أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مالك ابوعليا - حول مسألة دراسة تاريخ المُجتمعات البدائية انطلاقاً من الاثنوغرافيا















المزيد.....



حول مسألة دراسة تاريخ المُجتمعات البدائية انطلاقاً من الاثنوغرافيا


مالك ابوعليا
(Malik Abu Alia)


الحوار المتمدن-العدد: 8037 - 2024 / 7 / 13 - 16:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مؤلف المقال: آبرام اسحاقوفيتش بيرشيتز*

ترجمة مالك أبوعليا

الملاحظات والتفسير بعد الحروف الأبجدية بين قوسين (أ)، (ب)... هي من عمل المُترجم

يحتل تاريخ المُجتمعات البدائية دوراً هائلاً جداً في الفهم الماركسي للتاريخ، وذلك لأنه يُساعد على حل عددٍ من المسائل. وتؤكّد الماركسية أن المُجتمع البدائي، أو المشاعية البدائية، كانت أول تشكيلةٍ اجتماعية-اقتصادية في تاريخ البشرية، والتي لم تعرف المُلكية الخاصة ولا الطبقات المُتناحرة ولا سُلطة الدولة. ان مفهوم المشاعية النقية، قد مكَّنَ مؤسِّسا الشيوعية العلمية من تبيان الطابع العابر والمشروط تاريخياً لجميع مؤسسات المُجتمع الطبقي. وتجدُر الاشارة الى أن ماركس وانجلز، اعتمدا، في فهمهما لتاريخ المُجتمع البدائي، على الأبحاث التي أُجرِيَت في القرن التاسع عشر، وخاصةً أعمال مورغان. ومنذ ذلك الحين، تراكمت كمية هائلة من المواد والدراسات، مما سيجعل بعص استنتاجات ذلك الزمن غير صحيحة. أدّى هذا، الى أن بَرَزَت أمام العُلماء مهمة تحديد أي الاستنتاجات تحتاج الى تنقيحٍ أو مُراجعة، التفصيلية والثانوية، أم تلك المنهجية وذات الطابع المبدأي؟ وكان الحل الثاني هو الذي ساد في الانثروبولوجيا الغربية. وقد واصَلَ بعض العُلماء مُحاولة اثبات الطابع الأصيل لأشكال المُلكية الخاصة البدائية وسُلطة الدولة، وما الى ذلك(1). ومن الجدير بالذكر، أنه حتى هؤلاء العُلماء، مثل ارنست جيلنرErnest Gellner الذين يطرحون تقييماً ايجابياً لنظرية التشكيلات الاجتماعية-الاقتصادية، يُشككون في النظام المشاعي البدائي(2). ومن هُنا تبرُزُ الأهمية التي يوليها العلم الماركسي لدراسة المُجتمع البدائي وتاريخه على أساس الحقائق والبيانات المُتاحة اليوم.
الهدف الآخر لدراسة المُجتمتع البدائي، هو تزويد العلم بمعارف جديدة. وهنا ننطلق من القناعة القائلة بأن أي ظاهرةٍ ثقافية لا يُمكن فهمها الا ان تمت دراستها من خلال سياقها التاريخي-النشوئي، وليس فقط من جانبها البُنيوي-الوظيفي. هُناك العديد من عناصر الثقافة المُتجذّرة في الماضي البدائي، أي نشأت منذ زمنٍ بعيدٍ جداً، ولكن تجلَّت في زمنٍ لاحقٍ بشكلٍ مُعدّل.
وأخيراً، لا يزال هُناك غَرَضٌ آخر لدراسة تاريخ المُجتمع البدائي، وهو ذو أهميةٍ عملية. يوجد اليوم عددٌ لا بأس به من الشعوب التي لا تزال بقايا المُجتمع ما قبل الطبقي حاضرةً عندهم، وغالباً ما اندمجت اليوم مع أحدث العلاقات الطبقية. إن التقييم الاثنوغرافي لظواهر مثل البقايا العشيرية والمشاعية، ونشاط الجمعيات السرية والقَبَلية، وما الى ذلك، قد يُساعد هذه الشعوب في تقدمها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
ومن الأسباب الأُخرى التي تجعل دراسة تاريخ المُجتمعات البدائية ذو أهميةٍ خاصة، الى جانب الأهداف المُتعلقة بالنظرة الى العالَم والمهام العمَلية، هو تميّز منهجيتها ومصادرها. في حين أن فروع العلوم التاريخية الأُخرى تعتمد بشكلٍ أساسي على الآثار لمكتوبة، الا أن تاريخ المُجتمع البدائي، على الأقل قبل ظهور المُجتمعات الطبقية الأُولى، يتعلق بشكلٍ كُلّي بمرحلة ما قبل الكتابة في تاريخ تطور الانسانية، ويُعاد بناءه على أُسُس أُخرى. ومن هُنا فإن الاتجاه نحو التمييز بين البحث الذي يدرس الشعوب المُتحضّرة (الطبقية) التي لديها لُغة مكتوبة من جهة، ودراسة أركيولوجيا "ما قبل التاريخ"، أي دراسة المُجتمع البدائي قبل وصوله مرحلة الحضارة من جهةٍ أُخرى(3)، نقول، هذا التمييز، يُعتَبَرُ سمةً من سمات الفهم الغربي للأبحاث التاريخية الذي يعود الى رادكليف براون Radclifle-Brown. حَصَلَ هُناك نوعٌ من التسوية بين هذين الجانبين، وفي الوقت ذاته، تقدُّمٌ ملحوظ في الخمسينيات، عندما انبثَقَ فرع "التاريخ الاثني ethnohistory من داخل الانثروبولوجيا الاجتماعية-الثقافية الأمريكية، من أجل القيام-كما يتصور البعض- باعادة بناء تاريخ الشعوب ما قبل التاريخ، من خلال الجَمع بين المصادر المكتوبة التي أنتجتها المُجتمعات المُتحضّرة حول المُجتمعات البدائية المُجاورة من جهة، والبيانات الاثنوغرافية وغيرها، من جهةٍ أُخرى(4). من الناحية المنهجية، هذه الفكرة تُشبه فكرةً أُخرى، صيغَت في العلوم الأوروبية الغربية في وقتٍ أسبق الى حدٍّ ما، وهي فكرة تسليط الضوء على ما قبل التاريخ مع ظهور مصادر مكتوبةٍ في أجزاءٍ أُخرى من العالَم والتي أرَّخَت الشعوب الأُخرى قبل أن تصل الى المُستوى الحضاري(5). من الواضح أن المنهج التأريخي الشكلي يحل هُنا محل المنهج الجوهري في الدراسة. لكن في الواقع، فإن جميع الشعوب، مهما كانت المصادر المُستخدمة لإعادة بناء تاريخها، هي موضوع عملية تاريخية واحدة، وبالتالي، يُدرَس تاريخ جميع الشعوب بواسطة علم تاريخي واحد، على الرغم من أن هذا الفرع أو ذاك من علم التاريخ (والمباحث المُجاورة له)، يتخصص بطبيعة الحال، في دراسة مراحل تاريخية مُختلفة. ولهذا السبب تحديداً، نحن ننظر الى علم تأريخ المُجتمع البدائي-على الرغم من أنه يعتمد بشكلٍ شبه كامل، ليس على بيانات مكتوبة، بل على بياناتٍ أركيولوجية وأنثروبولوجية واثنوغرافية وغيرها- على أنه عُنصرٌ عضوي من عناصر علمٍ تاريخيٍ واحد. في الوقت الحاضر، هذه المُقاربة للمسألة، والتي أكَّدَ عليها ماركس وانجلز (في كتابهما "الايديولوجيا الألمانية" القائلة بأنه لا ينبغي مُعارضة التاريخ بما قبل التاريخ)، صارت، على الأغلب، تجذب الباحثين الغربيين أيضاً(6). هناك عدد من الأبحاث في الآونة الأخيرة، التي تُعارض التاريخ بالتاريخ الاثني. وهكذا، يُلاحظ تشارلز هيدسون Charles M. Hudson: "هُناك سببٌ وجيه لاعتبار أنه من خلال دراسة الشعوب القديمة من منظور التاريخ الاثني، فإننا نُخرجها من قائمة الانسانية التي ننتمي اليها نحن"(7).

