أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - مهمة المثقف تجاه القضايا المهمة في المجتمع والدين والسياسة ...















المزيد.....

مهمة المثقف تجاه القضايا المهمة في المجتمع والدين والسياسة ...


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 8036 - 2024 / 7 / 12 - 12:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من كتاب (الوعي بالتنوير) ح 26
الإختيار للنجاح في التفكير والتقدم والنهضة يحدده الوعي المجتمعي، وعليه فالمنهج المفضل هو من يخدم انتمائك الاجتماعي، وتحقيق مصالح الناس، فضلا عن كون المنهج الإجتماعي هو سياسي أيضا، والأمر الآخر إضافة إلى الأزمة المعرفية التي يواجهها الناقد، إن هناك أزمة قيم، فالزمن الذي نعيشه اختلطت فيه الأُمور، ونحن في ظل سياسة تبرز الكثير من الأدباء الذين لايستحقون ذلك، وتقتل من هم أهل للثقافة والأدب، إن الإختيار هو الأسلوب الأمثل للحياة ومقدراتها الحقيقية، التي تثبت إن التفكير بشكل صحيح يعطي رمزا واقعيا لنهضة يحددها وعي اجتماعي، وليس مفتعل، أما أزمة القيم التي تحدث عنها الكثيرين فتبنى بأزمة كبرى أفرزت مجموعة كبيرة من أدعياء الثقافة وأشباه المثقفين الموهومين المحسوبين على القيم الكبرى، في حين انهم لايقدموا شيئا لمكانة ادبية أو معرفية تذكر، فنقرأ للشاعر الفلاني والأديب الفلاني والكاتب، والإعلامي، والمفكر، وغيرها من الألقاب دون واقع حقيقي لهذه الألقاب بتاتا، فنرى اليوم المسميات الكبرى لأسماء وهمية ليس لها من المعرفة شيئا يذكر .
إن مهمة الكاتب اليوم تتعدى الإطار التنظيري، كي تكتسب مشروعية المشروع القيم والرؤى التنويرية الكفيلة التي تضمن بناء إنساني، من هنا أقول إن بعض الكتاب والنقاد في الأدب أصبحوا عالة عليه؛ لأن علاقتهم به لا تتعدى كونهم ادعياء ليس لهم وجود، ولكن خدمتهم الظروف التي جعلت منهم أسماء بلا مسميات، من هنا فإن الأديب والمفكر والمثقف لن يكون كذلك إلا بتبنيه معالجات لمجتمعه، ومنها: أن يبني المفكر والأديب معركة التحديث الثقافي اللازمة، لاكتمال تأسيس الدولة المدنية كما يراها البعض فعلى حد تعبير جابر عصفور: ينبغي أن تخوضها كل القوى الديموقراطية، سواء كانت تيارات مدنية أو تيارات الإسلام السياسي، وهنا أختلف كثيرا مع (جابر عصفور) فهو يطالب أن تقوم القوى الديموقراطية بمعركة التحديث، ويعتبر تيارات الإسلام السياسي جزءا منها، وتيارات الإسلام السياسي ليس لها أية علاقة بالديمقراطية، لا من قريب ولا من بعيد، بل عليه أن يرمي الكرة فقط لدى القوى الليبرالية، ومنظمات المجتمع المدني، وتجمعات المثقفين في إشاعة ثقافة المواطنة، ونشر ثقافة الديموقراطية، ويتمنى جابر عصفور كذلك من الجميع المحاربة في الإتجاه التنويري الذي يقضي على ثقافة الإستحواذ، والغلبة، والإقصاء، والتخوين جنبا إلى جنب ثقافة الإتباع، والتقليد الجامدة، والنظرة الماضوية، التي تحجب عن الصوت المتطلع إلى أُفق جديد من المستقبل، إن مهمة