوم هيلا يا رمانة خولة : لقد لعبنا هذه اللعبة كثيرا ، لنلعب نط الحبل ، لعلنا ندفأ . سميرة : مهلا ، لا هيلا يا رمانة ، ولا نط الحبل ، لنلعب لعبة (تتوقف) أشم رائحة كشك . خولة : هذا ليس كشك ، بل عدس . سميرة : كشك . خولة : عدس . سامية : (تدخل حاملة سطلة) مهلاً . خولة : (تسرع إلى سامية) عدس ؟ سميرة : (تسرع إلى سامية) كشك ؟ سامية : حسنا . خولة : إنني لا أحب العدس . سميرة : وأنا لا أحب الكشك .
الفتيات يحطن بسامية ، ثم يدرن ويغنين الفتيات : كشك وعدس ما احبو سامية : يويا الفتيات : يغلي غلي واصبو سامية : يويا الفتيات : واطعموا الخواتي سامية : يويا الفتيات : خواتي ما ياكلونو سامية : يويا الفتيات : اصبوا بالبلوعة سامية : يويا الفتيات : ايد ججو مقطوعة سميرة : (تتوقف لاهثة) كشك أم عدس ؟ سامية : لا كشك ولا عدس (تتجه مسرعة نحو بيت خديجة) زبيبية للعمة خديجة . خولة : دعنها تمضي ، هيا نلعب . سامية : (وهي تسير مسرعة) لا تلعبن حتى أعود . خولة : لن ننتظرها هيا . فاطمة : خولة ، لنسترح قليلا ، لقد تعبنا . خولة : حسن ، لنسترح . سامية : (تدق الباب على عجل) عمة خديجة . خديجة : (تفتح الباب) سامية . سامية : (تدفع لها السطلة) خذي . خديجة : (تمسك السطلة) ما هذا ؟ سامية : (وهي تعود مسرعة إلى الفتيات) زبيبية . خديجة : (فرحة) زبيبية ؟ تنظر إلى بيت عم احمد زبيبية يا احمد (وهي تدخل) ساحلي فمك اليوم يا احمد . سامية : هيا يا بنات ، هيا نلعب . ابتهاج : لنلعب لعبة .. ملعون طشطش خرزي . سميرة : نعم لنلعبها ، إنها لعبة جميلة . خولة : مهلا يا بنات فاتنا أمر . سميرة : دعينا يا خولة ، الوقت يمر . خولة : بدور لم تأت بعد . ابتهاج : حقا هذه ليست عادتها . فاطمة : لا فائدة من الانتظار ، إن بدور لن تأتي اليوم . سميرة : لقد رايتها قبل قليل ، وقالت لي ، إنها ستغسل مواعين الشاي ثم تأتي . خولة : يبدو انك تعرفين شيئا لا تعرفه أي منا . فاطمة : (تلوذ بالصمت مبتسمة) ..... خولة : ما الأمر ؟ فاطمة : لا تتعجلي . خولة : أخبريني . فاطمة : أخبرتك ، وأخبرك ، بدور لن تأتي . خولة : (تنظر إليها صامتة مفكرة) .... سميرة : (تصيح) أتت بدور .
تدخل بدور ، فاطمة تنظر إليها مذهولة خولة : فطومة . فاطمة : ها . خولة : (تحاكيها ساخرة) أخبرتك وأخبرك إن .. فاطمة : (تحاول ضربها) أيتها اللعينة . خولة : (تهرب ضاحكة) ها هو إخبارك طار مع الريح فاطمة : انتظري (تطاردها) سأقطع ذنبك الشبيه بذنب العنزة . خولة : (تلوذ ببدور) بدور . فاطمة : (تحاول عبثا ضرب خولة) لن تفلتي مني ، لابد أن اقطع ذنبك . بدور : كفى يا فاطمة . خولة : (تمسك بجذيلتها) أهذا الذهب ذنب عنزة ؟ انظري ، يا عنزة . بدور : إن معارككما لا تنتهي ، ما الأمر هذه المرة ؟ خولة : أقول . فاطمة : قولي . خولة : سأقول . فاطمة : (تصمت) … بدور : لا بد إن الأمر يتعلق بي . خولة : نعم . بدور : إنها تمزح ، أعرفها . خولة : لم تكن تمزح . بدور : (تنظر إلى فاطمة) … فاطمة : قلت انك قد لا تأتين اليوم . خولة : بل قلت ، لن تأتي .
