أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - المصالحة التركية السورية..بين إرادتي الطرفين وألغام المتضررين















المزيد.....

المصالحة التركية السورية..بين إرادتي الطرفين وألغام المتضررين


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8038 - 2024 / 7 / 14 - 04:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، هناك مبادرة عراقية لجمع تركيا وسوريا في بغداد، وتوجد موافقة مبدئية على المبادرة ولكن لم يحدد موعد الاجتماع بعد، حديث الوزير العراقي مؤشر على نضج شرط عقد اللقاء من قبل الدولتين، ويبدو أن المعطيات هذه المرة تشير إلى أن العاصمتين على وشك فتح طريق دمشق أنقرة بعد سنوات من القطيعة الدامية.
يزكي مكنة هذا الانفتاح تكرار حديث الرئيس التركي في أكثر من مناسبة عن ضرورة تطبيع العلاقات مع دمشق بعد حروب تركيا ضد سوريا، سواء بشكل مباشر باحتلال أجزاء من شمالها، وغير مباشر أي بالوكالة من خلال أدواتها من المنظمات الإرهابية التي تسيطر على مدينة إدلب وما حولها. فعلى مدى أسابيع وأردوغان يتحدث عن المصالحة مع دمشق وكان آخرها ما قاله الجمعة 12 يوليو من أن وزير خارجيته، يعمل مع نظرائه في عدة دول لتحديد خارطة طريق بشأن لقاء محتمل بينه والرئيس السوري بشار الأسد، واعتبر أن تركيا هي "أكثر من يستفيد من السلام العادل في سوريا"، معتبرا اًن بدء حقبة جديدة مع سوريا هي الأكثر أهمية في عملية بناء السلام وهي كما قال خطوة تاريخية. ولأنها كذلك قال: "ننتظر من كل من يدعم السلام أن يدعم دعوتنا التاريخية " وتمنى ألا ينزعج أحد من المناخ الذي سيتيح لسوريا بناء مستقبل جديد وموحد".واعتبر أن الولايات المتحدة وإيران لا بد وأن "تكونا سعيدتين بهذه التطورات الإيجابية وتدعما العملية الرامية إلى إنهاء كل المعاناة" في سوريا.
إن أردوغان وهو يتوقع سعادة إيران وأمريكا فهو يوجه الحديث بشكل أسأسي إلى واشنطن التي أقامت كانتونا كرديا ليكون ذريعة لاحتلال شمال شرق سوريا، واحتلال مصادر الطاقة وخزان سوريا من الحبوب في حربها السياسية والعسكرية والاقتصادية على دمشق، غير أن أردوغان يصنف سكان الكانتون الكردي كجماعات إرهابية، ولذلك توقع أن ما سماها "التنظيمات الإرهابية" ستبذل قصارى جهدها لتسميم هذا المسار في سوريا، وأن تخطط لاستفزازات وإحاكة الألاعيب.
لكن يبدو أن أردوغان تناسى أن مشكلة سوريا، هي في أن تركيا نفسها ترعى كل الجماعات التي تصنفها سوريا وروسيا كقوى إرهابية كتنظيم النصرة المتحور عن تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى من مرتزقة بعض الدول من عربية وغيرها التي تسيطر على إدلب وتنفذ عمليات ضد الجيش السوري، وهذه القوى الإرهابية؛ بالتأكيد لم تهبط في سوريا بعتادها العسكري وعديدها ومليارات الدولارات التي تمول نشاطها من السماء، وإنما كل ذلك جري عن طريق تركيا وأجهزتها الأمنية في سياق الحرب على سوريا.