***

ما هي امكانيات إعادة بناء تاريخ المُجتمع البدائي اليوم؟ ما مقدار البيانات المتوافرة في المصادر المُختلفة؟ وما هو ذلك الجُزء من تلك البيانات الذي يُعتَبر اثنوغرافياً بحق؟ يُمكن الاجابة على هذه الأسئلة بشكلٍ مُختلف، فيما يتعلق بفترات تطور المُجتمع البدائي المُتنوعة.
بالنسبة الى أقدم عصور العصر الحجري القديم الباكر، تحوز البيانات التي تطرحها أنثروبولوجيا العصر الحجري وعلم الرئيسيات primatological، وخاصةً الأركيولوجيا، أهميةً أساسية، إن لم تكن استثنائية. إن الأدلة التي تطرحها أنثروبولوجيا العصر الحجري، مثل الجماجم، وعلامات الاصابات على بقايا العظام، وأماكن الدفن، وما الى ذلك، تُوفّر مادّةً تُمكننا من الحُكم على البُنى النفسية والديمغرافية والاجتماعية للمجموعات البشرية وأشباههم (أوسترالوبيثيكوس أو القرد الجنوبي). ومع ذلك، لا ينبغي المُبالغة في تقدير أهميتها: فهي ليست وافرةً بما فيه الكفاية، خاصةً فيما يتعلق بالاستنتاجات المُتعلقة بحياتها الاجتماعية، وهي بذلك لا تُمكننا دائماً من تحديد ما هي القاعدة وما هو الاستثناء. إن المجال الذي يُمكن المرء فيه من أن يستخدم نتائج علم الرئيسيات، بصرف النظر عن مدى صحتها، يقتصر على المراحل الأولى من النشوء الاجتماعي. في هذا السياق، صارت تتزايد أهمية البيانات الأركيولوجية التي تنمو بوتيرة متسارعة، على الرغم من أنه هُنا أيضاً، عند تطبيقها على عصرٍ مُحددٍ ومجالٍ مُعرّفٍ جيداً، إلا أن الحقيقة تقع في مكانٍ ما في مُنتصف الطريق بين التفاؤل الحذر الذي يمتاز به غوردون تشايلد والتشاؤم المُعتدل لدى سيغفريد ديلايت Sigfried J. De Laet(8). ليس من قبيل المُصادفة، أنه في الأركيولوجيا، وكذلك في أنثروبولوجيا العصر الحجري القديم، تقود دراسة نفس البيانات العديد من العُلماء الى استنتاجاتٍ مُتعارضة تماماً. لنأخذ على سبيل المثال، عمليات التنقيب الأخيرة في مستوطنات العصر الحجري القديم الباكر في الأراضي السوفييتية (كودارا Kudaro، تسونا Tsona، آزيخ Azykh وغيرها)، والتي يرى فيها بعض الأركيولوجيين دليلاً على الوجود العالمي للمشاعة، أي الجماعيات التي كانت مُتماسكة اجتماعياً، ويرى آخرون فيها مُجرّد ارهاصاتٍ قطيعية بدائية للتنظيم المشاعي اللاحق(9). وبشكل عام، يؤدي الافتقار الى بياناتٍ اثنوغرافية كافية لذلك العصر الى جعلهِ مثاراً لمناقشاتٍ نظرية حادّة فيما يتعلق بمسألة صحة وضع البيانات والمصادر في إطار التشكيلة المشاعية البدائية(10). صحيح أن أتباع اتجاه "الاركيولوجيا الجديدة" الذي نشأ في الولايات المُتحدة الأمريكية في التسينيات، يعتقدون أن مناهج إعادة بناء التاريخ يُمكن أن تعتمد على تحليل النُظُم الأثرية المُكونة من العناصر التي يُعثَرُ عليها في المواقع، وأنه تتم اعادة بناء العناصر الغائبة في هذه الحالة عن طريق مُقارنة بعض الأنظمة الأثرية مع غيرها بمساعدة تحليل عدد كبير من الحقائق بالطُرُق الاحصائية والحاسوبية. ولكن، حتى أبرز مُمثلي هذا الاتجاه لا يُنكرون أهمية البيانات الاثنوغرافية كوسيلة لنمذجة العلاقات الاجتماعية المُعاد بناؤها من جهة، والتحقق من الفرضيات الأركيولوجية الصرف(11)، من جهةٍ أُخرى. لن أقوم هُنا بتحليل المنهجيات الأركيولوجية، ولكن سأقتصر على الاشارة الى أهميتها الكبيرة نسبياً لدراسة المُجتمعات الاجتماعية-الثقافية لتلك العصور الباكرة التي ليس لدينا أي موازٍ اثنوغرافي لها.
بقدر ما تجاوزَ الانسان البدائي حدود العصر الحجري الباكر، فقد أصبحنا نمتلك، الى جانب حقائق الأركيولوجيا، بياناتٍ اثنوغرافية عن شعوب العالم المُتخلفة في تطورها. لا جدال في أن كُلاً من الأركيولوجيا والاثنوغرافيا تلعبان دوراً هاماً في فهم هذه المُجتمعات. فالأركيولوجيا تُعيدنا الى ذلك الزمن الذي يُعاد بناؤه بشكلٍ مُباشر، والاثنوغرافيا تُلهمنا بطابعها الشمولي والصارم. من الضروري أن نُطبق كلا المبحثين (وينبغي أيضاً استخدام المصادر المكتوبة ما أمكَنَ ذلك)، وهذا ما أصبَحَ أكثر انتشاراً في وقتنا الحاضر. ولكن كما لاحَظَ الاثنوغرافي السوفييتي فلاديمير كابو، في حين تبني لنا الأركيولوجيا الهيكل العظمي للمُجتمعات، فإن الاثنوغرافيا تُمكننا من الحُكم على بُنيتها الحية ووظائفها(12). وهذا يُثير مسألةً أساسيةً لتقييم تاريخ المُجتمع البدائي: ما مدى قُدرة البيانات الاثنوغرافية على فهم واستيعاب تاريخ المُجتمع البدائي؟