تلوذ بدور بالصمت محرجة ، يدخل جلال فاطمة : لم اقل أكثر من هذا ، فارجوا عفوك إذا كنت قد .. بدور : لا عليك . فاطمة : صحيح إنني سمعت نتفا من هنا وهناك .. لكني لم انطق سميرة : ماذا سمعت ؟ فاطمة : (تضربها على كتفها) هذا لا يعنيك . سامية : أنا أيضاً سمعت . فاطمة : تكذبين . خولة : مهلا ، مهلا ، ماذا يجري ؟ يبدو إنني صرت مثل الأطرش بالزفة . بدور : ليس الأمر سرا . خولة : بدور . بدور : عمتي جاءت عندنا البارحة من حمام العليل . فاطمة : (تنظر إلى خولة) .... خولة : وماذا يعني ؟ عمتها تأتي من حمام العليل عندهم دائما بدور : واتت ومعها ابنتها اأميرة ، وابنها .. خولة : (تحدق فيها منتظرة) ..... بدور : محمد . فاطمة : إساليهم يا بدور ، هل نطقت باسم محمد ! رغم أني اعرف . خولة : بماذا تمأمىء هذه الــ … فاطمة : (تضربها على كتفها) اصمتي أنت . بدور : (تغالب ابتسامتها محرجة) .... سميرة : جاء خالد . فاطمة : (تصمت متأففة) ....
يدخل خالد ، ويقف محدقا في جلال ابتهاج : انظرن (تشير إلى السماء) هناك غيمة كبيرة تقترب فائزة : لنبدأ اللعب ، قبل أن تحتجب الشمس ، هيا يا فاطمة ، هيا يا بدور ، هيا يا خولة ، هيا جميعا . بدور : (تبقى جامدة) .... خولة : بدور . بدور : لا استطيع اللعب ، العبن انتن . فاطمة : لا تستطيعين أم .. ؟ (تدفعها بكتفها مازحة) هيا ، هيا يا بدو ؟ بدور : (تغالب ابتسامتها) لقد تأخرت ، عليّ أن أعود إلى البيت. فاطمة : (تدفعها بكتفها ثانية) هذا واجب ، عمتك عندكم ، وأنت لا تستطيعين الابتعاد عنها . بدور : (تخرج بسرعة مغالبة ابتسامتها) .... خولة : (تقترب من فاطمة) فاطمة . فاطمة : (تنظر إليها صامتة) .... خولة : اخبريني ما الأمر ؟ فاطمة : (تمأمئ) ماع .. ماع .. ماع خولة : ( تحاول ضربها) هذه أنت ، لا تعرفين غير الماماة فاطمة : (تتراجع ضاحكة) ها ها ها خولة : تعالي ، لا تذهبي منذ الآن . فاطمة : عنتري يبحث عن معركة (تسرع نحو خالد ملوحة) إلى اللقاء عصرا . خولة : (ضاحكة) لعنك الله … خالد : (يتقدم محدقا في جلال) ليتني اعرف فقط ما الذي يجري ! فاطمة : هذا لا يعنيك (تدفعه) امش أنت ولد خالد : (مشيرا إلى جلال) وذاك ، هو ونظارته الـ … فاطمة : (تدفعه) لا شان لك به ، انه لم ينطق بكلمة (تدفعه ثانية ) هيا نمض إلى البيت .
فاطمة وخالد يخرجان الفتيات يتململن حائرات فائزة : الوقت يمر ، ونحن لم نلعب شيئا بعد سامية : هيا ، يا خولة . خولة : (تبقى صامتة) .... سامية : (تنشد) طلعت الشميسة على كبة عيشة عيشة بنت الباشا تلعب .. تحتجب الشمس ، تصمت سامية ، الفتيات حائرات ابتهاج : (تنظر إلى أعلى) ها هي الغيمة تغطي وجه الشمس . فائزة : إنها غيمة كبيرة جدا . ابتهاج : قد لا تظهر الشمس ثانية قبل ساعات . فوزية : وقد لا تظهر اليوم مطلقا . ابتهاج : (ترتجف) لقد برد الجو . سامية : إن فاطمة ، وليس الغيمة ، بردته . فائزة : وليتنا عرفنا ما الأمر . خولة : (تحدق في سامية) سامية . سامية : (تبتعد عن خولة) سأذهب إلى البيت . خولة : مهلا ، يا سامية . سامية : ستعرفين ما الأمر قريبا (تلوح لخولة) إلى اللقاء .. (تمر بجلال وترمقه بنظرة سريعة وتخرج) . بائع النامليت : ( من الخارج) نامليت .. نامليلت .. نامليت خولة : لا بد أن سامية تعرف أيضاً (تتجه إلى الخارج) يا لي من بلهاء . بائع النامليت : (يدخل دافعا عربته) نامليت بارد .. نامليت بارد .. يخلي العجوز تطارد فائزة : (ضاحكة) الجو بارد (تركض متجهة نحو الخارج) فلنطارد.
