كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8039 - 2024 / 7 / 15 - 03:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حتى لا تجنح أحزابنا السياسية بعيدا في مراكبها وقواربها الطائفية، وحتى لا ينخدع الشعب بالشعارات الطائفية، دعونا نستعين بالمجهر الطائفي حتى نرى الأمور على حقيقتها. ونطرح على انفسنا التساؤلات التخيلية التالية، فنقول: ماذا لو استيقظ العراقيون صباح يوم من الايام ووجدوا انفسهم على مذهب أهل السنة والجماعة، وتحكمهم الاحزاب السنية وحدها ؟. وماذا لو اصبح العراقيون كلهم من الشيعة وصارت تحكمهم الاحزاب الشيعية وحدها ؟. هل تتحسن أحوالهم ؟. وهل تنصلح ظروفهم ؟. .
وهل سينعمون بالأمن والأمان إذا كانت الاحزاب كلها سنية، أو كانت كلها شيعية ؟. لا شك ان الجواب سوف يكون بالنفي المطلق. لأن الاحزاب السنية المتواجدة على الساحة تخوض أشرس نزاعاتها منذ مدة ضد بعضها البعض، أما الاحزاب الشيعية فبينها وبين خصومها ما صنع الحداد داخل البيت الشيعي، وتفتقر لأبسط روابط التلاحم والتفاهم والانسجام. .
ولسنا مغالين إذا قلنا ان الخلافات متجذرة ومتأصلة ومنتشرة داخل صفوف الحزب الواحد بصرف النظر عن فصيلة دماءه الطائفية. بل هي موجودة ومتفشية في معظم التنظيمات الحزبية حول العالم. .
اما من الناحية الفقهية فلا معظم الاحزاب الشيعية متمسكة 100% بنهج الإمام جعفر الصادق، ولا معظم الاحزاب السنية متمسكة 100% بنهج الأئمة الأربعة. .
وبالتالي يتعين على الاحزاب العراقية كلها ان تكرس اهتماماتها نحو تفعيل السبل الكفيلة بتوفير افضل الخدمات للشعب، وان توّحد صفوف الجماهير وتحافظ على سيادة البلد، وتصون حدوده. .
فالعراق ليس بحاجة إلى قائد يخدم الشيعة وحدهم، ولا يحتاج إلى قائد يخدم السنة وحدهم، وليس بحاجة إلى قائد يحكم الأكراد وحدهم. . البلد في امس الحاجة إلى من يحكمهم بالعدل والمساواة والإنصاف. فالعدل أساس الملك. .
كلمة اخيرة: لا يخيفنا ذلك الكائن الذي يرفض وجود الله. . ما يخيفنا حقاً هو الذي يقتل الناس ويذبحهم بكل برود لإثبات وجود الله. فقد أصبح المواطن المسالم البسيط يشعر وكأنه مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه، ويمشي جنب الحائط مبتهلا: يا رب سترك ورحمتك، والحائط يرمقه شزرا. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