المثقف بشكل عام، هي: حث الآخرين باتجاه التنوير، الذي يقضي على ثقافة الاستحواذ، والغلبة والإقصاء والتخوين، وغيرها من الأمراض المستعصية، التي تصيب مباني المجتمعات، ورؤاها ومن هنا، إن الباحث عن القيم عليه إيجاد السبل، والآليات، والإشتغالات التي تضمن بقاء كلماته حية في الأذهان، وليس الإنزواء بحجة الصمت وغيرها من المفاهيم السلبية التي لا تقدم ولا تؤخر أو الألقاب البراقة، غير الحقيقية ففلان شاعر البصرة، وآخر شاعر المربد، وآخر (شاعر أم المعارك: ولو إن هذا اللقب هو لقب سياسي آيديولوجي). وغيرها من المسميات السلبية الواهية التي لا تغني من جوع كما على الكاتب أن يعي قبل المجتمع تأثير الدين على المجتمع كبير، وعميق، وأساسي فأبعاده إجتماعية، والنظرة إلى الإله والدين تؤثر على حياة المجتمع اليومية في المجالات كافة، وإن للدين علاقة وطيدة مع الحياة السياسية، ولنرَ ((عبد الوهاب البياتي))، كيف يدعو الثوار إلى أن يكونوا ذوات واعية لنقل معاناة مجتمعاتهم، فنراه يعتبر في معاناة الشاعر، وموته شهادة للحق يشاركه فيها القارئ، (فإن تناولت (والكلام للبياتي) شعري العاشق، أو التقي الزاهد، أو الثائر، أو الشاعر، فالموضوع:هو الإنسان، شغلي الشاغل وهاجسي الأوحد، فالوظيفة الجمالية في الشعر، إن لم تصحبها وظيفة اجتماعية لا تعدو كونها قشور تفتقر للباب، وجوهر وقضية، فالشعر وميض هداية لحرية الإنسان، وباب على النور في ولوجه الخلاص) كذلك فلننظر لرؤية البياتي فحرية الإنسان لديه لا ترتهن بدين، أو عقيدة فهي أولا وآخرا: حرية معتقة مطلقة، وما المدينة المثالية إلا حيث يرتع الإنسان حُرا فيبتدع عقائد لخدمة حريته، ويضيف البياتي:
(مهما تعاقب الطغاة واستبدلت سجون بسجون، وقيود بقيود، لابد من يقظة للحرية، فالجور لا يدوم ) ويعتبر البياتي الفيلسوف الداعي، وليس الشاعر التابع، "إن الصراع بين الفنان المصلح، والسياسي العقائدي، طويل الأمد لا ينتهي بموت الأول، ولايستكين حتى النصر " وأبقى مع البياتي إذ يعتبر: إن المدن التي نعيش فيها، هي مدن تقوم على النقص، والعجز، من صنع رجال السياسة، مدن لم تكتمل معالمها الأساسية، ولاتؤمن الشروط البديهية الأولية لعيش إنساني كريم؛ لذلك كان للثورات المتعاقبة في العالم العربي وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية الأثر الإيجابي على الشعوب، رغم فشلها الذريع.
ونرى البياتي يعطي أفكارا حول توحيد الأفكار، ان توحيدها والآراء، وقمع كل تعددية فكرية واجتماعية، حتى على العقيدة الدينية، فمحاولة إقحام الدين في الصراعات العقائدية محفوفة بالأفكار، والصعوبات، فما كانت يوما العدالة الإلهية بمتناول الانسان مهما تجبر، فالعدالة الالهية في القرآن والإنجيل هي عدالة العالم الآخر، فلم استعجال تطبيقها في عالمنا الأثيم؟ ذاك يتعارض والتعاليم الدينية، إذ من الواجب أن ينصب اهتمام الإنسان على بناء المدينة الفاضلة على ضوء حريته الشخصية وأن ينحصر هم رجال الدين بالحياة الأخرى .