الفتيات يخرجن ، يبقى جلال وبائع النامليت بائع النامليت حقا الجو بارد اليوم جلال : (يقترب منه) أعطني قنينة نامليت بائع النامليت : ينظر إليه متعجبا) … جلال : هيا ، أعطني قبل أن أطارد .
البائع يفتح قنينة مبتسما ، ويقدمها لجلال إظلام
المشهد الخامس ـــــــــــــــــــــــ الزقاق ، ابواب البيوت مغلقة ، قبيل الغروب العم احمد : (يطل من باب بيته) انقطع المطر أخيرا ، مطر .. مطر .. مطر ، لقد تخت البيوت من المطر ، ومع ذلك يقولون مطر ربيع ، أي ربيع هذا ؟ لقد عاد الشتاء مجددا (يتطلع إلى باب بيت خديجة) لم أرها منذ ظهر اليوم ، كانت المسكينة محمومة ، انه البرد (يتجه مترددا إلى بيتها) لا بد أن اطمئن عليها ، ربما تعتب وتقول ، انه لا يسال عني كما أسال أنا عنه ، فلأسال عنها .. (يتوقف) لا ، قد يراني احد من الجيران و … (يتلفت) مهما يكن فانا رجل ، وهي .. (يعود إلى بيته) الجو بارد ، فلأمض إلى الداخل ، وانتظر ، عسى أن تطرق بابي عند المساء . يدخل جلال ، العم احمد يغلق بابه جلال : (يترنم بصوت خافت) هيلا يا رمانة .. هيلا يمة ، من هي الزعلانة .. هيلا يمة ، بدو ال… سامية : (تدخل وهي تحجل) … جلال : (يكف عن الترنم) هذه سامية (يخرج قطعة حلوى من جيبه) … سامية : (ترى قطعة الحلوى فتتوقف) … جلال : (ينظر إليها خلسة مترنما) هيلا يا رمانة سامية : (تقترب منه) هذه حامض حلو ؟ جلال : لا ، من السما سامية : من السما ! جلال : محشوة بالجوز سامية : (تنظر إليه صامتة) جلال : لو تعرفين كم هي لذيذة سامية : بدور لم تأت اليوم أيضا إلى المدرسة جلال : لعلها مريضة . بدور : لا ، تركت المدرسة . جلال : لكنها على ما قلت ، مجتهدة . سامية : نعم ، إنها الأولى على الصف دائما . جلال : لا اعتقد أنها تترك المدرسة بدون سبب . سامية : (ترفع كتفيها دون أن ترد) .... جلال : (يقدم لها قطعة الحلوى ) .. إنها لذيذة ، خذيها . سامية : (تأخذ قطعة الحلوى) أشكرك . جلال : لعل فاطمة تعرف . سامية : (تضع قطعة الحلوى في فمها وتحجل مبتعدة) من يدري جلال : غدا ساتي بحلوى الذ . سامية : (تحجل متظاهرة بعدم الاهتمام) .... جلال : (يترنم بصوت خافت) هيلا يا رمانة .. هيلا يمة ، من هي الزعلانة .. هيلا تدخل بدور ، حاملة طبق ، يسكت جلال بدور : (ترى جلال فتغض نظرها) .... حلال : (يهم بمخاطبتها لكنه بحجم) .... سامية : (تراها من بعيد) بدور . بدور : (دون أن تتوقف) ها . سامية : (تحاول اعتراضها) مهلا ، يا بدو . بدور : (تواصل سيرها) دعيني ، إنني مشغولة . سامية : لم تأتي اليوم أيضا إلى المدرسة ، وقد سألتني عنك معلمة اللغة العربية . بدور : قلت لك مرارا ، تركت المدرسة ، ولن أداوم ثانية سامية : هذا ما قلته للمعلمة ، فسألتني (تختلس النظر إلى جلال) لماذا تركت المدرسة ؟ بدور : (تتوقف) هذا لا يعنيك . سامية : لقد سمعت انك .. بدور : (تستأنف سيرها) لا يهمني ما سمعت ، ابتعدي عن طريقي . سامية : (تلحق بها) صحيح أن عمتك ؟ بدور : سامية ، إنني مستعجلة ، سأعطي طبق الطعام هذا للعمة خديجة ، وأعود إلى البيت . سامية : لا تزعلي (تتوقف) أنا أيضا سأعود إلى البيت ، لقد حان وقت العشاء (تمر بجلال وترمقه بنظرة سريعة) إنني خائفة جدا . سامية تخرج ، بدور تطرق باب الخديجة خديجة : (تفتح الباب ) بدو ! يا عيني ، أصبحت عروسا بحق بدور : (محرجة) عمتي . خديجة : دولمة ! (تأخذ الطبق) إنني أحب دولمة أمك ، كلها لحم غنم ، وتخمضها بالسماق (تنظر إلى باب بيت العم احمد) العم احمد أيضا ً . بدور : ليبق الطبق عندك ، إنني مستعجلة (تعود متجهة إلى البيت) اسلم عليك . خديجة : مع السلامة (ترفع صوتها) سلامي ألى أمك . بدور : (دون أن تتوقف) يصلان إن شاء الله (تمر بجلال وهي مطرقة رأسها) جلال : (مترددا) بدور. بدور : (تتوقف لحظة ثم تسير حتى تخرج ) … خديجة : (يتلفت حائرا محرجا) ….