هناك منهجيتان لاستخدام البيانات الاثنوغرافية لإعادة بناء التاريخ البدائي: المنهجية التاريخية المُقارنة، ومنهجية البقايا. الأولى هي المنهجية الأساسية التي يتم بموجبها اعادة بناء الماضي البدائي للبشرية من خلال مُقارنة تلك المجتمعات البدائية القديمة التي اندثرت، مع الشعوب التي تتخلف في الوقت الحاضر عن ركب التطور. إن المنهجية التاريخية المُقارنة تستدعي مسألة وحدة التاريخ العالمية، وبالنسبة الى أي شخصٍ يعترف بهذه الوحدة، فإن هذه المنهجية لا شك فيها. بعبارةٍ أُخرى، ان الاعتراف بأن التاريخ العالمي يحوز على قوانين واحدة، وبأن المُجتمعات البشرية جميعها (حاضراً وماضياً) كانت، في مراحل تاريخية مُحددة، ذات بُنية اجتماعية-اقتصادية مُتماثلة، نقول الاعتراف بذلك، يؤدي الى الاعتراف بأهمية دراسة المجتمعات البدائية في الماضي بمُقارنتها بالمُجتمعات المُتخلفة المُعاصرة، أي باستخدام المنهجية التاريخية المُقارنة. ومع ذلك، فإن هذه المنهجية تُواجهها عدة صعوبات عند تطبيقها بشكلٍ ملموس، وهي صعوبات تنشأ من مسألة قابلية المُجتمعات على المُقارنة، وإن كانت المُجتمعات قيد المُقارنة، مُتطابقة في مُستوى تطور قُواها المُنتجة والمرحلة التي تمر بها.
وعلى النقيض من النزعة التطورية الكلاسيكية، مثلما هي عند باستيان وتايلور، فإننا نعلم جيداً أن وحدة العملية التاريخية لا تُحددها طابع القوانين السوسيولوجية فحسب، بل تُحددها كذلك طابع الروابط التي تصل بين مُختلف المجموعات الانسانية، وهي روابط تتزايد وتتعمق باطراد في سياق التطور التاريخي(13). وقد حَدَثَت هذه الروابط والاتصالات في العصر البدائي أيضاً، ولكنها اكتسَبَت أهميةً خاصةً مع ظهور واتساع مساحة الحضارات المؤثرة، والتي صار تأثيرها، محسوساً على أطرافها البدائية القريبة والبعيدة. حتى عُزلة السكان الاستراليين الأصليين لم تكن مُطلَقة في فترة ما قبل الاستعمار، وتزايَدَ تأثير المُجتمعات الأكثر تقدماً، على المُجتمعات البدائية منذ زمن الاكتشافات الجُغرافية العظيمة. ولا ينبغي المُبالغة بهذا التأثير أيضاً: ففي أكثر من مُناسبة تم لفت الانتباه الى حقيقة أن التأثيرات الخارجية تكون فعالةً بقدر ما أن المُجتمعات المُتلقية للتأثير جاهزة داخلياً لذلك. لا يسعني سُوى أن أتفق مع اولئك الباحثين الذين يرون أن عدداً كبيراً من المُجتمعات المُتخلفة التي درسها الاثنوغرافيون في العصر الحديث، قد تعرَّضت لتأثيرٍ خارجيٍّ في العصور السابقة، وأنها غير قادرة أن تُمثّل بشكلٍ كامل تاريخ المُجتمع البدائي القديم(14). هناكَ عاملٌ آخر لا يُستهان به. إن حقيقة تخلف بعض القبائل في تطورها، تطرحُ سؤالاً حول ما ان كان بالامكان دراستها على أساس أنها تُشبه القبائل البدائية في العالَم القديم التي تقدَّمَت بمعدلٍ أعلى بكثير، وبالتالي، ما اذا كانت تلعب دوراً ما، العوامل الجُغرافية والتاريخية-من بين عوامل أُخرى- والتي تُسبب الركود. وينطبقُ هذا بشكلٍ خاص على قبائل الصيد واللقاط الأقل تطوراً، والتي أطلَقَ عليها الانثروبولوجي الأمريكي مارشال ساهلينز Marshall Sahlins عن حق، (الأُناس على الهامش) displaced persons(15). ربما تكون هذه المُجتمعات قد انحلَّت جُزئياً وقد يُمكن اعتبارها مُشوهة.