ومع أن أردوغان قد قال: إننا ندرك كل ذلك وأننا " مستعدون لمواجهتها". وهو يقصد بالتأكيد من يعتبرهم قوى إرهابية وهم الأكراد، الذين هم بالنسبة إلى دمشق جماعات انفصالية، لكنهم أيضا لن يكونوا سعداء بهذه المصالحة، كونهم كانوا مستفيدين من موقف تركيا العدائي تجاه سوريا، والمصالحة السورية التركية لن تكون في صالح مشروعهم الانفصالي، والاستقواء بأمريكا التي تذرعت بهم لاحتلال شمال شرق سوريا، في حين أن المتضرر الآخر هي الجماعات الإرهابية التي ترعاها أنقرة التي تدرك تماما أن انسحاب تركيا التي توفر لهم الرعاية والحماية والدعم في المناطق التي تحتلها في شمال غرب سوريا، حيث تنتشر هذه الجماعات الإرهابية هو بمثابة إطلاق يد الجيش السوري لتحرير تلك المناطق، وهي من ثم وصفة لإنهاء هذا الجيب التي عملت تركيا على إنشائه ومنعت الجيش السوري من استكمال تحريره مثل بقية المناطق. ولذلك اعتبرت وزارة الخارجية السورية في بيان لها السبت 13 يوليو أن أي مبادرة لتحسين العلاقات مع تركيا يجب أن "تُبنى على أسس واضحة"، في مقدمتها "انسحاب القوات المتواجدة بشكل غير شرعي من الأراضي السورية، ومكافحة المجموعات الإرهابية التي لا تهدد أمن سوريا فقط، بل أمن تركيا أيضاً".
بيان الخارجية السورية في تقديري لا يندرج في سياق الشروط المسبقة ولكنه يأتي في سياق تحديد سقف الموقف السوري من أنه لا لأي احتلال. وكانت تركيا قد عبرت عن موقفها بالتأكيد على وحدة وسلامة الأراضي السورية، بمعنى أن لا خلاف على ضرورة الانسحاب، ولكن ربما في ترجمة مواعيد انسحاب تلك القوات من سوريا، لكن دعوة دمشق لتركيا لمكافحة القوى الإرهابية هي دعوة ملتبسة كونهما تختلفان في توصيف تلك القوى، ولكن هذا التباين يمكن حله على قاعدة احترام حقوق كل دولة في عدم وجود ما يهدد أمنها واستقرارها عبر الاحتلال أو بتبني تواجد مجموعات إرهابية، ولكن إذا كان هذا التهديد بالنسبة لتركيا هو الأكراد من خارج تركيا, فإن التهديد لأمن سويا، هو من داخل سوريا من خلال الاحتلال المباشر والجماعات الإرهابية.
ويبو واضحا أن هناك إرادة تركية لطي صفحة تلك السنوات السوداء عندما كانت تركيا بوابة الجحيم المفتوحة على سوريا عبر المشاركة المباشرة في التآمر على وحدة الأراضي السورية أو تبني القوى الإسلامية الظلامية للإطاحة بالنظام السوري لترتيب خريطة سوريا وفق أحلام الخلافة لدى أردوغان.
وربما كان لفشل مشروع أردوغان في سوريا التي كانت هي الجائزة. هو وراء استدارة أردوغان التي بدأت بإعادة تبني نظرية منظر السياسة التركية وزير خارجيته الأسبق أحمد داوود أوغلو "صفر مشاكل"، أي بتصفية مشاكل تركيا الخارجية مع العديد من الدول كمصر والسعودية والإمارات، التي هي أقل تعقيدا وتأثيرا على الداخل التركي، مقارنة بالمشكلة مع سوريا التي من نتائجها تحولها إلى مشكلة داخلية تركية في ظل وجود 3 ملايين لاجئ سوري في تركيا بكل التداعيات السلبية الناتجة عن ذلك، بعد أن لم يعد هؤلاء اللاجئين ورقة للاستثمار باتجاه أوروبا كمهاجرين، أو ضد الدولة السورية. ثم قد يتذكر أردوغان أن أمن حدوده الجنوبية كانت قد ساهمت سوريا في توفيره، قبل أن ينقلب عليها، وتوعده الأسد بأن يأتي فاتحا ويصلي في المسجد الأموي.
ومع ذلك لا يستطيع أحد أن يتجاهل تأثير القطيعة مع أنقرة على الاقتصاد السوري والتبادل والعلاقات البينية والاجتماعية، كما أن سوريا هي بوابة أنقرة نحو دول الخليج ومصر وشمال أفريقيا.وأردوغان يدرك ذلك، سيما بعد أن استيقظ من حلم الخلافة على عزلة تركيا على الأقل عن أسوق لدول ثرية ريعية مستهلكة من شأنها أن تنعش الاقتصاد التركي.