تدخل خديجة ، والعم احمد يفتح بابه العم احمد : سيحل الليل ، ولم تأتني بعد ، لا بد إنها مريضة فعلاً ، وإلا لجاءتني و .. (يتجه نحو باب بيت خديجة) فلأطرق الباب ، وأسال عنها ، إن الله أوصى بالجار ، وخديجة أكثر من جار .. خديجة : (تفتح الباب حاملة طبق) احمد . العم احمد : (يتوقف) خديجة . خديجة : ابن حلال . العم احمد : قلقت جدا عليك . خديجة : لا تقلق على شقي (تريه طبق الطعام) لدي دولمة تعجبك . العم احمد : خديجة .. خديجة : وخبز حار بالسمسم . العم احمد : رأيت حلما أزعجني . خديجة : دعك من الأحلام ، إنها أوهام كاذبة (تقدم له الطبق) خذ. العم احمد : خفت هذه الأمطار ، نحن لم نر مثلها منذ سنين عديدة خديجة : خذ الدولمة ، وكل وتهنا . العم احمد : إن بيتك .. خديجة : دعك من بيتي ، الله الستار . العم احمد : يحفظك الله ، تعالي … خديجة : (تدفع الطبق إليه) خذ الدولمة ، وخبز السمسم ، ودعني امضي . العم احمد : لا تكوني عنيدة ، الغرفة فارغة . خديجة : ادخل ، هيا الجو بارد . العم احمد : خديجة ، اسمعيني . خديجة : مع السلامة (تسرع عائدة إلى بيتها) إذا أردت شيئا نادني . العم احمد : أريد سلامتك . خديجة : (تدخل وتغلق الباب) .... العم احمد : (يتجه إلى بيته مدمدما) عنيدة ليسلمها الله .. (يتوقف) لعلها فعلا أوهام كاذبة (يسير) لو أن جميع الأحلام تتحقق .. (ينظر إلى السماء ، ويهز رأسه) الغيوم تتجمع من جديد . ، فليستر الله . (يدخل ويغلق الباب) جلال : لقد حان المساء (يتجه إلى الخارج) فلأمض أنا أيضاً إلى البيت .
جلال يخرج، تدخل المتسولة العجوز شيته شيتة : (تئن) يا للبرد ، عظامي تكاد تتجمد ، والمطر لم ينقطع اليوم إلا منذ قليل (تئن وتنظر إلى السماء) الغيوم تتجمع كثيفة ، وسوداء مثل حظي ، (تئن) ستمطر طول الليل ، فلأسرع وإلا بت الليلة ، أنا وأيتامي ، بدون طعام (تتلفت) فلأطرق باب بيت الأغا ، لعلهم يرحمونني بقليل من طعام الدسم ، وقطعة من لحم الضان ، إن أيتامي يجبون اللحم ،(تطرق الباب وهي تئن منهنهة) لله يا محسنين ، حسنة قليلة تدفع بلاء كثيرا ، (تطرق الباب ثانية) من مال الله ، فقيرة ، صاحبة أيتام (تنهنه) الله يحفظ الأغا ، الله يطيل عمره ، الله .. (تنصت) بيتهم من حوشين ، لن يسمعوني حتى لو صرخت إلى منتصف الليل ، فلأحاول مرة أخرى (تطرق الباب وهي تئن منهنهة) يا محسنين لله ، من مال الله ، فقيرة ، صاحبة أيتام . العم احمد ، يفتح الباب ويتلفت حوله العم احمد : اسمع صياحا ، اهو بائع ال… شيتة :من مال الله ، فقيرة ، صاحبة أيتام . العم احمد : هذا صوت امرأة (يحدق في شيته) يا لحمقي ، كان علي إن اعرفها من أنينها ونهنهتها . شيتة : (تطرق الباب مرة أخرى ) .. يا محسنين لله . العم احمد : (يناديها) شيته . شيتة : (تلتفت) من مال الله . العم احمد : تعالي . شيتة : ( تصيح وهي تنظر إليه) صاحبة أيتام . العم احمد : (يشير لها ) تعالي .. تعالي . شيتة : (تتجه نحوه وهي تئن) كلت يدي من طرق باب بيت الأغا . العم احمد : لن يسمعوك ، بيتهم من حوشين كبيرين ، ولا بد أنهم في هذا البرد ، داخل غرفهم في الحوش الداخلي شيتة :( تلتفت إلى باب بيت الأغا) من مال الله . العم احمد : شيتة . شيتة : (تلتفت إليه) الحياة عندنا نحن الفقراء جهنم ، والموت ارحم من هكذا حياة ، ولولا أيتامي ، يا عمي احمد ، لرميت نفسي في دجلة ، ومت (تئن منهنهة) استغفر الله ، لا أريد أن أموت عاصية ، واذهب إلى جهنم (تمسح دموعها) هنا جهنم وهناك جهنم ؟ (تلتفت الى باب بيت الأغا) يا محسنين الله . العم احمد : شيتة . شيتة :الله يحفظ الأغا ، صاحبة أيتام . العم احمد : (يهز رأسه) لدي طبق دولمة ، ورغيفين بالسمسم ، خذيهما . شيتة : بالسمسم ! إنني أحب الـ … (تنهنه) فقير من فقير ، عمي احمد ، هذا لا يحل . العم احمد : أنا تعشيت ، خذي الدولمة ، ورغيفي الخبز ، وتعشي بهما . رجل : (يدخل ويداه في جيبه) يا للبرد ، عاد الشتاء مجددا . شيتة : (تلحق بالرجل) من مال الله . الرجل : (لا يتوقف) الله يعطيك . شيتة :صاحبة أيتام . الرجل : (يمضي نحو الخارج) قلت لك ، الله يعطيك . شيتة : (تعود خائبة منهنهة) من مال الله ، فقيرة ، صاحبة أيتام. العم احمد : أيتام ، شيتة ، أي أيتام ؟ شيتة : عمي احمد .. العم احمد : أنت وحدك في خربتك ، لا ولد ولا .. شيتة : ليس للإنسان وحده روح ، كلنا مخلوقات الله ، ولنا أرواح ، حتى النملة . العم احمد : انتظري (يدخل مسرعا) ساتيك بطبق الدولمة ، ورغيفي الخبز . شيتة : عندي أيتام ، نعم ، عندي ثلاث قطط ، لا بيت لها ولا معيل ، وعلي إن أطعمها ، وأدفئها ، إنها أرواح مثلنا ، ما أجملها ، وما ارفع .. (تتلفت حولها) إحداهن حامل ، مع إني لا اسمح لهن بالخروج ليلا (تصمت) فقير يأخذ من فقير ، والرزق على الله . العم احمد : (يعود حاملا طبق الدولمة ورغيفي الخبز ) شيتة ، افتحي خرجك . شيتة :من مال الله (تفتح خرجها) ليحفظها الله لك . العم احمد : (يضع الطعام في الخرج) شيتة . شيتة : بنت حلال . العم احمد : (مبتسما) ويحفظ أيتامك شيتة : يا عيني عليهم ، حياتي لا تساوي شيئا بدونهم (تتمتم) هذه اللعينة ، مع أني لا اسمح لهن بالتجول ليلا ، (صوت رعد شديد) يا الهي ، كأنه قنبلة ، هذا غضب من الله (ترفع رأسها إلى أعلى) ستمطر اليوم .. طوفان . العم احمد : عودي إلى بيتك ، هذا الطعام يكفيك ، ويكفي .. شيتة : كلا (تمضي مبتعدة) سأذهب إلى بيت علي بك أولاً ، يقال أنهم ذبحوا اليوم خروفا . العم احمد : مع السلامة شيتة : الله يسلمك (تئن منهنهة) من مال الله ، صاحبة أيتام ، (وهي تخرج) يا محسنين لله العم احمد : (يهز رأسه مبتسما) …
