وائل باهر شعبو
الحوار المتمدن-العدد: 8033 - 2024 / 7 / 9 - 10:26
المحور:
كتابات ساخرة
لكي نكون موضوعيين وحياديين يجب أن يكون اكتشاف الوردة عندنا مثل اكتشاف الخرية .
هذا قانون طبيعي لا يمكن تجاوزه وتجاوزه يبعدنا عن الحيادية والموضوعية والعلمية العلمانية .
إذاً لاكتشاف الوردة أو الخرية علينا أن نرى و نشم ونسمع ونلمس ونذوق فالحواس الخمسة هي مصدر معرفتنا الأساسية ونقصان حاسة من منها يؤدي إلى نقصان معرفي طبيعي
ولا يمكنني حتى أن أحاكم وأحكم فقط من تجارب من حواسهم جربت وعايشت حالة ما دون أن يكون هناك نقص شبه تام بالحالة
والشعر والفلسفة والفن هم أمثلة من هذه الحالات .
لكن الشعر والفلسفة والفن عامة يبقى له سفطسطة ميتافيزيقة تتجاوز الرؤية المادية للمعيش وتحتاج إلى ما يسمونه الحدس.
لكن إذا حدثتنا عن واقع اجتماعي تاريخي لا نحتاج إلا إلى حواسنا فقط فلا نحتاج إلى حدسنا لمعرفة وفهم وإدراك تجارب الآخرين في هذا المنحى.
ولنأخذ مثالاً هو من أكثر الأمثلة تبياناً وتوضيخاً لما تقدمنا به .
عندما يعيش المرء في بلاد المسلمين يمكن أن يرى ويشم ويلمس ويرى ويذوق الإسلام وبالتالي لايحتاج إلى التعالي في التفكير "الحدس" كي يكتشف كم هو إرهابي وديكتاتوري ومتخلف فقط انظر حولك .
وإذا عشت في بلاد هي العكس تماماً من مبادئ الإسلام يمكنك أن تذوق وتلمس وترى وتشم وتسمع إنسانيتك وإنسانية غيرك بلا غبار .
لذلك من عاش في بلاد المسلمين غير الذي لم يعيش حتى لو عرف بالإطلاق من خلال الكتب كل شيء عنه .
فأي واحد حر لم يعش في بلاد الإسلام ثم يقيم الإسلام دون أن يشمه ويلمسه ويذوقه فقط سمع ورأى لا تؤخذ محاكمته وحكمه بعين الاعتبار
لإن المحاكاة الأساسية ناقصة وهذا لا ينطبق على الإسلام فقط فحتى اليهود الذين لم يعيشوا تحت حكم النازية والفاشية والسود الذين لم يعيشوا تحت الأبارتاهيد وأشباهه لا يمكنهم أن يكونوا بمستوى حكم من جرب بكل حواسه.
تكفييير
#وائل_باهر_شعبو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