أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - 14 تموز.. الثورة التي حققت انجازات كبيرة خلال فترة قياسية














المزيد.....


14 تموز.. الثورة التي حققت انجازات كبيرة خلال فترة قياسية


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 8035 - 2024 / 7 / 11 - 13:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل ستة وستين عاما، أصبح العراق جمهورية: وخلال مدة قصيرة لا تتجاوز خمس سنوات من عمر الثورة التي قام بها مجموعة من الضباط الأحرار بقيادة الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم، تحققت من بين أهم منجازاتها الوطنية الرئيسة إزاحة النظام الملكي في العراق وهذا الإنجاز وحده كان طموح كبير للكثير من العراقيين الذين يسعون لنظام حكم ديمقراطي في بلادهم. وعلى مستوى السياسية الخارجية حققت أهم شرطين للعراق: الخروج من النظام النقدي الإسترليني البريطاني والانسحاب عام 1959 من حلف بغداد العدواني الذي ضم المملكة المتحدة وتركيا وإيران وباكستان. وعلى مستوى الخدمات الاجتماعية: تم إعمار المدن وتوفير السكن لأصحاب الدخل المحدود والفقراء والتركيز على تحسين البنية التحتية وتعزيز قطاعي التعليم والصحة وبناء مدارس جديدة ومستشفيات وطرق ومرافق أخرى لخدمة الشعب العراقي. أيضا، إقرار قانون حرية الصحافة والأحزاب وإلغاء نظام العبودية وتشريع محله نظام الأحوال المدنية الذي يكفل حقوق المرأة ورعاية الطفل والأمومة، وهذا كان إنجازا مهما في مجال حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.

لكن لم يمض خمس سنوات على عمرها حتى أجهضت الثورة وتم الانقضاض على مسيرتها الوطنية دون رحمة والحذر من سقوط الضحايا بانقلاب عسكري فاشي تآمري خططت له دوائر استعمارية بمشاركة قوى عراقية مدنية، بعثية وقومية، عربية وكردية. وهو ما حدث وجعل العراق حالة من اليأس والخراب والتشرذم حتى يومنا هذا، تتجاذبه الصراعات السياسية والطائفية لأجل البقاء في السلطة واستنزاف موارده وسرقة أمواله وعقاراته ونهب قوت الفقراء.

وعلى الرغم من تلك الإنجازات التي حققتها ثورة تموز 58 في مدة قياسية، لا يمكن إنكار أن الحالة العراقية أبان "حكم البعث" شهدت تحديات وتوترات وصراعات في السياسة والأمن، وتم تنفيذ العديد من الانقلابات والتغيرات الحكومية المتكررة التي ألقت بظلالها على الجانب الشامل لمآثر ثورة تموز والتغيرات اللاحقة على العراق وشعبه.

لقد قسم البريطانيون العراق عام 1920 إلى ثلاث مقاطعات تابعة للإمبراطورية العثمانية. ولم يكن المجتمع في أي بلد آخر في الشرق الأدنى والأوسط يتكون من مثل المجموعات العرقية والثقافية المتنوعة التي يمتاز بها العراق. وكان من الواضح أن المجموعات الفردية شعرت بأنها أكثر ارتباطا بمعاييرها الوطنية وهوياتها التقليدية أكثر من ارتباطها بالمفاهيم الغربية التي تضع أهمية لمصالحها الاستعمارية بالضد من مصالح شعوب الدول التي تقع تحت سيطرتها.

فالسنة والشيعة، والمدن والقبائل، والشيوخ والزعماء، الوطنيون العرب والأكراد والمسيحيون، والاشتراكيون والديمقراطيون والقوميون العراقيون قاتلوا بضراوة من أجل الحصول على مكانهم في هياكل الدولة "الجمهورية العراقية" الناشئة. ولأن النظام السياسي الذي أدخله البريطانيين لم يكن يتمتع بالشرعية بين الناس، فقد اجتاحتهم رغبة تغيير شكل وطبيعة نظام الحكم.

