أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نهاد ابو غوش - نتنياهو يزرع ألغاما في اقتراح الصفقة














المزيد.....

نتنياهو يزرع ألغاما في اقتراح الصفقة


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8034 - 2024 / 7 / 10 - 02:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نهاد أبو غوش
وسط كم هائل من المواقف والتصريحات المتناقضة بشأن الصفقة والمفاوضات وموقف إسرائيل الفعلي منها، يحتاج المرء وخاصة المتابع إلى أدوات قياس فعالة ومتطورة لمعرفة الموقف الحقيقي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يقول الشيء وعكسه حتى في الجلسة الواحدة واليوم الواحد، ويطلق تصريحات تارة باسمه شخصيا، أو بإحاطات وتصريحات تصدر عن مكتبه، أو عبر مستشاريه والمقربين منه، أما حين يرغب في قول ما يريد دون أن يتعرض لهجمات كبيرة فهو يُصدر مواقفه باسم "مسؤول سياسي رفيع المستوى" وبحكم هيمنته ونفوذه الكبير على وسائل الإعلام، فهي تتلقف الخبر وتنشره وكأنه صادر عن كل الطبقة السياسية الإسرائيلية، لكن الجميع بات يعرف أن وراء هذه الصفة يقف رجل واحد هو نتنياهو.
ولمتابعة موقف نتنياهو الدقيق من الصفقة، يجدر العودة إلى "الألغام" والعبارات الملتبسة التي زرعها نتنياهو عامدا متعمدا في الاقتراح الذي تبنته الإدارة الأميركية، ومن بينها:
- ربط استئناف وقف إطلاق النار باستمرار المفاوضات، وعبارة "طالما" الإشكالية. ما يعني رخصة لإسرائيل في العودة للقتال متى شاءت، وهي يمكنها وقف المفاوضات لأي سبب كان حتى لو تعلق الأمر بعملية صغيرة في الضفة.
- الحديث عن الانسحاب من المناطق المأهولة، وليس كل المناطق التي احتلتها إسرائيل بعد 8 أوكتوبر، وبالتالي فهذه الصيغة تستثني شريطا على امتداد القطاع لا يقل عرضه عن كيلومتر ويشمل بلدات مثل بيت حانون وبيت لاهيا وأحياء شرق مدينة غزة، وقرى بني سهيلا وخزاعة وعبسان شرق خانيونسن فضلا عن الشريطين العرضيين في محوري نيتساريم وسط القطاع، وصلاح الدين على الحدود المصرية.
- الحديث عن عودة النازحين "غير المسلحين" وهذه العبارة تريد اسرائيل استخدامها لتفتيش العائدين لغزة والشمال – حوالي مليون- بكل ما تنطوي عليه هذه العملية من تنكيل وإذلال واحتمالات الاغتيال والاعتقال والإخفاء القسري كما جرى مع النازحين من جباليا والشمال في بداية الحرب.
- الحديث عن "عدد يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين" وهذا بند ترى فيه إسرائيل فرصة للتحكم في أعداد الأسرى وهوياتهم وإمكانية وضع فيتو على بعض الأسماء واشتراط إبعادهم.
- الحديث الغامض عن ترتيبات الانتقال من مرحلة للمرحلة التالية، تستغله إسرائيل لاشتراط نزع سلاح حماس والمقاومة قبل الانتقال لمرحلة إعادة الإعمار.
على الرغم من كل ما سبق ثمة عوامل كثيرة ضاغطة على نتنياهو تدفعه للتعاطي الايجابي مع الصفقة وجهود المفاوضات، ومن هذه العوامل:
- زيارته المقررة لواشنطن وخطابه المقرر أمام الكونغرس واحتمالات لقاء الرئيس بايدن، من الصعب أن يذهب نتنياهو إلى أميركا خالي الوفاض وبصورة من يتعمد تعطيل الصفقة، خصوصا مع وجود نحو 5-6 أسرى يحملون الجنسية الأميركية، وخذلانه المستمر لإدارة بايدنن وتصرفه كناكر للجميل، بحرمانها من اي انجاز حتى لو كان محدودا وظاهريا.
- اتساع الخلاف بين الحكومة والقيادات العسكرية، لم يعد الأمر يتعلق بخلافات محدودة أو عابرة، بل بات الخلاف يعبر عن نفسه يوميا في تصريحات ومواقف إزاء قضايا جوهرية تتصل بالحرب.
- الصدوع والخلافات داخل الحكومة بسبب قانون التجنيد وقانون الحاخامات، والتجاذبات بين بعض مكونات الاتئلاف خاصة بين بن جفير وشاس، وهذه الخلافات تعكس نفسها على الموقف من الصفقة والمفاوضات وسط تهديدات مستمرة من سموتريتش وبن جفير بحل الحكومة
- استمرار الحرب والخسائر البشرية في صفوف الجيش دون انجازات ملموسة.
