أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - كل القلوب تهواك














المزيد.....


كل القلوب تهواك


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 8036 - 2024 / 7 / 12 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1 ــ في كل عام تمر فيه الذكرى السنوية, لثورة الرابع عشر من تموز 1958, وبعفوية عرفت طريقها لأجمل التقاليد, مرتدية روحها اناشيدها وكامل فرحها, شوارعها تبتسم لبعضها لساحاتها للناس فيها, والأرض السمراء لا زالت تعلن الأنجازات الوطنية التي تركتها الثورة, خضراء في الذاكرة العراقية, المواطن العراقي, الذي اخرجه الفساد والأرهاب والشعوذة الأيمانية, مذعورأ من تحت ثيابة’ عادت ذاكرته تتغرغر, بشهد النزاهة والكفاءة والعدالة والشجاعة والأيثار, التي رسختها قيادات الثورة, ثقافات وطنية وتقاليد مجتمعية, لا تسمح ذاكرة الناس بغيابها, نتذكر احيانا لنبكي, ونبكي احياناً لنتذكر, طلات الزعيم المحبوب وطلعاته وجولاته, واحاديث تركها في الذاكرة الوطنية, بغداد تستقبل تموزها صباحاً, وتودع فيه نفسها مساء, ماسكة بثوب الماضي, حتى لا يمضي, قبل ان تستيقظ احلامها, على عودة الزعيم من تموز, او تموز من تشرين.
2 ــ عبد الكريم قاسم زعيم وانسان, في ذاكرة شعب يتذكر, ثورة تعد لحظة انفجار غضبها, في قلوب العراقيين, ويبقى الأنتظار يزفر النفس الطويل, "قتلوا الزعيم, وغداً سيقتلون الله يا ولدي", قالتها أمي, "قوليها لأحفادك يا أمي", انا محاصر بهم وعلي ان اهرب, بعد ثلاثون عاماً توفت الوالدة وصدقت نبؤتها, وها هو الله محاصر ايضاً, بين مطرقة التشيع وسندان التسنن, الأرض تبكي الأنسان, والأنسان يبكي الأرض, وحرائق الفتنة, جعلت دين الله مختنقاً بعلامات الشك, والحقيقة عمياء في زاوية الضؤ, ولم يبق سوى, المفخخات واللاسقات والمتفجرات والعبوات الناسفة والمسيلات للدموع المقدسة, لصب الزيت على نشيد "الله أكبر فوق كيد المعتدي" الذي لا زالت دماء العراقيين والشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم, لم تجف على حروف ونقاط, نشيد الفتوحات والهزائم القومية والأسلامية, دماء الزعييم الوطني, رضا الله عنه وسلم, تنبع من دماء بنات وابناء العراق, وقد كرمه الله ولم يكرم غيره, ان يكون قبره في مياه دجلة الخير, كي ترضعه الأجيال, مع حليب الأمهات.
3 ــ نكهة الأرض في الأنسان, ونكهة الأنسان في ارضه, لغة لا يمكن للتاريخ, ان ينقش حقائقه إلا بمدادها, فالحقيقة العراقية, لا يمكن لها أن تكون, الا من الأرض والأنسان, فمن يبحث عن ذاته, فلن يجدها الا في وطن كان له, لهذا فالأصابات في اعراض الخيانة والعمالة, لا يمكن ان تظهر, الا على المصابين اصلاً, بفقر الأنتماء والولاء الوطني, فغزارة الولائيين في العراق, أصبحت ظاهره, تتوارثها احزاب وتيارات عن غيرها, وقد سقطت جميعها, في مستنقعات الأفلاس, مذاهب ومراجع بكاملها, تلوثت بدسم الفساد والرذائل, ناهيك عن كوارث السقوط, التي تتعرض لها الحكومة والدولة معاً, كما يحدث في العراق الآن, وليس مزحة, عندما يتندر اغلب العراقيين " نحن من العراق الأيراني", غداً ستشرق الأيام الحلوة, وغداً ستحترق مزابل القوميين, احفاد الأناشيد الدموية, ومعها مزابل المذاهب الميتة.
4 ــ نكهة الزعيم لا زالت قابعة, بين ضلاع الجنوب والوسط, وتحت جلد المجتمع العراقي, نزاهة وكفاءة وعدل و حكمة وشجاعة وصبر وتحمل, عبد الكريم, شخصية استثنائية غير مسبوقة, قد لا تتكرر, وقد تتكرر غداً, او ربما يحاول تجار المعجزات المستخرفة, القفز على الحقيقة, لكنها ستصطدم, في منحدرات البالوعات التاريخية, وتبقى النكهة الوطنية للزعيم الخالد, عبد الكريم قاسم, تحمل وعبر الأجيال, حقيقة الأرض والله والأنسان, غداً سيحتفل العراقيون, وسينشد صمتهم الجهوري, كل الأغاني السمراء, التي تنشدها الأرض, قبل كل لحظة ينفجر فيها غضب الناس والله والعراق, ويضيء في الأفق زعيم كريم, لا خرافة تشوب واقعيته, وتزهر الأرض إنساناً في دمه وطن, ينشد في صباح تموزي "عبد الكريم كل القلوب تهواك".
12 / 07 / 2024



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألله والأنسان
- دين السياسة والعراق
- من قتل ألعراق؟؟؟
- من وبمن تورط؟؟؟
- يا شقيق الجوع
- إسرائيل في البحر!!!
- لصوص الأنجازات
- مذاهب ذوي الملفات
- الأجتياح الأيراني ألمقدس!!!
- هذا هو ألكافر
- غزة في ألزمن ألمر ؟؟؟
- من الكافر/ 3 ؟؟
- من ألكافر؟؟؟/1
- ألشعوب تولد من جراحها
- قانون الأساءة!!!
- نموت ــ وتحيا الأضرحة !!
- كل القلوب تهواك (2)
- من شرب ألدم العراقي؟؟؟
- ألعراق ألمهجر
- كان العراق فكنا


المزيد.....




- -المعادن النادرة مقابل المساعدات العسكرية-.. ترامب يكشف ملام ...
- الاتحاد الأوروبي يستعد للمواجهة بعد تأكيد ترامب فرض رسوم جمر ...
- ترامب يطالب أوروبا بزيادة المساعدة لأوكرانيا
- -بوليتيكو-: قلق كبير يعيشه نظام كييف إزاء تقارب المواقف الرو ...
- السعودية واليابان توقعان مذكرتي تفاهم حول إنشاء مجلس الشراكة ...
- -رويترز-: الولايات المتحدة تستأنف ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا
- -Senego-: فرنسا تبدأ في سحب قواتها من السنغال
- الرئيس الجزائري يندّد بـ-مناخ ضار- في العلاقات مع باريس
- عشية زيارته إلى تركيا... الشرع يؤكد أن تنظيم انتخابات في سور ...
- النائب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي جو ويلسون يدعو إلى ق ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - كل القلوب تهواك