ليس من قبيل الصُدفة، أن العديد من العلماء الغربيين في الآونة الأخيرة، رغم اعترافهم بصحة المُقارنات الأركيولوجية-الاثنوغرافية بين المُجتمعات البدائية المُعاصرة والقديمة، يحصرون إمكانية اجراءها في تلك المناطق التي يُمكن فيها تتبع استمرارية التطور، أركيولوجياً(16)(أ). ومع ذلك، فإن وجهة النظر هذه، التي يتم فيها استخدام "المُقارنة المضبوطة للغاية"، والتي اقترحها ايغان عام 1954، تبدو مُتطرفةً للغاية. إن نظرية الأنماط الاقتصادية-الثقافية، التي تطورت في الاثنوغرافيا السوفييتية، تفتح امكانيات هائلة لمُقارنة مُجتمعاتٍ من أنماط مُتماثلة، بصرف النظر عن موطنها واستمراريتها الثقافية(17). اتخذ موقف مُماثل الاركيولوجيين الأجانب مثل جيفري كلارك Jeffery J. Clark. برأيه التطور اللامُنقطع يزيد من وثوقية المُقارنات، لكن هذه المقارنات تكون مقبولة عندما يتعلق الأمر بالمُجتمعات ذات المُستوى المُماثل في تطور وسائل تأمين معيشتها وايكولوجيتها(18).
كُل هذا، يوضح أن المُجتمعات الحديثة (بالمعنى الواسع للكلمة) المُتخلفة في تطورها ليست دريفةً للمُجتمعات البدائية، بل شبيهةً لها، وأنه عند الاسترشاد بالمنهجية التاريخية المُقارنة، يجب على المرء أن يسير على خُطى استخلاص النتائج بالقياس، مع مُراعاة الشروط البحثية المُعتادة للتأكد من تلك الاستنتاجات. وكما هو معروف، يجب أن يرتكز القياس على أكبر عددٍ مُمكنٍ من السمات المعنية. وبالنظر الى الى أهدافنا، فإن هذا يعني أنه من أجل التوصّل الى استنتاجاتٍ حول النموذج التاريخي البدائي القديم أ، يجب التأكد من تشابهه مع النموذج الاثنوغرافي أ1، والذي يُقارَن به عدد كبير من السمات العامة التي كُشِفَ عنها أركيولوجياً في النموذج الأول، واثنوغرافياً في الثاني. كلما كان عدد تلك السمات أكبر، كلما زاد احتمال القياس، والعكس صحيح. اذا كانت بعض السمات الهامة للنموذجين غير مُتطابقة، يُصبح القياس غير صالح. من الهام أن نأخذ في الاعتبار مُتطلباً آخر لزيادة احتمالية الاستنتاجات التي يتم التوصل اليها عن طريق القياس: يجب أن تكون السمة التي يُكشَف عنها، مُرتبطةً بسماتٍ أُخرى قدر الامكان، وأن يتم تحديد جوانبها بشكلٍ وثيقٍ قدر الامكان.
فما هي حُدود تطبيق المنهج التاريخي المُقارن (والذي يُمكن الاصطلاح عليه بمنهجية المُقارنة الاثنوغرافية)، من حيث المراحل والموضوعات؟
فيما يتعلق بالعصور الأركيولوجية، غالباً ما يتم تطبيق هذه المنهجية على العصر الحجري القديم الأعلى، لأن الثقافة المادية لسكان تسمانيا الأصليين، والى حدٍّ ما استراليا، تُشبه ثقافة العصر الحجري القديم الأعلى أو المُتأخر. لكن مع كُل ذلك، فإن هذا التشابه محل جدل، لأن الاختلافات بين هذه المُجتمعات الحاضرة وتلك القديمة ليست أقل أهمية أيضاً. نحن هُنا، نتعامل مع أشكال مُختلفة من أنشطة الصيد ومُستويات مُختلفة من الحياة المُستقرة، والتي، حتى عندما تكون العناصر الأساسية الأُخىر مُتشابهة تقريباً، ستؤثر على التنظيم الاجتماعي ككُل. وليس صُدفةً أن يُحاول باحثون آخرون اعادة بناء التنظيم الاجتماعي لمُجتمعات الصيد واللقاط الكلاسيكيين الذين عاشوا في العصر الحجري القديم الأعلى، عن طريق القياس مع مُجتمعات البستنة Horticulture المُستقرة، مما يُعد أيضاً أمراً مُثيراً للجدل. قد يكون الأمر أنه ليس لدينا نظائر أو شبيهات اثنوغرافية موثوقة لمُجتمعات العصر الحجري القديم الأعلى على الاطلاق. ولكن تتوفر بشكلٍ مؤكد الشبيهات أو النظائر الاثنوغرافية للعصر الأركيولوجي التالي على الأقل فيما يتعلق بالعديد من مناطق العالَم: أدوات الانتاج، اتجاه ومُستوى التطور الاقتصادي، طبيعة المُستوطنات وأماكن المعيشة، وتتطابق بعض السمات الأُخرى فيما يتعلق بمرحلة العصر الحجري الوسيط من جهة، وبين قبائل الصيادين وجامعي الثمار الجوالين في العصر الحديث من جهةٍ أُخرى.
