أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خلف علي الخلف - زمن بينوشيه الجميل.. وداعا














المزيد.....

زمن بينوشيه الجميل.. وداعا


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 1766 - 2006 / 12 / 16 - 10:57
المحور: كتابات ساخرة
    


وداعا، فبغيابك لم نعد نعرف القاتل من المقتول. كنت رمزا للشفافية، فليس عارا أن تقتل المواطنين الأبرياء بكبرياء جنرال، ولكن العار ما فعل ويفعل من خلفك، في هذا المقام الذي لا يصل له الا العظماء، فأساء منهم من أساء إلى مهنة الدكتاتورية النبيلة
رحلت، فصار الدكتاتور ضحية، وصار الشعب جلادا، واختلطت الأوراق. ففي وطننا العربي يعرّفون الحاكم في كتب المدرسة بأنه الشرعي، وكأن بقية الشعب لا شرعيين، ويصفونه في الإعلام بالأب، بينما نجده في أرض الواقع دكتاتورا يسيء لإرثك العظيم من الظلم والاعتزاز بالظلم. صاروا دكاترة مزيفين، لا يقوون على إقناع أحدٍ بجدارة هذا المنصب الرفيع.
أيها الراحل العظيم مضى زمنك الذي كان فيه الدكتاتور لا يتحدث عن شرعية خارج نفسه ، مضى الزمن الذي كان فيه الدكتاتور يعطي لشعبه شرعية التنفس ، وأصبح من خلفك في هذا المقام النبيل يتمسح بشرعية الشعب ويصر على انه حاكم دستوري ويجيش كل إعلامه كي يقنع الدهماء انه موظف بسيط لخدمة الشعب
في زمن من خلفك كثرت الإساءة لإرثك العظيم فمنهم من لم يعد يقتل أعداءه، بل افتتح سجونا زجهم بها، وفبرك لهم محاكمات أمام المجتمع الدولي .. تصور أيها الراحل النبيل صاروا يحسبون حسابا للرأي العام الدولي عندما يهمون أن يفتكوا بشعوبهم المارقة التي يرتفع صوتها، حتى صارت هذه الشعوب تجرؤ على إنجاب من يعتقد أنه هو والدكتاتور من نفس " الطينة " تصور ذلك وأنت تغادرنا
أيها الفقيد، إن شرعية لا تستمد قوتها من الإقناع ليست جديرة بالإعجاب، وما إعجاب الجماهير بك إلا لمعرفتها قدرتك على الإقناع قولا وفعلا. أما اليوم فإن شرعية خلفائك صارت تتمسح بالضعف والزيف وقلة الحيلة والظلم بخبث ودناءة.
لم نعد نعرف ممن نهرب، وكنا نهرب منك لأننا نعرفك، أما اليوم صرنا نهرب من جهة لا نعلمها إلى جهة لا ندري ما تخبئ لنا. فكل شيء غامض، وقد نرتمي في أحضان أفاع متلونة بعد أن كنت فكا مفترسا يعرفه الجميع ويخشونه.
وداعا أيها الدكتاتور الجميل، فبغيابك فقدنا آخر أمل في الشفافية حتى لو كانت آلية طاغية قوي في إبادته شعبه بكبرياء وفخر.
وربما يخطر ببال رفات ضحاياك أن تتحرك في قبورها فتهتف العظام والجماجم فرحة برحيلك وأنك في النهاية نلت مصيرك على يد كف الموت العمياء التي لا تفرق بين دكتاتور صادق وبين بقية الناس، وحق لضحاياك أن يبتهجوا لأنهم لم يعاصروا أولئك الذين جاءوا من بعدك أيها النبيل.. فلو كان هؤلاء الضحايا ممن عاصروا الدكاترة إلى أن وصلوا إلى نسخهم الممسوخة الحالية، لهتفوا باعتزاز من قبورهم نحن ضحايا هذا الرجل العظيم، نحن ضحايا بينوشيه وربما كانوا قد خرجوا في مسيرات حاشدة في العالم السفلي يستقبلون بها رفاتك فرحا بلقاء دكتاتور كان لا يكذب، وكان يستمتع بما يعمل تحت ضوء الشمس، ولم يكن في حاجة إلى التلوّن.



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بيئة آمنة للاستثمار والعيش و.. الفساد
- عاش أورتيغا يسقط التلفزيون السوري
- راعي يسرح بالكلمات في صحراء تشبه الحديقة: عن نوافذ القيصوم
- الاحتفاء بالتفاصيل اليومية إذ يشكل نصاً: عن حواف خشنة
- سعار ل بثينة العيسى: رواية تجميعية رديئة نموذجاً للتطبيل
- زواج الحكاية واللغة لإنجاب نص الحياة:عن فسيفساء إمرأة
- العجيلي: الذي عاش كبيراً ورحل كبيراً
- حلب الآن: نعي مدينة خاوية
- بَوَّات الثقافة السورية: خير خلف لخير عرسان
- الدعارة الثقافية: منتج الاستبداد والكبت
- كونديرا سورياً: عن البلاد التي بلا أمل
- المعارضة السورية ظاهرة إعلامية أم تمتلك قوى تغيير؟
- استعطاف واسترحام إلى عمنا بوش في أمر شخصي
- خدام اليوم .. مجلس الشعب أمس
- قاموس الرطانة السياسية (6): المنعطف الحاسم.. متى ينتهي ؟
- قاموس الرطانة السياسية (5) : الحوار الوطني الحوار مع الآخر
- الطغيان :جبران تويني ليس فصلاً أخير
- سوريا بعد تقرير ميليس : سلطة ومعارضة (2) هل وصل النظام محطته ...
- سوريا بعد تقرير ميليس: سلطة ومعارضة -1
- نيكاراغوا ومنها الخبر الأخير


المزيد.....




- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خلف علي الخلف - زمن بينوشيه الجميل.. وداعا