أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية ـ 224 ـ















المزيد.....

هواجس ثقافية ـ 224 ـ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8032 - 2024 / 7 / 8 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السؤال مفتاح العقل، هو المدخل إلى التفكير والبحث.
ومن لا يطرح الأسئلة على نفسه، عن عالمه ومجتمعه، عن الكون من أين جاء وإلى أين يذهب، هذا كائن مرتاح، بليد، يسبح في الفراغ، وأكله برسيم، لا يهمه أي شيء في عالمنا سوى برسيمه

عندما تذهب إلى الصيد عليك أن تعرف طبيعة شغلك بدقة شديدة.
عليك أن تعرف ماذا ستصيد، نوعية الصيد، موسم الصيد، زمنه، المكان الذي ستختاره، وعليك أن تعرف أين ستحط الطريدة رحالها إذا كانت في البر.
لا تستخف بعملك.
نوع السلاح الذي ستستخدمه مهم.
لا تستهن بغيرك
الطرائد يفهمون اللغز، يمكنك خداعهم مرة واحدة، لكنهم سيعرفون أسلوبك مع الأيام، لهذا عليك أن تكون منتبهًا لشغلك.
الطرائد أيضًا ذكية، هي حياة أو موت بالنسبة لهم.
الخبرة والتجربة والذكاء ضروية

الجاهل لا يحكمه المنطق، إنه يتحرك كالرياح الهوجاء.
الجاهل إنسان ضعيف.

أنا هو ذاته، حامل الزنبقة بيد، والشوك باليد الأخرى، ووراء البسمة الحنونة حزن دفين.
ذهبت إلى جوار الشمس بمحض إرادتي، ولم أخبر ذاتي.
لم أسال ماذا هناك؟
رأيت الليل الأخرس واقفًا ينظر إلي، والنيازك تتساقط حولي في احتفاليات السماء، ونزوح النجوم إلى التمازج؟
فتحت خطوط المساء، ومسكت كفي بكفي، وربطهتما بالخيط المدلى من الأعالي؟
سألني:
ماذا تفعل هنا أو هناك، أخبرنا. فقلوبنا العطشى عطشى بحجم الكون.
قلت:
جلدي مسكون بالغموض وأنا مغامر ألعب مع بالنجوم مع وحدتي.
تعال إلي أو خذ بيدي إلى يدك أو
"أفتح عينيك لأراك، لأكون لك
وتكونني".
ولنكون بقايا خمر، وكأس، وجعبة، وخيط رحلات تائهة.

