أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حوران حم - اللوحة الكردية الضائعة















المزيد.....

اللوحة الكردية الضائعة


حوران حم

الحوار المتمدن-العدد: 8038 - 2024 / 7 / 14 - 08:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية، أبدأ هذه المقالة، بسلسلة من الأسئلة التي كانت وما تزال تحيّرني وتعقّدني:
لماذا سكرتارية الأحزاب الكردية لا يجيدون اللغة الكردية كتابة وقراءة؟! ستقولون حتماً أنه بسبب وجود نظام قمعي مستبدّ، نعم! أتفق معكم، ولكن! ماذا عن فترة ما بعد الثورة السورية؟! لماذا لم يتعلموا اللغة الكردية؟! لماذا لا يسنّون قانوناً حزبياً بضرورة إجبار مَن يترشح لقيادة الحزب (السكرتير وأعضاء اللجنة السياسية) أن يجيد اللغات الكردية والعربية والإنكليزية قراءة وكتابة؟! لماذا غالبية سكرتارية وقيادات الحركة الكردية لا يملكون أيّ آفاق ورؤى ومشاريع سياسية وثقافية لشعب يُجلَّد من الآخر، ويُجلِّد أناه؟! لماذا الديمقراطيّون مستبدّون، والتقدّميون لا يزدهرون، والوحدويّون مشتّتون وضائعون وتائهون، والإصلاحيّون مخرّبون، والبنائيّون هادمون وهدّامون؟ واليساريّون يمينيّون، واليمينيّون يساريّون؟ّ لماذا الوفاق متصدّع، والسلام حرب، والتيّار جاذب للفتن والفوضى، والاتّحاد مقسّم، والمستقلّ لا يفقه من الاستقلالية شيئاً؟! لماذا أسماء أحزابنا الكردية لا تشبه أفعالها ولا تمثّل فكرها؟

بين الأحزاب الكردية المشتتة فكرياً والمشردة في برنامجها وحوارها السياسي نشاهد اللوحة بأحداثها ومآلاتها وما لها وما عليها، وعند التعمق في مضمون وواقع القضية الكردية بشكل عام بالنسبة لشعبها المتجذر في هذه الجغرافية لآلاف السنين بلغته وفلكلوره الأصيلين وعاداته وتقاليده وفكره القومي نكتشف الحقيقة الواضحة هو أننا كشعب ليس لدينا أي خلاف أو اختلاف في مطالبنا وحقوقنا المشروعة «أأنت أيها القارئ المعني – مع أو ضد – أنه لا أحد يطمس الحق الكردي إلا الكردي نفسه؟!)، والغالبية الكردية ذو توجه وطموح واحد هو أن يعيش الكرد كبقية شعوب المنطقة بكرامته ويتكلم بلغته ويحتفي بثقافته، فينال بذلك كامل حقوقه القومية وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية.

منذ بداية تأسيس الحركة الكردية في غربي كردستان، وحتى تاريخنا هذا، هناك ازدياد غير مسبوق في ولادات أحزاب وحركات، أنظمتها الداخلية وبرنامجها السياسي واحد وموحّد، هذا الازدياد غير المرتبط بأي تعددية سياسية أو حزبية «هل وجود لوحات سياسية تُثري الفسيفسائية الكردية أم تجمّلها وتُفقرها؟!» هو المعضلة الحقيقية والرئيسية، تمثّل حالة مَرضية وغير مُرضية في صفوف مَن يقودون المجتمع والناس بمصالحهم الشخصية وفسادهم أخلاقياً وفكرياً وارتباطاتهم بأجندات داخلية وخارجية تخرّب ولا تبني، والمال السياسي الذي يخدمون بها أنفسهم وأدواتهم، فيما المعضلة الثانية تكمن في القاعدة الحزبية والجماهيرية غير القادرة في الإطاحة بهذه القيادات أو تجاوز برامجها ومشاريعها المدعومة على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.