ثم لا شك أن أردوغان وهو يعيد حساباته من سوريا ضمن ميزان الربح والخسارة بالمعنى السياسي والمادي، قد رأى تفكك التحالف المعادي لسوريا من عرب الخليج، ثم عودة العرب إلى سوريا كما جامعة أبو الغيط، باستثناء إمارة قطر التي اعتبرت إسقاط سوريا مسألة شخصية.
إن إعادة صياغة العلاقات بين دمشق وأنقرة ليست هي مصلحة للبلدين فقط، ولكنها في صالح استقرار وأمن المنطقة ولصالح شعوبها، وهي من جهة أخرى رسالة غير مباشرة إلى أمريكا التي لن يرضيها تطبيع العلاقات بين البلدين التي تربطهما روابط تاريخية، فيما هي تضغط على السعودية للتطبيع مع الكيان الصهيوني عدو الأمة، فيما تحتل أجزاء من سوريا وتشجع انفصال الأكراد، وتفرض حصارا اقتصاديا خانقا مع أدواتها الأوروبية على الشعب السوري.
وأخيرا أقول إن شجاعة التوجه نحو تطبيع العلاقات التي هي في صالح الشعبين، لن ترضي المتآمرين على سوريا وتركيا من دول وقوى إرهابية. ومن ثم فإن واجب الطرفين هو وعي ذلك، ومواجهة هولاء الذين لا يريدون الخير للشعبين التركي والسوري.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس اليسار الفرنسي.. ودور اليسار الفلسطيني
- توافق حمساوي- إسرائيلي على إطار الصفقة.. ولكن!
- الضفة.. كانت وما زالت هي المستهدفة
- انفجار فقاعة الحريديم لن تكون آخر متاعب نتنياهو
- اليوم التالي.. وفخ الوصايةالأجنبية
- طوفان حماس.. مقاربات مفصولة عن الواقغ
- طوفان الأقصى.. قراءة مشاكسة
- لتطويق تقرير نافي بيلاي.. حتى لا يوصم النضال الفلسطيني بالإر ...
- ضحايا محرقة عزة.. كثمن لوقف الحرب وليس التحرير!
- الاجتماع العسكري العربي الصهيوني في المنامة.. أي دور؟
- طوفان الأقصى.. بين كونه - تابو- ، وحق النقد
- الطوفان بين حرب التحرير.. ووقف إطلاق النار
- إدارة غزة.. بين شرعية السلطة وبندقية حماس..!
- معبر رفح.. الغياب الفلسطيني
- اليوم التالي للحرب.. مشروع وصاية أمريكي على غزة
- الجنائية الدولية..الكيان الصهيوني في قفص الاتهام
- عيد أطفال غزة .. مختلف *
- أمريكا.. لا أقل من صفقة رهائن هذه المرة
- بايدن ونتنياهو: معركة رفح.. نعم بشرط
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية 2/2


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الصين تستضيف اجتماعا للفصائل الفلسطينية
- برلماني روسي: موسكو لن تشارك في أي قمة سلام بشروط أوكرانيا أ ...
- نيجيريا والإمارات تتفقان على استئناف الرحلات الجوية وإصدار ا ...
- أوربان يدعو رئيس المجلس الأوروبي إلى استئناف العلاقات مع روس ...
- بايدن ينتقد مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس ويتهمه بالتملق للأث ...
- السلطات الأمريكية ستجري تحقيقا في تعامل الأجهزة الأمنية مع م ...
- عدد المصابين بفيروس حمى النيل في إسرائيل يحطم رقم قياسيا مسج ...
- دونيتسك: أكثر من 189 ألف قذيفة أطلقتها قوات كييف منذ فبراير ...
- أوربان: في حال فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية سيعمل فورا كوس ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - المصالحة التركية السورية..بين إرادتي الطرفين وألغام المتضررين