على الأرجح أن المسيحية خرجت من عباءة الفلسفة الرواقية.
كانت الانزياحات البشرية الكبيرة عبر التاريخ القديم تتم عبر الحروب والأمراض والأوبئة.
وكانوا يستقرون في الأماكن الجديدة دون إحساس أن هذا هو وطنهم أو لا. فالمكان الذي يقف عليه المقاتل أو الغازي أو الجندي هو الوطن.
كانت الغزوات تتم بسبب الشح في الموارد الطبيعية، وتمركز القوة في يد مجموعة بشرية ترغب في التوسع من أجل الحصول على الثروة والمال.
من يكن المكان بحد ذاته هو الهدف، أنما بما يحمله من رموز، وأهداف.
الغزاة، عمومًا كارهيًا للعمل، للإنتاج، للاستقرار، لهذا يبحثون عن ملاذات جاهزة يستولون عليها بقوة السلاح، يقتلون أهلها أو يحولونهم إلى خدم أو توابع أو عبيد تحت حجج مختلفة.
بعد عصر الحداثة جرى تقسيم العالم إلى أوطان وحدود وحواجز، وقوانين وأنظمة ناظمة للعصر، ثم التقسيم الدولي للعمل، بلدان فقيرة وغنية.
اليوم نشهد انزياحات بشرية هائلة مختلفة عن السابق بالعمق والسطح، لإدراك الكثيرين أن البلدان الفقيرة فوتت على نفسها القدرة على البناء والتغيير، ولعدم الأيمان بما يسمى الأوطان، ولمحدودية الدخل، ونتيجة الحروب والفقر والتهميش السياسي والاجتماعي.
أغلب شعوب أفريقية وآسيا ينزحون نحو أوروبا، وشعوب امريكا اللاتينية نحو الولايات المتحدة.
وكل يوم نشهد تغييرات هائلة سواء في الدول الغنية أو الفقيرة دون رؤية بعيدة أو تخطيط مسبق إلى ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل.
هذه هي الليبرالية المتوحشة، أفاقها هو المال ثم المال، أثنان وستون فردًا يحوزون على نصف ما يملكه نصف سكان الأرض، التي عملت ولا زالت تعمل على تكسير الحدود أمامها بما فيها الدولة.
وكل انزياح بشري كبير، فيه حمولة ثقافية كثيفة وهائلة وقيم ولغة وعقائد وأفكار، ربما ستسبب هذه المسألة صدامات وصراعات وتخندقات في الأجل الغير بعيد.
خاصة أن هذه الانزياحات ترى في نفسها أنها الأجدر في البقاء، وفي دواخلها تعبئة ثقافية أو حاملة قيم عليا جديرة أن تكون لها السيادة والسيطرة
أو لديها عقد الدونية أو بينها وبين الأخرين تصفيات تاريخية ويمكن تجديدها في أية لحظة.
وليس واردًا في الحسبان تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في البلدان الفقيرة لتثبيت القطاعات البشرية الكبيرة في بلدانها أو محاولة تحسين الحياة وتحديد النسل والسيطرة على الأمراض والأوبئة أو حماية موارد الطبيعة وخيرتها.
أننا نتجه إلى العدم بسبب الرؤية المحدودة، والرغبة في الوصول إلى الموارد والثروة، دون النظر إلى الجوانب الأخرى الأخطر على الحياة، وهي الصراعات البينية في داخل كل دولة على حدا.
والمشكلة أن هؤلاء القابضن على القرارات المصيرية مجموعة مهووسين في حب المال والثروة، مجابين بجنون العظمة، يريدون تفكيك الدولة دون أي بدائل تحمي البشر والحياة في هذه الظروف المأزومة جدًا جدًا.

نحن نفرح بأولادنا، والواقع الموضوعي لهذا العالم يحولهم إلى عبيد
هل الأباء والأمهات في هذا العصر التكنولوجي المتطور جدًا، والسريع جدًا، مهيئون ثقافيًا وتنويريًا وسلوكيًا وعلميًا وتكنولوجيًا ونفسيًا في تعبيد الأرض القادمة لاستقبال مواليدهم الجدد؟
هل يعلمون ما هو مصير الأطفال القادمون إلى هذه الحياة بعد عشرين سنة قادمة؟
هل سيكون لهم مكانًا في العمل والبيت والأسرة والعيش الكريم؟
وهل سيكون لهم وطنًا، أرضًا يعيشون عليه؟
هل سيرمون أطفالهم إلى بلدان اللجوء، مثلما حدث لنا؟
كيف سيحلون مشاكلهم، ومشاكل القادمين الجدد في عالم يصغر بأبناءه وناسه وأشجاره وماءه وبقية كائناته؟

إن عقدة الذنب عملية مركبة ومدمرة، تخلق منّا إنسانًا مأزومًا.
والمأزوم لا يمكن أن يكون سويًا، والحرية تليق بالأسوياء فقط. الطبيعة هي قبة الحرية، وكل من يخالفها ليس بحر.
أغلب الأمراض التي يعيشها البشر مكتسبة، أي ليست جزءًا أصيلًا من الطبيعة البشرية، كله نابع من الثقافة. الواقع الموضوعي المدمر لوجوده، خلق منه كائن نكوصي، مذموم لنفسه، كاره لها

