أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد خريف - الكذب والسّرقة من تبسيط السّيميا إلى تعقيد السّيميائيّة














المزيد.....

الكذب والسّرقة من تبسيط السّيميا إلى تعقيد السّيميائيّة


محمد خريف

الحوار المتمدن-العدد: 8037 - 2024 / 7 / 13 - 16:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الكذب والسّرقة من تبسيط السّيميا إلى تعقيد السّيميائيّة

يذهب أندري هلبو* الى الكذب عمليّة معرقيّة معقدة تحدّها النيّة.ومن مذهبه نفهم أن الكذب ومثيله السّرقة يحتاجان إلى ما يحتاجه التّخييل من عمليّات ذهنيّة وأخرى تجريبيّة علميّة تتحوّل بها قيمتا الكذب والسّرقة من مجرّد آفتين بتبسيط السيميا التفليديّة إلى ظاهرتين نافعتين بامكانات السّيميائيّة الحديثة أي من علم بدائيّ بظاهرة منبوذة اجتماعيّا يعتبر البحث فيها من التّابوهات إلى علم ما بعد حداثيّ تغري بدراسته مغامرات البحث المختلف في العلامة باعتبارها كاذبة سارقة أي هي غير ضروريّة أو أساسيّة كما يذهب إليه درّيدا وغيره من السّيميائيين أمثال بارط وايكو الذي للكذب قوّة بل سلطة فأضحى مبحث الكذب مبحثا علميّا علاماتيّا معقّدا. أي من عيب منكرمبسّط في الشرائع وماقبلها مستمرّا الاعتقاد في صلوحيّته بخطابات و فكر التنوير المثاليّ وتوصياته منذ أفلاطون وأرسطو إلى أن طعن فيه بجرأة جيل جديد من الباحثين الجدد الذين حولوا الكذب إلى مبحث واقعيّ مُغْر بالدّراسة المتطوّرة القائمة على فلسفة المفارقات المفيدة من مبتكرات السّلبانيّة وغيرها من مغامرات الاختلاف المترصّدة لمظاهرالتمويه والنية السيئة مما يبعث القارئ المثقل بتراكمات خطابة الصدق وأداء على الفضول والتعلّق بثقافة اللاّقين بحثاعن جماليّة ممنوعة لكنها غير مستحيلة ألا وهي جماليّة فن السّرقة والكذب فينقلب مسار المعرفة الانسانية رأسا على عقب النادر ولنا في فنّ الكذب والسّرقة وما يتطلّبه من تقنيات الخداع وطرائف التمويه مايكون به للكذب عبقريّة أشار إليها فرنسوا نودلمان في كتابه "عبقريّة الكذب (1)وعلى غرارها يكون للسّرقة. والسّؤال كيف تنسب العبقريّة إلى الكذب وهو المنبوذ في منطق المعرفة الإنسانيّة المثاليّة التنويريّة التي لم تعترف به مبحثا جديرا بالاهتمام وهو النشاط الإنساني الطبيعيّ الحيّ الضروريّ لاستمرار الكائن البشريّ في الوجود ولا يمكن التفريط في فرص تناوله بالبحث الجاذّ وقد ساهم ظهور تيّار السّلبانيّة الحديث في القرن التاسع عشرفي أن ينفض عنه غباراللامبلاة بسبب تراكمات النبذ والاقصاء فالإهمال فكان الفضل لأدب السّلبانيّة الحديث الذي كان من ثمار تجارب دون قيشوط لسرفنتس و أدولف اكونستون وبلانشو في نقده وسرده لاسيّما في كتابه "نصيب النار" حيث انتهى دون انتهاء إلى أنّ اللغة باعتبارها عمليّة تحكّم في الأشياء قادرة أن تجرّدها بالتسمية من ذواتها الطبيعيّة فتفقدها كذبا وسرقة وجودها المادّيّ المحسوس بحتا واهما عن معنى مجرّد يلازمها اعتباطا تجسّده علامة عامّة مشتركة تكون فيها العلاقة بين الدّال والمدلول اعتباطيّة كما يذهب سوسير ومن لفّ لفّه وهكذا كان النشاط اللغويّ الإنسانيّ القائم على هذه التّسمية التي لم تكن بتدبيرربّاني باعتبارها رسما أو وسما كاذبا سارقا يصنعه ألإنسان العلامة في وجوده الطّبيعيّ ويتبرّأ منه قبل اعترافه بممسؤوليّتة في تغييب ذاته بما هو منها ألا وهو الاسم أي العلامة ، و ولعلّ هذا الأمر يعدّ في حد ذاته تحوّلا بل انقلابا هاما في التصوّرات والمفاهيم الفارقة في تحديد وظيفة اللّغة باعتبارها تسمية وهي التي لم تعد وظيقة صدق وإبانة وأداء رسالة أو أمانة بل وظيفة تعتيم فكذب وسرقة ضحيّتها الذّات البشريّة الغادرة المغدورة ، ولعل الوعي بهذا المفهوم السّلبانيّ جعل العناية بالكذب وتوابعه من سرقة وسوء نيّة مشغل السيّميائيين والفلاسفة المحسوبين على الاختلاف ؟ هذا صار للكذب جماليّة مع جوش ماك(2) وهو غير القادر في نظره على الكذب باعتباره أدبا أي إنشاء لا خبرا لكن كيف كانت قصة الكذب والسرقة مع الحروف وما تجتمع الحروف على إفادته من معان في صيغة جمل ؟ وهل الجروف صادقة في نقل المعاني التي يدّعي التحو التعقيديّ أنها مفيدة مطابقة للأصل دون أن تكذب أو تسرق ؟
*André Helbo :Mentir-Les frontières de la re-présentation/2019) –L a Thérésienne –Revue de l’Académie royale de Belgique
**Jacques Derrida :L’histoire du mensonge
****Umberto Eco : la force du faux, dans de la littérature
Etienne Pinat : L’écriture chez Maurice Blanchot
1- François Noudelmann :Le génie du mensonge, éditons, Edité par Pocket. Paris - 2017
2) Jochen Mecke : Esthétique du mensonge- La littérature-un art incapable de mentir p 76-91
.