مَن يقرأ برامج الأحزاب الكردية ويتأملها ويتعمّق فيها بدراسات موضوعية، سيكتشف ويستنتج أن هناك توجهين سياسيين على مستوى غربي كردستان، توجه ميّال إلى السليمانية وقنديل «أدوات كفرسوسة»، والتوجه الثاني هو التوجّه الميّال لعائلة بارزاني. وكلا التوجهين/ الخطّين يمارسان تبعية عمياء وخطيرة جداً، وليس هناك أي استقلالية في القرار السياسي لغربي كردستان «هل التقدميون قادرون على نقد وانتقاد تصريح إعلامي أو قرار سياسي صادر عن الاتّحاد الوطني الكردستاني؟ في المقابل أيملك الديمقراطيون الجرأة والشجاعة في إصدار بيان رافض لأحد سياسات وقرارات إقليم كردستان الصادرة عن مسعود بارزاني؟! والسؤال الأكثر ضرورة: أتستطيع القيادات الكردية أن تحسم الخلافات الداخلية بعدم الوقوع في الأخطاء التي حدثت سابقاً؛ خاصة وأن الخلافات الداخلية تسوق الوقت والجهد والمال وتقتل الأرواح وتصرف أنظار الساحة الدولية عن القضية الكردية؟!».

في مطلع التسعينيات بدأ الشغف والطموح يعرّفانني على نفسي وقضيتي، فخضت مجال السياسة، بالتقرب من الأحزاب ولغتي وهويتي، وبعد البحث والتدقيق في برامج الأحزاب الكردية، ومن خلال مرافقة الأصدقاء المحيطين بي، والذين كانوا الأقرب إلى الفكر اليساري؛ كونهم كانوا ذي توجه للطبقة الكادحة (العمال والفلاحين)، فكان حزب الاتّحاد الشعبي جزءاً من هذا الفكر وهذا المشروع، بتوجهه القومي وبُعده عن التبعيات القميئة، إذ حمل استقلالية القرار السياسي على عاتقه، من خلال مبدأ: الديمقراطية للبلاد والاعتراف المبدئي بحق تقرير المصير للشعب الكردي، ورفع الاضطهاد القومي والتمييز العنصري عن الكرد وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين... وما يُلفت النظر أن الحزب حزب الاتّحاد الشعبي عمل في كل المجالات والأصعدة.

كافئ هذا الحزب مئات الطلبة الكرد بمنح دراسية إلى الدول الاشتراكية، وفي جميع الاختصاصات، وأغلبهم عادوا إلى سوريا بشهادات خدمت أنفسهم وناسهم، وابتعدوا من صفوف الحزب الذي دعمهم مادياً ومعنوياً، في وقت كان الحزب يحتاج ويتأمل منهم الدعم الفكري والصحي قبل المادي. كما أحيا عشرات الفرق الفلكلورية في جميع المناطق الكردية، وإصدار مئات الكتب الثقافية والأدبية والقومية، وأسست بها رابطة كاوا للثقافة الكردية في لبنان، وبعدها انتقلت الرابطة إلى إقليم كردستان، وفتحت جناحاً لها في قامشلو.

وبموجب هذه النشاطات والفعاليات والجماهير الغفيرة، بدءاً من مدينة ديريك وصولاً إلى حي ركن الدين في دمشق ولبنان وأوروبا كان هناك أعداد هائلة ومنظمة ومتفاعلة ضمن صفوف الاتحاد الشعبي، فوجدت نفسي عضواً في صفوفه؛ لقناعتي وإيماني في برنامجه السياسي ونظامه الداخلي.

عندما بدأ فؤاد عليكو (حالياً قيادي في حزب يكيتي الكردي) يلوّح بمنديل الانشقاق بعد انتخابه من قِبل حزب الاتّحاد الشعبي إلى مجلس النوّاب أو مجلس الشعب السوري، وهناك بدأت في أقبية المخابرات السورية دراسة خيوط المؤامرة على الحزب، وبعدها بشهور عقدت ندوات سياسية عديدة، بدءاً من ديريك ووصولاً إلى دمشق؛ لتأييد موقف أغلبية القيادة معه ومن ضمنها القاعدة الجماهيرية، ولكنه لم يفلح كثيراً؛ فقد ذهب معه قلة قليلة من القيادة والقاعدة، وبعد إعلان الانشقاق وتشتت القاعدة وعدم تمكن مَن بقي – قيادة وقاعدة – من السيطرة على الوضع التنظيمي، رغم تكثيف العمل مع الرفاق، ولكن قسم أكمل ممارسة عمله الحزبي، وقسم التحق بفؤاد عليكو، وقسم آخر ترك الحزب وابتعد واعتزل السياسة، وبعضهم حتى يومنا هذا لم ينضموا إلى العمل الحزبي، فكانت نكسة كبيرة على هذا الحزب، وهذه كانت أولى مخططات النظام السوري نجاحاً، في عبارة (فرّق تسد).

