أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - تاريخ ضائع لأمة فقدت بوصلتها














المزيد.....

تاريخ ضائع لأمة فقدت بوصلتها


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8035 - 2024 / 7 / 11 - 00:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ينظر الينا العالم منذ زمن بعيد بعين الاهتمام, لأننا ننتمي إلى الرموز الإنسانية الخالدة، إلى الرجال الأفذاذ، والقامات الشامخة. لكننا فقدنا بوصلة الانتماء، وجنحنا نحو الركود والتخلف، ولم نحقق الحد الأدنى من فكر قادتنا, الذين اختار منهم المؤلف مايكل هاملتون مورغن، في كتابه (تاريخ ضائع)، شخصيات عديدة, توقف عندهم بالشرح المفصل, من أمثال: الخوارزمي والزهراوي وابن الهيثم والإدريسي وابن سيناء والرازي والبيروني والفارابي, لكنه توقف طويلا أمام شخصية أمير المؤمنين على بن أبي طالب. .
يرى مايكل في كتابه: أن العرب ابتعدوا كثيراً عن نهج هذا الرجل العملاق, ولم ينتبهوا إلى وهج الفنارات الأخلاقية والإنسانية والفلسفية, التي أضاءها لهم بنور عبقريته، ولم يستجيبوا لندائه الناطق بالحق, وهو الذي كان حتى يومنا هذا صوتاً مدوياً للعدالة الإنسانية, ولم يعلموا حتى الآن أن لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة اختارته عام 2002 من بين مئات الزعماء والقادة باعتباره أعدل حاكم ظهر في تاريخ البشرية على وجه العموم, مستندة في اختيارها على مئات الوثائق المكتوبة باللغة الانجليزية. ثم عادت الأمم المتحدة لتضع رسائله الموجهة إلى ولاته وعماله في المراتب العليا، وتعدها من أهم مصادر التشريع في القانون الدولي. .
يقول مايكل: لم يتح لزعيم بمستوى أمير المؤمنين أن تجتمع فيه صفات التقوى والعلم والحلم والحزم والرقي في آن واحد, ويبدي مايكل استغرابه من جهل الأمة العربية لنبراسه, الذي أرشدهم نحو المسارات المستقبلية الصحيحة, فلا الذين ناصبوه العداء ساروا على نهجه, ولا الذين تظاهروا بموالاته عرفوا طريقهم إليه, وهكذا تخبطت الأمة في عصر الضياع والتشرذم بين مبغض له ومغال في حبه. .
يقول مايكل: من المفارقات العجيبة أن الزعماء العرب لم يطبقوا الحد الأدنى من دستوره ومنهجه, ولم يكلفوا أنفسهم مشقة العمل بأحكامه المستمدة من القرآن المجيد, ولم يعرفوا شيئاً عن مواثيقه وعهوده, التي عهد بها إلى ولاته وعماله, وفي مقدمتهم مالك الأشتر, الذي ناشده أمير المؤمنين بإرساء قواعد العدل والإنصاف, فقال له في ميثاقه: وأشعر قلبك الرحمة للرعية, والمحبة لهم, واللطف بهم, ولا تكوننَّ عليهم سَبُعاً ضارياً تغتنم أكلهم, فإنّهم صنفان: إمّا أخٌ لك في الدين, وإمّا نظير لك في الخلق. .
وقال له أيضاً: وأعلم أنه ليس بأدعى إلى حسن الظن راع برعيته من إحسانه إليهم, وتخفيفه المؤونات عليهم, وترك استكراهه إياهم على ليس قبلهم, فليكن منك في ذلك أمر يجتمع لك به حسن الظن برعيتك, فإن حسن الظن يقطع عنك نصباً طويلاً, وإن أحق من حسن ظنك به لمن حسن بلاؤك عنده, وإن أحق من ساء ظنك به لمن ساء بلاؤك عنده, ولا تنقص سنة صالحة عمل بها صدور هذه الأمة, واجتمعت بها الألفة, وصلحت عليها الرعية, ولا تحدثن سنة تضر بشيء من ماضي تلك السنن فيكون الأجر لمن سنها, والوزر عليك بما نقضت منها. .
كانت تلك مقتطفات من ميثاق أمير المؤمنين, الذي سارعت الأقطار الغربية إلى تفعيله وتطبيقه قبل أن تلتفت إليه القوى السياسية المتناحرة في الوطن العربي. .
