أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - التيتي الحبيب - الشعب السوداني بين مطرقة وسندان المؤسسة العسكريتارية














المزيد.....

الشعب السوداني بين مطرقة وسندان المؤسسة العسكريتارية


التيتي الحبيب
كاتب ومناضل سياسي

(El Titi El Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 8035 - 2024 / 7 / 11 - 10:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



يقول المثل من اجل المشاكل الكبرى تستعمل الوسائل الكبرى. وهذا ما ينطبق على الحالة في السودان الذي عرف احد أهم نماذج الثورة الشعبية منذ دجنبر 2019 هذه الثورة التي تميزت عن باقي ما عرفته تجربة الشعب التونسي والمصري واليمني خلال العقدين الأخيرين. كانت الثورة السودانية مختلفة في الأهداف وفي الأساليب وفي القيادة السياسية لها. فإذا كانت السيرورات الثورية في باقي البلدان العربية والمغاربية تجري بمشاركة قوى الإسلام السياسي وخاصة فصائل الإخوان المسلمين فان الثورة السودانية كانت باستقلال بل ضد الإسلام السياسي وخاصة تيار الإخوان المسلمين الذين حكموا وتمكنوا من الدولة في السودان وتجدروا في دواليبها ومنها المؤسسة العسكرية.

منذ البداية تضح الطابع التقدمي للثورة السودانية وتشكلت قيادة ميدانية وسياسية كان عمودها الفقري الطبقة العاملة ومختلف الشرائح الاجتماعية الكادحة والمتوسطة ضحية نير نظام متسلط سخر خيرات السودان لمجموعة من اللصوص المحليين وأسيادهم الرجعيين في الخليج أو الامبرياليين. تمزق السودان وتولى أمراء الحرب مهمة اقتطاع أجزاء شاسعة من الأراضي الغنية ونهبوا ثرواتها الفلاحية والحيوانية والمعدنية.

اندلعت الثورة السودانية واستطاعت ان ترفع شعارا جديدا لم تسمع به شعوب السيرورات الثورية في المنطقة وهو المتمثل في إسقاط النظام وتفكيك النظام وتصفية النظام عوض الاكتفاء بإسقاط رأس النظام كما حدث في تونس ومصر. تأكدت الطبقات السائدة والأنظمة الرجعية المساندة لها بان الثورة السودانية ثورة طبقية شعبية نوعية ويمكنها ان تتحول إلى نموذج تحتديه الثورات الشعبية المقبلة كما حدث في التاريخ مع الثورة الاشتراكية في روسيا وفي الصين وغيرها من البلدان حيث تولى الشيوعيون قيادة الثورة والتغيير. ومن اجل مواجهة هذا المد الثوري المتجدد استعملت الطبقات السائدة طريقة جديدة وهي التضحية برأس النظام ولكن إدراج المؤسسة العسكرية في عملية انقلابية عبر مراحل يظهر معها وكأن الثورة تحقق شعار تفكيك وتصفية النظام. لكن المناورة فشلت في الجوهر رغم أنها انطلت على جزء من قيادة قوى الحرية والتغيير. وحده الحزب الشيوعي حافظ على التوجه والوضوح في أهداف التغيير الثوري. وبفعل تصاعد النضال الثوري للشعب السوداني تعرت المؤسسة العسكرية كجهاز للنظام السابق وآلة عسكرية في يد حزب الإخوان المسلمين.

لم تستطع الثورة السودانية أن تعالج مسالة المؤسسة العسكرية ولذلك بقيت هذه المؤسسة بشقيها الجيش والتدخل السريع في مواجهة الثورة السودانية. هكذا يتضح ومن خلال التجربة السودانية بأنه كلما بقيت المؤسسة العسكرية موحدة ولم يخترقها الصراع الطبقي ولم تتعرض للفرز الثوري فان الثورة تدخل الى عنق الزجاجة مما يهددها وقد يتسبب في انتكاسة طويلة الأمد على الثورة ويعزل القوى الثورية ويعرض جماهير الشهب للإحباط واليأس وهذا ما نجحت فيه لحد الساعة القوى الرجعية في السودان وحلفاؤها الرجعيون بالمنطقة وعبر العالم.



#التيتي_الحبيب (هاشتاغ)       El_Titi_El_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبناء التحالفات شروط ومبادئ
- الاعتقال السياسي الوجه الحقيقي لديمقراطية الواجهة
- بعض من مقومات الوحدة النضالية
- حوار الدولة الاجتماعية يوسع الطريق أمام الغلاء
- نحن في النكبة
- فاتح ماي 2024 كشف زيف خطاب الدولة الاجتماعية
- تمخض الحوار الاجتماعي فولد ضرب الحقوق المكتسبة
- قراءة في رد إيران يوم 13 ابريل 2024
- قول في الثقافة والمثقف
- درس الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية
- القضية الفلسطينية وفرز طوفان الأقصى
- الإسلام السياسي جبهة واحدة لما يتعلق الأمر بمدونة الأسرة
- لا ممارسة ميدانية من دون بوصلة نظرية
- ما هي رسالة حراك فيكيك؟
- لا خوف على منتدى الحقيقة والإنصاف
- معضلة عدم تحقيق التراكم المعرفي
- من المسؤول عن تبذير الثروة المائية؟
- في مخاطبة العقل أو المشاعر
- لكي نستعيد المكون الأفريقي في هويتنا وجب التخلص الواعي من ال ...
- من وحي الاحداث: كل المؤشرات حمراء


المزيد.....




- في تركيا.. ماذا يُخبّئ هذا -الوادي المخفي- بين أحضانه؟
- جورج كلوني منزعج من تارانتينو بعد أن شكك بنجوميته
- فيديو جديد يظهر تحرك القوات الأوكرانية داخل روسيا مع تقدم تو ...
- الخارجية الروسية: نظام كييف الإجرامي يأمر بإطلاق النار على ا ...
- تدريبات بالذخيرة الحية للقوات الأميركية والكورية الجنوبية لت ...
- كيف يمكن أن تساعد -ممرات الهواء البارد- على خفض حرارة المدن؟ ...
- -البحر يغلي- ـ درجات حرارة قياسية في المتوسط للسنة الثانية
- سموتريتش يعلن إقامة مستوطنة جديدة جنوب القدس ويتعهد بمواصلة ...
- المخابرات الأوكرانية تعلن عن سرقة أموال مخصصة لتطوير حماية ا ...
- مصر.. تعديلات مفاجئة على عدد مواد الثانوية العامة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - التيتي الحبيب - الشعب السوداني بين مطرقة وسندان المؤسسة العسكريتارية