احمد يهم بغلق الباب ، تطل خديجة العم احمد : خديجة خديجة : سمعت شيته (برق يعقبه رعد قوي ، تشهق مرتعبة) الله العم احمد : هذا الرعد يقلقني ، يتفجر كأنه قنبلة ، ويهز الأرض هزاً . خديجة : دعك من الرعد (تحاول السيطرة على نفسها) اخبرني ، ماذا أرادت ، شيتة ؟ العم احمد : المسكينة ، طرقت باب بيت الأغا مرارا ، ولم يرد عليها احد . خديجة : لا بد أنهم لم يسمعوها ، فالحوش الداخلي بعيد ، إنهم كما تعرف طيبون ، وكرماء ، ولا يردون فقيرا يطرق بابهم . العم احمد : لم تحصل اليوم على شيء يذكر ، فأعطيتها طبق الدولمة ، ورغيفي الخبز بالسمسم . خديجة : (تغالب ضحكتها) يا لقلبك الطيب (معاتبة برقة) لكن هذا كل ما عندك . العم احمد : ما حاجتي إليه ، وقد أكلت عند الغداء حد التخمة . خديجة : هذه أعذار ، إنني اعرف عادتك . العم احمد : ثم إنها فقيرة ، مسكينة ، (يبتسم) صاحبة أيتام . خديجة : (تغالب ضحكتها) أيتام ؟ العم احمد : (يضحك) عندها ثلاث قطط . خديجة : (تضحك) تطعمهم أكثر مما تأكل (تتجه إلى بيتها) لحظة يا احمد ، عندي كبتان صغيرتان ، ساتيك بواحدة العم احمد : كليهما أنت ، خديجة .. خديجة : (دون أن تلتفت إليه) واحدة لي وواحدة لك . العم احمد : اسمعيني ، يا خديجة . خديجة : (تتوقف) لن آكل ، إذا لم تأخذ واحدة منهما ، وتأكلها العم احمد : لست جائعا الآن ، أبقيها عندك ، وجيئيني بها غدا خديجة : حسن ، سأقليها غدا بالدهن و .. (تبرق وترعد بشكل مخيف ، تشهق مرتعبة) الله . العم احمد : (يقترب منها ) خديجة ، لا تخافي خديجة : (تحاول أن تتمالك نفسها) اذهب ، يا احمد وتدفأ ، ستمطر اليوم مطرا شديدا العم احمد : خديجة ، أنت خائفة ، وأنا خائف عليك ، تعالي معي ، تعالي . خديجة : (تبتعد متلفتة) لا ، يا احمد ، لا ، لا . العم احمد : لست مرتاحا ، قلبي منقبض ، خديجة خديجة : (تسرع إلى بيتها) سآتيك غدا صباحا (وهي تغلق الباب) تصبح على خير . العم احمد : تصبحين على خير (برق ورعد يتفجر كالبركان) فلأإدخل بيتي ، يبدو أن القيامة ستقوم الليلة (وهو يدخل بيته ويغلق الباب) ليحفظها الله ، عنيدة ، ماذا لو جاءت ؟ اه منك خديجة . برق ورعد شديد ، يعقبهما صوت انهيار إظلام
المشهد السادس ـــــــــــــــــــــــــ
أصوات نسوة وفتيات يغنين ، الزقاق مشمس أصوات الغناء : دنزلي وادحرجي من دوشك العاليا واستقبلوك البنات والعمي والخاليا ودقومي وادحرجي من دوشك العاليا وكن خطبوك البنات والعمي والخاليا يالغالية وبدو يا لغالية حلوي ويا مدهونة الكصة يا متغاوية
الأغنية مستمرة ، يدخل بائع الفرارات صائحا بائع الفرارات : فرارات .. فرارات .. فرارات .. (يتوقف) فر ، فر ، فرارة .. بديعة وحلوة ودوارة ، وردة نيسان والله .. أشكال وألوان يا الله فر ، فر ، فرارة .. (يصمت لحظة) اليوم زواج ، والأطفال فرحون ، وجيوبهم لا تخلو من مال ، هذا يومي ، فلأسرع إلى مكان الزواج (يتجه إلى الخارج ، حاملا فراراته)لعلي أبيع بعض الفرارات (يصيح وهو يخرج) فر ، فر ، فرارة .. بديعة حلوة ودوارة ، وردة نيسان والله .. أشكال وألوان يا الله ..
