أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 8035 - 2024 / 7 / 11 - 16:47
المحور:
الطب , والعلوم
يدخل إضراب طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، المستمر منذ تسعة أشهر، مرحلة جديدة من التصعيد.
في هذا الإطار أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة عن "أسبوع الغضب" في الفترة من 7 إلى 16 يوليوز، والذي تميز بعدة مظاهرات في جميع أنحاء البلاد وبلغت ذروتها في "مسيرة غضب" أمام البرلمان، في السادس عشر من يوليوز. ااجاري .
في بيان صحفي، أدانت اللجنة الوطنية للطب وطب الأسنان والصيدلة "الإجراء التعسفي الذي لن ينساه التاريخ"، في إشارة إلى تقاعس الحكومة في مواجهة مطالبهم بإجراء إصلاح متعمق لنظام التكوبن الطبي والصيدلاني.
يتهم الطلبة الحكومة بتفضيل "الصراعات السياسية" و"تصفية الحسابات التافهة" على حساب مستقبل القطاع الصحي.
بالأمس فقط، 8 يوليوز، انسحب نواب من أربعة أحزاب معارضة للمرة الثانية في أقل من شهر خلال جلسة الأسئلة الشفهية. وأدان هؤلاء البرلمانيون "تقاعس" و"لامبالاة" الحكومة في مواجهة الأزمة التي تضرب في الصميم امتحانات 23 ألف طالب وتهدد بتجرعهم مرارة سنة بيضاء.
جاءت أشد الانتقادات حدة من أعضاء الفريق النيابي لحزب التقدم والاشتراكية والمجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، الذين يتهمون الحكومة بنهج سياسة الأذن الصماء وتجنب الحوار الضروري لحل الأزمة. واعتبروا هذا الموقف احتقارا للطلبة والبرلمانيين المعارضين، مما دفع الأخيرين إلى الانسحاب من المناقشات.
الكل يعلم أن طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة يطالبون بإصلاح عميق لبرامج تكوينهم، ومزيد من الوضوح بشأن السنة السادسة، ونشر دفتر التحملات الخاص بالسلك الثالث، وإجراءات الدعم في مواجهة تزايد أعدادهم، ولا سيما فتح ابواب المستشفيات الجامعية الجديدة لاستقبالهم.
وأمام الوضع الحالي الذي ينم عن مأزق حقيقي، كثف الطلبة، العازمون على تحقيق إصلاحات ملموسة، من زخم تعبئتهم. أما عن الحكومة، فيبدو أنها تفضل استراتيجية القمع والانتظار والترقب، ربما على أمل أن تفقد الحركة عنفوانها.
لكن المثير للحنق والغضب كليهما أن هؤلاء الطلبة تعرضوا اليوم بالرباط إلى حصة هائلة من القمع على يد القوات العمومية التي استعملت خراطيم المياه بغية تفريق جموعهم وحشودهم المحتجة على تلاعب الحكومة بمستقبلهم وتقاعسها عن إيجاد حلول لمشاكل هم.
وفي الأخير، لا يسعني إلا أن أختم بما قاله الشاعر صلاح بوسريف في إحدى الفقرات من مقاله الذي كتبه دفاعا عن الأساتذة الذين فرص عليهم التعاقد عندما تعرضوا لموجة من القمع الشرس: "سؤالنا موجه إلى حكومة أخنوش.. هل تدرون ما تصنعونه بالبلاد وما تقوم به من إجهاز على الحقوق والمكاسب التي خاص فيها المغاربة صراعات، ومواجهات دامية مع الدولة، استغرقت سنوات، إلى أن اعترفت بما ارتكبت من أخطاء، وعدنا لنتكلم عن المصالحة؟ وها أنتم تعودون بنا إلى الوراء، إلى زمن القمع، وزمز الغلاء، وزمز القهر الاحتماعي والاقتصادي، وزمن الرشوة التي استشرت، والفساد، وتبييض الأموال، وانتشار المخدرات، وغيرها مما ظهر معكم.."
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