أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - مسعود بزشكيان: اتفاق لا يختلف عليه اثنان وضعف خامنئي في اختيار الرئيس














المزيد.....

مسعود بزشكيان: اتفاق لا يختلف عليه اثنان وضعف خامنئي في اختيار الرئيس


مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

(Mehdioghbai)


الحوار المتمدن-العدد: 8032 - 2024 / 7 / 8 - 00:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أُجريت مسرحیة الانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران في 28 يونيو 2024، وذلك بعد مقتل إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة مروحية في 19 مايو.في هذه المسرحیة تم تعيين مسعود بزشكيان كرئيس جديد لإيران، في خطوة بدت ظاهرياً كانتصار للفصيل الإصلاحي، لكنها في الواقع كشفت عن الوجه الحقيقي للنظام العسكري، الذي لا يفرق بين الإصلاحيين والأصوليين حتى في أعلى مستوياته. بزشكيان، الذي يمتلك تاريخاً طويلاً في خدمة نظام ولاية الفقيه وتنفيذ السياسات القمعية، يمثل مثالاً واضحاً على هذا الواقع المرير.
ولد مسعود بزشكيان في مدينة مهاباد، وبلغ من العمر 70 عامًا. مع وصول الخميني إلى إيران عام 1979، انضم بسرعة إلى الأيديولوجية الحاكمة الجديدة، وأسهم بإنشاء الجمعية الإسلامية لطلبة كلية الطب، ولعب دوراً فعالاً في مواجهة الاحتجاجات الشعبية والتنظيمات السياسية، خاصة منظمة مجاهدي خلق.
في 6 نوفمبر 2014، أقر بزشكيان في اعتراف صادم بدوره في قمع النساء والطلاب، قائلاً: "في بداية الثورة، كنت مسؤولاً عن التصفية، ولم يتم مناقشة الحجاب بعد، جعلت الحجاب إلزامياً في المستشفيات والجامعات وأغلقنا الجامعة. بدأنا الثورة الثقافية وأغلقنا الجامعات." يبرز هذا الاعتراف أن بزشكيان لم يكن فقط منفذاً للسياسات القمعية، بل كان رائداً في تنفيذها.
الثورة الثقافية التي بدأت بمرسوم مباشر من الخميني في 13 يونيو 1980، كانت من أحلك الفترات في تاريخ التعليم العالي في إيران. لعب بزشكيان، الناشط الأساسي في هذا الاتجاه آنذاك، دوراً كبيراً في مهاجمة الجامعات وقمع الطلاب والأساتذة المعارضين، مما أدى إلى إغلاق الجامعات لمدة ثلاث سنوات (1980-1983) وطرد الآلاف من الأساتذة والطلاب.
الحجاب الإلزامي هو إرث آخر من الحقبة الثورية، الذي يفتخر بزشكيان ببدئه في الجامعات والمستشفيات، وأصبح رمزاً رئيسياً لاضطهاد المرأة في نظام الملالي. هذه السياسة المناهضة للمرأة استمرت بقوة في كل الحكومات، الإصلاحية والأصولية، وتحولت تدريجياً إلى نظام قمعي متعدد الطبقات، رمزه الأساسي دورية الإرشاد.
دورية الإرشاد، التي تأسست عام 2005، أصبحت أداة للعنف ضد المرأة، ووصل القمع ذروته في عام 2022 بمقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد قوات دورية الإرشاد، مما أثار انتفاضة وطنية استمرت قرابة العام. خلال هذه الاحتجاجات، قُتل نحو 750 شخصاً، وأصيب الآلاف، واعتُقل أكثر من 30 ألف شخص، وأُعدم بعضهم، كنتيجة مباشرة للفكر والثقافة الرجعية التي يفتخر بها بزشكيان.
خلال الحرب العراقية الإيرانية، لعب بزشكيان دوراً مزدوجاً كطبيب وحرسي في الجبهات، ومسؤولاً عن إرسال الفرق إلى الجبهات، مما جعله واحداً من الوجوه الموثوقة في النظام. بعد الحرب، بفضل دوره في الحرب، تم ترقيته بسرعة في المناصب التنفيذية والسياسية. كان رئيساً لجامعة تبريز للعلوم الطبية من 1994 إلى 2000 ثم نائباً لوزير الصحة.
في حكومة محمد خاتمي الثانية، شغل منصب وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي (2001-2005). وجود بزشكيان في حكومة خاتمي الإصلاحية يعكس التناقضات في البنية السياسية في إيران. رغم شعارات الإصلاح، وجود أشخاص مثل بزشكيان في الحكومة أظهر أنه لم يحدث أي تغيير حقيقي في بنية السلطة.
بعد انتهاء فترة الوزارة، دخل بزشكيان البرلمان، وكان ممثلاً عن تبريز وأذرشهر وإسكو في الفترات الثامنة إلى الثانية عشرة، حتى وصل إلى منصب نائب رئيس البرلمان العاشر. هذا الاتجاه التصاعدي في المناصب السياسية يعكس ثقة النظام الكاملة في بزشكيان.
في عام 2003، بصفته وزير الصحة وعضو لجنة تقصي الحقائق الرئاسية بشأن مقتل الصحافية الإيرانية الكندية زهرا كاظمي، أفاد بزشكيان بأن وفاة كاظمي جاءت نتيجة اصطدام جسم صلب برأسها، مما أدى إلى كسر في الجمجمة ونزيف. رغم وجود علامات واضحة للتعذيب، نفى بزشكيان الجريمة وبرأ النظام من جرائمه.
في الأعوام الأخيرة، دفع خامنئي ثمناً باهظاً للسيطرة الكاملة على السلطة التنفيذية، واستبعد الإصلاحيين وحتى الأشخاص مثل لاريجاني. مع انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً، بدا أن خامنئي يسيطر بشكل كامل، لكن مع وفاة رئيسي في حادث تحطم طائرة، أظهر اختيار بزشكيان كرئيس جديد ضعف خامنئي في السيطرة على الوضع داخل النظام، مما يعبر عن أزمة القيادة العميقة.
خلال المناظرات الانتخابية، أعلن بزشكيان موقفه بوضوح قائلاً: "ليس لدي سياسة محددة وأنا المنفذ لسياسات خامنئي"، مما يعكس أن مهمته هي تنفيذ سياسات خامنئي، مؤكداً الطبيعة الحقيقية للنظام السياسي الإيراني حيث لا يتمتع الرئيس بسلطة كبيرة.
في النهاية، قصة مسعود بزشكيان هي قصة النظام الإيراني، حيث الفرق بين الإصلاحي والأصولي ليس إلا شكليًا. فهو مثال للأشخاص الذين، رغم تاريخهم الطويل في القمع وانتهاك حقوق الإنسان، يظهرون اليوم بثوب الإصلاحية. كما برز من خلاله ضعف خامنئي في السيطرة على نظامه وتمشية سياساته كما كان في السنوات الماضية، وخاصة في تنصيب إبراهيم رئيسي. هذه الحقيقة تبرز ضرورة حدوث تغيير جذري في البنية السياسية الإيرانية أكثر من أي وقت مضى، حيث يبقى الأمل في إصلاح حقيقي وتحسين حالة حقوق الإنسان أملاً وهمياً ما دامت شخصيات مثل بزشكيان في السلطة.



