شعر غواية الممكن

بعلي جمال

الحوار المتمدن-العدد: 8033 - 2024 / 7 / 9 - 14:23
المحور: الادب والفن
    

الشعر خطاب الإنسان الأول ، هكذا تحدث الإنسان شعرا.
يحاول الكثيرون وضع تعريف محدد لجزئيات التعريف الدقيق ... يبدو أن التحديد مضحكا بدرجة دقيق لأكثر الفنون جرأة على التنميط أو التشكيل الخرساني . ليس هناك محاولة كاملة لوضع تعريفا محدد ا لا يقبل ( التمرد ) في صيرورة التغير المستمر و الحدوث المتنوع. يبدو أن الإكراه الحضاري لا يلغي قوة الفناء والبعث بصورة أكثر حداثة ، نعم ليس كل جديد هو إبداع ، بعض الحدوث بدعة سيئة و إحداث عدمي بلا يديل. أعتقد أن إرتباط حركية العلوم و تكوينها في الثقافة العربية مع إنتشار الإسلام و قداسة نص القرآن ، وتحول ذلك إلى السنة ،أربك العقل و تمرداته .إرتباط حركة التأليف والتدوين
بالقرآن ( كنص مقدس) و تعلق جل العلوم المستحدثة به ، جعل من محاولة الخروج عن الدائرة ،إبتداع سيء، و جريمة تستدعي حدودا لها من داخل المنظومة . كثير من العلوم خاصة اللغة والتفسير و الحديث بعدها إمتلكت شكل من الحصانة لقربها من النص المقدم ، جعل بعض تفريعات التنوع محددة .بل كثير من صراعات الفكرة نتجت عن هذا الإلتصاق .دعنا نرجع للشعر و ارتباطه أيضا بالنموذج المتكامل من الشعر الجاهلي.كان ابن عباس إذا سئل عن القرآن قال شعرا ،وكان يقول رضي الله عنه:" إذا خفِيَ عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعرِ، فإنّهُ ديوان العرب.وقديما قيل " لسان العرب شعرهم " و أعتقد أن مثل هذه المقولة تمنح الشعر فسحة لتحاوز الجمود أو العقل الرجعي. ولما يتحدث عمر ابن الخطاب بمكانته عند المسلمين بقوله :  «أيها الناس تمسكوا بديوان شعركم في جاهليتكم، فإن فيه تفسير كتابكم». هذا خطاب يعطي بعض التبرير الذي يلوي عنق الخروج عن الشعر القديم بفكرة ( تهديم الكل) بإرتباطه بالنص المقدس. اذا سعى المحافظون على كلاسيكية النموذج الأول على الرفع من تلقي ذلك الثرات إلى درجة مغالية فيه ، ولحد اليوم تبقى المعركة _ معركة وجود و إنتماء_ من متعصب للقديم ،يجعل الخروج عنه ردة ثقافية وطعنا في الهوية الثقافية ، وكان في التعريف شطط الجنوح إلى ( المصطلح المنغلق) ... وإخراج الصراع من الفن إلى العلم و من التصور المرن لأشكال متجددة ،ترتبط بالراهن ومتغيرات العقل والمعرفة ، خاصة ما يرتبط بالذوقية والجمالية .
و تحول الميدان معركة إدانة و إقامة حدود القصاص من التجدد و الثورة على طرائق التعبير القديمة .
يتبع

#بعلي_جمال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات