أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - تجاريب إيجابية للتحالفات الديموقراطية ونقلها المشوه لظروف مغايرة















المزيد.....


تجاريب إيجابية للتحالفات الديموقراطية ونقلها المشوه لظروف مغايرة


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 8035 - 2024 / 7 / 11 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحالفات ملزمة هي طريق الوقوف بوجه التدهور والتراجع وإشاعة الاحباط والانكسار، وتجاريب مجحت بتحقيق المرجو منها كما حدث للتو مع الانتخابات الفرنسية ولكن كيف نأخذ تلك الدروس ولمن نتوجه بها ومع من نتحاور بشأنها وتحقيقها عراقيا شرق أوسطيا؟ أضع بضع أسطر من تداعيات في ضوء التجربة الفرنسية وما تسبب ها ونتائج مقدماتها بأمل استكمال التوجه هناك من جهة وصواب قراءة التجربة والاستفادة منها في أجواء وظروف أخرى أوروبيا عربيا شرق أوسطيا ولكن بجميع الأحوال بما يتمسك بسلمية الخيارات ورفض ما يجر لعنف فكري سياسي أو مسلح لأنهما بيئة للقوى المضادة لحركة الشعوب
***

هذه تداعيات مستعجلة ولكنها ضرورية للدفع باتجاه التفكر والتدبر بمآل مصائر شعوب عندما توضع بين أيدي اتجاه سياسي أو آخر وما يتبناه من نهج ومن برامج عمل قد تنزلق بنا إلى مآلات خطيرة لا رجعة فيها فتقدم ضحاياها من شعوبنا بصورة وجودية شاملة مريعة.. أقول تداعيات كي أذكر أنها رؤية ترى صوابها في الجوهر لكنها تتطلب وقفات أكثر تمعنا ودراسة ويمكن للحوار أن يصل بنا إلى المنجز المؤمل..

أسوق هذا بشأن ما جاءت به نتائج الدورة الثانية للانتخابات الفرنسية التي ربما أعادت بعض الطمأنينة للقوى الشعبية وتوجهاتها (الجمهورية) العَلمانية الديموقراطية بعد أن صُعقت بتقدم اليمين المتطرف بهويته وتوجهه (الفاشي) المعادي بجوهره للديموقراطية والمعادي لقيم المساواة والحرية والإخاء..

فأي قراءة واقعية معمقة تكشف حجم الادعاء بشعارات اليمين المتطرف، كونها مجرد شعبوية يُطلقها للتضليل والتغطية على ما رفضه الشعب عبر الانتخابات وغيرها من الأنشطة الشعبية في دول الديموقراطية.. فالشعب بغالبيته لا يتفق ومنطق العنصرية وأشكال التمييز وعاش دائما وهو يستمر بممارسة قيم الإخاء والمساواة باحثا عن تلبية العدالة والاستجابة لمطالبه المتغيرة على وفق مراحل وظروف يعيشها بمتغيرات العصر وإملاءات مستجداته..

ومن هنا فإن إشكالية صعود اليمين العنصري الفاشي سواء بذريعة ادعاء أن المهاجرين الجدد هم سبب الأزمات وتغيير القيم والهوية أم بشعارات تحقيق الرفاهية، أقول: لم تتحقق تلك الظاهرة وتفاقم نتائجها الانتخابية لصدقية شعاراتها الشعبوية ولا لإيمان نسب المصوتين بها وطبعا ليس لتزييف أو تزوير الانتخابات ولكنها جاءت نتيجة الأزمات العاصفة المركبة من جهة فشل القوى الوسطية في التعامل مع المشكلات وفي البحث عن حلول موضوعية لها..

فلا القوى البرجوازية امتلكت برامج أبعد من تبنّي قوى السوق المتحكمة بنهج يدعم الرأسماليين ولا القوى الاجتماعية الديموقراطية بحاملة لبرامج يمكنها التصدي للأزمات المتراكمة المتفاقمة بخاصة مع معضلات من قبيل كورونا والتغير المناخي ومن مثل الحروب الإقليمية التي تسببت بها قوى محلية تعبر بل تجسد من يقف وراءها من الأقطاب الدولية المعنية..

هنا استغلت قوى اليمين المتطرف الموقف وسوقت لنفسها بما يسد الثغرات التي ظهرت نتيجة للقوى التي حكمت أوروبا في مرحلة من اهتزاز الاستقرار وغياب الحلول الموضوعية اقتصاديا اجتماعيا.. ومن ثم فالأمر ليس مفاجأة وقد رصدته التوقعات بمستويات مختلفة..

لكن ما جرى بالنموذج الفرنسي جاء الرد عبر استفاقة قوى الوسط الجمهورية وهي قوى علمانية الاتجاه لما فعلته طوال المراحل المنصرمة فقبلت بـ((تحالف الصد الجمهوري)) انتخابياً؛ متبادلةً الانسحاب والدعم في الدوائر الانتخابية ما فرض إرادة الشعب وخياره بالضد من أباطيل الشعارات الشعبوية لليمين الذي حاول المرور ففشل..

أؤكد مجددا أن التحالف الانتخابي وجدار الصد دفاعا عن الجمهورية الفرنسية وهويتها الديموقراطية وشعارها: (حرية، مساواة، أخوة) لن يؤتي أؤكله ما لم يستمر برلمانيا، بالصيغ المناسبة للمستجدات.. واليسار الفرنسي، الذي عاد ليفوز بالمرتبة الأولى، يمكنه أن يوفر بيئة مناسبة من جهة تبتعد عن اجترار حركة الاشتراكية [الاجتماعية] الديموقراطية وسقطاتها التي أفضت بالمساهمة في ابتعاد قطاعات شعبية كبيرة عنها وعن حلولها لمجابهة الأزمات؛ ومن جهة أخرى يفتح وسائل البديل في مجابهة اشتغالات اليمين الفاشي التي تحفر تحت أقدام الشعب وممثليه لتحكم اليوم وتواصل التحكم لاحقا مثلما حصل مع النازية يوم تقدمت بلعبة جمعت بين صعود انتخابي شعبوي وتمكين فاشي بمرحلة لاحقة..

إننا في ضوء ذلك نجد أن التجربة مازالت لم تكتمل ولم تصل خواتيمها التي يأملها الشعب وهناك كثير من المشكلات المعضلة المستفحلة قبل أن تنطلق مسيرة فرنسية وأوروبية جديدة ومن هنا فإننا نتطلع لما أشرنا إليه من انتظار الخيارات التالية هل يستعجل اليسار الموقف ويتفكك بين مواقف تعطل فاعليته؟ وهل يخضع الجمهوريون الوسط لأحابيل اليمين الفاشي وللجمهوريين المحافظين الذين تم توريطهم بتحالفات غير محمودة العواقب؟

إن الصائب هو الإصرار على الاستراتيجي بهوية علمانية بفحوى ديموقراطية قادرة على حماية الجمهورية واستراتيجيتها التي خدمت الشعب لعقود وقرون، ومن بعد ذلك لكل حادث حديث..

طبعا لابد من التذكير أن ردود شعوب أوروبا جاءت سريعا في ضوء تداعيات المواقف الحكومية الرسمية من الحرب في أوكرانيا ومن الإغراق في نهج الناتو وأمركة طابعه بمزيد من الأتاوات التي تدفعها شعوب أوروبا بل والمغامرات التي قد تؤدي لإشعال حرب كونية ثالثة لن تبقي ولن تذر.. والرد سريعا نشهده بنتائج حزب العمال البريطاني وبالانتخابات الفرنسية ومتغيراتها.

لكن، ماذا بشأن مَن يتحدث عن تلك التجاريب الأوروبية وتحالفاتها ومن قبل عن تحالفات اليسار ومجموعات دينية بأمريكا الجنوبية!!!؟ إن نموذج العراق على سبيل المثال ودول المنطقة يفرض ظروفا جيوسياسية مختلفة جوهريا ونوعيا وهي ظروف لا تلتقي مع تجاريب دول الديموقراطية الأكثر استقرارا مؤسساتيا ومع ذلك تعرضت لتلك الهزات التي تكاد تأتي بالفاشية مجددا وليس الاكتفاء باليمين المحافظ!

بينما الاختلاف مع دول شرق أوسطية ومع العراق نموذجا، فيكمن في تشوهات هيكلية الدول الوطنية ونُظمها المحلية في المنطقة وأي حديث عن إمكان استيلاد تحالفات مبنية على التوجهات الشعبوية وشعاراتها فأمر لا يستقيم وليس فيه من صواب سوى صواب مقولات الحق لكنها بالجوهر هي تلك التي يراد بها باطل من قوى ترفعها للتستر على الغايات والجوهر الذي تتسم به..

إن شعارات من قبيل معاداة (الشيطان الأكبر) أو (الغرب الاستعماري) وقطع العلاقة بين تلك الدول شرق الأوسطية وأوروبا وأمريكا بتلك التوجهات الانفعالية المتشددة تلعب على حقيقة معاداة الشعوب للنهج الاستعماري القديم وتستغله لاجترار قيم الثأر بدل تلبية ما تفرضه قيم التحرر والانعتاق وتوفير العدالة والاستفادة المتبادلة بين الشعوب ودولها..

إذن تكمن أدوات تلك اللعبة في شعاراتها الشعبوية وفي ارتفاع صوت قوى الرثاثة وسلطتها المستندة لتفكيك الدولة وإضعاف وجودها المؤسسي وإعلاء أصوات قوى ميليشياوية بتركيبتها مافيوية بمناهج استفحال تخريبها وتدميرها المجتمع ومنظوماته القيمية والهياكل التي يتبدى بها..