الأغنية مستمرة ، العم احمد يدخل متعبا العم احمد : الأغاني على قدم وساق (يبتسم) بدور ، إنها حقا كما يقال ، بنت الحكاية كبرت وها هي تتزوج (يصمت) الأعراس تزداد في محلتنا ، خير ، إن شاء الله خير . أم فاطمة : (تفتح باب بيتها) … فاطمة : (من الداخل) ماما .. أم فاطمة : ها . فاطمة : (من الداخل ) لا تتأخري ، سيعود أبي بعد قليل . أم فاطمة : خمس دقائق ، سأذهب إلى بيت أم بدور ، ابقي مع أخوتك حتى أعود , فاطمة : نعم ماما . أم فاطمة : (تغلق الباب) هذا العم احمد . العم احمد : (يحاذيها دون أن يرفع رأسه) … أم فاطمة : عمي احمد . العم احمد : (يتوقف) من ؟ (يحدق فيها) أم فاطمة ، أهلا ابنتي ، أهلا . أم فاطمة : تهانينا ، سمعت أخبارا طيبة . العم احمد : الحمد لله ، خديجة تحسنت صحتها ، وقد تخرج من المستشفى بعد أيام . أم فاطمة : (مبتسمة) ليس هذا فقط . العم احمد : (يهز رأسه مبتسما) … أم فاطمة : (تلكزه مازحة) افرح عمي ، ما حلمت به ، وتمنيته ، تحقق . العم احمد : أم فاطمة . أم فاطمة : مصائب قوم عند قوم فوائد . العم احمد : كادت المسكينة تموت . أم فاطمة : القسمة والنصيب . العم احمد : لقد تهدم بيتها ، ولم يعد لها مكان ، تأوي إليه .. أم فاطمة : اشكر الرعد . العم احمد : المختار ، أبو عبد الرحمن ، وفقه الله ، وجد الحل المناسب . أم فاطمة : (مبتسمة) مناسب حقا . العم احمد : قال ، يا احمد ، اعقد عليها ، على سنة الله ورسوله ، وستكون حلالك أمام الله والناس ، ولن يقول احد شيئا ، إذا شغلت غرفتك الخالية . أم فاطمة : بل لن يقول احد شيئا ، حتى لو شغلت وسادتك الخالية . العم احمد : (مغالبا ابتسامته) أم فاطمة ، اتقي الله أم فاطمة : ستكون حلالك ، أمام الله . العم احمد : (يتجه إلى بيته) آه منك أم فاطمة : (وهي تتجه إلى الخارج) وفقك الله ، يا عمي احمد .
يدخل العم احمد بيته ، وتخرج أم فاطمة مبتسمة أصوات الغناء : والتلبسوا مالا والتشلحوا مالا وابوها تاجر حلب جياب الحمالا واش كن جلبنا لا البراق جبنالا غيتوا طيب ابوها كل الذهب مالا
جلال يدخل حزينا مترنما ، الاغنبة مستمرة جلال : هيلا يا رمانة .. هيلا يمة ، من هي الزعلانة .. هيلا يمة (يصمت)من هو الزعلان؟ (يترنم بصوت حزين ) هيلا يمة . سامية : (تدخل مترنمة مع الأغنية) …. واش كن جلبنا لا اللولو جبنالة غيتو يسمع حموها كل الذهب مالا جلال :( ينظر إليها صامتا) … سامية : ( تراه فتتوقف) … جلال : (يطرق رأسه حزينا) … سامية : (نقترب منه ) جلال . جلال : ليس عندي حلوى اليوم . سامية : إنني لا أريد منك شيئا . جلال : (يرفع عينيه إليها) … سامية : اليوم عقد قران بدور . جلال : (يحدق فيها صامتا) … سامية : انه ابن عمتها ، محمد . جلال : (يطرق رأسه) … سامية : لن يأخذوها قريبا ، إنها ما زالت صغيرة ، هكذا قالت أمها ، سيأخذونها في أواخر الصيف (تلتفت) جاء خالد .
سامية تسرع إلى الخارج ، يدخل خالد
أصوات الغناء : عل جادينا الجادينا والله عطانا امرادنا يا من هو سكان البحر يا سعيد سكان البحر اخذ سعده وافتخر والله عطانا مرادنا ويا من هو سكان البحر ويا محمد سكان البحر يغطس ويطلع منتصر ويكمل افراحنا خالد : (يقترب من جلال) … جلال : (يحدق فيه) … خالد : جلال . جلال : نعم . خالد : كنت أتمنى دائما أن تتاح لي فرصة لأضربك . جلال : ها هي الفرصة متاحة لك ، اضربني . خالد : (يحدق فيه) .... جلال : اضربني إذا كان هذا يريحك . خالد : (ما زال يحدق فيه) .. .. جلال : (بصوت مختنق) اضربني . بائع النامليت : (من الخارج) نامليت … نامليت .. نامليت بارد . يخلي العجوز اطارد خالد : (يمد يده إلى جلال) … جلال : (يصافحه) … يدخل بائع النامليت متعبا ، دافعا عربته بائع النامليت : (نامليت يا ولد .. بارد .. النامليت جلال : (مبتسما) ما رأيك يا خالد ؟ خالد : نامليت ! جلال : ادعوك إلى قنينة . خالد : بشرط (يمد يده إلى جيبه) على حسابي . جلال : (يمد يده هو الآخر إلى جيبه) أنا دعوتك . خالد : (يقدم الثمن للبائع) لا باس ، يا جلال ، في المرة القادمة ستكون على حسابك . جلال : كما تشاء ، أشكرك .