نسق المنشقّون مع سكرتير حزب الوحدة، المناضل الراحل إسماعيل عمر، وتمّ الاتّفاق على قيادة مرحلية لمناقشة الوحدة فيما بينهم، لتقوم تلك الجهة بلصق ملصقّات استفزازية على الجدران؛ لزرع الفتنة والفوضى في صفوف المناضلين الشرفاء، وعلى إثر ذلك اعتقلتِ السلطات السورية العشرات من أعضاء حزب الاتّحاد الشعبي، فكانت هذه النكسة الأولى في مسيرة الاتّحاد.

أما النكسة الأخرى فكانت أواخر التسعينات؛ ظهرت في خلافات داخل صفوف القيادة، منها خلافات سياسية وأخرى تنظيمية، تلك التي أجبرت الشهيد المناضل مشعل تمو ترك الحزب، والانضمام إلى لجان المجتمع المدني، وتأسيس منتدى جلادت بدرخان الثقافي، خلال فترة ربيع دمشق، إلا أن النظام السوري قام بمداهمة مقر المنتدى وإغلاقه، بعد التراجع عن وعود الإصلاح التي رافقت خطاب القسم الدستوري. فقام تمو مع مجموعة من الشباب الوطنيين بالإعلان عن تيّار المستقبل الكردي في أيار 2005م، «من تيّار سياسي اجتماعي ثقافي معارض للقمع والاستبداد إلى تيارات شخصية». كان للشهيد مشعل تمو مشاركة فعّالة بانتفاضة ٢٠٠٤م، على عكس بقية الأحزاب والحركات الكردية؛ التي كانت لها يد الطول في إخماد الثورة الكردية.

جاءتِ النكسة الثالثة في بداية الألفية الثالثة، من جهة كانت التجربة الأولى في صفوف الحركة الكردية باستقالة صلاح بدر الدين من منصب سكرتارية الاتّحاد الشعبي، ومن جهة أخرى كانت خسارة كبيرة على الحزب؛ إذ كان له دور كبير وبارز في قيادة الحزب جماهيرياً وتنظيمياً، يختلف اختلافاً كبيراً عن أحزاب كثيرة من حيث برنامجه السياسي ودوره الفعال على الصعيد الدولي والعربي، وخاصةً مع منظمة تحرير فلسطين بقيادة الراحل ياسر عرفات، فأسّس جمعية الصداقة الكردية العربية، وحضر العديد من المؤتمرات العالمية والعربية لدعم القضية الكردية في المحافل الدولية.

يضاعف التكدّس في العدد الحزبي الهائل – كمّاً وليس كيفاً – بشكل كبير من فوضى القضية وحلّها، أيّ أن التعددية السياسية باتت أولى مسببّات غياب أفق حلّ المعضّلات، فنحن لا نعيش في أزمة تحزّبية فحسب، بل نعيش في أزمة سياسية، فالسياسة الكردية مهدّدة بالحدّ من تطوير وتقدّم تفاعلها وتواصلها مع الآخر المختلف عنه، هذا إن وُجِدت السياسة الكردية بالأصل، فما نشهده ونعيشه في سوريا عامة وفي مناطق الكرد خاصة هي أزمة على مستوى الهوية والانتماء وتقبّل الآخر والتعايش معه، فإحدى المعضلات الخطيرة في الحركات الكردية في سوريا، ومنها حزب الاتّحاد الشعبي، هو أنه عند كل انشقاق أو تخبّط في مواقفه السياسية تهرول القيادة إلى عملية الوحدة والاندماج مع الأحزاب الأخرى، حتى تهرب من التزاماتها ومسؤولياتها وتبتعد عن المحاسبة من قواعدها وجماهيرها.

لقد تغيّر اسم حزب الاتّحاد الشعبي الكردي إلى حزب آزادي الكردي في سوريا، نتيجة للعملية الاندماجية مع اليسار الكردي بقيادة خير الدين مراد عام 2005م، ونتج عن مؤتمر الاندماج كأحد قراراته أن عُيّن خير الدين مراد سكرتيراً لهذا الحزب الجديد، لكن وبسبب سلسلة من التخبّطات والتجاذبات والتحديات بين القيادتين، لم يصمد الحزب الجديد طويلاً، ففي بداية الثورة السورية عام 2011م انفصل الحزبين عن بعضهما بعضاً «الانشقاق المحترم والمشؤوم»، فأصبحت آزادي آزاديتين، آزادي لمصطفى جمعة وآزادي لمصطفى أوسو، فاستقال خير الدين مراد من الحزب، ورفض الاستمرار في عمله الحزبي حتى تاريخ كتابة هذه المقالة، فأعلن مصطفى أوسو عن ولادة حزبه عام 2013م.