الآن، بقدر ما يتعلق الأمر بهذه المسألة، تكون هذه المنهجية أكثر فعاليةً عند تطبيقها على البُنى الاجتماعية-الاقتصادية، وليس على البُنى الايديولوجية الاجتماعية. وهذا أمر طبيعي، لأن الأولى تتحدد بشكل أكثر صرامة من خلال عناصر الانتاج المادية. وبالتالي، فإن التنظيم الاجتماعي للصيادين وجامعي الثمار الجوّالين، هي، كقاعدةٍ عامة، هي من نفس النمط وتتكون من مجموعات محلية مُشكَّلة من عائلاتٍ نووية وروابط قُربى إما أبوية أو أُمومية. بالاضافة الى ذلك، يؤدي الافتقار الى تحديدٍ صارمٍ للعلاقة السببية في العديد من المجالات الثقافية، والذي يكشف عن انتظامٍ احصائيٍ وليس ديناميكي، الى فتح الأبواب واسعةً لمزيدٍ من المُقارنة الاثنوغرافية. ومن المُثير للاهتمام بهذا الصدد مُحاولات العُلماء السوفييت والغربيين لرسم الخطوط العريضة لبعض البُنى الاجتماعية-الثقافية المُترابطة. وهكذا، يُسلّط نيكولاي بوتينوف Nikolaĭ Aleksandrovich Butinov الضوء على بُنية درسها من خلال المواد المُتعلقة ببابوا، والتي تُميّز العصر الحجري الحديث. في هذه البُنية، تم دمج الاقتصاد المُنتِج سابقاً مع الشكل العشائري للمُجتمع والشكل النووي للأُسرة، والشكل العشائري للقرابة(19). يقوم تريغر وغيره من أنصار "الأركيولوجيا الجديدة" بتطوير فكرة المُكوِّن أو "النظام الفرعي" لمجموعة مترابطة من السمات الثقافية، والتي تتطور في ظروف ايكولوجية مُعينة(20). هُناك فُرص كبيرة كذلك، لتطوير هذه المنهجية من خلال استخدام الأساليب الرياضية في تحليل النُظُم.
بما أن المنهجية الاثنوغرافية مُقيَّدة بحدود الزمان والموضوع، فإن منهجية البقايا(ب) هي مُكمِّلٌ مهمٌ لها. يُمكن لهذه المنهجية أن تمتد الى جميع مراحل التاريخ الانساني البدائي لدراسة ظواهر البناء الفوقي (المؤسسات والأفكار) بنفس القدر الذي تمتد الى ظواهر البناء التحتي. ويُمكن تفسير ذلك بحقيقة أن ظواهر البناء الفوقي تتمتع باستقلاليةٍ نسبية، وكلما بَدَت هذه الأشكال بعيدةً عن قاعدتها الاقتصادية-الاجتماعية، كلما زاد استقلالها النسبي. ولكن تُواجه منهجية البقايا، مثل فكرة البقايا ذاتها، انتقاداتٍ قويةً في الغرب، وخاصةً من قِبَل الاثنوغرافيين الوظيفيين، وبعض الباحثين السوفييت (مثل فلاديمير كابو)(21). تتعلق الاعتراضات على هذه المنهجية، بالدرجة الأولى، بتشبيه تايلور للبقايا، بالأعضاء غير المُكتملة في العضوية الحية، وكذلك يعترض الباحثون على النظر الى تناقض احدى البقايا الثقافية في مُجتمعٍ ما بوصفها صفةً مُلازمةً لتلك البقايا، ويرون صعوبة تفسيرها في ضوء وجودها في مُجتمعٍ ما. هذا التفسير للبقايا ضعيف للغاية: من الصعب أن يجد المرء بُنية ثقافية ما، لا تخضع لتغيّراتٍ ما في ضوء تحولها الى بقايا ثقافية في مُجتمعٍ مُعيّن، وبالتالي، ستكتسب هذه البقايا مُحتوىً جديداً أو ستحصل على وظيفة جديدة في ظل النظام الذي يستوعبها.
ولكن هُناك نظرة أُخرى للبقايا قد تكون مُفيدة: بقايا الماضي التي احتفَظَت بشكلها القديم ولكنها اكتسب مُحتوىً جديداً. في هذه الحالة، سيؤمن تحليل الشكل الخارجي للبقايا فُرصاً ما لاعادة البناء الاثنوغرافي للظواهر التي تعود الى العصور التاريخية السابقة. هناك مثال كلاسيكي على ذلك في عادة التجنّب(جـ) avoidance عند الأفينيين في افريقيا. يبدو أن رادكليف براون على حق في قوله أن هذه العادات تمنع المشاجرات من الناحية الوظيفية. ولكن من الواضح أن هذه الوظيفة لا تتفق مع الشكل الصارم من أشكال الحظر، والذي (أي الحظر) أثبَتَ تايلور بشكلٍ مُقنِع، أنه لا يُمكن أن ينشأ سوى مع تغيّر العادات، وفي هذه الحالة، تغيّر عادة الزواج المحلّي (أي تحريم الزواج الداخلي ونشوء الزواج الخارجي).