خالد وجلال يشربان النامليت ، الأغنية مستمرة
أصوات الغناء : والتلبسو مالا والتشلحو مالا وابوها تاجر حلب جياب الحمالا الاضواء تخفت ، أصوات الغناء مازالت مستمرة
اظلام
النهاية ـــــــــــــ تضاء غرفة جلال أصوات أطفال يغنون صوت فتاة : هيلا يا رمانة اصوات فتيات : هيلا يمة صوت فتاة : من هي الزعلانة اصوات فتيات : هيلا يمة
يدق جرس التلفون ، فتتلاشى أصوات الأغنية جلال : (ينتبه) التلفون ، ترى من تذكرني في هذا الوقت من الليل ؟ (يتجه إلى التلفون ، ويرفع السماعة) الو ، من ؟ خالد ! ابن حلال ، كنت في ذكرك ، لا ، مع نفسي (يصمت لحظة) يبدو انك ارق مثلي ، ماذا ؟ هيلا يا رمانة ! أنا أيضاً شاهدتها مساء اليوم في التلفزيون ، ولم انم بسببها حتى الآن (صمت) لقد تذكرت خولة وابتهاج ورافدة وفاطمة ، نعم أختك الشجاعة ، وكذلك بدور وسامية والعم احمد وخديجة وشيتة وبائع العتيق و … و … و … أتذكر قنينتي النامليت ؟ لم انسهما أنا أيضا ، ولن أنساهما ، فقد كانت بداية أخوتنا (يصمت) خطر لي ، يا خالد ، وقد كتبت الكثير من القصص والسيناريوهات والمسرحيات للأطفال ، أن اكتب حياتنا هذه ، ولتكن مسرحية ، وربما للأطفال ، وقد اسميها .. هيلا يا رمانة (يضحك) نعم ، نعم ، هيلا يا رمانة .. (صمت) أنا أيضا مشتاق إليك ، زرني قريبا ، يا أخي وجيء بقبيلتك معك ، أريد أن أرى صغيرتك الحلوة بدور ، أشكرك على المكالمة ، تحياتي للجميع ، ألف شكر ، تصبح على خير .. يضع السماعة ، يطفيء النور ، ثم يخرج
ستار
19 / 1 / 2001
ملاحظة
• هيلا يا رمانة : تشكل الفتيات في هذه اللعبة دائرة ، وتقف فتاة وسط الدائرة ، وتغني (هيلا يا رمانة) ، فترد الفتيات (هيلا يمة) وحين تذكر الفتاة اسمم إحدى الفتيات تحول هذه وجهها عن اللاعبات باعتبارها (زعلانة) ، وتستمر اللعبة حتى يتم ذكر أسماء اللاعبات جميعا . أخذت هذه اللعبة من كتاب (لعب وأغاني الأطفال الشعبية في القطر العراقي) للأستاذ حسين قدوري .
• فر ، فر ، فرارة ، كيل حق الله يا بو الكاز ، طلعت الشميسة ، كشك وعدس ما احبو ، ونزلي وادحرجي ، والتلبسوا مالا ، على جادينا الجادينا ، اغان اخذتها نصا من كتاب (الأغاني الشعبية الموصلية) .. للأستاذ زكي إبراهيم .
#طلال_حسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رواية للفتيان الفتاة الغزالة
...
-
حكايات من التراث حكايات موصلية طل
...
-
حكايات من الموصل طلال حسن
-
حكايات من الموصل طلال حسن
-
حكايات شعبية جنجل وجناجل
-
مسرحة الموروث الشعبي -قراءة في مسرحيات (هيلا يارمانه) لطلال
...
-
خمس مسرحيات من التراث الموصلي
...
-
رواية للفتيان الغزالة
...
-
قصص قصيرة جداً أنا الذي رأى
...
-
رواية للفتيان الملكة كوبابا ط
...
-
مطاردة حوت العنبر
-
سيناريوهات قصيرة قيس وزينب طلال حسن
-
سيناريو عرس النار طلال حسن
-
علي بابا
-
رواية للأطفال الثعلب العجوز
...
-
رواية للأطفال بيت بين الأشجار
...
-
رواية للفتيان روح الغابة طلال حسن
-
مسرح صفحات مطوية من الحركة المسرحي
...
-
قصص للأطفال عصافير من مخيمات نينوى
...
-
رواية للفتيان شبح الاهوار
...
المزيد.....
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
-
3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV
...
-
-مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|