الملك فيصل الثاني، لم يكن يحظى بشعبية كبيرة لدى الناس. ولكن كان من المعروف أنه لم يحكم إلا كدمية في أيدي البريطانيين. وكانت كراهية الجماهير موجهة ضد رئيس الوزراء نوري السعيد، لأنه استخدم الشرطة لقمع الإضرابات الاجتماعية والمظاهرات الطلابية. والحقيقة، على المرء ان يعرف: ان الظروف الاجتماعية المعيشية المزرية التي كان يعيشها الناس، هي السبب الرئيس وراء السخط وقيام الثورة في يوم 14 تموز 1958 رغم أنها كانت محفوفة للغاية بالمخاطر والملاحظات المختلفة. لكن بالنسبة للمراقب اليقظ، لم تكن الثورة على الإطلاق مفاجئة: فهي كانت نتيجة موضوعية لتلبية احتياجات الشعب العراقي الأساسية وتحقيق الامن والاستقرار والعدالة المجتمعية والسلم الأهلي.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العراق... على من تقع مسؤولية تغيير اتجاه البوصلة السياسية ...
- عيد -اليوم الوطني- محور مهم للتعبير عن الهوية وتعزيز الشعور ...
- محنة تخلف عقلية الطبقة السياسية... أحد مظاهر فشل الدولة
- بسبب إنعدام المساءلة والرقابة..طالما ينتهك أصحاب السلطة مقوم ...
- العراق بين تداعيات الأزمات وصراعات القوى السياسية
- في العراق لا يجد مئات الصحفيين مكانا لتحقيق مهامهم بين أوساط ...
- اللغة ليست مجرد وسيلة ملازمة للنصوص الأدبية
- لمصلحة من لا يتحقق السلم المجتعي ويسود العراق جرائم القتل ال ...
- فيلم وثائقي يحكي قصة قرية فلسطينية في الضفة الغربية
- منهج سياسي قاصر.. يضع معوقات حتمية أمام تطور الدولة والمجتمع
- التواجد الأمريكي ورد فعل الميليشيات الولائية على الساحة العر ...
- التواجد الأمريكي في العراق في ظل الصراع في الشرق الأوسط وحرب ...
- منطقة الشرق الأوسط تغلي.. والعراق في قلب ساحة الصراع
- متى ينتهي سوء الإدارة وسياسة مبدأ المحاصصة الطائفية؟
- في بلاد الرافدين لن يتحقق السلام والإزدهار ما دامت المسؤوليا ...
- متى تتوقف التناقضات السياسية والصراعات الخارجية لتصفية الحسا ...
- المواطن العراقي بين صراعات أحزاب السلطة وغياب مركزية الدولة!
- الصراعات السياسية والاقتصادية تزيد من اختناق العراقيين بسبب ...
- الانتخابات.. ما بين انقاذ العراق او نهايته؟
- العراق بين الفكر الشعبوي وآيديولوجيا السياسة المركبة!


المزيد.....




- نتنياهو يبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة خلال زيارته إلى أم ...
- السودان: أكثر من 60 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على سوق ...
- هيغسيث: -داعش- تكبدت خسائر جراء الضربة الأمريكية في الصومال ...
- قلق في إسرائيل بسبب منصب رئيس وفد المفاوضات مع حماس 
- وزير الخارجية المصري: لن تنعم المنطقة بالسلام ما لم تقم دولة ...
- تقدم روسي.. وترمب يصر على الحل بأوكرانيا
- لقطات جوية من مكان تحطم طائرة طبية في مدينة فيلادلفيا الأمري ...
- بولندا.. مرشح المعارضة للرئاسة يتعهد بإعادة 20 مليون بولندي ...
- ويتكوف ونتنياهو يتفقان على بدء مفاوضات المرحلة الثانية لوقف ...
- الدفاع الروسية: القوات الأوكرانية ارتكبت جريمة حرب جديدة بقص ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - 14 تموز.. الثورة التي حققت انجازات كبيرة خلال فترة قياسية