عند انطلاقة الثورة السورية كلنا كنّا جزءاً من هذه الثورة، التي بدأت من طفولة حمزة الخطيب مروراً إلى جميع المحافظات والمدن السورية وصولاً إلى المناطق والمدن الكردية، للمطالبة أولاً بالإصلاحات التي باءت بالفشل، ومن ثم ثانياً إلى الثورة بضرورة تغيير نظام شمولي وإسقاط رأس هرمه وجميع أجهزته الأمنية، ليكون نظاماً ديمقراطياً لا مركزياً، يمتاز جميع المكونات السورية بنفس الدرجة سياسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، ولكن غفل الكثير والكثير عن حركتنا الحركة الكردية السورية برمتها، التي كانت منشغلة بأمورها وترتيباتها الداخلية، فاستحوذت ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي بقيادة صالح مسلم على المقدّرات والمراكز الحسّاسة في غربي كردستان، وبدعم مباشر من حزب العمال الكردستاني «أصحيح أنه حزب كردستاني؟ ما الذي يدل على أنه كردستاني؟» وبدعم غير مباشر من أبناء كفرسوسة الذين باركوا بتسليم تلك المناطق لهم، وبعد حوارات سياسية ساخنة ومشادات باردة بين حزب الاتحاد الديمقراطي وأحزاب المجلس الوطني الكردي دعا مسعود بارزاني (رئيس إقليم كردستان آنذاك) القيادات الكردية إلى الجلوس على طاولة الحوار والاتفاق، فنتجت عن تلك الحوارات الهيئة الكردية العليا التي لا تزال هيئة عليا اسماً وعَلَماً، ولم يتم أي اتفاق على الأرض بالرغم من التدخل الأمريكي والفرنسي وعدد من الكتل الوطنية والشخصيات المستقلة، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى صيغة اتفاق نهائية، ولكنهم نجحوا واتفقوا على تشريد الشعب الكردي روحياً وجغرافياً، فراحت عفرين وسري كانييه وكري سبي، وما زال التهديد مستمراً.

في بداية ٢٠١٣ توجه حزب آزادي الكردي إلى التقرب من فكرة الوحدة السياسية، رغم دورها الفاعل والمؤثر على الحراك الثوري في الشارعين السوري والكردي، لدرجة أن النظام السوري ودول إقليمية حسبوا لها الكثير من الحسابات السياسية والعسكرية، ولكنه عانى ضغطاً وصراعاً أمنياً وملاحقات وتهديدات من مجهولين وسياسيين ومسؤولين عسكريين تابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي، فطلب الرئيس بارزاني اللقاء بقيادة حزب آزادي لمناقشة وحدة سياسية بين أربعة أحزاب، وبشروط كتلة ضامنة ونسب وحصص، لتكون حصة الأسد من نصيب الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)، بعد رجوع القيادة من مدينة هولير للمناقشة مع بقية القيادات والمنظمات الحزبية حول تشكل جسمي سياسي موحد، فتحججت القيادة بفكرة: (إن لم نتحد فإن حزب الاتحاد الديمقراطي سينهوننا)، ولكن تبين لاحقاً أن المخطط الرئيسي من الاتحاد السياسي ليس باتحاد الكرد وحل قضيتهم، بل بإنهاء وجود وفكر ومشروع ومدرسة حزب آزادي الكردي، لأنه حزب رفض التبعية السياسية، ودعا إلى استقلالية القرار السياسي، وعدم الوصاية من أي طرف كردستاني وإملاء شروطه عليه، وكانت أغلبية القاعدة غير راضية عن هذه الوحدة الاندماجية؛ لأن المشروع غير متكامل، وهناك اختلاف في الرؤى والأهداف، بين البارتي وآزادي، من حيث برنامجهما السياسي ومشروعهما الوطني، فالبارتي ليس لديه أي مخطط يتعلق بمستقبل المشروع الكردي السوري، خاصة وأنه يتّبع مشروع هولير، ولكن قيادة آزادي رضخت للوحدة «راتب ألفي دولار شهرياً، ومراكز قيادية وأجندات خاصة به».