#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاطعة الشعب الإيراني للانتخابات وصفعة خامنئي للنظام
- حدثان بارزان: برلمانات وقادة العالم يقفون مع الديمقراطية في ...
- إيران تواجه أكبر مقاطعة انتخابية في تاريخها
- برلين: صرخة الحرية الإيرانية تهز أركان النظام وتكشف زيف الان ...
- مستقبل النظام الإيراني في مواجهة انتخابات مثيرة للجدل
- حقبة جديدة بدأت بهلاك رئيسي: انهيار النظام في مستنقع الأزمات ...
- لماذا الانتخابات الإیرانیة هي مجرد مسرحية؟
- صدى المقاومة يهز عرش الطغيان
- مسرحية الانتخابات الإيرانية: ستة مهرجين في زي الحرس الإرهابي
- إيران على شفير الهاوية: أزمة عميقة تهز أركان نظام الملالي
- خامنئي واستغلال القضية الفلسطينية لتثبيت سلطته
- حان الوقت للحسم: إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإره ...
- آثار هلاك إبراهيم رئيسي على الوضع السياسي في إيران
- مقتل إبراهيم رئيسي واضطراب خامنئي: هل ينذر بإنتفاضة إيران؟
- مقتل إبراهيم رئيسي وآفاق التطورات المستقبلية في إيران
- صرخة الرفض: 92% يرفضون النظام في الجولة الثانية من الانتخابا ...
- طهران تُشعل ثورة ضد النظام بزيادة أجرة المواصلات
- بمناسبة اليوم العالمي للعامل وبطالة العمال الإيرانيين: فقر و ...
- العام الايراني الجديد وخوف النظام من مجاهدي خلق والانتفاضات ...
- الثلاثاء الاخير من العام الايراني (جهار شنبه سوري ) احتفالات ...


المزيد.....




- تونس: ملايين الناخبين يصوتون لاختيار رئيسهم الجديد وقيس سعيّ ...
- مسيرات مؤيدة للفلسطينيين في أنحاء العالم قبل الذكرى الأولى ل ...
- الضاحية الجنوبية لبيروت تشهد -أعنف- غارات.. والجيش الإسرائيل ...
- استطلاع: ربع الإسرائيليين يرغبون في مغادرة البلاد
- مأساة في البوسنة: عائلة تفقد أربعة أفراد في انهيار أرضي
- النيران تشتعل في طائرة ركاب أثناء هبوطها في مطار لاس فيغاس
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ سلسلة غارات ضد مواقع عسكرية تابع ...
- أول رئيسة لإندونيسيا تصف بوتين بالقائد القوي المتمسك بمبادئه ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخين أرض - أرض أطلقا من لبنا ...
- تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لحرب غزة... مظاهرات بعدة مدن ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - مسعود بزشكيان: اتفاق لا يختلف عليه اثنان وضعف خامنئي في اختيار الرئيس