وهنا لو طبقنا حديث البياتي على المدن التي نسكنها، لوجدنا إن الساسة فعلا قد أحالوا المدن إلى مدن ناقصة، وعاجزة، لا توفر أدنى الشروط البديهية للعيش الإنساني فيها.
وأنا أكتب هذه السطور أجلس في إحدى مناطق بغداد المدينة الساخنة، التي أحالها الساسة إلى خراب، فأنا أتمشى بها، أو أتسوق، ولكن لا أشعر بالأمان بتاتا، فرجال الدين، والساسة، أحالوها مدينة خراب بكل معنى الكلمة، كما إن البياتي يحلم بالمدينة المثالية، ويرفض النزاعات والمعارضات، التي تخبئ المصالح الشخصية، وما هذه الصراعات سوى تشنجات عالم على عتبة الإندثار، وليست اختلاجات في صدر عالم على أهمية الحياة عبر النزاعات تلك نحاول الإبقاء على أمور عانقها الفناء.
كما نرى إن البياتي، ليس شاعرا فحسب، بل محللا حضاريا، وتتضح تحليلاته، وتجلياته، عبر آليات حضارية، يستخدمها فنراه يقول ما من حضارة تزول تماما، إنما تنتقل معالمها لشعوب وحضارات أخرى تكملها، فالإنسان حسب الواقع يسير بخطوات حثيثة، نحو الموت، ففي الإسلام آثار لحضارات عدة، يونانية، ومصرية، وسامرية، وسومرية، فتمازج وتلازم التباعد والتكامل، وزوال حضارات، ونشوء أخرى، كفيل بتحقيق الوحدة التامة المنشودة، فهو أي: (البياتي) يرى الوحدة في تعدد الحضارات، وتباعدها قائم فقط في عين الإنسان وفعله.
والملاحظ لكلام البياتي يرى فيه:
1- تعدد الحضارات وحوارها.
2- الوحدة للحضارات وهي بالعكس تماما من تصدع الحضارات وتباعدها.
3- انتقال الحضارات، وهذا حسب اعتقادي تفكير اأختص به البياتي دون غيره، فالانتقال الحضاري هو بعد ديناميكي وحركي كبير للحضارات، فهي إلى زوال نعم، ولكن لا تختف معالمها بتاتا.
كما إنه يستوحي شعره من معالم حضارية راسخة من التراث العربي، ويضرب مثالا على وحدة الحضارات، فالشعر هو معلم حضاري، فيقول عنه ككاتب : " إذا لم يكن الشعر عالميا كونيا فهو إنساني لا تحده تخوم، يولد مقيدا بقواعد الزمان والمكان، ثم يستحيل انسانيا شاملا، وليس العكس، فانبلاجه في مكان معين حتمي لتخطيه مادية هذا المكان نحو أبعاد شمولية "
ويتكلم البياتي كلاما عبارة عن قراءة واقعية لما حصل اليوم من ثورات عربية ضد حكام مستبدين، استأثروا بالسلطة وبالمال، فالبياتي قبل 25 سنة يتنبئ لما يحصل للبلاد العربية قائلا" ان المدينة المزعومة مثالية ، التي شيدتها أيدي السياسيين والحكام، تعيش خريفها فالعاصفة تنذر بعواقب وخيمة، ورياحها تعصف بشدة ما عرفتها الثورات التقليدية من قبل " وهذا الكلام هو قراءة واقعية لما يحصل اليوم وحصل من انقلابات، وثورات والسؤال لو لم يكن البياتي أكبر من كونه شاعرا، لما استطاع بتاتا أن يقرأ هذه القراءات الحقيقية لواقع الحضارة والمجتمع.