إن منهجية البقايا ليست سهلةً بالطبع، وقد تفتح الباب لتفسيراتٍ مُختلفة جداً، وأحياناً تعسفية. وهكذا، يربط العديد من الباحثين العادات التي يتم بموجبها تربية الأطفال في عائلاتٍ أُخرى (الحضانة)، ببقايا الزواج الجماعي، أو الزواج بين الشخص وابنة اخته أو أخيه avunculate، أو بنفس العمليات التي تنشأ خلال عصر التشكّل الطبقي، أو بالعلاقة بين التابعين الموالين Vassals والوُلاة أو الأسياد suzerain في المُجتمع الاقطاعي الباكر(22). من بين هذه التفسيرات جميعها، يجد التفسيرين الأخيرين تأكيداً لهما في المواد التاريخية والاثنوغرافية التي تُشير الى تحوّل تدريجي لعادةٍ ما أثناء عملية انحلال النظام القَبَلي وتشكّل المُجتمع الطبقي. ومن ناحيةٍ أُخرى، يطرح التفسيرين الأولين أفكاراً منطقيةً صرفة، ولكن لم تثبتا من خلال البيانات الاثنوغرافية، حيث لم تُلاحظ عادة الحضانة في عائلاٍتٍ أُخرى، في القبائل البدائية. وبالتالي، فإن التطبيق الصحيح لمنهجية دراسة بقايا العادات البدائية في المُجتمعات الأكثر تطوراً، من أجل اعادة بناء المُجتمعات القديمة، يتطلب تحليلاً ضرورياً لجذورها الراسخة في مراحل لاحقة.
يتوسَّع مدى المصادر، التي هي أساس تاريخ المُجتمع، من خلال دمج هاتان المنهجيتان سالفتا الذِكر. وهكذا، على الرُغم من عدم وجود مُجتمعات مُعاصرة اثنوغرافية موثوقة للعصر الحجري القديم الأعلى، يُمكن للباحث أن يتعمق في تلك الحُقبة من خلال دراسة بقاياها في العصور اللاحقة، تلك البقايا المُسجَّلة (أركيولوجياً واثنوغرافياً). والمُحاولات التي قامَ بها يوري سيمينوف لإعادة بناء أشكال علاقات الانتاج الباكرة، والعشيرة المحلية الأصلية، والزواج الخارجي، على أساس بقاياها في مُجتمعاتٍ لاحقة، هي مثالٌ على ذلك(23).
هُناك منهجياتٌ أُخرى أضيَق، والتي يستطيع الاثنوغرافي من خلالها دراسة المُجتمعات البدائية القديمة. ومن بينها دراسة التقاليد الشفهية، وبالدرجة الأُولى، آراء الماضي التاريخي لهذه الشعوب، أي التاريخ الشفهي للشعوب البدائية المُعاصرة. لقد خصص الاثنوغرافيين السوفييت والأجانب، على حدٍّ سواء، أعمالاً للمنهجية المُستخدمة في هذا النوع من البحث(24).
أو أن اؤكِّد هُنا، على الدور المُتزايد الذي يلعبه تطوير المنهجيات الاثنوغرافية المُستخدمة في اعادة بناء تاريخ المُجتمعات البدائية. على النقيض من أنثروبولوجيا العصر الحجري والأركيولوجيا، التي تحوز على امكانيات كبيرة في حصولها على بيانات وقائعية جديدة-من خلال التنقيب- لا تنضب تقريباً، فإن الاثنوغرافيا، على العموم، قد استنفدَت، على العموم، مواردها الميدانية. من المُرجَّح، أن دراسة القبائل القليلة التي لم تُدرَس سابقاً، والتي تعيش الآن، وفقاً لبعض المصادر، في المناطق المُنعزلة في استراليا وغينيا الجديدة والأمازون، لن تُضيف الكثير الى الحجم الاجمالي للبيانات التي سَبَقَ وأن راكمتها الاثنوغرافيا. وينطبق هذا على المصادر الرسمية والسردية التي تحتوي على بياناتٍ اثنوغرافية. في هذه الظروف، يجب التركيز على تحسين وتطوير مناهج دراسة تلك البيانات التي يمتلكها علمُنا اليوم.
ومع ذلك، سيكون من الخطأ المُبالغة في تقدير امكانيات منهجيات اعادة البناء الاثنوغرافي لجميع المؤسسات العيانية وأشكال التشكيلة الاجتماعية البدائية، الموصوفة هُنا. نضطر في أغلب الأحيان، الى التعويض عن نقص البيانات الوقائعية من خلال الافتراضات، ولا نكون قادرين على اصدار أحكامٍ يقينية سوى حول الخطوط العريضة العامة للتطور الاجتماعي. لكن الفرضيات، وليس مُجرَّد المُلاحظات التجريبية، ضرورية لتطوير التعميمات النظرية، ودورها في دراسة تاريخ المُجتمع البدائي ليس أقل من دورها في أي علمٍ آخر. وبقدر تراكم البيانات الجديدة، لا بُد من التخلي عن بعض الفرضيات، كما حَدَثَ مع فرضيات مورغان حول أشكال الزواج الباكرة، في حين يجب تنقيح بعض تلك الفرضيات وتدقيقها، والبحث عن تأكيداتٍ جديدةٍ لها، كما حَدَثَ مع فرضيته حول نشوء "المُجتمع السياسي" على أساس نشوء المُلكية الخاصة، وهي فرضية طورها العلم الماركسي. إن مثل هذه العملية المنطقية لتطور المعرفة العلمية لا تنتقص من الدور الهام للنظرية والبحث النظري المُوسَّع. هذه الطريقة، هي الطريقة الوحيدة لتحليل الكم الهائل من البيانات الوقائعية التي تُوفرها دراسة تاريخ المُجتمع البدائي.