- التصعيد على الجبهة الشمالية وخطر الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة وسط قناعة دولية وإقليمية متزايدة بتلازم الحرب في الشمال مع الحرب في غزة.
- استمرار المشاكل والصعوبات الاقتصادية التي تنذر بنتائج وخيمة استراتيجيا حال استمرار الحرب او توسعها.
- استمرار حركة الاحتجاجات الداخلية وتصاعدها، والفرص القوية لانضمام قطاعات وشرائح جديدة للاحتجاجات كما ظهر في سماح شركات التقنية لموظفيها بالمشاركة في الاحتجاجات مع دفع اجورهم.
- التراجع المستمر في مكانة إسرائيل الدولية والملاحقات القضائية لقادتها.
في مواجهة كل هذه العوامل التي تضغط مجتمعة ، يبدو واضحا للجميع أن أداة القياس الرئيسية لدى نتنياهو هي مصلحته السياسية، وبقاؤه في الحكم، وبقاء الائتلاف الحكومي متماسكا، لذلك فإن ابرز الخيارات أمامه هي:
- شراء الوقت وتقطيعه من خلال إظهار التجاوب الشكلي مع المفاوضات والصفقة، ومواصلة ارسال الوفود دون منحها صلاحيات حقيقية، والادعاء أن المفاوضات تحتاج عدة اسابيع، بعدها سيجتاز الأسابيع التي تفصله عن زيارة واشنطن، ثم بعد ذلك تدخل إجازة الكنيست لثلاثة شهور، ثم الانتخابات الأميركية التي ستحرر نتنياهو من كثير من الضغوط، اي باختصار تأييد المفاوضات لأجل صورة المفاوضات ومظهرها دون الوصول لاتفاق حقيقي.
- الاكتفاء بإنجاز محدود للمرحلة الأولى ثم مواصلة الحرب، حيث تكون حماس قد سلمت جزءا من الأسرى، ويكون قد نجح في احتواء وتنفيس كثير من الضغوط التي يتعرض لها.
- مواصلة المماطلة والتسويف أملا في إطالة امد الحرب قدر الإمكان، وهنا تكون الأولوية القصوى لبقاء ائتلافه الحكومي وبرنامج حسم الصراع في الضفة وغزة، هنا ايضا يراهن نتنياهو وحكومته على ضعف المعارضة وعدم انسجامها.
- الخيار الرابع هو الأضعف وهو القبول بالصفقة كما هي وكما يريدها الأميركيون والمعارضة، وهذا اضعف الخيارات وأبعدها عن رغبة نتنياهو ومصالحه.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقاط القوة والضعف في الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي
- حرب غزة والوساطات والمفاوضات غير المباشرة
- الانقسام يحول دون استثمار موجات التعاطف الدولي مع الفلسطينيي ...
- أولمرت يتهم نتنياهو بالخيانة ويدعو لطرده على الف
- هوس نتنياهو في السيطرة على وسائل الاعلام
- إسرائيل تهدد باستخدام السلاح النووي
- هل تدفع إسرائيل لانهيار السلطة الفلسطينية؟
- كل العالم عدا نتنياهو يريد وقف الحرب
- سيناريوهات اسرائيلية ودولية لمستقبل غزة في ظل غياب رؤية فلسط ...
- القوة الإسرائيلية وحدها لن تحسم مصير غزة
- إسرائيل تبقي خيار عودة الحكم العسكري لغزة
- حين يرفض نتنياهو اقتراح نتنياهو
- إسرائيل تسعى لاستغلال التعديلات الأميركية لصالحها
- جدل وخلافات عابرة للبحار بين نتنياهو وغالانت
- لا بديل عن وحدة الموقف الفلسطيني لمواجهة القادم الأخطر
- خارطة طريق لتمكين الإسرائيلي فلسطينيا وإقليميا .
- عن الدولة والجيش في إسرائيل
- تحولات اسرائيلية نوعية تجاه الضفة والسلطة ... أكثر من إجراءا ...
- إدارة سموتريتش المدنية للفلسطينيين لم تعد مجرد أفكار
- عن تحضيرات إسرائيل المتواصلة لاجتياح رفح


المزيد.....




- وسط تصاعد التوترات.. فيديو يظهر غارات إسرائيلية تستهدف حزب ا ...
- صحيفة بولندية: القوات الأوكرانية ستواجه أسابيع صعبة للغاية ف ...
- محكمة عسكرية تقضي بسجن مجند ثلاث سنوات على خلفية عبارات -مسي ...
- مجدل شمس.. قرية صغيرة قد تشعل فتيل حرب شاملة في المنطقة!
- دعوات للشفافية.. عدة دول تشكك في فوز مادورو برئاسة فنزويلا
- جريجان أحدهما إصابته حرجة جراء استهداف مسيرة إسرائيلية لسيار ...
- لوحات فنية بغزة على صناديق المساعدات
- تركيا: نهاية نتنياهو ستكون مثل هتلر
- ترامب يدلي بشهادته كضحية في قضية محاولة اغتياله
- المسلح الذي حاول اغتيال ترامب كان يستخدم حسابات إلكترونية مش ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نهاد ابو غوش - نتنياهو يزرع ألغاما في اقتراح الصفقة