أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عيسى بن ضيف الله حداد - أمم وفضاءات














المزيد.....

أمم وفضاءات


عيسى بن ضيف الله حداد

الحوار المتمدن-العدد: 8037 - 2024 / 7 / 13 - 18:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أرى وجود نموذجين من الأمم: الأمم القديمة، والأمم الحديثة. هذا جلّي للعيان أدركه المؤرخون وعلماء الاجتماع من كل الأطياف، وكان له في الدراسات الماركسية حضور واسع الشأن.. يكمن الفرق بينهما في زمن وعملية التشكّل التاريخي لكليهما..
في الأمم القديمة: تشكلّت تلك الأمم القديمة على وقع انطلاقة الحضارات الأولى في العالم، وبالتحديد على خط المحور الممتد، من الصين والهند إلى بلاد العرب. وينطبق ذلك بكيفية ما على روسيا.. (حضارات الأنهار) ...
أما الأمم الحديثة: تبدو على نحو عام، في أمم القارة الأوربية والأمريكية وأستراليا. ظهرت هذه الأمم بشكل أساسي على وقع ظهور النمط الاقتصادي الرأسمالي، فمن خلال السوق الرأسمالية في
قسماتها المناطقيّة، تشكّلت هذه الأمم..
في واقع الأمر، يظهر ثمة فرق واضح في مظهر التشكّل، ناجم عن
التباين في سيرورة التشكّل لكلٍ من هذين النمطين: ففي حال الأمم القديمة، نظراً لتنوع واختلاط الحدود في بيئة البنية التحتية الحاضنة لمسيرة التشكّل، مما أدى إلى حضور عدد من المكونات الانتقالية (الوسيطة) بين الفرد والأمة (كحال القبائل والطوائف والأقليات)..
بينما نجمت عن مسيرة التشكّل في الحالة الثانية المتمثلة بالأمم الحديثة، نمط من علاقة مباشرة، دونما وساطة، تربط الفرد بالدولة والوطن، المتمثل بمرجعيته المنبثقة بكيفية ما في السوق.
لعل لهذا التباين بمسبباته ومظهره، ما يفسر لنا سهولة الأمم الحديثة لتجاوز ذاتها لتتوسع أفقيا، بحسب توسع السوق الرأسمالية (كأوروبا الحديثة)، بينما تنزع بعض من الأمم القديمة للبقاء في مساكنها والتأقلم مع الحقائق العصرية المستجدة (كحال الصين أو روسيا)، في حين أن بعضها الآخر يصبح تحت مبضع التفكك، كما حدث في الهند حينما انشقت عنها الباكستان باسم تباين الدين، ثم انشقاق بنغلادش عن باكستان باسم تباين الجغرافية.. وهذا ما حدث لدى العرب في ظل من سبب وسبب، وذرائع من كل ما هب ودب.. على وقع من ذلك، تلوح لي ثمة حقيقة، تتمثل بكون النظام الرأسمالي العالمي ينحو بطبيعته نحو الثنائية في ظل من الاستقطاب، ففي الوقت الذي يتوسع متمركزاً في عقر داره، يشجع بكيفية أو بأخرى (بآلية مباشرة أو غير مباشرة) على تفكيك محيطه..
ليس من المستغرب والحالة هذه، أن تعمل النخب الحاكمة المسيّرة للنظام الرأسمالي العالمي، على تشجيع حالة التفكك والبعثرة في بلدان المحيط، مستغلة هشاشة حالة الاندماج الاجتماعي، لكونه لم يكتسب ماهية حداثية (كحال الدول الرأسمالية)..
أما عن السبب الكامن من وراء هذه السياسة، إنما يعود لأسباب اقتصادية، هدفها ربط هذا المحيط بعجلته، لاستثماره، على سبيل دوام سير عجلته كنظام مهيمن على العالم..
على وقع من حالة الاستقطاب السائدة على المدى العالمي، يعمل النظام الرأسمالي الغربي وهو يسعى في عولمة نظامه، يؤدي في منحى سيره التصاعدي إلى حالة دفع آلي لتفكيك فضاءات المحيط.. وكان من نصيب دائرتنا العربية نظراً لأهميتها الإستراتيجية نصيب الأسد، من محنة التفكك والتفكيك..
على ذات المنوال، تم وضع الدائرة الإفريقية في حالة من الجغرافيا السياسية التي تخدم هذا الغرض..
وليس من المستبعد، أن يكون لهذا المسار، في غمرة من سعيه نحو
توحيد مجاله الجغرافي الأوربي، جرى التفكيك الآلي للفضاء السوفيتي، حيث تحولت أطرافه طواعيةً إلى سبايا.. ولعل ثمة محاولة إلى تفكيك روسيا ذاتها.. وعلى ذات النسق يتم الحفر السري والعلني في مدى الفضاء الصيني..
الجدير بالبيان، أن تماسك الصين يعود للثورة الصينية ولتقدمها الاقتصادي النوعي، وينطبق الأمر على روسيا، من حيث الثورة البلشفية قد من عززت وجودها.. وما على العرب في هذا الصدد سوى تمثل أحد الحلين، إما انتهاج طريق التجربة الصينية والروسية لكي يعززوا من وجودهم التاريخي، أو السير في طريق آخر يتماثل مع ما يحدث في أمريكا اللاتينية...؟
والسؤال، هل يؤدي هذا الاستقطاب إلى مواجهة مضادة من قبل
المتضررين منها.. فلننتظر.



#عيسى_بن_ضيف_الله_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من شعري / اللحظة تكتبني / لا أكتنبها
- ممختارات شعرية
- مقاربة أولية مع الزمن الجاهلي
- بابل من رمز الازدهار إلى حضيض الانهيار
- من أوراقي/ حزيرانيات
- العرب القدامى في ظل الإمبراطوريات
- نظرة عجولة في الإسلام
- شعراء الغرب يمجدون النبي محمد / من فيكتور هوجو الفرنسي حتى غ ...
- قصيدة كتبتها غداة الثورة التونسية / نسيت نشرها
- في الشعر / مع دبوان/ أناشيد القهر والحداد
- مع الشعر/ أناشيد القهر والحداد
- على خطى بودلير / ما بين الفرنسية والعربية
- من التراث المسيحي
- ساموزات نبي التحالف العربي الآرامي
- ما بين العرب ومعهم الفينيق ضد الاغريق
- الطريق إلى الكهوف / مقتطف من مدونات كهوف قمران والبحر الميت
- في مواجهة نظرية لنزعة المركزية الأوربية
- من تاريخ المسيحية الثورية القديم / كنموذج
- مقتطفات من عمل مطول تاريخي لي / من االتاريخ القديم كرؤية
- ما بين الإسكندر المقدوني والعرب


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عيسى بن ضيف الله حداد - أمم وفضاءات