لقد سار الغرب على نهجه و تمسكوا بمبادئه, فما الذي يمنع قادتنا من تطبيق مفاهيمه على أرض الواقع, ولو على نطاق ضيق ؟, وأين هم الآن من منهاجه ؟, وما الذي يمنعهم من العمل بأحكامه إن كانوا يزعمون تمسكهم بعدالته ؟. .
لقد كان الكاتب (مايكل هاملتون مورغن) موفقاً في تسليط الأضواء على تاريخنا الذي أضعناه ولم نلتفت إليه, فانشغلنا بالمهاترات السياسية, والنزاعات الطائفية, والصراعات القبلية, وتخصص قادتنا في تدبير الدسائس والفتن ما ظهر منها وما بطن. .
يُعد (مايكل) من كبار الكتاب في القارة الأمريكية, عمل ردحاً طويلاً في السلك الدبلوماسي, ثم انصرف للكتابة ودراسة التاريخ, فكتب سلسلة من المؤلفات نذكر منها كتابه: (The Twilight War), وكتابه: Graveyard of the Pacific, وكتابه: (Collision with History), وكتابه: (Arabia: In Search of the Golden Ages), أما كتابه (تاريخ ضائع Lost History) فقد صدر عام 2007, ويعد من أفضل الكتب الغربية, التي ألقت الأضواء على العصور العربية الزاهرة. .
يتألف الكتاب من 8 فصول وخاتمة, تناول فيها الشخصيات العربية بلغة سردية مؤثرة تمهد للحقيقة العلمية والتاريخية بأسلوب يشد القارئ, ويشجعه على الاستمرار والمتابعة. صدرت للكتاب ترجمة عربية عام 2008 بقلم (أميرة نبيه بدوي) عن دار نهضة مصر. .
ويبقى السؤال: متى ننهض من سباتنا ؟, ومتى نستعيد أمجادنا القديمة ؟, ومتى نقتفي أثر أجدادنا العظام ؟. ومتى يتحرر قادتنا من عقدة التسلط على رقاب الناس ؟. ومتى يكونوا صادقين في رسم خطواتهم الصحيحة نحو تطبيق الحد الأدنى من مبادئ العدالة والإنصاف ؟. ومتى نسير على النهج الذي رسمه أمير المؤمنين ؟. فقط متى ؟, ومتى فقط ؟. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا وراء أسطول الظل الروسي
- فوبيا المثلث الاحمر المقلوب
- متى ننتج الطاقة على الطريقة الصينية ؟
- انت المنتج والمخرج والبطل
- ضربات موجعة في خليج عدن
- هل نكافئ الذين رقصوا فوق جثثنا ؟
- متى يتصالح الشعب مع نفسه ؟
- بريطانيا: لا فرق بين سوناك وستارمر
- ترك الحكم وغادر على دراجة
- الأعور الدجال بين الواقع والخيال
- لن يغفروا لإبن غفير
- (شيريل). وما أدراكم ما شيريل ؟
- غرام دبلوماسي من طرف واحد
- أبغض ملياردير في العالم
- عراقيون في المكتب المجاور لبايدن
- آخر نظريات أبواق التجهيل
- قياديون من كوكب غير مأهول
- عدوان على جابر بن حيان
- هل صار (جدعون) بطلاً للجدعنة ؟
- ما تعليقكم على هذه التنازلات ؟


المزيد.....




- مكتب التحقيقات الفيدرالي يكشف تفاصيل جديدة عن مطلق النار على ...
- حزم مساعدات أمريكية ألمانية لأوكرانيا
- مفتي روسيا يمنح وزيرا مصريا وسام الفخر (صورة)
- تونس.. فتح باب الترشح للرئاسيات
- الألعاب الأولمبية.. المسؤولون يعتذرون عن أي شعور بالإساءة بع ...
- بين هجر وتقارب، كيف بدت علاقة أردوغان بإسرائيل؟
- من أعلى تلة قريبة.. آلاف يحتشدون خارج حفل تايلور سويفت في مي ...
- الحكومة الألمانية تعارض تطبيع العلاقات مع النظام السوري
- -كلنا مقاطعون-.. الصدر يدعو لمقاطعة المنتجات الداعمة لإسرائي ...
- حزب المحافظين البريطاني يعلن أسماء 6 متنافسين على منصب رئيسه ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - تاريخ ضائع لأمة فقدت بوصلتها