#محمد_خريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتّجريب الرّوائيّ ومولد السلبانيّة الأدبية الحديث
- في السّلبانيّة الأدبيّة وخدعة القائم مقام
- من أكاذيب عصر النّهضة وسرقاته
- في سيميائيّة الكذب الأدبيّ وسرقته
- الكذب والسّرقة من خلافة الكلمة إلى إمبراطورية العلامة
- التحوّلات الإنشائيّة العميقة وأثرها في تحوّل مفاهيم الكذب وا ...
- بصمات الكذب والسّرقة من خلال نسخ الترجمان ومسخه
- في علاقة الكذب والسرقة بالترجمة
- في علاقة الكذب والسّرقة بالكلام
- الكلام المسجوع من بيان وَحْي صادق أمين إلى علامة كاذبة سارقة
- السّجع من سرقة إيقاع الفطرة الصوتيّة وكذبهاإلى سرقة إيقاع ال ...
- الكذب والسّرقة من سجع القرءان إلى سجع الكهّان
- كذب والسرقة في شعر الصّعاليك
- الكذب في شعرماقبل النّبوّة
- في التّمرّد العلاماتيّ
- الكذب والسّرقة من الزرادشتية إلى الكتب السّماويّة
- الكذب والسرقة في المدوّنة العلاماتيّة العربيّة
- في سيميائيّة الكذب والسرقة


المزيد.....




- تحليل CNN.. خريطة تُظهر شكل التوغل الأوكراني في الأراضي الرو ...
- لكمه وضربه بكوعه على رأسه مرارًا.. فيديو يظهر اعتداء ضابط عل ...
- بعد الفضيحة.. ألمانيا تسحب تكريم ذكرى الضباط السابقين في -ال ...
- بولندا: القبض على شخص خطط لتنفيذ أعمال تخريبية
- وزير إسرائيلي: نتنياهو كان يعلم بما سأقوم به (صورة)
- هوكشتين يعتبر أنه بإمكان إسرائيل و-حزب الله- تجنب الحرب
- محادثات في سويسرا بشأن وقف إطلاق النار في السودان
- أولمبياد باريس 2024..حدث رياضي تاريخي ببصمة عربية
- تركيا تعتزم إدخال نظام بصمات الأصابع للأجانب على الحدود
- مصر.. عملية نادرة لفصل توأم ملتصق بطريقة غريبة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد خريف - الكذب والسّرقة من تبسيط السّيميا إلى تعقيد السّيميائيّة