هل ساهمت المسيحية، تحديدًا، في تعميق الشعور بالذنب لدى الإنسان؟
هل كان يشعر بالذنب قبل مجيء الأديان؟
هل الذنب جزء من طبيعة الإنسان أم أن القوانين الوظعية والدينية هما من كرس هذا الشعور المرضي فيه؟
ولماذا قادت هذه السياقات البشر إلى هذا الهم المرعب؟
هل الذنب، هو نتاج تربية، ثقافة، أم جزء من سيكولوجية البشر جاءهم من خارجهم وتم تكريسه وظيفيًا عبر الثقافة؟
أم أن مجمل الطبيعة البشرية كان بريئًا، وجرى الحفر فيه وعليه، لنصل إلى الإنسان المذنب العاجز الضعيف؟
السياسة لا تشعر بالذنب، ولا الدولة، كلاهما نتاج واقع اجتماعي اقتصادي سياسي، وفاعلان أساسيان في الحياة، ويفترض أن تنتجا واقعًا على مقاسهما، أي مجتمعات خالية من الذنب الشخصي، وكان الواجب أن يعممانه ليكون عامًا.

هل الأباء والأمهات في هذا العصر التكنولوجي المتطور جدًا، والسريع جدًا، مهيئون ثقافيًا وتنويريًا وسلوكيًا وعلميًا وتكنولوجيًا ونفسيًا في تعبيد الأرض القادمة لاستقبال مواليدهم الجدد؟
هل يعلمون ما هو مصير الأطفال القادمون إلى هذه الحياة بعد عشرين سنة قادمة؟
هل سيكون لهم مكانًا في العمل والبيت والأسرة والعيش الكريم؟
وهل سيكون لهم وطنًا، أرضًا يعيشون عليه؟
هل سيرمون أطفالهم إلى بلدان اللجوء، مثلما حدث لنا؟
كيف سيحلون مشاكلهم، ومشاكل القادمون الجدد في عالم يصغر بأبناءه وناسه وأشجاره وماءه وبقية كائناته؟

سابقًا كانت الحياة بسيطة جدًا، الأنهار كثيرة وجارية، والأرض خضراء عامرة بالأعشاب والزهور والورود.
ولم يكن التوحش التكنولوجي قد انطلق كما الأن.
عندما اشترى والدي جهاز راديو شارب ترانزستور في العام 1963، رقصنا في البيت فرحا، كنا صغارًا، لأن التكنولوجيا انتقلت من راديو اللمبات الى هذا النوع الجديد الذي يمكن حمله في السيارة.
كان والدي يأخذ هذه التحفة الحديثة معه في سيارته الشيفروليه، كابينها واسع، على هذا الراديو جلد، رائحته رائحة جلد حقيقي، وفيه سماعتين في جعبة صغيرة من الجلد.
كان الصانع يحترم الشاري، لهذا كان يقدمه بشكل جميل وأنيق
كان تحفة فنية، سعره 90 ليرة سورية. واعتقد أنه كان أول راديو حديث، بداية أو الترانزستور

التحولات الجذرية التي أفرزتها الحرب العالمية الأولى والثانية أكثر من عميقة، فقد أزاحت الحرب الأولى أمبرطوريات كبيرة من الخارطة السياسية الدولية كالأمبرطورية الروسية والعثمانية والنمسا المجر والألمانية، وخروج أغلب دول آسيا وأوروبا وروسيا مدمرًا بعد الحرب الثانية وخسارتهم الهيمنة على العالم بعد أن كان التاريخ السياسي تاريخهم.
وبعد أنهيار الاتحاد السوفييتي أضحى العالم القديم عاريًا أمام الهيمنة الأمريكية العالمية والمتحكم الرئيسي في علاقات القوة العالمية.
لقد تنبه ستالين وهتلر لمعادلة القوة والتحكم بها فوقعا على أتفاق عدم اعتداء على بعضهما وأن لا يسمحا للولايات المتحدة الاقتراب من البر الأوروبي الآسيوي. وإن تبقى معزولة في تلك القارة.
السؤال:
من الذي حرض هتلر على تغيير استراتيجية اللعبة ووقع ضحيتها؟
لماذا هاجم الاتحاد السوفييتي؟

