|
في رسالة من الخارج الرئيس الفرنسي ،إما انا او الفوضى ،في المقابل الجبهة الشعبية لاحلول وسطى ولا تفريط في البرنامج الانتخابي .
أحمد كعودي
الحوار المتمدن-العدد: 8036 - 2024 / 7 / 12 - 23:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الأصل المشهد السياسي في فرنسا بات معقدا بعد أن أفرزت صناديق الاقتراع تثليتا سياسيا ، فلا أحدا من الأطراف ؛ حصل فيها على عتبة الأغلبية المطلقة ٢٨٩،نائبا(ة) ، وزادت رسالة رئيس الدولة ، التي بعث بها يوم الأربعاء ٩ يوليوز إلى المواطنين ؛ التباسا أكثر ، ويبدو من خلال تلك الرسالة أنه -أي الرئيس - يسعى إلى كسب المزيد من الوقت ، بمحاولته شق صفوف الجبهة الشعبية الجديدة ، بضرب عصفورين بحجرة واحدة كما يقال ، أولا برهان الرئيس الفرنسي على التكاؤل السريع للجبهة الشعبية الجديدة ، بجر الحزب الأشتراكي إلى ائتلافه جميعا وتشكيل حكومة" معتدلة " من وسط اليسار ووسط اليمين ، من المتوقع أن يكون الكاتب العام للحزب الاستراكي ؛Olivier Faure أوليفي فور على رأسها ،ثانيا إقصاء فرنسا الأبية ، من الحق في الاستوزار الذي منتحها إياه صناديق الاقتراع وفي هذا مخالفة لروح الفصل ٨ من الدستور ، وبالتحديد الحيلولة دون تعين الوزير الأول من أكبر حزب ،تبوأ صدارة الترتيب في الجبهة اليسارية ولن يكون إلا زعيم الحزب ، الرفيق جان لوك ميلانشو ، والمصنف ، ظلما وعدوانا من طرف اليمين والإعلام وحتى من طرف بعض مكونات الجبهة ، باليسار المتطرف ،ما يزعج الأغلبية اليمينية هو تصدر حزب فرنسا غير الخاضعة نتائج الجبهة الشعبية ب٧٨ نائبا (ة) وكان الحزب وراء ٩٠% من البرنامج الانتخابي الطموح المتمركز على العادالة الاجتماعية وبنتها العدالة الجبائية .ومراجعة منظومة التقاعد... ، وهذا ما يفسر في نظرنا استراتيحية التماطل ، التي نهجها مانويل ماكرون في رسالته ، بإعطاء الوقت الكافي ، لتسوية سياسية بين ما سماها بالقوى الجمهورية ،مناورة الغرض منها "فرق تسود " يسعى من خلالها اليمين الحاكم لاستبعاد برنامج الجبهة الشعبية المتعارض مع مصالح الراسمال الاحتكاري للبورجوازية الفرنسية بمبرر حسب منطوق الرسالة ،١ بالقول أن لا أحدا فاز في هذه الانتخابات حسب تعبيره ، وما لا يفهمه المواطن الفرنسي ولا المراقب الأجنبي أن رئيس الدولة بالرغم من حصوله على أغلبية نسبية Majorité relative في انتخابات الجمعية الوطنية لعام ٢٠٢٢، لم يتردد في تعين الوزير الأول ، نشرح أكثر بناء على ما أفرزته صناديق الاقتراع ويتضح أن المتلث الانتخابي لم يصل على الأغلبية المطلقة ٢٨٩ نائبا (ة)لاختيار الوزير الأول وتشكيل الحكومة وهي سابقة في التاريخ الانتخابي لفرنسا كانت خلاله المنافسة تنحصر في الشطر الثاني بين اليمين واليسار ،لتشكيل أغلبية حكومية أو رئاسية ، حكومة تعايش فيها اليمين مع الرئاسة اليسارية حدث ذلك مع فرانسوميترون مع بالدورBaladur ومع شيراك ،وذات التعايش حدث مع الرئيس شيراك Chirac ،أما انتخابات 2024 فاتت بما لم تشتهيها سفن الاحزاب ،لتعبر صناديق الاقتراع عن الانقسام المجتمعي الذي تشهد البلاد ،تثليت قرأه منظروا اليمين ، لوك فيري ،كوهن بانديد ، وبرنار ليفي ،--ويا ليت المرتدين يعرفون حجمهم حين بتحدثون عن اليسار المتطرف ويروجون لحكومة هجينة ما تعود عليها الفرنسيون على غرار الحكومة الألمانية والهولوندية ... ، ومن المستبعد أن تقبل الجبهة الشعبية ، التي تبدو أطرافها إلى حدود الساعة متناغمة ،كما أن جون لوك ميلانشو ليس من النوع الذي يقبل انصاف الحلول بتمسكه بالبرنامح الانتخابي للجبهة ولا شيء في تشكيل اي أغلبية في الجمعية الوطنية ، ويبدو فشل مناورة السيد ماكرون بدليل رود الفعل المختلفة الرافضة لرسالته ،كما سيخيب ايضا مسعى مروجي حكومات ، ،حكومة التوافق ، ، او حكومة التكنوقراط ، لأن الالتفاف على الشرعية الدستورية هو اغتيال للديمقراطية من جهة ضرب لمصداقية اليسار من جهة أخرى ، فالنتالج واضحة للعيان ولا تحتاج إلى تاويل : تصدر الجبهة الشعبية الانتخابات ب180 متبوعة بتحالف يمين الوسط ؛ جميعا لماكرون ب165 مقعدا ، فالتجمع الوطني ، وجزء من الجمهورين LR ب143 نائبا (ة) ،للاشارة ،كل استطلاعات الراي أخطات ،حين توقعت فوز حزب اليمين المتطرف بأغلبية نسبية أو مطلقة ، و على يبدو أن ما حال دون تصدره نتالج الانتخابات عاملين أساسين: 1— الخطأ القاتل لجوردان بارديلا بعد الجولة الثانية ، حين تقديم الأقطاب الثلاثة برامجهم الانتخابية على منصة Tf1 وLCI ،استطاع جاك أطال بمهارة الإيقاع به باستدراجه إلى تحديد موقفه من مزذوجي الجنسية انزلق لسانه إلى حيث أراد له الوزير الأو بزلة لسانه بالقول :انه لن يسمح لمزذوجي الجنسية Binationalités بولوجهم المناصب العليا في الدولة الجيش والأمن والوزارات في حالة حصوله على أغلبية مطلقة تمكنه من الوصول إلى قصر ماتينون بتحمل المسؤولية موقف غلب عليه الطبع على التطبع كان كافيا للحد من اكتساح التجمع الوطني للانتخابات البرلمانية. 2-المشاركة المكثفة في الاقتراع بلغت ٦٤% - بفضل تعبئة اليمين و اليسار أطرهما. ،و ناخبيهما ، للوقوف سدا منيعا لدرء خطر وصول اليمين المتطرف إلى الحكم ، كما لعبت المشاركة الوازنة للشباب ما دون ٢٦سنة دورا هاما في ترجيح كفة الجبهة الشعبية؛ فحسب أحصائيات وزارة الداخلية ٤٢ % صوتوا لصالح الجبهة الشعبية الجديدة . ما الدرس المستخلص من هذه الانتخابات كما يراه المتتبع الأجنبي ، أولا فشل خطاب الكراهية و الهوايتي والعنصري لليمين الفاشي في الهيمنة على الحكم ،ثانيا فشل مدو للماكرونية التي يشبهها قطب اليسار الجذري بالملكية "البوبارطانية" في احتكارها لسلطة القرار وقد أبانت عن عجزها ، في تدبير الشأن المركزي ،ثالثا سقوط عملية التجنيد الحكومي والإعلامي للراي العام ضد الجبهة الشعبية وبالأخص ضد فرنسا الأبية التي قيل في الحزب ما لم يقله مالك في الخمر(معاد للسامية، ، مناهض للنظام الرأسمالي... ) والسؤال الذي يتردد على لسان المحللين ،هل التماطل المقصود للرئاسة ؛ بداية لتغير قواعد اللعبة للديمقراطية ، في الجمهورية الخامسة ام أن ضغط الشارع ،كاحتجاج نقابة السككين التابعة للكنفدرالية العامل للشغل CGT المرتقب بداية أسبوع يوليوز الذي يصادف ، افتتاح دورة الجمعية الوطنية يعد كافيا لإنزال حكومة غابريل آطال من الشجرة وتسليمها بنتائج الانتخابات ، بتعين رئيس الدولة للوزير الأول من أكبر كتلة سياسية وتنتهي الحكاية ، أم ستدخل البلاد في فراغ دستوري لا وجود لحكومة تحكم ...؟
لكن حملة التجنيد لليسار واليمين على حد سواء ضد زعيم التجمع الوطني
#أحمد_كعودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يخفي العنوان المضلل :- الفرنسيون لا يريدون لا اليمين ال
...