* آبرام اسحاقوفيتش بيرشيتز 1923-2007. تخرّج عام 1944 من قسم التاريخ في جامعة موسكو الحكومية. صار مُرشحاً في العلوم التاريخية عام 1948 ودكتوراً في العلوم التاريخية عام 1971 بأطروحة عنوانها (المجتمعات البدوية والمستقرة في المناطق العربية الشمالية في العصر الحديث).
صار بيرشيتز باحثاً في معهد الاثنوغرافيا التابع لأكاديمية العلوم السوفييتية منذ عام 1954، ورئيساً لقسم المجتمع البدائي في الأكاديمية منذ عام 1967. كان متخصصاً في التاريخ الاثنوغرافي للمناطق العربية: من كتبه (عرب شبه الجزيرة العربية 1958) و(النظام الاقتصادي والاجتماعي-السياسي للمناطق العربية الشمالية في القرن التاسع عشر والثلث الأول من القرن العشرين 1961)، وألَّفَ عدداً آخر من الكتب المُتعلقة بتاريخ المُجتمعات البدائية.


1- W. Nippold, Die Anfange des Eigentums bei den Naturvölkern und die Entstehung des Privateigentums, The Hague, 1954 Uber die Anfange des Staatslebens bei den Naturvolkern , ^eitschr. f. Ethnologie, 1956, vol. 18. The latest bulletin on modern Anglo- American and French literature: N.M. Keizerov and G.V. Maltsev, Contemporary bourgeois theories of the origin of political power". Sovietskaia Etnografia, 1974, no. 6 (in Russian).
2- E. Gellner, The Soviet and the savage , Current Anthropology, 1975, vol. 16, no. 4, 599
3- See Ε.Λ. Hoebel, Anthropology: the Study of Man, New York, 1966. D.S. Marshall, General anthropology: strategy of human science , Current Anthropology, 1967, vol. 8
4- N. Oestreich Lurie, Ethnohistory: an "ethnological" point of view , Ethnohistory, 1966, vol. 13, 1-2. C. Hudson, Folk history and ethnohistory , Ethnohistory, 1966, vol. 13
5- K.J. Narr, Vorderasien, Nordafrika und Europa , Abriss der Vorgeschichte, Munich, S. 5, 1957
6- See Yu. P. Averkieva, Ethnology and cultural (social) anthropology in the West , Snvietskaia Etnografia, 1971, no. 5, 15 (in Russian).
7- C. Hudson. The historical approach to anthropology . Handbook of Social and Cultural Anthropology, Chicago, 1973. p. 112
8- التطور الاجتماعي، ف. غوردون تشايلد، ترجمة لُطفي فطيم، مؤسسة سجل العرب.
.J. de Laet. I. Archaeologie et ses Problèmes. Berchen-Bruxelles, 1954
9- Y.P. Luibin, The Stone. Age in the Territory of the USSR, Moscow, 1970, p. 40 (in Russian). P.I. Borisovskii, The problems of the formation of human society and the archaeological discoveries of the last ten years , in Lenin - Ideas in the Study of the History of Primitive Society. Slave-Owning Society and Feudalism. Moscow, 1970. p. 74 (in Russian).
10- مجموعة مقالات ماركسية سوفييتية-الجزء الأول في الفلسفة وتاريخ الدين، ترجمة مالك أبوعليا. مقال: فريدريك انجلز والمسائل المُعاصرة المتعلقة بتاريخ المُجتمع البدائي، يوليان فلاديمير بروملي وآبرام اسحاقوفيتش بيرشيتز، ص116
11- L. Binford, Methodological considerations of the archaeological use of ethnographic data , in Man the Hunter, ed. R . B . Lee and V. DeV ore. Chicago. 1968. ρ 270
12- V.R. Kabo, The history of primitive society and ethnography: to the problem of the reconstruction of the past on the basis of ethnographic data , in Hunters, Gatherers, Fishermen, Leningrad, 1972, p. 61 (in Russian)
13- S.N. Artanovskii, The Historical Uniqueness of Mankind and the Mutual Influence of Cultures, Leningrad, 1967, p. 5 (in Russian).
14- A.M. Khazanov, The primitive periphery of pre-capitalist societies , in Primitive Society: Basic Problems of Development, Moscow, 1975, p. 194 (in Russian)
15- M. Sahlins, Stone Age Economics, Chicago-New York, 1972, p. 8
16- K.C. Chang, Major aspects of the interrelationship of archaeology and ethnology: some thoughts on comparative method in cultural anthropology , in Methodology in Social Research, New York, 1968, p. 240
أ- بعبارةٍ أُخرى، اذا كانت بالمستاع ايجاد قرائن اركيولوجية تُشير الى تطور الشعب البدائي المُعاصر المعني فإنه يُمكن حينها، أن نتحدث عن مُقارنتها بتلك الشعوب البدائية القديمة. ولكن ان كان هذا الشرط غير متوفر، فلن يكون بالامكان اجراء المُقارنة والاستناد عليها.
17- M.G. Levin and N.N. Cheboksarov, Economic-cultural types and historicoethnographic regions: towards the formulation of the problem , Sovietskaia Etnografia, 1968, no. 2. N.N. Cheboksarov and I.A. Cheboksarova, .nations, Races, Cultures, Moscow, 1971, pp. 169ff (both in Russian)
18- J.G. Clark, Archaeological theories and interpretation: old world , Anthropology Today, Chicago, 1957, p. 335
19- N.A. Butinov, Primitive-communal structure: basic stages and local variations , Problems in the History of Pre-Capilalist Societies, vol. 1, Moscow, 1968, p. 155 (in Russian).
20- B. Trigger, Beyond History: the Methods of Prehistory, New York, 1968
ب- منهجية البقايا، وهي طريقة دراسة بقايا العادات والتقاليد والأفكار البدائية في مجتمعاتٍ ما، من أجل إعادة بناءها نظريا في أصولها كما كانت في المُجتمعات البدائية.
21- V.R. Kabo, The problem of survivals in ethnography , Documents of the Eastern Commission of the Geographical Society of the USSR, Pubi. 1 (2), Leningrad, 1965 T h e history of primitive society a n d ethnography , Hunters, Gatherers, Fishermen, pp. 56ff (both in Russian).
جـ- علاقة التجنّب في المُجتمعات البشرية، هي التجنّب المؤسسي الرسمي لفردٍ أو لمجموعة أفراد، لفردٍ أو أفرادٍ آخر. يحدث التجنّب على منع وقوع الأحداث غير المرغوب فيها اجتماعياً. وهكذا، في العديد من المجموعات تُمارَس علاقة التجنّب من قِبَل أشخاص تُحظر عليهم العلاقات الزواجية أو الجنسية.
22- M.M. Kovalevskii, Law and Custom in the Caucasus, vol. 1, Moscow, 1890, pp. 14ff. M.O. Kosven, Ethnography and History of the Caucasus, 1961, pp. 111 ff. A.Ya. Gurevich, Problems of the Origin of Feudalism in Western Europe, Moscow, 1970, pp. 79ff. V.K. Gardanov, Fosterage, Moscow, 1973 (all in Russian).
23- Yu.I. Semenov, The Origins of Humanity, Moscow, 1966 The Origins of Family and Marriage, Moscow, 1964 (both in Russian)
24- J . Vansina, Oral Tradition: a Study of Historical Methodology, Chicago, 1965. C. Hudson, in Ethnohistory, vol. 13. S.M. Abramzon and L.P. Potapov, Folk ethnology as one of the sources for the study of ethnic and social history: on the basis of data drawn from Turkic-speaking nomads , Sovietskaia Etnografia, 1975, no. 6 (in Russian).