حضارة السوق لا عدالة فيها, عالمها مزيف, لا تتغير ولا تتحسن الا بقلبها. ولا يمكن قلبها, لأن السوق كائن قائم بذاته ومستمر, يحمل معه خراب في بنية الإنسان وسلوكه وممارساته وأخلاقه وقيمه.
حتى شكل عدالة حضارة السوق هش وضعيف, بمجرد أن تشيده تراه يسقط لأنه بنيان هش وضعيف وغير قائم على دعائم حقيقية.
والأيام تثبت ترهل كل الديمقراطيات والأنظمة التي حاولت أن تقدم بديلا.
عادة المتصارعين ينهكون بعضهم, وبمجرد أن يفقد أحدهم خصمه يسقط هو الأخر من بعده بعد فترة زمنية نتيجة الاجهاد الذي عاشه.
بيد أن حضارة السوق ستبقى شابة ونشيطة إلى أن تدمر الطبيعة كلها وكائناتها كلهم. ولن تذهب إلا بذهاب الجميع إلى المحرقة.

لا يمكن اساقط الزمر, النخب, المالية والسياسية والنفوذ, المتحكمين برقاب البشر على مستوى العالم, من الخارج أو الداخل. هذا محال لقدرتهم على إعادة إنتاج قواهم في كل المجالات, وفرض شروطهم علينا.
التغيير سيكون موضوعيا, الوقائع على الارض ستفرض شروطها عبر صراع الأقوياء الدائم اقتصاديا وسياسيا, إلى أن تحدث تسويات حقيقية قائم على الصراع ستشارك بها المجتمعات المهمشة المتضررة من جراء هذا الصراع الدامي, لا يمكن التراجع عنها



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس ثقافية أدبية فكرية 223
- هواجس ثقافية ـ 222 ـ
- هواجس ثقافية 221
- هواجس ثقافية ـ 220 ـ
- هواجس ثقافية ـ 219 ـ
- هواجس ثقافية وأدبية وسياسية ـ 218 ـ
- هواجس ثقافية وفكرية وسياسية 217
- هواجس فكرية وسياسية 216
- هواجس ثقافية وسياسية وفكرية ـ 215 ـ
- هواجس ثقافية وسياسية واجتماعية ـ 214 ـ
- هواجس ثقافية وفكرية وسياسية وأدبية 213
- هواجس ثقافية 212
- هواجس ثقافية وسياسية وأدبية ـ 211 ـ
- هواجس ثقافية وسياسية 210
- هواجس ثقافية وسياسية وأدبية ــ 209 ــ
- هواجس ثقافية وأدبية 208
- هواجس ثقافية وسياسية 207
- هواجس ثقافية وسياسية 206
- هواجس ثقافية ـ 205 ـ
- هواجس ثقافية 204


المزيد.....




- ترامب يزعم بلا دليل: خصومي السياسيين -ربما حاولوا قتلي-
- صممها -الموساد- وجمعت في إسرائيل.. تقرير يكشف تفاصيل مثيرة ح ...
- رحلات الإجلاء تتواصل.. سلوفاكيا تعيد رعاياها من لبنان
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء المعاناة في الشرق الأوسط
- ضابط ميداني في حزب الله يكشف آخر التطورات على جبهة جنوب لبنا ...
- كيم جونغ أون يشرف على تدريبات مدفعية بالذخيرة الحية قبل مراج ...
- ??مباشر: قصف إسرائيلي عنيف يستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت وم ...
- سحب الجنسية الكويتية من متورطين بقضية -سرقة القرن- في العراق ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لاعتراض مسيّرات قادمة من الشرق
- غارة إسرائيلية على مسجد في غزة.. وسقوط 21 قتيلا


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية ـ 224 ـ