أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - ماذا لو خسرت إنجلترا؟














المزيد.....

ماذا لو خسرت إنجلترا؟


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8033 - 2024 / 7 / 9 - 16:21
المحور: الادب والفن
    


ماذا لو خرج المنتخب الإنجليزي لكرة القدم مهزوما في مباراته أمام سويسرا؟ سيحتاج مدربه غاريت ساوثغيت إلى مصدات شخصية ونفسية ورباطة جأش واقية من رصاص الكلمات أمام الكم الهائل من البذاءة التي كانت تنتظره. دع عن نقد الإعلام الرياضي.
الأمر لا يتعلق هنا بالحماسة في التشجيع، بل بالحق الذي منحته وسائل التواصل لجحافل من الحمقى في تطويع البذاءات بعد أن كان أصحابها يتحدثون في الحانات وينتهي مفعول كلامهم بعد نهاية المباراة، دون الإضرار بالمجتمع، بينما بإمكانهم اليوم التحدث على منصاتهم الشخصية التي منحتهم الحق في التعبير عن كراهيتهم وحقدهم وعنصريتهم، بذريعة التشجيع الكروي.
لقد غيرت مواقع التواصل الاجتماعي مفاهيم التشجيع في كرة القدم. وبدت المشاعر التي تلي المباراة تميل إلى تحريف الاستجابات. كما تعمل خاصية الأسماء الوهمية والمسافة التي توفرها وسائل التواصل على تضخيم هذه السلبية، حيث يعجز بعض الأشخاص بشكل مَرَضي عن قول أي شيء مفيد. وفي حين تتمتع وسائل التواصل الاجتماعي بخصائص إيجابية، يبدو أن الخواء والسلبية والوقاحة تهيمن على هذا المسرح الذي أضحى كطفل لا يتوقف عن الصراخ "فمتى يكبر؟".
وتسهم عدة عوامل في هذا. فمن وجهة نظر بيولوجية، الغريزة الإنسانية مبنية على إيلاء المزيد من الاهتمام للمعلومات السلبية، لأنها قد تشير إلى تهديدات محتملة. ويمكن أن تؤدي مشاركة هذه الإحباطات إلى ربط مجتمعات من الأفراد ذوي التفكير المماثل، كما تثير المعلومات الزائفة ردود فعل أقوى، مما يدفع الخوارزميات إلى إعطاء الأولوية لمثل هذا المحتوى لأنه يزيد من المشاركة الإجمالية.
إذا تسنى لنا مشاهدة رشق ساوثغيت بأكواب الجعة وإطلاق صيحات الاستهجان على لاعبي المنتخب الإنجليزي عقب التعادل السلبي الباهت مع سلوفينيا في منافسات المجموعة الثالثة ضمن كأس أوروبا لكرة القدم، فإنه كان يتوقع أن نشاهد أسوأ من ذلك بكثير لو انهزم المنتخب نفسه أمام سويسرا أمس الأول، لكن ساوثغيت لم يكن في مزاج يسمح له بالتطلع إلى الأمام، واكتفى وقتها بالتعبير عن أسفه للأجواء غير العادية بعد رشقه بالأقداح البلاستيكية.
ساوثغيت لم تتغير قيمه التدريبية والجمهور نفسه أيضا كان ينظر إليه في نسخة البطولة نفسها قبل أربع سنوات بأنه الأكثر أهمية وشعبية من تاريخ رئيس الوزراء الأسبق ونستون تشرشل. اختار البريطانيون أيقونتهم السياسية ليفضلوا عليها مدرب المنتخب الإنجليزي. وبمجرد انهزام الفريق أو تقديم أداء متواضع رُمي بأكواب الجعة! وتحولت المنصات على مواقع التواصل إلى حلبة صراع يقودها الحمقى من المشجعين!
فهذا المدرب يمثل درسا بريطانيّا رائعا موحدا للأمة بعد أن كسب القلوب بتواضع يمكن أن يكون مثالا في المهارات التي يؤخذ بها في كل الأعمال وليس كرة القدم وحدها. تلك حقيقة محسوسة تمثلها كرة القدم مع أنها مجرد لعبة مليئة بالشغف والترقب والتمني ودائما تنتهي بخاسر وفائز، لكن مهما وجدنا من ذرائع تذهب إلى كونها مجرد لعبة لا أكثر، فإن تقبّل الخسارة لا ينهي الإحساس بحجمها.
من الصعب المبالغة في مدى سوء التفاعل عبر الإنترنت بالنسبة للاعبين، الذين يتعرضون باستمرار للأضواء. لذلك يُنصح جيل من اللاعبين الشباب بالابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها مهمة شاقة. يمكن أن يكون التعزيز الإيجابي إدمانيا عندما تسير الأمور على ما يرام، لكن الأداء الضعيف يمكن أن يخلق حلقة مفرغة من الإحباط لهذه العقول الشابة.
في الماضي، كان على اللاعبين فقط تحمل صيحات الاستهجان في المدرجات، والتي على الرغم من وحشيتها، انتهت عندما غادروا الملعب. الآن، يواجهون جحافل من المنتقدين عبر الإنترنت، مع استمرار التعليقات السلبية لمدة طويلة بعد صافرة النهاية وحتى عطلات نهاية الأسبوع. لكن من حسن طالع منتخب الأسود الثلاثة أنه فاز بشق الأنفس.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استثمار زائف في ديمقراطية مملة
- درس من مناظرة ترامب وبايدن
- ازدراء الحقائق في العراق الأمريكي الإيراني
- الحرية تكمن في الموسيقى وحدها!
- عزلة جو بايدن الأوروبية
- شطرنج كرة القدم
- أوروبا المحبطة أمام خطر مميت
- هل ضمرت روعة الصحيفة الورقية؟
- إيران والعراق ما بعد خامنئي والسيستاني
- مثالنا النهائي في الأخلاق والحب
- تدمير قرطاج أم هدم معبد فيسبوك!
- ماسك يعمل على كسر الصحافة
- الانتقال من الفشل إلى الفشل جدًا
- الأحلام أكثر ما نحتاجه من النوم
- أزمة الفهم الأخلاقي الأمريكي للمسلمين
- بدر بن عبدالمحسن العراقي
- كاظم الساهر ما بعد الحب
- الفساد شريان الحياة السياسية في العراق
- عادل الهاشمي وظلم الذاكرة
- المعيار المفقود في وجود السوداني بالبيت الأبيض


المزيد.....




- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - ماذا لو خسرت إنجلترا؟