ترجمة مُختصرة لمقال:
Ethnographic reconstruction of the history of primitive society, A. I. Pershits, 1980



#مالك_ابوعليا (هاشتاغ)       Malik_Abu_Alia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسألة المُلكية الخاصة البدائية في الاثنوغرافيا الأمريكية الم ...
- المراكز المدينية في المُجتمع الطبقي الباكر
- تاريخ الري الزراعي في جنوب تركمانستان
- الشروط الايكولوجية لنشوء الزراعة في جنوب تركمانستان
- سوسيولوجيا الدين الانجلو أمريكية المُعاصرة: مُشكلاتها واتجاه ...
- الرد الثاني لسيرجي توكاريف على ستيفن دَن
- بعض الأفكار في طُرُق دراسة الدين البدائي- رد على سيرجي توكار ...
- الرد الأول لسيرجي توكاريف الأول على مُراجعة ستيفن دن لكتابيه ...
- مراجعة ستيفن بورتر دن لكُتب سيرجي توكاريف
- مبادئ تصنيف الأديان 2
- مسألة أصل ثقافة العصر البرونزي الباكر في جنوب تركمانستان
- مبادئ تصنيف الأديان 1
- تاريخ انتاج المعادن عند القبائل الزراعية في جنوب تركمانستان
- ردّاً على نُقادي فيما يخص مقالة -حول الدين كظاهرةٍ اجتماعية ...
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين
- بصدد الفهم الماركسي للدين
- حول جوهر الدين
- حول مفهوم -الشرق القديم-
- حول الدين كظاهرةٍ اجتماعية (أفكار عالِم إثنوغرافيا)
- في ذكرى سيرجي الكساندروفيتش توكاريف


المزيد.....




- باع معلومات عسكرية للصين.. محلل في الجيش الأمريكي يعترف بـ-خ ...
- تونس: مظاهرة للمطالبة بإطلاق سراح نساء اعتقلن بعد انتقادهن ل ...
- غزة بعيون RT
- الكويت.. القبض على -الغول المصري-
- بعد جدل في الكونغرس.... إدارة بايدن توافق على صفقة أسلحة بقي ...
- بايدن: اتفاق هدنة في غزة قد يمنع هجوما إيرانيا على إسرائيل
- شحنة قنابل أمريكية بقيمة 750 مليون دولار في طريقها إلى السعو ...
- سفير روسي يوضح سبب إصرار حكومة بريطانيا على الاستعداد للحرب ...
- -بيت الرعب-.. العثور على 5 جثث داخل منزل في لبنان (فيديو + ص ...
- روسيا تكشف عن مركبة -بيك آب- مدرعة خفيفة في منتدى -الجيش – 2 ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مالك ابوعليا - حول مسألة دراسة تاريخ المُجتمعات البدائية انطلاقاً من الاثنوغرافيا