أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ايليا أرومي كوكو - الأبيض بيت اشباح بعد شهرين بدون كهرباء !!!














المزيد.....

الأبيض بيت اشباح بعد شهرين بدون كهرباء !!!


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 8035 - 2024 / 7 / 11 - 05:38
المحور: كتابات ساخرة
    


استمرار انقطاع التيار الكهرباء عن مدينة الابيض ولأكثر من شهرين أحالت عروس الرمال لبيت اشباح كبير . انها حرب من نوع اخر اكثر ضراوةَ بشاعةً وضرراً يعيشه انسان الابيض وكل كردفان المغلوب علي أمره . الكهرباء عصب الحياة وشريانه وعليه يقوم كل دورة الحياة المدنية العصرية . وبدون الكهرباء تنهار الحياة المدنية كلها وتتقهقر الي الحياة البدائية . الانسان بدون هو انسان بلا حياة وفي هذه الحالة يشبه تمام حياة البشر في القرون الوسطي .
هذا المساء وبعد المغرب بقليل تلقيت نبأ وفاة والدة الابن والزميل العزيز الباشمهندس اسماعيل ابراهيم بحي القبة . لها الرحمة والمغفرة ولأهلها وذويها العزاء والسلوان .
للتو قررت الذهاب لتعزيتهم ومواساتهم لفقدهم العزيز .
خرجت من البيت لأول مرة منذ اندلاع الحرب في مثل هذه الاوقات من الليل وان كان الليل لا يزال طفلاً يهبو . وكان اليوم يوماً خريفياً جميلاً ماطراً جعله الله أمطار خير وبركة لكل أهل السودان .
عند عتبة البيت الاول تقابلت وجهاً لوجه مع ما يسمونه بالليلة الظلماء فاصطدمت به . كادت وحشة الظلام ان يرميني ويرديني في بركة الماء . هذا لو لا ثباتي ورباط جاشي وتمالكي لقدراتي العضلية الرياضية . كنت بصعوبة أخوض في الظلام الهالك واصارعه لأشق طريقي من حي البيطري والبوليس في اتجاه مستشفي الشرطة . فأكتشفت بأن مستشفي الشرطة وهو المشفي الرئيسي الوحيد في الأحياء الجنوبية هو الاخر غارق الظلام الكامل . وطالما ان مستشفي الشرطة بلا كهرباء فلا عزاء للمرضي ولا يحزنون لا اسعاف لا علاج ولا حوادث طوارئ ولا يحزنون يموتون بس .
مدينة الابيض عروس الرمال في الليل مدينة اشباح تماماً كما يصفون . شوارعها وحاراتها القديمة كلها حفر وبرك مياه لاسيماء في مثل هذه الايام الخريفية . الساعة السابعة والنصف مساءاً ليس بالوقت المتأخر من الليل لكنك لن تقابل في مشوارك هذا لا انساً ولا جناً . تنتابك الهواجس والخوف والظنون من الهدوء والسكون و الصمت المريب الذي يحيطك من جانب . هو صمت يلفه وظلام يرهبه السكون الا من نباح كلب او نقيق ضفدعة فتتمني ان لا ينقطع نباح الكلاب المموسق الجميل الانيس وان توصل الضفادع في دوزنة شدوها الملائكي العذب !
الابيض في لياليه المظلمة الهالكة حدث ولا حرج تتمني يقابلك الشيطان بذات نفسه لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركة . فحتي الشياطين تخشي علي نفسي من الخروج في مثل هذه الليالي الموغلة الضلام .
شهرين من الانقطاع التام الدئم المتواصل للكهرباء في مدينة الابيض حاضرة ولاية شمال كردفان وانقطاع وفي كل ولايات كردفان ومدنه .
فمن السبب في ذلك ؟
ولماذا هذا التجني الزائد عن اللزوم ؟
وسؤال اخير نطرحه ولا ننتظر الاجابة .
متي يعود التيار الكهربائي الي كردفان ؟



#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوقفوا الترحيل القسري للاجئين السودانيين من مصر
- اليوم التالي لكابوس الحرب في السودان
- روسيا السودان القاعدة العسكرية مقابل السلاح
- مالك عقار التور الهائج في مستودع الخزف ..!
- نداء عاجل ننادي بالفاشر منطقة منزوعة السلاح
- مصر اثيوبيا وممارسات انتهاك حقوق اللاجئين السودانيين
- البرهان : الحرب في السودان لا تزال في بدايتها... !
- هل يفشل الكباشي الحلو عملية ايصال المساعدات لمحتاجيها في الم ...
- المطران ابودقن يفسد برامج اللجنة المسكونية الابيض
- تقدير الذات
- عام من الحرب العبثية في السودان !
- المسيح اليوم قام .. حقاً قام !
- الجراد طبق شهي ووجبة دسمة علي المائدة السودانية
- مدعي الجنائية كريم خان: نعتقد بارتكاب جرائم حرب في دارفور
- السودان بلا تعليم وضع جد أليم !!!
- الحرب السودانية في شهرها العاشر ولا حياة لمن تنادي !
- الحرب السودانية في شهرها العاشر
- رسائل مباشرة عاجلة للرجلان الشقيقان البرهان حميدتي
- مرحباً 2024 يا الف مرحب عام السلام
- وداعاً 2023م كنت قاسياً ويلاً وبالاً عذاباً


المزيد.....




- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...
- الوراقة المغربية وصناعة المخطوط.. من أسرار النساخ إلى تقنيات ...
- لبنان يحظر عرض «سنو وايت» في دور السينما بسبب مشاركة ممثلة إ ...
- فيديو.. -انتحاري- يقتحم المسرح خلال غناء سيرين عبد النور
- بين الأدب والسياسة.. ماريو فارغاس يوسا آخر أدباء أميركا اللا ...
- -هوماي- ظاهرة موسيقية تعيد إحياء التراث الباشكيري على الخريط ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ايليا أرومي كوكو - الأبيض بيت اشباح بعد شهرين بدون كهرباء !!!