كما كان له رأيا بالإسلام كدين، وكنظام للحكم فنراه يجيب عن سؤال وجه إليه (هل يمكن اعتماد الإسلام كنظام للحكم؟ "من المستحيل – والكلام للبياتي- فرض عقيدة واحدة على العالم بمجمله، إن حرية اختيار المعتقد، والعقيدة، والنظام السياسي لمقدسة، كما إن فرض نظام معين يتنافى ومبادئ الإسلام الجوهرية" كلامه حول حرية الإعتقاد مهم، إلا إنه أخطأ بقوله الذي وضعنا تحته خط ،فالإسلام في جوهر مبادئه، مسألة الفرض على الآخر، وإلا فما معنى "أن يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " وفرضه الدخول في الإسلام، أو القتل وهذه ممارسات مورست من قبل صناع الإسلام في غزوات ضد اليهود، وغيرهم، من مناوئي الإسلام في ذلك الوقت وكتب التاريخ مليئة، وكذلك النصوص بالفرض على الآخر .
ملحوظتان:/
1- الإنتقال الحضاري ،أي انتقال صفات الحضارة وتماهيها مع حضارة لاحقة صفة جديدة وضعت فيها الحضارات لذلك نرى ان الكثير مما اقتبسته حضارة ما كان قد وجد في حضارة قبلها.
2- إن حرية الإختيار للمعتقد حاربتها كل الاديان بما فيها الإسلام حيث: فرض حد القتل على من يغير عقيدته، وهذه إشكالية كبيرة لأن فرض عقيدة واحدة على العالم يوقع بمنهج الإستبداد .



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو وكيل الاله على الارض العقل ام رجل الدين.. .....من سلسل ...
- من المجتمع الى الشخصية وهذا خلاف ما ذهب اليه علي الوردي- من ...
- كتاب مفهوم العقل في البصرة ج 1
- التنوير ام الحداثة ام الاصلاح ... هو السبيل لنهضة حقيقية
- ادباء بصريون راحلون- ح1
- هل تهدد التكنولوجيا وضع الاخلاق عالميا ج2
- التكنولوجيا والارهاب - الدراسة مجتزأة من كتابي (العلاقة المح ...
- هل تهدد التكنولوجيا وضع الاخلاق عالميا؟؟؟ ج 1
- مقاربة نقدية بين البوذية والاسلام تجسد اليات تحرير الفكر رؤي ...
- التنمية في العراق وابعادها .... التخطيط والرؤى المستدامة
- المثقف ليس حارسا للقيم ..... وهو يعيش وسط مجتمع منافق عفن .. ...
- العلم وحرية الارادة
- دفاعا عن التنوير .ح 21 صدام الحضارات وصدام المحليات
- حكمة ادارة الموارد وفق مفاهيم التنمية المستدامة العراق أنموذ ...
- • عندما يخالف المصلح حقوق العقل .. احمد امين أنموذجا ...
- ابن خلدون بين: علي الوردي ،عبدالرزاق مسلم الماجد، فالح عبدال ...
- الزهويون السياسيون في نظر الوردي
- متى يأخذ المثقف زمام المبادرة؟
- قيس سعيّد وعلمانية الدولة ...... الدولة – الأمة أ ...
- من سينقذ دجلة الخالد من سد أليسو؟ قراءة في كتاب -المفاوض الع ...


المزيد.....




- التردد الأحدث.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات وعربس ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- نفيسة خويص مرابطة مقدسية يلاحقها الإبعاد عن المسجد الأقصى
- وادي الجوز.. حي تحيط به المعالم التاريخية والدينية بالقدس
- أجدد أغاني البيبي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي عبر أقمار النا ...
- رفض اسلامي وتنديد أممي وانتقاد أميركي لاقتحام الأقصى
- الخارجية الفرنسية تدين تصريحات بن غفير واستفزازته بشأن المسج ...
- فرح طفلك NOW.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نايل سات ...
- زعيما المعارضة الإسرائيلية وحزب -شاس- يتحدون ضد بن غفير ويسع ...
- بوريل يدين اقتحام بن غفير المسجد الأقصى ويدعو للحفاظ على وضع ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - مهمة المثقف تجاه القضايا المهمة في المجتمع والدين والسياسة ...