مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
(Mehdioghbai)
الحوار المتمدن-العدد: 8032 - 2024 / 7 / 8 - 17:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انتهت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية للنظام الإيراني بفوز مسعود بزشكيان برئاسة البلاد. زار بزشكيان قبر الخميني وأكد على استمرار نهج الخميني وشكر خامنئي على عدم استبعاده من الانتخابات، مما يسلط الضوء على الدور الحاسم لخامنئي في تحديد نتائج الانتخابات.
: بعد وفاة إبراهيم رئيسي في حادثة سقوط طائرة هليكوبتر، وجد خامنئي نفسه أمام تحدي كبير في ملء الفراغ القيادي. كان رئيسي يمثل اليد الحديدية للنظام، قادرًا على ممارسة القمع المطلق داخليًا وإثارة الحروب خارجيًا. برحيله، فقد خامنئي أداة حاسمة لضمان استقرار نظامه.
اضطر خامنئي إلى التكيف مع الوضع الجديد واختيار رئيس جديد. وقع اختياره على مسعود بزشكيان، وهو شخصية تظهر بمظهر إصلاحي ولكنها تتمتع بولاء قوي لخامنئي. بزشكيان كان دائمًا يدعم سياسات خامنئي، مما جعله خيارًا آمنًا من وجهة نظر المرشد الأعلى.
رغم محاولات خامنئي لاحتواء الوضع، إلا أن الانتخابات كشفت عن تناقضات وصراعات داخلية حادة بين الفصائل المختلفة. صعود بزشكيان إلى الرئاسة أدى إلى زيادة هذه الصراعات، حيث حاول خامنئي تهميش سعيد جليلي لصالح قالیباف، لكن جليلي رفض الانسحاب مما زاد من تعقيد الوضع.
المقاطعة الواسعة للانتخابات أثرت بشكل كبير على خطط خامنئي. هذه المقاطعة تعكس فقدان النظام لشرعيته الشعبية وتزيد من الضغط على القيادة العليا. الشعب الإيراني بعث برسالة قوية للنظام من خلال هذه المقاطعة، مفادها أنه لن يقبل بسياسات القمع والتسلط.
علنت الهيئة الاجتماعية لمجاهدي خلق داخل إيران أن 91٪ من الناخبين المؤهلين قاطعوا الانتخابات ولم يشاركوا في الجولة الثانية. هذه المقاطعة الواسعة تعتبر ضربة قوية للنظام وتعكس استياء الشعب الإيراني من السياسات القمعية والاقتصادية الفاشلة.
الوضع الحالي يشير إلى دخول النظام الإيراني في مرحلة جديدة من التوترات والصراعات الداخلية. هذه المرحلة تشبه إلى حد كبير المرحلة الأخيرة من حكم الشاه عندما بدأ النظام يتفكك من الداخل. الخلافات بين الفصائل الحاكمة قد تؤدي إلى تفكك النظام وتهيئة الأجواء لانتفاضة شعبية.
يرى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن النظام الإيراني بات على حافة السقوط. المجلس يعتبر أن الانتخابات الأخيرة وما تبعها من تداعيات تظهر بوضوح أن النظام يفقد سيطرته على الوضع الداخلي ويواجه تحديات غير مسبوقة.
خاتمة: في النهاية، تواجه الديكتاتورية الدينية في إيران أيامًا أكثر ظلامًا، مع اقتراب العد التنازلي لنهايتها. النظام يجد نفسه مضطرًا لمواجهة خطر الانتفاضات الكبرى القادمة، ولن يكون قادرًا على حل مشكلة الخلافة أو تأمين مستقبل له. مع استمرار القمع الداخلي والتدخلات الخارجية، يبدو أن النظام الإيراني يواجه تحديات تهدد بقاءه واستمراريته.
#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)
Mehdioghbai#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