هنا سيخدم تلك القوى ومسيرتها المشوهة بحال التوجه لاستيلاد تحالفات تخضع تنظيميا لإرادة تلك القوى المرضية أو على أقل تقدير تمر بها نحو استبدال سلطة تخريبية بأخرى شبيهة ستكون بالمحصلة تدميرا وتخريبا لقوى الديموقراطية الحقة..

إن قوى العلمنة والتقدم وحركة التنوير بعمومها يجب أن تتخذ استراتيجية حيوية مناسبة تكسب الإرادة الشعبية بصورة منظمة لتثير الفاعلية وتستطيع محو أو كنس التردد والضبابية والتشوه وخيبات الأمل والإحباط..

بخلافه، فكما ذكرتُ للتو، سنمضي بطريق تقديم القرابين للقوى المعادية للشعوب فتتسع الثغرات الخطيرة لا بصيغة اتساع حجم كرة الثلج ولكنها ستتضخم بطريق الابتلاع الذي يجري في الثقوب السوداء فيزيائيا ليكون بذاك الحجم المهول ما يعني ديمومته لمدى لا نعلمه بالضبط ولكنه لن ينتهي بالمدى المنظور ولا ينتهي من دون مزيد أهوال وفظاعات..

أعيدوا قراءة برامج البديل بمنطقة تحتاج لتمكين قوى التعددية واحترام بل تقديس التنوع بإطار وحدته؛ بمنطق ((العَلمانية وتوجهها الديموقراطي)) بمقابل قوى فرض الدين السياسي ونهجه المافيوي الميليشياوي بكل أدواته الفاشية وتلاعباتها الإجرامية بمصائر الناس..

لا تستعجلوا قراءة التجاريب أو تأخذوها نقلا حرفيا شكلانيا فتقتلوا ما تبقى من قوى إيجابية يمكنها أن تقدم الأمل وتُنهي الإحباط والانكسار والتشوش والتشويه وتقف بوجه التضليل وألاعيبه وسطوة استغلاله..



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الابداع والابتكار ومهام تبني مسيرة التنمية والتقدم بمجتمعاتن ...
- بشأن 14 تموز وقرار تعديل متداول للعطلات الرسمية لاعتماد المن ...
- العلاقات الروسية الأمريكية بين الأحادية القطبية وهيمنتها وال ...
- نداء متجدد في اليوم العراقي للسلم الأهلي من أجل مواصلة مشوار ...
- الأنا والآخر والعلاقات الإنسانية التي تقف بوجه أشكال التمييز ...
- لنعمل على إنهاء كل أشكال خطاب الكراهية من أسباب ونتائج
- الشبكة العربية للإبداع والابتكار ولادة مؤسسة للنهوض بحركة ال ...
- الصحافة العراقية احتفالية للفرح أم للاحتجاج والتطلع لاستعادة ...
- تهنئة بمناسبة عيد الأضحى وكلمة إلى أهلنا من مسلمي العراق وال ...
- رؤى أولية بشأن ما يُسمى وساطة بغداد بين دمشق وأنقرة؟
- تشغيل قاهر لأطفال العراق في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفا ...
- في اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء ما هي أوض ...
- في الطريق لإحياء اليوم العالمي للطفل وتثبيته في أجنداتنا الن ...
- العيد الوطني العراقي ورموزه ودلالاته
- العراق بين ثراء تنوعه الثقافي ونهج سلطة الأحادية والإقصاء وا ...
- واقع الصراع الراهن في العراق ومساعي التغيير من أجل العيش بأم ...
- الأسرة نواة مجتمعية لرعاية الإنسان وحمايته والتأسيس للتنمية
- النبات وحيواتنا في العراق وفي عالم تعصف به المتغيرات المناخي ...
- في اليوم الدولي للصحافة: صحفيات العراق وصحفيوه في أتون المعا ...
- اتحاد الطبقي والوطني يصارع الاستغلال الطائفي القبلي في العرا ...


المزيد.....




- 5 قتلى و200 جريح.. أحدث حصيلة لضحايا هجوم الدهس بألمانيا
- من هو السعودي المشتبه به في هجوم الدهس بألمانيا؟ إليكم التفا ...
- مراسل CNN في مكان سقوط الصاروخ الحوثي في تل أبيب.. ويُظهر ما ...
- المغنية إليانا: عن هويتها الفلسطينية، تعاونها مع كولدبلاي، و ...
- هجوم بطائرات مسيّرة يستهدف مدينة قازان الروسية ويتسبب بأضرار ...
- ناقد للإسلام ومتعاطف مع -البديل-.. منفذ هجوم ماغديبورغ بألما ...
- القيادة العامة في سوريا تكلف أسعد حسن الشيباني بحقيبة الخارج ...
- الجيش اللبناني يتسلم مواقع فصائل فلسطينية في البقاع الغربي
- صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي بلغت 45.227 شخصا منذ بد ...
- إدانات عربية ودولية لحادثة الدهس بألمانيا


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - تجاريب إيجابية للتحالفات الديموقراطية ونقلها المشوه لظروف مغايرة