-
رغم ضخامة الحملة الإعلامية والسياسية ضد فرنسا غير الخاضعة ،ل
...
-
ما وراء حصد حزب اليمين المتطرف 30 مقعدا من أصل 81 المخصصة لف
...
-
ماذا يريد نتانياهو من استهداف أبناء رئيس المكتب السياسي لحرك
...
-
الشراكة الاستراتجية للاتحاد الأوروبي مع مصر ،إصلاح اقتصادي أ
...
-
كابوس إنساني على أبواب رفح والنظام العربي أمام اختبار عسير .
-
صفقة باريس التي يروج لها بلينكن في جولته للمنطقة لن تمر دون
...
-
هل من تفسير لتسارع تنديد الأردن ومصر على مقتل جنود أمريكين ؟
-
قرار محكمة العدل الدولية بين مرحب ومتحفظ.
-
جنوب إفريقيا رب أخت لغزة لم تلدها أم فلسطينية.. !
-
الإعلام الغربي بات حاكي صدى للرواية الإسرائيلية.
-
عملية طوفان الأقصى أ هي تغير لقواعد الاشتباك مع المحتل ؟
-
عملية طوفان الأقصى ، هل هي فتح عصر جديد للمقاومة؟
-
انقلاب عسكري في النيجر وفرنسا تدين بعد أن فقدت آخر قلعة لها
...
-
فرنسا من احتجاج إلى آخر ولا حل للأزمة السياسية والاجتماعية إ
...
-
فرنسا : أنظار المواطنين و المراقبين ،مشد ودة الآن ، إلى المج
...
-
فرنسا على إناء ساخن بسبب تمرير الحكومة لقانون إصلاح التقاعد
...
-
عودة النقاش حول العنف المدرسي في فرنسا ، بعد مقتل أستاذة على
...
-
الأحمد الذي ترجل عن صهوة جواده وترك الجواد وحيدا .....!
-
وجع غيابك الأبدي وبقايا عطر ريحانك الأطلسي فوق أنامل قلبي !
المزيد.....
-
إعلان وصول الرهائن السبعة المفرج عنهم من خان يونس إلى إسرائي
...
-
إصابة شاب برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين واقتحامات غربي
...
-
ترامب يطرح سؤالا على برج مراقبة مطار ريغان
-
سماعات ذكية لمراقبة صحة القلب
-
جهاز للمساعدة في تحسين النوم والتغلب على الأرق
-
ماذا يعني حظر إسرائيل للأونروا بالنسبة لملايين الفلسطينيين؟
...
-
كيف يفكر دونالد ترامب في إعادة إعمار غزة؟
-
الإمارات تتسلم أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية في صفقة
...
-
ميركل تنتقد زعيم حزبها بسبب تمرير خطة اللجوء بأصوات -البديل-
...
-
الجيش الإسرائيلي يغتال أسيرا محررا في نابلس (صورة)
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|