بعد المؤتمر التوحيدي بين الأحزاب الأربعة: (آزادي الكردي بشقيّه، والبارتي، ويكيتي الكردستاني)، بدأ الصراع الفكري في المنظمات الحزبية، في كل من أوروبا وتركيا ولبنان ومنظمات الداخل الكردي وإقليم كردستان؛ لعدم الدمج وتقبل مشروع كان فاشلاً منذ يومه الأول «في أهدافه الظاهرة فالمشروع كردي بامتياز، وفي أهداف الباطنية فهو يخدم أعداء الكرد»؛ لأنه أُعلِن دون أي دراسات إستراتيجية وتحليلات سياسية ونفسية واقتصادية، والوقوف على إيجابياته وسلبياته وتحدياته ومعرفة عواقبه، فانسحب أغلب أعضاء حزب آزادي من هذا المشروع، وسيطر البارتي عليه، وبقيت نسبة قليلة كانت لهم أجندات مع قيادة آزادي.

كنا على دراية تامة بعد تصفيتنا من الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا، أنه سيتم تصفية القيادة أيضاً؛ لأن المشروع كان معروفاً للقاصي والداني، فالهدف منه ليس توحيد الكلمة الكردية في ظل الثورة السورية وفوضى الشرق الأوسط وثورات الربيع العربي، بل إنهاء الاتّحاد الشعبي/ آزادي أفكاراً وأهدافاً، وأفعالاً، وفي مؤتمرهم الأخير المنعقد عام 2023م في مدينة هولير عُزلت قيادة آزادي من مناصبها «كان طرداً محكماً ومدروساً ومخططاً»، وأصبحت خارج اللعبة السياسية والحزبية.

بعد أيام قليلة من المؤتمر «أكان مؤتمراً سياسياً أم صراعاً على النفوذ المالي والسياسي؟! أين الكرد والكرداياتي من ذلك المؤتمر؟!»، حاولت قيادات ومندوبين بارزين اللقاء بقيادة إقليم كردستان أو المسؤولين عن الملف الكردي، ولكن دون أي فائدة، فهدّد أحد القياديين البارزين بلقاء مباشر على شبكة رووداو الإعلامية: (سنعيد حزب آزادي الكردي إلى الساحة السياسية)، ولكن قيادة الإقليم لم تهتم بالموضوع، القيادة التي باتت تنظر إليهم على أنهم ضد المشروع وويعادون نهج بارزاني الخالد، وخاصة الرئيس مسعود بارزاني الذي حضر المؤتمر وصادق على شرعيته.

وبعد مرور شهر، دعا سياسيون وقياديون سابقون في الاتّحاد الشعبي وآزادي الكردي أغلب رفاقهم القدامى عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى ضرورة تشكيل حزب سياسي، يكون مشروعه مغايراً ومختلفاً كلياً عن مشاريع الأحزاب الكردية الأخرى، وبعد فترة زمنية من الحوار والنقاش والجدال والاجتماعات تم الإعلان عن حركة البناء الديمقراطي الكردستاني – سوريا، حيث شارك في المشروع شباب وطنيون وسياسيون قدامى من الاتّحاد الشعبي في مؤتمر الإعلان عن تلك الحركة في ألمانيا، لتكون مطلب الشارع الكردي ومرجعية لحل قضيتهم.

إن العمل السياسي هو رغبة متبادلة لطريقة أخرى للحياة السياسية، هو عالم أكثر عدلاً ومساواة بين القاعدة والقيادة، بين العضو العادي والمسؤول البارز، عالم يتماشى مع حب القضية والرغبة في استحقاق الحق والسلام في كل سجل من سجلات الحروب والصراعات، فالثورة السياسية والحركة الجمعية ضرورتان مرحليتان وثابتتان في كل بقعة جغرافية مظلومة ومستبدة، والتي تنخرط معاً في فعل وقول واحد.



#حوران_حم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائي ...
- الجيش الأمريكي يكمل انسحابه من النيجر بعد حوالي سنة من انسحا ...
- لحظة واحدة أنقذت ترامب.. فوهة البندقية كشفت ريان ويسلي روث
- الجيش الأميركي يعلن اكتمال انسحابه من النيجر
- البيت الأبيض يعلق على منشور إيلون ماسك المحذوف عن بايدن وهار ...
- -ديلي ميل-: بريطانيا غير جاهزة على الإطلاق لتصعيد الصراع مع ...
- إصابات في حادث انقلاب حافلة سياحية عائدة من موقع -ماتشو بيتش ...
- الكابينيت الإسرائيلي يعتمد إعادة سكان الشمال لمناطقهم أحد أه ...
- هل عادت خطة تخفيف الأحمال في الكهرباء بمصر؟ -الإدارة المحلية ...
- بايدن يجري محادثة هاتفية مع ترامب بعد محاولة الاغتيال


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حوران حم - اللوحة الكردية الضائعة